وصول سفينة تركية الى مرفأ بيروت محملة بالمعونات الاغاثية للبنانيين
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
وصلت إلى مرفأ بيروت سفينة مساعدات إنسانية تركية، تحمل نحو ألف طن من المعونات الإغاثية العاجلة لصالح الشعب اللبناني الذي يتعرض منذ أكثر من شهر لعدوان يشنه عليه الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب بيان صادر عن السفارة التركية في لبنان، فانه "تم تنظيم وتجهيز السفينة من قبل 9 جمعيات أهلية تركية بقيادة جمعية “حجر الصدقة” هي: Sadakataşı Derneği, Yetim Vakfı, Fetih Vakfı, Darul Eytam Vakfı, İHH İnsani Yardım Vakfı, Sadece İnsan Derneği, Umut Ol Derneği, AİD doktorlar birliği, Yeryüzü Çocukları Vakfı.
وكانت السفينة انطلقت في وقت سابق من ميناء ولاية مرسين جنوبي تركيا نحو ميناء بيروت، حيث كان في استقبالها حشد من المسؤولين اللبنانيين والأتراك في ظل تغطية إعلامية تركية، لبنانية، عربية وأجنبية.
وصلت السفينة إلى بيروت رافعة العلمين اللبناني والتركي في تعبير عن الصداقة والأخوة التي تجمع شعبي لبنان وتركيا.
واستهل حفل الاستقبال بكلمة لرئيس جمعية “حجر الصدقة” التركية كمال أوزدال، حيث أوضح أن “السفينة تنقل من تركيا إلى لبنان نحو ألف طن من المواد الإغاثية والمساعدات العينية، عبر 125 حاوية و683 بالت نقالة، تشمل: المواد الغذائية، الأسرّة والبطانيات واللحف والوسائد، مواد التنظيف المعلبة للكبار والصغار، طعام ومواد غذائية خاصة للأطفال”.
ولفت أوزدال الذي ألقى كلمة الجمعية باللغة التركية إلى أنه “سيتم توزيع حمولة السفينة على كامل الجغرافية اللبنانية بالتنسيق والتعاون مع الحكومة اللبنانية، ممثلة بوزير البيئة رئيس لجنة الطوارئ ناصر ياسين، وأمين عام اللجنة العليا للإغاثة اللواء محمد خير”.
وتقدم بـ”الشكر والتقدير على ما أبدياه من اهتمام وتعاون وثيق لتسهيل وصول هذه السفينة إلى هنا ووضع خطة لتوزيعها على المدن والقرى اللبنانية، ولرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الذي أبدى اهتماما كبيرا بكل ما يتعلق بهذه السفينة منذ بداية عملنا عليها”.
كما شكر لوزارة الخارجية التركية والسفير التركي في لبنان علي بارش أولوصوي "الذي كان له دور أساسي ومميز لإنجاح هذا المشروع الأخوي بين تركيا ولبنان”.
وختم أوزدال: “باسم تركيا والجمعيات الأهلية المشاركة في هذه السفينة نأمل أن يعود السلام عاجلا غير آجل ليعم على لبنان والشعب اللبناني، متطلعين أن تساهم هذه المساعدات بتعزيز الأخوة بين تركيا ولبنان”.
الصحافي تكين
من ناحيته، قال الصحافي التركي حمزة تكين الذي ألقى كلمة جمعية “حجر الصدقة” باللغة العربية إن “تركيا ولبنان بلدان يتميزان أنهما يرتبطان ببعضهما البعض بتاريخ متجذر في عمق معاني الأخوة، يمتد لأكثر من 500 عام”، لافتا إلى أن “هذه المناسبة اليوم تعكس أسمى معاني الإنسانية والتعاون والأمل والتضامن في عالم تحتاج فيه الشعوب للتكاتف والتعاون فيما بينها”.
وتابع: “لا تحمل هذه السفينة المساعدات المادية فحسب، بل تحمل أيضًا رسالة سامية تتمثل بالحب والإخاء الذي يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية بين تركيا ولبنان، حيث تأتي هذه السفينة تأكيدا على وقوف تركيا إلى جانب الشعب اللبناني الذي يمر بأزمة كبيرة نتيجة الأعمال الوحشية العدوانية والإبادة الجماعية والسياسات المخزية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وغزة منذ أكثر من عام”.
وأضاف: “في لبنان وخلال أكثر من شهر مضى، قتل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ألفين و800 شخص، وأجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم ومدنهم وقراهم، وهذا انتهاك صارخ وواضح لكل مقررات ومبادئ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان”.
وشدد على أن “الدولة التركية بالتعاون مع المؤسسات العامة والمنظمات والجمعيات غير الحكومية في تركيا تواصل وستواصل جهود تأمين المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اللبناني”.
وختم: “نقف اليوم هنا في مرفأ بيروت، باسم تركيا والجمعيات التركية غير الحكومية المشاركة في هذه السفينة بقيادة جمعية (حجر الصدقة) لنمد يد الرحمة والأخوة والمحبة من الأناضول إلى لبنان”.
