بلينكن في جولة الـ11.. تحديات جديدة لإحلال السلام في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
في ظل تصاعد التوترات وصراع متجدد في الشرق الأوسط، يعود وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة في جولة جديدة تُعتبر الحادية عشرة له منذ بداية النزاع الأخير بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
وعلى الرغم من عدم تحقيق نتائج ملموسة في الجولات السابقة، فإن بلينكن يأمل أن يتمكن من نزع فتيل أزمة قد تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.
الانطلاق من إسرائيل
تبدأ جولة بلينكن من إسرائيل، حيث من المقرر أن يصل اليوم، قبل أن يتوجه غدًا إلى الأردن.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات في عمان على سبل إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، التي تعاني من آثار الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
وكما أشار مسؤول يرافق بلينكن، فإن النقاشات ستشمل القضايا الحساسة مثل التهديدات الإيرانية، في مسعى لإقناع القادة الإسرائيليين بتجنب أي تصرفات قد تُزيد من تفاقم الصراع الإقليمي.
محادثات متعددة الجوانب
ستستمر جولة بلينكن حتى يوم الجمعة، حيث تشمل زيارات لعواصم عربية أخرى.
ومن المنتظر أن تتناول محادثاته أهمية إنهاء الحرب في غزة، وتأمين الإفراج عن جميع الرهائن، وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى بلينكن إلى التوصل إلى حلول دبلوماسية للصراع القائم بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث يشهد الوضع على الحدود تصعيدًا ملحوظًا.
وفي إطار الجهود الأمريكية، سيتناول بلينكن أيضًا قضايا "اليوم التالي" للحرب في غزة، بما في ذلك إعادة الإعمار وحكم القطاع، وهي مهام متوقعة أن تكون معقدة.
وقد أكدت العديد من الدول العربية أنها لن تسهم في تمويل إعادة الإعمار ما لم يكن هناك أفق حقيقي لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة.
ضغط الانتخابات الأمريكية
تأتي جولة بلينكن في وقت حساس، إذ تقترب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر، مما يزيد من الضغوط على الإدارة الأمريكية لتقديم حلول فعالة قبل انتهاء ولاية الرئيس بايدن.
ومع استمرار الأعمال العدائية، يبقى الأمل معقودًا على إمكانية تحقيق تقدم في جهود وقف إطلاق النار خلال هذه الجولة الجديدة من المفاوضات.
أزمة متصاعدة
في ظل تواصل الصراع، يلتقي بلينكن في إسرائيل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين.
كما أن الزيارة تأتي في وقت تعاني فيه غزة من تصاعد النزاع، حيث أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 42 ألف شخص، مما جعل الأوضاع في المنطقة أكثر تعقيدًا.
فعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المتعددة، لا تزال الحرب في غزة مستمرة، ولم تُفضِ المفاوضات حتى الآن إلى أي نتائج ملموسة.
كما شهدت الحدود مع لبنان تصعيدًا، حيث أطلقت جماعة حزب الله صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية قرب تل أبيب، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
وتبقى الأنظار مركزة على نتائج جولة بلينكن الجديدة، في أمل أن تُثمر الجهود الدبلوماسية عن حلول فعلية للأزمة المستمرة في المنطقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: 7 أكتوبر 2023 احلال السلام إسرائيل وحركة حماس الاردن الانسانية الانطلاق التهديدات التوترات الجولات الحرب في غزة الحدود مع لبنان الخارجية الأمريكى السلام في الشرق الاوسط الشرق الأوسط الفلسطيني المساعدات الإنساني المساعدات الانسانية المحادثات إلى قطاع غزة أنتوني بلينكن انتخابات أول محادثات تصاعد التوترات حرب إقليمية شاملة حركة حماس حزب الله في لبنان حرب إقليمية حماس في 7 أكتوبر
إقرأ أيضاً:
نعم لسلام يخلو من الخدعة والغفلة
إن إدانة الغزو الأجنبي ووحشية ميليشيا متورطة في استعباد جنسي ممنهج لا تعني الدعوة إلى الحرب أو معارضة السلام. الوقوف بحزم ضد الغزو الميليشي يشكل ببساطة رفضا للقوى المتوحشة التي تدمر المجتمعات المسالمة بالقتل والنهب والاستعباد . وفي الموقف الحازم تاكيد على أن الغرباء لا يملكون الحق في غزو الدول ذات السيادة، أو سرقة مواردها، أو شراء ساستها أو فرض السيطرة علي مجتمعاتها بالعنف المتطرف .
