موقع 24:
2025-07-29@23:34:43 GMT

«مجموعة البريكس» نظام دفع بدلاً من عملة مشتركة

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

«مجموعة البريكس» نظام دفع بدلاً من عملة مشتركة

منذ ما يقارب عقدين من الزمان، تحاول مجموعة البريكس وعلى رأسها الصين وروسيا التقليل من اعتمادها على الدولار الأمريكي من أجل حماية اقتصاداتها من العقوبات الأمريكية، والحد من التعرّض لتقلبات السياسة الاقتصادية والنقدية الأمريكية، وفي الوقت ذاته رغبة منها في المطالبة بمكانة أقوى في التسلسل الهرمي الاقتصادي العالمي.

وفي أكثر من محفل انتقد زعماء آخرون من دول مجموعة بريكس الدور الأمريكي في النظام المالي والنقدي العالمي متسائلين، لماذا يتعيّن علينا أن تُبنى تجارتنا على الدولار! في اجتماعها الأخير، لوّح الرئيس بوتين بعملة موحدة جديدة ربما ترى النور في السنوات المقبلة. السؤال الذي أحاول الإجابة عليه في هذا المقال، ما مدى جدوى مجموعة البريكس في تبني عملة مشتركة جديدة؟ 
العملة المشتركة ليست مفهوماً جديداً، ففي أربعينيات القرن العشرين، اقترح العالم الاقتصادي البريطاني جون ماينارد كينز عملة عالمية واحدة لإدارة اختلالات التجارة الدولية لتبسيط واستقرار التمويل العالمي. وفي سبعينيات القرن الماضي، أثناء المناقشات حول نظام عملة دولية جديدة، ناقشت بعض الدول مفهوم العملة المشتركة مرة أخرى آنذاك. عملة موحدة لمجموعة البريكس، تعني سيناريو تتخلى فيه كل دول المجموعة عن عملتها الخاصة لمصلحة عملة مشتركة واحدة.
ربما نستدل بتجربة الاتحاد الأوروبي في عملته المشتركة، لنوضح مدى جدوى خوض مجموعة البريكس للمنهجية نفسها. على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يقع في قارة واحدة تشترك العديد من دوله بروابط ثقافية وتاريخية، مما يعزز الشعور بالوحدة والتعاون الذي يدعم العملة المشتركة، إلا أنه استغرق أكثر من 30 عاماً للوصول لإطار استراتيجي توافقي لعملة مشتركة «اليورو».
إلى يومنا هذا هناك دعوات من بعض دول الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن عملة اليورو، وقد يعود السبب لعدم القدرة على السيطرة على سياساتها النقدية، مما حد من قدرتها على الاستجابة بشكل مستقل للظروف الاقتصادية المحلية، مما أدى إلى تأجيج المشاعر القومية والدعوات للعودة إلى العملات الوطنية. علاوة على ذلك، فرضت عملة اليورو ميثاق الاستقرار والنمو حدوداً للميزانية، مما منع بعض دول الاتحاد من استخدام السياسة المالية لتحفيز اقتصاداتها أثناء فترات الركود.
على النقيض من ذلك، مجموعة البريكس متناثرة في قارات عدة، وتوجد اختلافات سياسية وأيديولوجية كبيرة بين دولها، مما قد يؤدي إلى صراعات حول الحكومة الاقتصادية والأوليات السياسية. على عكس الاتحاد الأوروبي، تفتقر مجموعة البريكس إلى إطار مؤسسي قوي لدعم الاتحاد النقدي، بما في ذلك البنك المركزي والسياسات المالية المنسقة. إضافة لذلك، تمايز الهياكل الاقتصادية للدول الأعضاء واختلاف مستويات التنمية والسياسات مالية، يجعل من الصعب إنشاء سياسة نقدية موحدة.
تركيز مجموعة البريكس على نظام دفع مالي بديلٍ عن عملة موحدة سيكون أكثر جدوى وأسرع في التنفيذ من إنشاء عملة مشتركة ينطوي عليها تكامل اقتصادي وسياسي معقد. بهذه الطريقة ستعزز مجموعة البريكس مرونتها الاقتصادية والحد من تعرضها للعقوبات. وحتى تتضح الرؤية، سيسمح هذا النهج باتخاذ إجراءات أكثر سرعة مع تعزيز التجارة والتعاون فيما بينها، مما يمهد الطريق -في نهاية المطاف- لإطار مالي أكثر استقلالية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بريكست الاتحاد الأوروبی مجموعة البریکس

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يقترح تعليق تمويل الشركات التابعة للكيان المحتل

اقترحت المفوضية الأوروبية اليوم، تعليق عمليات تمويل لشركات ناشئة تابعة للكيان المحتل بسبب الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
وقالت المفوضية في بيان: “رغم إعلان الكيان المحتل لهدنة إنسانية يومية، إلا أن الوضع الميداني لا يزال خطيرًا، مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مقبول”.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يعلق المساعدات لأوكرانيا بسبب «الفساد»
  • سفير الاتحاد الأوروبي يزور مكتبة الملك فهد الوطنية
  • وزيرا البترول بمصر والإمارات يتفقان على تشكيل مجموعة عمل مشتركة
  • الاتحاد الأوروبي يخصص 1.1 مليون يورو لمعالجة أزمة المياه في البصرة
  • جاك أتالي ينتقد اتفاق الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة: "استسلام محبط وفقدان للسيادة الاقتصادية"
  • خمس نقاط غامضة في الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
  • الاتحاد الأوروبي يقترح تعليق تمويل الشركات التابعة للكيان المحتل
  • إسرائيل.. والتواطؤ الأوروبي
  • ترمب: الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتوصلان إلى اتفاق تجاري
  • الاتحاد الأوروبي: مؤتمر حل الدولتين لحظة حاسمة للجميع