الجزيرة:
2025-06-03@23:49:53 GMT

إسرائيل تهدد تركيا والجميع

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

إسرائيل تهدد تركيا والجميع

بعد غزة، أصبحت المواقف تجاه فلسطين وإسرائيل إحدى النقاط الفاصلة في السياسة التركية. في الواقع، تعتبر قضية فلسطين واحدة من الموضوعات التي تحظى بإجماع نادر بين الشعب التركي. ومع ذلك، هذا لا يعني أن هذه القضية فقدت قدرتها على التمييز بين المواقف السياسية بشكل كامل.

الرئيس رجب طيب أردوغان شبه حركة حماس بقوات "كُوَّة يِي ملِّيَّة" التركية (وهي مجموعة المقاومة الشعبية التي قاومت الاحتلال في أوائل القرن العشرين)، وهذا التشبيه لاقى قبولًا واسعًا بين الشعب التركي، حيث اعتبره العديد من الناس تشبيهًا مبررًا وصائبًا.

ومع ذلك، فإن زعيم حزب المعارضة وصف حماس بأنها جماعة إرهابية، ربما في تعارض مع آراء غالبية حزبه نفسه. رؤية أردوغان لحماس بهذا الشكل تتضمن كذلك الإشارة إلى أن إسرائيل تشكل تهديدًا لتركيا. وفي تصريحاته التي شَبَّهَ فيها حماس بقوات "كُوَّة يِي ملِّيَّة"، أضاف أردوغان أن إسرائيل، بسبب أحلامها بتحقيق "أرض الميعاد"، تمثل تهديدًا لتركيا.

لقد كان هذا التعبير بمثابة خطوة إضافية من جانب أردوغان لرفع سقف النقاش. من ناحية أخرى، حافظ رئيس حزب الشعب الجمهوري (CHP) على موقفه المعارض، مؤكدًا مرة أخرى أن إسرائيل لا تمثل تهديدًا لتركيا.

من جهة أخرى، يبدو أن إسرائيل، التي تقوم بهجمات إبادة جماعية ضد غزة بحقد وكراهية وغضب كبير، تسير في طريق لا رجعة فيه بالنسبة لها. هذا الطريق قد يؤدي إلى معاناة كبيرة ونتائج مأساوية على العالم كله، لكنه بلا شك يقود إسرائيل إلى مسار مقدر بالفناء. عدم وجود قوة حالية توقفها، بل حصولها على دعم غير محدود من الولايات المتحدة، لا يمنحها أبدًا الشعور بالأمان الذي تحتاجه أو تتخيل أنها ستصل إليه.

الحقيقة الإسرائيليَّة من منظور آخر هي هذا: وجود إسرائيل يتعارض مع التاريخ، مع الحقيقة، مع الجغرافيا، ومع الإنسانية. الفلسفة الصهيونية التي أوجدتها، والتي تتسم بسمات عنصرية – تفوقية، لا تعد بشيء سوى عدم الاستقرار، انعدام الثقة، الحرب، والبارانويا. هذا الأمر لم يظهر في 7 أكتوبر/ تشرين الأول أو بعده فقط. الفلسفة التي أوجدت إسرائيل هي التي دفعت إلى الاحتلال والسياسات العنصريَّة العدوانية التي أدَّت إلى هذا اليوم.

منذ الحرب العالمية الأولى، كان المشروع الصهيوني هو إشعال النار في المنطقة، تقسيمها، احتلالها، واستعمارها. تم تكليف كل دول الشرق الأوسط بدور في خدمة أمن إسرائيل.

هذه المهمة بُنيت على فرضية أن سكان هذه الأراضي ليسوا بشرًا كاملي الأهلية، وبالتالي يتم تجاهلهم أو طردهم أو قتلهم، ليتم تسليم أراضيهم إلى اليهود الحقيقيين. ما لم يحسبوا حسابه هو أن بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في هذه الأراضي، مفهوم الوطن ليس مجرد أرض أو قطعة من التراب، بل هو أمر مقدس يمكن الموت من أجله.