إن تشويه هذا الرفض المبدئي للبربرية وتصويره على أنه تحريض على الحرب خطأٌ فادح يخدم المعتدين ومشعلي الحروب. قد ينبع هذا الخلط من تواطؤ مع الغزاة، أو من عقلية تبسيطية تعتمد على كليشيهات عاجزة عن تفكيك واقع معقد – رغم وضوحه الشديد.
أو – في السودان تحديدًا – قد ينبع هذا التخليط من منظورٍ مشوه لطبقة مُسيّسة ولكنها مصدومة نفسيا وفكريا جراء حكم نظام البشير لثلاثة عقود فقدت معه استقلالها الفكري وتلاشت قدرتها على التقييم الأخلاقي والفكري المستقل .
تعمل أذهان هذه الطبقة الآن حصريًا من خلال المعارضة التلقائية لأي موقف مرتبط بالإخوان، رد فعلها الوحيد هو معارضة كل ما يدعمه الإخوان، بغض النظر عن السياق وجوهر المشكل. وهذا يُعمّق الأزمة الوطنية التي سببتها برجوازية فشلت في تنمية السودان أو حمايته. بل وفشلت في حماية وجودها وأسباب كرامتها فصارت نسخة أسيفة من ديك عدة معزز بتفوق أخلاقي لسلمية جوهرها إستسلام يكون فيه واجب أي ضحية في أي زمكان أن تواجه مغتصبها بشعار لا للعنف وان تجلس معه وتعطيه شيئا من لحمها مقابل السلام.
بدأت معارضتي الراسخة للحرب في منتصف التسعينيات، وكتبت حد السأم أن الدعوة إلى العمل العسكري لإزاحة البشير لم تُسفر إلا عن دمار شامل ما فتح باب الشيطان واطلق العنان للفوضى . إن الموقف الحالي لبعض دعاة هذا العنف السابقين، من أحزاب وافراد، المتظاهرين بانهم أبطال للسلام، مثير للسخرية إلى حد كبير، إذ يكشف إما عن تواطؤهم مع الميليشيا أو عن سذاجة مقلقة وغفلة شديدة الخطر.
إن في الدعوة إلى السلام مع الهروب من إتخاذ موقف حازم ضد الغزو تواطؤٌ مُفرط مع الميليشيا عن قصد أو عن سهو. هذه سلمية في فراغ تُساوي زورًا بين ضحايا يدافعون عن مجتمعاتهم والجناة، وتصوّر الصراع على أنه نزاع بين أنداد بدلًا من كونه اعتداءً غاشما. وهذه سلمية جوهرها تشجيع الحرب بمساواة المعتدي والضحية وتحميلهما نفس درجة المسؤولية عن دمار الحرب.
يتحمل دعاة السلام الحقيقيون، بمن فيهم أنا، مسؤولية تحديد موقف واضح ضد كل من الغزو الأجنبي والميليشيا العنيفة. إن الدعوة إلى السلام دون إدانة الاستعمار وفظائع الميليشيا يقارب التواطؤً المقصود أو غير المقصود إذ يقيم تكافؤًا أخلاقيًا زائفًا بين ضحية وجلاد ويساوي بين بطولة الدفاع عن النفس والوطن وعنف الغزاة .
طالما دافعت هذه الصفحة عن السلام، ولكنها عارضت الاستعمار وميليشيا العنف الجنسي بنفس القدر. لم نستخدم قط التزامنا بالسلام كذريعة للتهرب من اتخاذ موقف حازم ضد الغزاة وحلفائهم من ميليشيا العنف الجنسي. لم نستخدم موقفنا المؤيد للسلام أبدًا كوسيلة لتجنب مواجهة السؤال الجوهري عن الموقف من الغزاة والهمجية.
أما التبرير للغزو بالقول أن للجيش أيضا دولا أخري تدعمه فهذا هراء لان كل جيوش العالم تقيم العلاقات مع دول أخري وتتبادل السلاح والمساعدات المختلفة، وهذه ممارسة مشروعة في السياسة والقانون الدولي تمارسها كل جيوش العالم . ولا يمكن إطلاقا الركون إلي حقيقة أن أي جيش في العالم يحصل علي سلاح من الخارج – بما في ذلك الجيش الروسي والامريكي والصين -للتبرير للوجود ميليشيا عبودية جنسية تملكها أسرة وتبريرتلقيها التمويل من دول أخري. ولا أعرف فضاء سياسيا آخرا يتم فيه تبرير وجود وتسليح ميليشيا إبادة عرقية بحجة أن جيش الدولة يحصل علي سلاح من دول أخري.
بإختصار: نعم للسلام. نعمين للسلام. لا للغزو. لا لميليشيا نهب تملكها أسرة. لا نساوي أبدا بين معتد أثيم وبين مدافع عن نفسه ومجتمعه ووطنه. لا للتواطوء مع الحرب باسم سلام الخدعة والغفلة.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب