الدول الأعلى كثافة بالصلعان.. وما هو السبب؟
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
يعد الصلع أكثر شيوعا عند الرجال منه عند النساء، ولكن يمكن أن يحدث لأي شخص تقريبا. وهناك العديد من الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى الصلع بينها الأسباب الوراثية.
ويكون الصلع عند الذكور أكثر شيوعا في بعض البلدان منه في بلدان أخرى. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل»، فإن هناك استنادا إلى الأرقام التي جمعتها World Population Review، وبناء على بيانات من عيادة (Vantage Hair Clinic)، 21 دولة حول العالم، هي الأعلى نسبة من حيث عدد الرجال الذين يعانون من الصلع، وكثير منها كان بها عدد كبير من سكان القوقاز، وهي مجموعة تميل إلى فقدان شعرها بشكل أسرع من الأجناس الأخرى.
وتصدرت جمهورية التشيك الترتيب، حيث أن نحو 42.8% من الرجال يفقدون شعرهم أو يصابون بالصلع. وقد يعود ذلك إلى أن الغالبية العظمى من السكان من القوقاز، أو إلى النظام الغذائي، حيث إن المطبخ التشيكي مليء بأطباق تقل فيها احتمالية احتواء كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن اللازمة لنمو الشعر.
ووجدت مراجعة أجريت عام 2018 ونشرت في مجلة Nutrients أن 95% من السكان الذين شملهم الاستطلاع في جمهورية التشيك يعانون من نقص فيتامين D.
وتأتي إسبانيا في المركز الثاني بنسبة قريبة جدا، حيث أن ما يقارب 42.6% من مواطنيها الذكور يعانون من الصلع.
وتحتل ألمانيا المركز الثالث حيث أن نحو 41.2% من مواطنيها الذكور صلع. وتليها فرنسا بنسبة 39.24% من الذكور الصلع.
والمملكة المتحدة هي خامس دولة من حيث معدلات الصلع الأعلى، حيث يعاني 39.23% من الرجال من درجة معينة من تساقط الشعر أو الصلع. وعلى غرار جمهورية التشيك، يمكن أن يكون العرق عاملا مساهما في ذلك، حيث وجدت بيانات التعداد السكاني لعام 2021 أن 82% من السكان في إنجلترا وويلز هم من القوقاز.
ووجد استطلاع نُشر في وقت سابق من هذا العام أن 60% من البريطانيين يعانون من نقص في فيتامين D، وأن واحدا من كل خمسة يعاني من نقص الفيتامين. ويعاني واحد من كل 10 بريطانيين فوق سن 75 عاما من نقص فيتامين B12، وهو عنصر غذائي حيوي آخر لنمو الشعر.
واحتلت إيطاليا المرتبة السادسة بنسبة 39.2%، وهولندا المركز السابع بنسبة 39%، بينما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثامنة عالميا بنسبة 37.9%.
والولايات المتحدة هي دولة أخرى يغلب عليها الطابع القوقازي (75% من الأمريكيين تم تحديدهم على أنهم من «البيض فقط» في أحدث بيانات التعداد السكاني، مع العديد من أوجه القصور في المغذيات).
ووفقا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، فإن 42% من الأمريكيين يعانون من نقص فيتامين D.
واحتلت كندا المرتبة التاسعة بنسبة 36.29% من الرجال الصلع، ثم تلتها بلجيكا في المرتبة العاشرة بنسبة 36.02%.
ويأتي ترتيب بقية الدول الأعلى نسبة صلع لدى الرجال كما يلي: - سويسرا 33.81% - أستراليا 32.83% - السويد 32.76% - اليونان 31.9% - النرويج 31.84% - النمسا 31.75٪% - الدنمارك 31.03% - البرتغال 30.98% - أيرلندا 30.18% - فنلندا 29.96% - نيوزيلندا 28.9%
ووفقا لجمعية تساقط الشعر الأمريكية (AHLA)، فإن 95% من تساقط الشعر لدى الرجال ناتج عن الصلع الوراثي، المعروف أيضا باسم الصلع الذكوري.