سفير تركيا
أما السفیر التركي علي باریش أولوصوي، فشدد في كلمته على “عمق العلاقات التاريخية بين لبنان وتركيا”، مشيرا إلى أن “الوقوف اليوم هنا في مرفأ بيروت مع هذه السفينة لنؤكد على وقوفنا إلى جانب الشعب اللبناني بوجه العدوان الإسرائيلي الظالم.. نحن إلى جانب الشعب اللبناني الصديق في الأوقات الصعبة”.
وتابع أولوصوي أن “تعليمات رئيسنا (رجب طيب أردوغان) هي تقديم يد العون والمساعدة للشعب اللبناني في هذه الظروف التي يمر بها”.
وشكر السفير التركي لجمعية (حجر الصدقة) وكافة الجمعيات التركية المشاركة بهذه السفينة”.
وختم أولوصوي: "إن تركيا كانت وستبقى إلى جانب الشعب اللبناني”.
خير
وتحدث الامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير: “باسم الإنسانية والتضامن، نقف اليوم هنا لنستقبل سفينة الدعم والأمل القادمة من تركيا، والتي تحمل لأشقائنا في لبنان أطناناً من المساعدات الإنسانية الضرورية لتخفيف المعاناة عن النازحين والمتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة”.
وتابع: “هذه السفينة، التي تم تجهيزها بجهود عظيمة من 9 منظمات غير حكومية تركية بقيادة جمعية (حجر الصدقة)، هي رسالة أخوية من تركيا إلى لبنان، لتأكيد وقوف الشعب التركي بجانب أشقائه اللبنانيين في هذه الأوقات العصيبة”.
وأضاف: “الأزمة التي يمر بها شعبنا من النازحين كبيرة، حيث يواجهون تحديات قاسية وظروفاً معيشية صعبة جداً نتيجة هذه الاعتداءات. ومعاناتهم من فقدان الأمان والمأوى تجعل من هذه المساعدات ضرورة ملحة، إذ تشمل الطرود الغذائية، والمستلزمات الأساسية من أغطية وفرش ومواد نظافة، إلى جانب مستلزمات الأطفال من أغذية وحفاضات وملابس، مما يساهم في تخفيف بعض من أعبائهم اليومية وإعادة جزء من الأمل إلى حياتهم”.
وحول توزيع حمولة السفينة في لبنان، أوضح خير أنه “بالتعاون مع المحافظين ولجنة الطوارئ الوزارية، سنعمل على توزيع هذه المساعدات بشكل منظم وشفاف، لضمان وصولها إلى جميع النازحين والمتضررين المستحقين في مختلف المناطق اللبنانية.. كما ستقوم الهيئة العليا للإغاثة بنشر كافة التوزيعات على منصتها الرسمية، لمتابعة عملية التوزيع والتأكد من وصول كل مساعدة إلى مستحقيها”.
وقال: “نتوجه بالشكر لكل من ساهم في هذه المبادرة الإنسانية من حكومة وشعب تركيا، ونتمنى أن تكون هذه الجهود خطوة نحو غد أفضل وأكثر أمنا.. سنستمر في العمل لضمان توزيع كل دعم بأمانة وشفافية، ليصل حق كل نازح ومحتاج إليه، ويبقى التضامن الإنساني مصدر قوة لنا جميعا”.
وختم خير: “من هنا أقول: باسم الشعب اللبناني ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري نوجه الشكر الكبير من القلب إلى الشعب التركي والقيادة التركية.. عاش لبنان وعاشت تركيا”.
وفي ختام الكلمات، تحدث النائب عن مدينة إسطنبول والمسؤول الإداري في البرلمان التركي ورئيس لجنة الصداقة التركية الفلسطينية البرلمانية حسن توران.
ونقل توران في كلمته تحيات وسلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمشاركين بمراسم استقبال السفينة التركية ولكل الشعب اللبناني.
وشدد على أن “تركيا تمد دائما يد العون لكل من يحتاجه بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو لونهم”، مؤكدا أن “هذه السفينة لا تحمل المساعدات الإغاثية وحسب بل تحمل معها المحبة والسلام من الشعب التركي إلى الشعب اللبناني”.
ولفت إلى أن “النظام الصهيوني يواصل جرائمه في لبنان وفلسطين بدعم من الغرب وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية”، لافتا إلى أن “نتنياهو يرتكب هو وعصابه جرائم حرب واضحة دون أي احترام للقوانين الدولية ما يهدد السلام الإقليمي وحتى العالمي”.
