الموقع بوست:
2025-10-22@05:07:21 GMT

اليمن وأزمة انهيار الريال.. ماذا يمكن عمله؟

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

اليمن وأزمة انهيار الريال.. ماذا يمكن عمله؟

سجل الريال اليمني في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا مؤخرًا، انهيارًا جديدًا وحادًا تجاوز معه حاجز الألفي ريال للدولار الأمريكي؛ وهو ما زاد في تفاقم المعاناة المعيشية لغالبية المواطنين؛ حتى صار متوسط الراتب الحكومي أقل من خمسين دولارا؛ وهو ما تتسع معه دائرة الجوع؛ وبالتالي المزيد من تهديد الأمن الاجتماعي.

 

لقد تضاءلت القدرة الشرائية لمستويات تراجعت وانحسرت فيها كثير من المشاريع والأنشطة التجارية؛ وأصبح الواقع تهديدًا للمستقبل في حال لم تستوعب الحكومة خطورة الوضع الراهن ومسؤوليتها إزائه، وإعداد استراتيجية اقتصادية إنقاذية واضحة، تتجاوز الشعارات وتوالي الاجتماعات غير المجدية، إلى الانطلاق في إصلاحات جذرية، يتم من خلالها محاصرة الفساد دون مراعاة أي اعتبارات، وتوحيد الأوعية الايرادية، وضبط وإيقاف النفقات والصرفيات بالعملة الصعبة غير الضرورية، والتعامل مع الواقع باعتباره الحلول المتاحة والبناء عليها؛ لأن كل يوم يمر دون التوصل لحلول جذرية حقيقية وتغيير ملموس سيترتب عليه تداعيات أكثر خطورة يقترب فيها الاقتصاد من الانهيار التام، وتفاقم حال المجتمع في علاقته بالجوع والأمن.

 

السؤال الذي يفرض نفسه: ما هي الأسباب الحقيقية وراء الانهيار المستمر لقيمة الريال في مناطق الحكومة، وما هي التداعيات الأكثر خطورة في حال استمر هذا الوضع، وما هي الحلول التي يتوجب الإسراع في تطبيقها لمواجهة ما هو أسوأ؟

 

يعيش المواطن اليمني وضعًا معيشيًا سيئًا للغاية قبل الانهيار الأخير؛ وبالتالي فإن استمرار تراجع قيمة الريال وصولًا إلى العجز عن شراء الخبز يهدد بانزلاق المجتمع إلى أتون تداعيات خطيرة تنتشر معها الجريمة وتتفاقم مشاكل المجتمع.

 

ظاهرة المضاربة

 

يعتقد الصحافي الاقتصادي، عبد الحميد المساجدي، «أن أسباب انهيار الريال اليمني هي نفسها الموجودة منذ سنوات، وعلى رأسها توقف موارد البلد من النقد الأجنبي، والتي كانت تأتي أغلبها من عوائد مبيعات النفط والغاز، إضافة إلى تراجع تحويلات المغتربين، وتوقف المنح والمساعدات، وتفشي ظاهرة المضاربة بالعملة الوطنية، وفشل السياسة النقدية، وعدم كفاءة الحكومة في تحصيل الموارد، إضافة إلى التباينات والخلافات بين الأطراف المنضوية تحت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا».

 

وهذه أسباب معروفة، وفق المساجدي، ليبقى السؤال عن المعالجات، «إذ أن الحكومة إلى الآن لم تمتلك رؤية اقتصادية لكيفية انقاذ البلد، والحفاظ على قيمة العملة الوطنية، والتعامل مع الوضع الخاص بتوقف تصدير النفط كأمر واقع وعدم تعليق الأماني والأوهام على أمور لن تحصل في القريب العاجل، سواء انتظار أي اتفاق سياسي مع الحوثيين، أو دعم دول التحالف للبنك المركزي، واستخدام مثل هذه الأمور لتبرير الفشل والعجز الحكومي الحاصل».

 

الفوضى والاضطرابات

 

ويرى المساجدي، أن ذلك سينعكس سلبًا على القدرة الشرائية مع تناقص القيمة الحقيقية للرواتب وارتفاع الأسعار، وبالتالي انزلاق شريحة واسعة إلى خانة الجوع؛ وما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة.

 

يقول: «لم يعد المواطن يهتم بمثل هذه التبريرات أو الاستماع لمسببات الانهيار، فما يهمه أن هذا الانهيار أكبر من قدرته على الصبر أو التحمل، كونه تسبب في تآكل القوة الشرائية للعملة الوطنية، وتناقص القيمة الحقيقية للرواتب الضئيلة، وارتفاع الأسعار، وبالتالي انزلاق شريحة كبيرة من المواطنين إلى خانة الجوع، وما لذلك من تداعيات تفشي الجريمة، وانتشار السرقة والنهب والسلب، والأعمال غير المشروعة، في سبيل البقاء، وهي أعمال ترسخ مزيدًا من الفوضى والاضطرابات وتجعل مناطق الحكومة الشرعية غير قابلة للحياة، وبالتالي بيئة طاردة للأعمال».