وهذه سمة موروثة تمنح الرجال انحسارا لخط الشعر وترقق أو تساقط الشعر في منطقة التاج في فروة الرأس. وهي ناتجة عن حساسية وراثية لمنتج ثانوي في هرمون التستوستيرون يسمى ديهدروتستوستيرون (DHT أو هرمون الذكورة).
وتزداد احتمالية الإصابة بالصلع مع التقدم في العمر. وهذا لأنه مع تقدم الرجال في العمر، يتحول هرمون التستوستيرون إلى ديهدروتستوستيرون، لذلك يميل أولئك الذين لديهم حساسية تجاهه إلى فقدان شعرهم في النهاية.
وبحسب جمعية تساقط الشعر الأمريكية، سيكون لدى 85% من الرجال شعر أرق بشكل ملحوظ بحلول سن 50، وسيبدأ 25% في الصلع قبل أن يبلغوا 21 عاما.
جدير بالذكر أن ربع السكان الذكور البالغين على الأقل في جميع البلدان الـ 21 التي تم تحليلها، كانوا يعانون من فقدان الشعر أو الصلع التام. ولم يكن واضحا ما هو الحد الأدنى للعمر في البيانات.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا تساقط الشعر یعانون من من الرجال من نقص فی
إقرأ أيضاً:
عبد السلام فاروق يكتب: غزة نص شعري مفتوح
في قلب العاصفة التي تجتاح غزة، حيث تختلط أصوات القذائف بهمسات الأمل، تطل أنطولوجيا "غزة.. أهناك حياة قبل الموت؟" كشاهد على صمود الروح الإنسانية في وجه الدمار.
هذا العمل، الذي أعده الشاعران المغربيان: عبد اللطيف اللعبي وياسين عدنان، ليس مجرد مجموعة قصائد، بل هو وثيقة شعرية تحول الألم إلى فن، والواقع المأساوي إلى بصيص من الجمال المقاوم.
وقد استلهمت الأنطولوجيا عنوانها من قصيدة الراحل مريد البرغوثي، الذي تساءل بمرارة: "أهناك حياة قبل الموت؟"، محولًا السؤال الفلسفي إلى صرخة تعكس واقعًا معيشًا. هنا، يعيد 26 شاعرًا وشاعرةً من غزة صياغة هذا السؤال عبر قصائد تمزج بين الحنين والألم، بين التفاصيل اليومية المدمرة وحلمٍ بمستقبل يليق بالإنسان. فالشاعر نور الدين حجاج، الذي قتِل في القصف، كتب: "لا تكترثوا للمشهد الأخير... في غزة نحن نموت عدة مرات قبل هذا" .
هذه الكلمات لا تسجل الموت فحسب، بل تجسد تكراره كجزء من الهوية الغزاوية.
الشعر: سلاح الذاكرة والهوية
في زمن تختزل فيه غزة إلى أخبار عاجلة، تتحول القصائد إلى أرشيف حي. الشاعرة ضحى الكحلوت تقول: "الحرف مقصلة راضية، والذكريات قاض يعرف" ، بينما يصف ياسين عدنان الشعر بأنه "بلسم" في مواجهة الاكتئاب الناجم عن متابعة الحرب . لا يكتفي الشعراء بتوثيق الأحداث؛ بل يعيدون تشكيلها فنّيًا، كما في قصيدة رفعت العرعير الشهيد: "إذا كان لا بد أن أموت... فليصبح حكاية" .
هنا، يتحول الموت إلى سرد مقاوم، يخلد الذات الجماعيةَ في مواجهة النسيان.
تتحدث الأنطولوجيا بصوت الغزيين أنفسهم، متجنبة الخطابات الخارجية حتى لو كانت تعاطفيه. تقول المقدمة: "هذه الأصوات لا تحتاج إلى تحاليلنا المتعالمة... دعونا نتكلم" . هذا الاختيار يعيد للشعراء سلطةَ رواية حكايتهم، كما في قصيدة هند جودة: "يا إلهي، لا أريد أن أكون شاعرة في زمن الحرب!" ،
صرخة تفضح تناقض الكتابة تحت القصف، حيث يصبح الشعر ترفًا وضرورة في آن.
كما تبرِز الأنطولوجيا دور الشاعرات في كسر التابوهات، كتلك المتعلقة بالجسد والحرمان. الشاعرة نعمة حسن تنسج قصيدتها من تفاصيل يومية:
"شاعرٌ كل يوم يرسم قمحًا على شجرته الميتة.. وتصدقه العصافير" .
هنا، تحول المرأة الغزاوية الرمز الزراعي (القمح) إلى استعارة عن الاستمرارية، بينما تعلق الشاعرة رجاء غانم على ثنائية الحب والعنف المجتمعي بقسوة:
"تمرّ يداك على نهديّ... أربعون جلدةً" .
بين الترجمة والتضامن
ولعل إصدار الأنطولوجيا بالعربية والفرنسية (بترجمة عبد اللطيف اللعبي) قد يخرِج صوت غزة من الحصار الجغرافي إلى فضاء عالمي . هذا الاختيار يذكر بمشاريع سابقة للشاعرين، مثل أنطولوجيا "أن تكون فلسطينيًا" (2022)، التي سعت لتجاوز الصورة النمطية للفلسطيني كـ"لاجئ" أو "مقاتل" . الشعر هنا ليس أداة تضامن فحسب، بل إعادة تعريف للهوية خارج إطار الضحية.
بالطبع هذه الأنطولوجيا، برغم ثقل موضوعها، تؤكد أن غزة ليست رمزًا للموت، بل فضاء للحياة المتجددة. قصائدها تشبه "زقزقة العصافير" التي وصفها ناصر رباح: تواصل الغناء حتى بعد انتهاء القصف . في هذا السياق، يصبح السؤال "أهناك حياة قبل الموت؟" تحديًا وجوديًا: نعم، هناك حياة تكتشف في الكتابة ذاتها، في القدرة على تحويل الركام إلى كلماتٍ تُضيء دربًا نحو عالمٍ أكثر إنسانية.
وفي قصائد الأنطولوجيا، يصبح الزمن كيانًا سائلًا: ذكريات الطفولة تتصادم مع لحظات القصف، وحلم المستقبل يشكل فوق أنقاض الحاضر. الشاعر يوسف القدرة يكتب:
"كلّ صباحٍ أفتح نوافذ الذاكرة، فأرى غزةَ التي لن تعود" .
هنا، لا يحاول الشاعر استعادة الماضي بل يوثق انزياحه تحت ضربات الحرب. الزمن الغزاوي، بحسب القصائد، ليس خطيا بل حلزوني: كل دورة جديدة تعيد إنتاج الألم مع بصيصٍ مختلف من المقاومة. الشهيد رفعت العرعير يلخص هذا الانزياح:
"مات جدي تحت شجرة تين... وأنا أموت تحتَ طائرةٍ بلا طيّار" .
الاختلاف في أدوات الموت لا يلغي التشابه في الجوهر: استمرارية الحياة رغم تغير أشكال الموت.
في سياق تفرغ فيه الكلمات من معانيها (كـ"سلام" أو "عدالة")، يعيد الشعراء شحن اللغة بدلالات جديدة. قصيدة نور بعلوشة تقدم مثالًا:
"الوطنُ ليس جغرافيا... بل حذاءٌ ممزقٌ يحمل طفلًا إلى لا مكان" .
اللغة هنا تتحول إلى فضاءٍ مرنٍ يعيد تعريف المفاهيم المبتذلة. حتى كلمة "غزة" نفسها، التي صارت في الإعلام مرادفةً للصراع، تستعيد في القصائد بعدها الإنساني عبر تفاصيل كـ"رائحة القهوة في الصباح" أو "لهاث الأطفال خلف كرة بالية" (حسب أشرف فياض). هذه "المفردات اليومية المقاومة" تشكل ردا على محاولات تجريد المدينة من هويتها.
كذلك لا تحتفي الأنطولوجيا بالكلمات فحسب، بل بالصمت أيضًا. الشاعر حسام معروف يكتب:
"أحيانًا... أفضل أن ألقي قصيدتي في بحرٍ من العتمة" ،
في إشارة إلى عجز اللغة عن احتواء الفاجعة. لكن هذا الصمت ليس استسلامًا، بل احتجاجًا على ضجيج العالم الذي يناقش مصير غزة دون أن يسمعها. الشاعرة إيناس سلطان ترفع الصمت إلى مرتبة الشعر ذاته:
"ما لم أقلهُ أثقلُ ممّا كتبته" .
هنا يصبح الصمت لغة موازية، كتلك المساحات البيضاء في لوحة تشكيلية، ضرورية لفهم ما بين السطور. فالجسد الغزاوي، المحكوم بالحصار والمراقبة، يتحول في القصائد إلى استعارة مركبة. الشاعر حيدر الغزالي يدمج بين جسد المدينة وجسد الإنسان:
"غزةُ تشبهني: كليهما يحمل ندوبًا لا تظهر في الأشعة" .
أمّا الشاعرات، مثل كوثر أبو هاني، فيربطنَ بين حصار الجسد الأنثوي وحصار الأرض:
"أحبس أنفاسي كي لا تُسرق الطائراتُ صوتَ أنثوي" .
الجسد هنا ليس ضحيّةً سلبية، بل أرشيف حي للانتهاكات وأداة لإعادة إنتاج الذات.
الترجمة " عبور مضاعف!
اختيار النص الفرنسي بجانب العربي يطرح أسئلة عن دور الترجمة كجسر ثقافي. لكن المترجم عبد اللطيف اللعبي، بحكم تجربته السابقة في ترجمة شعر المقاومة الفلسطينية (كأعمال محمود درويش)، يدرك مخاطر "التمرير الثقافي" التي قد تهدر الخصوصية. الترجمة هنا ليست نقلًا حرفيًا، بل إعادة كتابة تلتقط روح النص. قصيدة آلاء القطراوي:
"أكتب بالعربية كي أفهم، وبالفرنسية كي يسمعني من أعمتهم أصوات قنابلهم" ،
تظهر وعي الشعراء بضرورة اختراق الحواجز اللغوية دون التنازل عن الهوية.
السؤال الآن هو: هل يمكن للشعر أن يغير الواقع؟ الأنطولوجيا لا تتجنب نقد الذات. الشاعر وليد الهليس يسأل:
"لماذا نكتبُ شعرًا بينما الأطفال يموتون؟" ،
سؤال يفضح التناقض الداخلي للشاعر الذي يحمل قلماً بدل حجر. لكن القصائد نفسها تجيب: الشعر هنا ليس بديلًا عن الفعل، بل تأكيد على أن الإبداع هو آخر حدود الحرية المتبقية. قصيدة ناصر رباح:
"سأزرع قصيدتي في حقل ألغام... لعلّ الحروف تنفجرُ نورًا" ،
تعيد الاعتبار لدور الفن كشكل من أشكال المقاومة الوجودية.
الأنطولوجيا، في مجموعها، تعيد تعريف غزة من "مكان محتضر" إلى "نص مفتوح" يكتب يوميًا. كل قصيدة هي إصرار على أن الحياة لا تسبق الموت فحسب، بل تتجاوزه. كما يكتب مصعب أبو توهة:
"حتى الموتُ في غزة... يموت قبل أوانه" .
هنا، حيث يعاد تشكيل الموت نفسه، يصبح السؤال الأصلي لمريد البرغوثي مجرد بوابة لتساؤلات أعمق: كيف نعيد اكتشاف الإنسان داخل ركام الحرب؟ وكيف يحول الشعر اليأس إلى إرادة للخلق؟
هذه الأصوات الستة والعشرون لا تطلب من العالم أن ينقذها، بل أن يصمت قليلًا ليسمع هدير الحياة الذي ينبعث من تحت أنقاض الإجابات الجاهزة. لأن غزة.. النص الذي لا يختتم .