ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والتي دار موضوعها حول "مكانة الأمة الإسلامية وخيريتها".

وقال الدكتور محمود الهواري، إنَّ خيرية الأمة الإسلامية، ليست شعارا عريضا، ولا تنظيرا باهتا، ولا فلسفة فارغة من مضمونها، ولا عنترية جوفاء، ولا اندفاعا طائشا غير منضبط، بل هي خيرية واقعية عملية نافعة؛ بمعنى أن الخيرية هي نتيجة ولا بد لكل نتيجة من مقدمات، موضحًا أن الأمة الإسلامية في أول أمرها لم تعرف الشتات ولم تعرف الوهن والضعف، ولا  الجهل والكسل، وهذه هي المقدمات التي جعلتها توصف بأنها خير أمة أخرجت للناس، وصدق الوحي الواقع التي كانت تحياه هذه الأمة مما بلغته من مكانة وشأن جاوز كل الحضارات التي سبقتها، ونهلت منه كل حضارة أعقبتها.

وأكد الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إننا في حاجة إلى إعادة النظر في حالنا  لنعرف أسباب ما نحن فيه من فرقة وشتات، وعلينا أن نسارع بتطبيق القواعد التي جاء بها الوحي الكريم حتى تعود الأمة إلى سابق عهدها، الأمة التي بلغت أوج ازدهارها عندما كانت متمسكة بالقرآن الكريم والهدي النبوي الشريف، أما وقد بعدنا اليوم عن تعاليم الشرع الحنيف، فصرنا إلى ما نحن فيه اليوم، ولنعلم أن وعد الله حق، وأن ما جاء من وعد لهذه الأمة فهو كائن لا محالة شريطة أن تأخذ هذه الأمة بالأسباب وأن تؤدي ما عليها، فلا نيأس ولا نقنط، لأن الله مع هذه الأمة لكن علينا أن نرجع إلى عهدنا مع الله سبحانه وتعالى.

وبيّن خطيب الجامع الأزهر، أن النصر لا يأتي إلا بتوفق الله سبحانه وتعالى، والأخذ بأسباب النصر، فالإيمان بالله سبحانه وتعالى، ووحدة الصف، ونبذ الشقاق والخلاف والاجتماع على كلمة سواء، تأتي بالنصر، أما الفرقة التي نعاني منها هذه الأيام هي التي مكنت العدو منا، كما أن النصر مرهون بامتلاك موازين القوى سواء كانت القوى السياسية أو الاقتصادية أو العلمية، وهذه الأسباب هي التي جعلها الله سبيلا للعيش على الأرض، ومنحها لمن يسعى ويجد طالبا إيها، كما يدعونا الإيمان إلى ضرورة التمسك بهذه الأسباب.

وحذر الهواري الشباب من الانسياق وراء الشائعات المغرضة التي تزعم فشل الأمة وانهيارها، والتي يهدف أصحابها إلى زرع روح اليأس والقنوط في نفوس شبابنا، وتقويض عزيمتهم، والحقيقة أن الأمة مهما ضعفت ستعود إلى مجدها، لأن هذا الضعف أمر عارض، وكثير ما مرت الأمة بمثل هذا، لكنها قادرة على تجاوزه، وإعادة بناء ذاتها من جديد لمواجهة كل محاولات الهدم التي تتربص بها على الدوام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة الجامع الازهر البحوث الإسلامية خيرية الأمة الإسلامية هذه الأمة

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية يشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر وصناعة المصلحين

شارك مجمع البحوث الإسلامية، في فعاليات مؤتمر الأزهر الشريف الذي تنظمه كلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين بعنوان: «الأزهر وصناعة المصلحين»، بحضور كوكبة من كبار العلماء والقيادات، في مقدمتهم :الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف، والدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد معبد عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ عبد العزيز الشهاوي شيخ الشافعية، والدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر ورئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، إلى جانب عدد من السفراء، وقيادات الأزهر، ونخبة من العلماء والمفكرين.

الأزهر.. وصناعة المصلحين| وزير الأوقاف يشارك في مؤتمر العلوم الإسلامية للوافدينالأزهر للفتوى يحدد شروط استجابة الدعاء وكيفية تحقيقها

وسلط المؤتمر الضوء على الدور المحوري الذي يضطلع به العلماء ومؤسسة الأزهر، في تشكيل الوعي وبناء الإنسان، وذلك من خلال مشاركة علمية واسعة من باحثين يمثلون مختلف دول العالم الإسلامي.

وألقى الدكتور حسن يحيى الأمين المساعد للجنة العليا للدعوة بالمجمع ، كلمة نيابة عن الأمين العام د. محمد الجندي، تناول فيها نموذج الإمام المربي الشيخ صالح الجعفري، أحد رموز الأزهر الشريف، باعتباره مصلحًا ومربِّيًا اهتم ببناء الإنسان من الداخل، جامعًا بين الإصلاح السلوكي والتربوي والروحي في منهج متكامل.