الفلسطيني الذي لم يتخلَّ عن وطنه وكان على استعداد للتضحية بحياته من أجله كان مفاجأة للصهاينة منذ البداية، لكنهم لم يتخلوا أبدًا عن رغبتهم في التغلب على هذه المفاجأة. مع الحقد والغضب والكراهية، استمروا في محاولة القضاء على سكان هذه الأرض الذين يقاومون بإصرار. وكلما فعلوا ذلك، ظهرت وحشيتهم أكثر، وزادت قسوتهم اللاإنسانية والبربرية.

اليوم، القتلى تحت القصف الإسرائيلي ليسوا الفلسطينيين وحدهم، بل الحضارة الصهيونية – الصليبية التي تحتضر بشهادتهم.

من لا يفهم طبيعة ولادة إسرائيل وزرعها في هذه الأرض، لا يفهم التاريخ، ولا الإنسان، ولا الحضارة الغربية، ولا الاستقلال. في الواقع، إذا أردنا فهم تاريخنا، ومسافة استقلالنا الحقيقي، وواقع الاحتلال، وما يهددنا حاليًا، فيجب علينا أن نفهم الحقيقة الإسرائيلية.

إسرائيل ليست ببساطة دولة أسسها بعض اليهود عام 1948 ثم تجاوزوا ذلك. منذ عام 1917، تم إعداد الأراضي الفلسطينية المحيطة بالقدس تدريجيًا من قبل البريطانيين لهذا الغرض. وبعد تأسيسها، استمرَّت إسرائيل في التوسع التدريجي والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

منذ اليوم الأول، كان كل شيء مخططًا له لصالح الصهيونية، ويتقدم خطوة بخطوة. لهذا المشروع التوسعي خطة تحمل اسم "أرض الميعاد"، وهي بالنسبة لهم قضية لا تقبل النقاش، حتى وإن كانت بالنسبة لنا هراء. ومن المؤسف أن الولايات المتحدة، التي تمثل أقوى وأكبر قوة عسكرية غير أخلاقية في العالم، والاتحاد الأوروبي يدعمان هذا المشروع بلا حدود.

حتى وإن كانت تلك "النبوءات" سخيفة بالنسبة لنا، فإنها تمثل إيمانًا عقائديًا حقيقيًا لهم، ولا يخفون ذلك. بل حتى في وسط الحرب، يتم الكشف عن تلك المعتقدات العقائدية في كل مرحلة. إنهم لا يربون أطفالهم على تاريخ أسطوري وخيالي مثلما نفعل نحن. بل يحيون حكاياتهم حول هذه الأراضي الموعودة، حتى لو كانت ملفقة، ويستخدمونها لبث مشاعر الثأر والعبودية والعداء العنصري.

إن تاريخ إسرائيل على مدى قرن من الزمن يوضح نواياها وخططها المستقبلية. إسرائيل اليوم هي قضية لكل الإنسانية؛ لأنها ترتكب جرائم الإبادة الجماعية. لكن إصرار البعض على إنكار التهديد الذي تشكله على تركيا بالذات هو جهل، ضلال، وربما خيانة.

تصريحات الرئيس أردوغان بأن "إسرائيل تستند إلى التوراة المحرفة، وبفعل التعصب الديني ستسعى بعد فلسطين ولبنان إلى تركيا" هي التعبير الأخف عن هذا التهديد. إن أي شخص في تركيا يعتبر نفسه تركيًا أو مسلمًا أو حتى إنسانًا، يجب أن يدرك هذا التهديد ويحدد موقفه منه.

لا شك أن دعم الولايات المتحدة وحلفائها لـ "حزب العمال الكردستاني" وأذرعه منذ 40 عامًا في تركيا وسوريا، رغم انتهاكهم معاهدات الناتو، هو جزء من هذا المشروع. علينا أن نتساءل: هل هذا الجهل أم الضلال أم الخيانة؟

وجود إسرائيل يشكل تهديدًا للبشرية. ومنذ يوم تأسيسها، لم تجلب شيئًا سوى الضرر لتركيا، وهي تهدف بشكل واضح إلى التهام تركيا. كيف يمكن لأي شخص عاقل أن يتجاهل هذا التهديد الواضح؟!

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أن إسرائیل تهدید ا

إقرأ أيضاً:

منذر رياحنة لـ"الفجر الفني": مشاركة آماليا في "سيوف العرب" لحظة استثنائية بالنسبة لي كأب وفنان

 

في عالم الفن، ليس من السهل أن يولد نجم، لكن الأصعب أن يكون هذا النجم صغيرًا يحمل الحلم ويواجه الكاميرا بثقة تفوق عمره. آماليا، ابنة النجم الأردني منذر رياحنة، تخطو أولى خطواتها على طريق التمثيل من بوابة مسلسل "سيوف العرب"، مجسّدة شخصية خولة بنت الأزور في طفولتها، لتبرهن أن الموهبة أحيانًا تُورث، لكنها تحتاج أيضًا إلى شغف وصدق كي تتجلّى.

َ

وقال رياحنة في تصريح خاص لـ"الفجر الفني":"مشاركة آماليا في هذا العمل لحظة استثنائية بالنسبة لي، ليس فقط كأب، بل كفنان يقدّر قيمة الدور والتجربة. خولة بنت الأزور شخصية عظيمة وملهمة، واختيار آماليا لتجسيد طفولتها كان قرارًا مدروسًا ومبنيًا على موهبتها الفطرية وحضورها القوي."

وأضاف:"آماليا منذ صغرها تعشق التمثيل، وكنت حريصًا على ألا أدفعها إلى هذا المجال إلا إذا كانت راغبة ومستعدة. وفوجئت بمدى التزامها وتركيزها أثناء التصوير، وكأنها وُلدت أمام الكاميرا. فخور بها جدًا، وأتمنى أن تكون هذه البداية فاتحة خير لمشوار يليق بها."
 

وأكد :"بداية الموضوع آماليا كانت عندها عطلة دراسية وطلبت مني تذهب معي على المغرب أثناء تصويري المسلسل فوافقت وقلت لها أسبوع فقط وترجعي الأردن، ثم بعد ذلك المخرج شفها واعجب بها، وانا لا أردت أن اتدخل في قرارها وهي ذكية وشغوفة وبتحب التمثيل وكانت كمان بتدي ملاحظات لفريق العمل. 
 

وأكد :""في البداية، كانت آماليا تقضي عطلتها الدراسية، وطلبت مرافقتي إلى المغرب أثناء تصويري للعمل، فوافقت على أن تبقى أسبوعًا فقط وتعود للأردن. لكن المخرج رآها وأُعجب بها، وقال لي هذه الشخصية تتم على مرحلتين مرة وهي صغيرة ومرة هي كبيرة، فهي هاتمثل المرحلة الصغيرة وبعدها تطوّر الأمر طبيعيًا. لم أتدخل في القرار، فهي ذكية وشغوفة بالتمثيل، وكانت حتى تُعطي ملاحظات للفريق، وهذا يدل على مدى متابعتها واهتمامها."

وختم رياحنة بالقول:"أشكر كل من دعمها وآمن بها، وأشكر فريق العمل الذي احتضنها وشجّعها. الجمهور على موعد مع أداء مميز، ليس فقط من آماليا، بل من كل من شارك في هذا العمل التاريخي المهم."
 

 

مقالات مشابهة

  • السكن.. التمويل التشاركي يصل إلى 26.2 مليار درهم في نهاية شهر أبريل (بنك المغرب)
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • محادثات إسطنبول وصعود تركيا الدبلوماسي
  • أردوغان يعلن عودة الخطوط الجوية السورية لتسيير الرحلات إلى تركيا
  • منذر رياحنة لـ"الفجر الفني": مشاركة آماليا في "سيوف العرب" لحظة استثنائية بالنسبة لي كأب وفنان
  • أردوغان يقترح عقد قمة بين بوتين وزيلينسكي وترامب في تركيا
  • البيت الأبيض: ترامب منفتح على لقاء بوتين وزيلينسكي في تركيا
  • تركيا تدعو لعقد قمة تشمل رؤساء أوكرانيا وروسيا وأمريكا
  • أردوغان: آمل أن يجتمع زيلينسكي وبوتين في تركيا بحضور دونالد ترامب
  • الصندوق الوطني للتقاعد يصدر بيانا هاما