 

ويؤكد أهمية أن تسلك الحكومة نهجًا ثوريًا على المستوى الإداري في حال أرادت معالجة الأزمة الاقتصادية في مناطق سيطرتها.

 

وقال: «إذا ارادت الحكومة ومجلس القيادة الحفاظ على الاقتصاد الوطني في مناطق سيطرتها وحماية العملة من الانهيار، فعليها أن تسلك نهجًا ثوريًا في الشأن الإداري؛ لأن النمط التقليدي صاحبه الكثير من العجز والفساد والقصور، وبالتالي مراجعة الكثير من السياسات الاقتصادية، وأدوات تنفيذها، وعلى رأس هذه السياسات المتعلقة بتعويم الريال اليمني، وآلية تحصيل الموارد، ونسبها، وأوعيتها، وترشيد الانفاق، وتعزيز آلية المحاسبة ومكافحة الفساد، وتطوير استراتيجية لاستغلال النفط الخام، بعد توقف تصدير النفط منذ سنتين، خاصة إذا ما تم النظر إلى أن اليمن يستورد مشتقات نفطية بأكثر من قيمة النفط الخام المصدّر».


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد الحكومة العملة الأزمة اليمنية فی مناطق

إقرأ أيضاً:

شعبان خليفة: يجب النظر في تداعيات زيادة الأسعار وتأثيرها على العاملين بالقطاع الخاص

قال شعبان خليفة، رئيس نقابة العاملين بالقطاع الخاص إن النقابة تطالب وزيرة التخطيط بصفتها رئيس المجلس القومي للأجور بالدعوة العاجلة إلى عقد اجتماع للمجلس، للنظر في تداعيات زيادة الأسعار وتأثيرها على العاملين بالقطاع الخاص.

رئيس نقابة العاملين بالقطاع الخاص: زيادة الوقود أثرت على كل السلع.. ونرفض رفع تذاكر المتروالمالية: إصلاحات اقتصادية وهيكلية لتحفيز النمو.. نواب: الحكومة تمضي بثبات نحو تحقيق التنمية المستدامة..تمهد الطريق لشراكة فاعلة مع القطاع الخاصالقومي للأجور

وأكد رئيس نقابة العاملين بالقطاع الخاص خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس" أن النقابة تطالب المجلس القومي للأجور إعمالًا للقانون بالاجتماع مرة كل 6 شهور على الأقل للنظر في الأجور وزياداتها، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أنهم يطالبون بزيادة الحد الأدنى للأجور ليصل إلى 9 آلاف جنيه.

 زيادة أسعار المحروقات

وأشار شعبان خليفة، إلى أن زيادة أسعار المحروقات مؤخرًا أثرت على جميع السلع والخدمات، من خضروات وفاكهة ومواصلات، مطالبًا بعدم زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق الذي يستخدمه يوميًا نحو 7 ملايين مواطن، مشددًا على أنهم لن يلجئوا لأي طرق تصعيدية أو قضائية، ولن يقوموا بأي اعتصامات أو إضرابات، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الحد الأدنى للأجور الحالي لم يُطبق بعد على عدد كبير من العاملين بالقطاع الخاص.

طباعة شارك القطاع الخاص القومي للأجور المجلس القومي للأجور وزيرة التخطيط زيادة الأسعار

مقالات مشابهة

  • أزمة العملة تتجدد جنوب اليمن بعد وقف التعامل بفئة المئتي ريال
  • تطورات جديدة بشأن إصابة إمام عاشور وأزمة محمود بنتايج
  • المنظومة الرياضية.. بين طموح الجماهير وأزمة الإدارة
  • قائمة بأسعار الصرف اليوم في اليمن
  • انخفاض أسعار النفط بفعل المخاوف من تداعيات التوتر التجاري بين أمريكا والصين
  • شعبان خليفة: يجب النظر في تداعيات زيادة الأسعار وتأثيرها على العاملين بالقطاع الخاص
  • مزارعو اليمن تحت الوصاية الحوثية.. لا حصاد بدون إذن ودفع
  • أقمار صناعية تكشف تورط هذه الدولة في هجوم ناقلة النفط “فالكون” قبالة اليمن
  • وكالة بريطانية: الحوثي يحكم اليمن باسم الدين ويغذّي حروبه بأموال الإغاثة
  • السيسي: إفريقيا تواجه أخطر تداعيات التحولات العالمية