وأكد أن “كل شخص لديه ضمير وإنسانية يجب أن يقف ضد هذه العصابة وما تقوم به في لبنان وغزة”، مشيرا إلى أن “تركيا تعمل وستعمل من أجل الوقوف إلى جانب لبنان وفلسطين ونؤكد على ذلك من هنا من مرفأ بيروت”.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلى جانب الشعب اللبنانی الاحتلال الإسرائیلی ترکیا ولبنان هذه السفینة مرفأ بیروت فی لبنان أکثر من فی هذه إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاستقطاب السياسي يُخيِّم على العيد في تركيا
أنقرة (زمان التركية) – خَيَّم التوتر السياسي وأجواء الاعتقالات على احتفالات عيد الأضحى في تركيا، خصوصًا في البلديات التابعة لحزب «الشعب الجمهوري» المعارض، بينما تبادل قادة الأحزاب رسائل حادة تكشف عمق الاستقطاب الذي تعيشه البلاد.
وفي رسالة مصوّرة وجَّهها إلى قيادات حزب «العدالة والتنمية» بمناسبة العيد، شنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هجومًا لاذعًا على حزب الشعب الجمهوري، متهمًا إياه بالغرق في “مستنقع الشعبوية”، وعاجزًا عن تقديم “أبسط الخدمات البلدية”.
وقال أردوغان:
“كل أزمة تمر بها تركيا والمنطقة تُبرهن على أهمية تضامن حزبنا وتحالفنا”، مشيرًا إلى «تحالف الشعب» الذي يضم أحزاب: العدالة والتنمية، والحركة القومية، والوحدة الكبرى، وهدى بار.
واتّهم المعارضة بالارتهان “لحفنة من السياسيين الفاسدين”، مؤكدًا أن تحالفه الحاكم هو “الضامن الوحيد لمستقبل تركيا”، مستعرضًا ما اعتبره إنجازات استراتيجية، منها استضافة محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتقدُّم في مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب»، في إشارة إلى قرار حل حزب العمال الكردستاني.
وفي ذات السياق، هاجم رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، أكبر أحزاب التحالف الحاكم، المعارضةَ بشدّة، منتقدًا الاحتجاجات التي تلت اعتقال رؤساء بلديات وموظفين كبار في إسطنبول، على خلفية اتهامات وُصفت بالسياسية. واعتبر أن الدعوات لتظاهر طلاب الجامعات هي “مغامرة خطيرة تهدد المستقبل”.
وأكد بهشلي، بعد زيارته ضريح مؤسس حزبه في أنقرة، أن البلاد “تقترب من مرحلة جديدة” بعد بدء تنفيذ قرار حل حزب العمال الكردستاني، داعيًا جميع الأحزاب، بما فيها الشعب الجمهوري، إلى الانخراط في مسار “تحويل تركيا إلى قوة عظمى”.
كما طالب بصياغة دستور جديد يقطع مع “تركات الانقلابات العسكرية”، داعيًا إلى إصلاح قوانين الأحزاب والنظام الانتخابي، في خطوة عززت التكهنات حول توجه لتعديل قاعدة الفوز بالرئاسة (50% + 1)، وسط تراجع في شعبية الرئيس حسب استطلاعات الرأي.
المعارضة ترد: نضالنا مستمر… والاعتقالات ظلمٌ فادحفي المقابل، عبّر رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، عن حزنه لما وصفه بـ”تشويه سمعة الحزب” واعتقال العديد من رؤساء البلديات ظلمًا وعدوانًا.
وقال أوزيل، عقب أدائه صلاة العيد في مسقط رأسه بولاية مانيسا غرب تركيا:
“لم نشعر هذا العام بفرحة العيد كما ينبغي، فزملاؤنا يُعتقلون تعسفًا، فقط لأنهم ناجحون. أحدهم هو أكرم إمام أوغلو، الذي كان يتجه بخطى واثقة نحو رئاسة الجمهورية، وسيواصل طريقه رغم كل شيء.”
ودعا أوزيل إلى نقل وقائع المحاكمات مباشرة على شاشات التلفزيون، مشددًا على أن “النضال مستمر”، وأن الحقيقة ستظهر عاجلًا أم آجلًا.
من جانبه، أرسل إمام أوغلو رسالة من محبسه في سجن سيليفري بإسطنبول، عبّر فيها عن أسفه لقضاء العيد لأول مرة بعيدًا عن عائلته، مؤكدًا أنه ضحية “مؤامرة كبرى وظلم فادح”.
وأضاف:
“أكبر ما يؤلمني هذا العيد، هو ترحيل رفاقي إلى سجون بعيدة، لا لشيء إلا لتعذيب عائلاتهم. لكني على يقين أن هذه الحكومة سترحل، ولن تعود.”
وختم رسالته قائلًا: “أما أنتم، فستخلّدون موقفكم المشرف، ومقاومتكم الباسلة، وستروون قصة انتصاركم في المستقبل القريب.”
وفي السياق ذاته، وجّه عدد من رؤساء البلديات المعتقلين رسائل تهنئة بمناسبة العيد، أكدوا فيها أن “أيام العدالة والحرية قريبة”، داعين إلى “عدم التخلي عن الأمل والتضامن والأخوّة”.
Tags: أردوغاناحتفالات عيد الأضحىاكرم امام اوغلوتوترات سياسية في تركياعيد الأضحى