30% فقط من الابراج والبنية التحتية للإنترنت في غزة فعالة
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
غزة - صفا
عرض تقرير لمركز حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، يوم الثلاثاء، أن نسبة الأبراج والبنية التحتية الفعّالة المسؤولة عن توفير خدمة الإنترنت حاليًا لا تتجاوز 30%.
وعرض مركز حملة تفاصيل دقيقة حول الأضرار التي لحقت بأبراج الاتصالات والبنية التحتية للألياف البصرية المسؤولة عن توفير خدمة الإنترنت، والتي قُدرت بحوالي 90 مليون دولار حتى شهر آذار 2024.
وأطلق مركز حملة تقريره الجديد حول "البنية التحتية للاتصالات في قطاع غزّة: تقييم الأضرار والأثر الإنساني،" الذي يسلط الضوء على الأضرار والأثر الإنساني للحرب المدمرة والإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي.
ويشير التقريرإلى أن قطاع الاتصالات شهد تدميرًا واسع النطاق له تأثيرِ كبير على حياة المواطنين/ات في غزة وقطعٍ للخدمات الأساسيّة، أظهرت تقييمات أولية لشركة الاتصالات الفلسطينيّة وشركة أوريدو، ونشرته وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقميّ في فلسطين أن 75% من البنية التحتية للاتصالات في قطاع غزة قد تضررت، وأن 50% على الأقل قد دُمّرت بالكامل.
وقد أدى ذلك إلى انقطاعات متكررة في خدمات الاتصالات والإنترنت، حيث وقع أول انقطاع تام في 29 تشرين الأول من العام الماضي، وتعرضت خدمات الاتصال للانقطاع 15 مرة على الأقل خلال عام من الدمار، وفقًا لتقرير سابق صادرٍ عن مركز حملة.
يعرض التقرير أيضًا الصعوبات التي تواجه شركات الاتصالات المحلية، التي تعتمد بشكل كبير على مولدات الديزل لاستمرار خدماتها بسبب نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، كأحد الحلول المؤقتة وغير الفعالة بسبب القيود المفروضة على إدخال الوقود والمعدات، مما يعيق جهود إصلاح البنية التحتية المدمرة.
وتفاقمت الأضرار مع موجات النزوح القسري لأهالي القطاع، مما زاد من الضغط على مراكز الإيواء وشبكات الاتصالات الفعالة في تلك المناطق، وصعّب الحفاظ على التواصل مع العالم الخارجي.
ويؤكد مركز حملة أنه لم يعد بإمكان المواطنين الاتصال بخدمات الطوارئ أو الإنقاذ، أو التواصل مع أقاربهم، أو حتى الوصول إلى مصادر المعلومات الموثوقة القليلة المتبقيّة، خاصةً بعد إغلاق محطات البث واستهداف الصحافة المحلية منذ بداية الهجمات الإسرائيلية.
في ظل هذه الظروف القاسية، لجأ بعض المواطنين إلى استخدام شرائح إلكترونية من شركات اتصالات خارجية، إلى جانب خدمات الأقمار الصناعية مثل "ستارلينك" التي استُخدمت في مشفى واحد فقط في غزة.
لكن هذه الحلول – وفقاً لحملة -واجهت تحديات تتعلق بالتكلفة العالية ومحدودية التغطية الجغرافية، بالإضافة إلى الحاجة لموافقة السلطات الإسرائيلية على تقديم هذه الخدمات، مما حصر استخدامها في مناطق محددة وبإمكانيات محدودة.
وتوصل التقرير في ضوء التحديات الإنسانية والاقتصادية التي تسببت بها الحرب المستمرة على غزة، إلى استنتاجات وتوصيات هامة حول تأثير الحرب على قطاع الاتصالات حيث أظهرت النتائج أن إعادة بناء هذا القطاع تتطلب اعتماد مقاربة شمولية تلبي الاحتياجات الملحة والأساسية للمواطنين في المدى القريب، مع التخطيط لإعادة إعمار طويلة الأجل تضمن بناء بنية تحتية مرنة ومستدامة.