حيث أوضح أن الإمام الجعفري أولى الجانب الأخلاقي والسلوكي عناية فائقة، فركّز على مراتب النفس الإنسانية، محذرًا من غواية النفس الأمارة، وداعيًا إلى مجاهدتها والارتقاء بها حتى تبلغ مقام النفس الكاملة، كما أبرزت الورقة أن منهجه الإصلاحي لم يكن نظريًا فحسب، بل تمثَّل عمليًا في سيرته وسلوكه، فكان داعيةً بمحبة، ومربيًا بسَمته، ومصلحًا بقدوته.


وأكد الجندي، أن استلهام فكر الشيخ الجعفري في هذا السياق هو امتداد طبيعي لرسالة الأزهر ، في نشر الوسطية والاعتدال، وبناء الوعي، وتزكية النفس، مشيرةً إلى أن الأزهر سيظل منارةً للإصلاح الشامل، يبدأ من الفرد ويتسع ليشمل المجتمع بأسره.

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في إطار جهود الأزهر الشريف لتعزيز دوره الريادي في صناعة المصلحين والدعاة المؤثرين، القادرين على التعامل الواعي مع متغيرات الواقع وتحدياته، انطلاقًا من تراث علمي وروحي عريق، تمثّله شخصيات رائدة كالإمام الجعفري وسواه من أعلام الإصلاح والفكر.


وقال الجندي، في كلمته إن الإمام الجعفري ، يرى أن الأزهر هو الحصن المنيع لحماية هوية الأمة وتراثها الديني والعلمي، ففيه تُدرس المذاهب الأربعة، وتُروى كتب الحديث، وتُحفظ علوم اللغة والتفسير، ويقول: "وكأن جميع المحدثين جاءوا وحشروا هنا، وكأن الأزهر هو المجمع لعلماء التفسير والحديث والفقه"، مشددًا على أن هذا الصرح لا يُخرّج عالماً فحسب، بل سفيراً للهداية والتنوير في الأرض، فهو مركز إشعاع عالمي يحمل ميراث النبوة، ويحمي الأمة من الضلال والفساد، وفي كلماته المؤثرة، وصف الأزهر بأنه "قوي الحجة، واضح المحجة، لا يظلم إذا أظلم الكون"، مؤكدًا أن علماءه هم "أسود بعمائمهم، تيجانهم الإيمان، وعدّتهم العلم"، والعلماء الأزهريين لا ينطقون إلا بحكمة، ولا يفتون إلا بعلم، ويأخذون علمهم بالسند المتصل إلى النبي ﷺ. فعباراتهم، كما يصفها، "تفصل الخطاب وتملك أعناق المعاني، وتبارى شهب الظلام ونوابغ الحكم".        

                 
وأوضح أن منهج الإمام الجعفري لم يقف عند حدود التعليم والوعظ، بل امتد إلى إصلاح باطن الإنسان، فقد رأى أن إصلاح المجتمع لا يكون إلا من خلال قلوب طاهرة ونفوس مطمئنة، وجعل من العزلة والخلوة والذكر وسائل أساسية لتزكية النفس، قائلاً: "إذا أردت أن تدخل في شهداء المعارك لتنال إحدى الحسنيين، فاقتحم ميدان الرياضة والعزلة والانفصال".

 وتابع: وكان الإمام الجعفري ، يهتم بتهذيب النفس ومجاهدتها محوريًا في دعوته الإصلاحية، فصنف مراتب النفس من "أمارة بالسوء" إلى "كاملة"، داعيًا السالكين إلى تطهير أنفسهم والارتقاء بها نحو الصفاء الروحي.

طباعة شارك البحوث الإسلامية الجلسة الافتتاحية الأزهر وصناعة المصلحين

مقالات مشابهة

  • نتيجة وملخص أهداف مباراة النصر ضد الأخدود في الدوري السعودي
  • ملتقى الجامع الأزهر: رسولنا حث على طلب الشفاء وعدم الاستسلام للمرض‏
  • ملتقى الأزهر يناقش إيجابيات وسلبيات شبكات التواصل الاجتماعي.. غدا
  • سياسيون وإعلاميون يؤكدون: الموقف اليمني غير نظرة الأعداء تجاه الأمة الإسلامية
  • وزير الأوقاف يشارك في المؤتمر الدولي الأول لكلية العلوم الإسلامية للوافدين
  • البحوث الإسلامية يشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر وصناعة المصلحين
  • الأزهر.. وصناعة المصلحين| وزير الأوقاف يشارك في مؤتمر العلوم الإسلامية للوافدين
  • أرجوك لا تستسلم وتتوقف
  • أمين البحوث الإسلامية: الأزهر يهتم دائما بتأهيل وتدريب الوعاظ على الفتوى
  • الفتوى ليست للجميع.. غرامة تصل إلى 100 ألف جنيه في هذه الحالة