ويقترح التقرير سيناريوهين للتعامل مع الوضع الحالي: الأول يركز على الاستجابة الفورية للاحتياجات العاجلة، وإعادة خدمات الاتصال من خلال حلول مؤقتة، والثاني يتناول إعادة إعمار طويلة الأجل تعتمد على استثمارات كبيرة في تكنولوجيا الجيلين الرابع والخامس، بدعم من المجتمع الدولي والقطاع الخاص.
ودعا مركز حملة إلى التدخل العاجل من المجتمع الدولي لوقف الحرب والإبادة الجماعية والمساهمة في إعادة بناء قطاع الاتصالات في غزة، والذي يُعد شريان حياة أساسي للمواطنين في ظل هذه الظروف الإنسانية الكارثية.
وأكد على أن الاتصال هو حق من حقوق الإنسان الأساسية لضمان حرية التعبير والوصول إلى المعلومات، خاصةً في أوقات الأزمات، كما ورد في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وطالب مركز حملة بإدخال الوقود والمعدات اللازمة لاستعادة الخدمات بشكل كامل ومستدام.
كما ودعا السلطات المعنية إلى تسهيل إدخال التكنولوجيا الحديثة بما في ذلك خدمات الأقمار الصناعية، دون قيود تؤثر على حقوق الفلسطينيين في الاتصال والوصول إلى المعلومات.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: غزة البنية التحتية الانترنت مرکز حملة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن حرب الاستنزاف التي تقودها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي تختلف عن حرب الاستنزاف التي قادتها الجيوش العربية بعد عام 1967، والتي قال إنها وُظفت لتحقيق أهداف مستقبلية.
وحرب الاستنزاف -حسب اللواء الدويري- هي حرب طويلة الأمد يتم خلالها استنزاف العدو بأقل جهد من قبل القوات المدافعة.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعلن في إحدى كلماته أن المقاومة "مستعدة لمعركة استنزاف طويلة للعدو ولسحبه لمستنقع لم يجنِ فيه ببقائه أو دخول أي بقعة من غزة سوى القتل لجنوده واصطياد ضباطه".
ويعتقد اللواء الدويري أن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة غير متناظرة، لأن المقاومة الفلسطينية بحوزتها إمكانات بسيطة مقارنة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ لا تملك سوى القذائف والحشوات والألغام والمقذوفات قصيرة المدى منها، "الياسين"، و"تي بي جي"، و"تاندوم"، و"آر بي جي 9″، وغيرها من الأسلحة.
ويتم استخدام تلك الإمكانات البسيطة من قبل مجموعات صغيرة تستند إلى أهم عنصر وهو الاستطلاع، الذي تتولاه -حسب الدويري- مجموعات متخصصة لرصد تحركات قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتتواصل مع بعضها بشكل مباشر لا يخضع للاختراق الإلكتروني.
إعلان
وقال إن المجموعات التي تقوم بعمليات المقاومة باتت تعتمد على الكمائن المركبة والبسيطة، وهو ما يجري من بيت لاهيا حتى رفح جنوبي قطاع غزة.
فرصة للمقاومةومن جهة أخرى، يرى اللواء الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن قادة الاحتلال يعتقدون أن المقاربة العسكرية الحالية في غزة هي الأنجح، لأنها تعتمد على القصف الناري المكثف وعلى تدمير المربعات السكنية ثم تقدم القوات، ويقول اللواء الدويري إن هذه الخطة تصنف ضمن جرائم الحرب، لأنها تتضمن التهجير القسري والتدمير والقتل الجماعي.
وأوضح أن الخطة الإسرائيلية تعطي فرصة للمجموعات التابعة للمقاومة الفلسطينية، لأنها تمكنها من التحرك أكثر من السابق وتجعل المدنيين يتجنبون القصف الإسرائيلي الذي يتبع عادة كل عملية يقومون بها.
وتواصل المقاومة الفلسطينية إيقاع الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أقر في وقت سابق بمقتل 4 من جنوده وإصابة 17 آخرين -بعضهم بجروح خطيرة- في عمليات في قطاع غزة، بينها كمين ناجح في خان يونس جنوبي القطاع.
ويذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق منذ مطلع مايو/أيار الماضي عملية عسكرية تحت اسم "عربات جدعون" بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة، عبر عملية منظمة من 3 مراحل.