يمانيون:
2025-12-14@06:16:31 GMT

أزمة الطرف الأمريكي- الصهيوني على الجبهة اليمنية

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

أزمة الطرف الأمريكي- الصهيوني على الجبهة اليمنية

يمانيون – متابعات
من بين كل جبهات القتال المرتبطة بمعركة “طوفان الأقصى”، لا يوجد ميدان ينخرط فيه البنتاغون والغرب الجماعي بصورةٍ عسكريةٍ مباشرةٍ إلى جانب العدو الصهيوني أكثر من الجبهة اليمنية. فهناك تخرج الإدارة الأمريكية ومعها البريطانية، من ظلال تقديم الدعم فحسب إلى الكيان الصهيوني، ومن عباءة أداء دورٍ دفاعي، مقيّدٍ ظاهرياً بالتصدي للصواريخ والمسيّرات التي تستهدفه، كي تتوسط مسرح العمليات بنفسها وتشنَ ضرباتٍ هجوميةً متواصلةً على البر اليمني منذ بداية العام الجاري، بالتلازم مع بضع هجمات إسرائيلية مباشِرةٍ وكبيرةٍ، بعد أن اقتصر الدور الأمريكي في البداية على محاولة التصدي للعمليات اليمنية ضمن نطاق البحر الأحمر.

لا يحتاج المرء أن يجتهد كثيراً كي يثبتَ مشاركة الإدارة الأمريكية في العدوان على غزة ولبنان طبعاً، وكي يؤكد تالياً أننا نواجه طرفاً واحداً أمريكياً – صهيونياً، سياسياً وعسكرياً واستخبارياً ولوجستياً، لكنّ انتصار اليمن لغزة عشية العدوان الصهيوني عليها، كان من فضائله أنه فرض على الجانب الأمريكي لذلك الطرف الواحد أن يكشف وجهه مباشرةً، بمقدار ما كان من فضائله أنه وضع كل عربيٍ ذي ضميرٍ حيٍ أمام استحقاق مساندة غزة، ما دام اليمن الذي يبعد جواً أكثر من 2200 كيلومترٍ عن القدس لم يتوانَ عن دعمها ومساندتها.

ما كانت الإدارة الأمريكية تتمنى الانجرار إلى بؤرة الضوء هكذا، لأن انخراطها المباشر في القتال يسقط المسافة التي تظاهرت بالحفاظ عليها، سياسياً وإعلامياً، من حكومة نتنياهو ومن نزعتها “الحربجية” والتصعيدية، وخصوصاً عشية الموسم الانتخابي الأمريكي، وعلى خلفية انقساماتٍ حادةٍ تعيشها قواعد الحزب الديمقراطي بشأن غزة.

لكنّ الحصار البحري الكفء الذي ضربه اليمنيون في البحر الأحمر ابتداءً، والذي راح يتوسع ويشتد مع كل مرحلة من مراحل القتال، بالرغم من عمليات “حارس الازدهار” و”رامي بوسايدن” و”أسبيدس”، شكّل تحدياً كبيراً للإدارة الأمريكية وأتباعها من حيث أثره اقتصادياً ومعنوياً على الكيان الصهيوني أولاً، ومن حيث تعطيله “حرية التجارة” وحركة الشحن البحري عبر باب المندب ثانياً.

ويظل باب المندب أحد أهم أربعة مضائق للشحن البحري عالمياً، ومعه مضيق هرمز ومضيق ملقا (بين ماليزيا وإندونيسيا) ومضيق باناما (بين شمالي القارة الأمريكية وجنوبها). وهذه النقطة الثانية، نقطة إرباك حركة الشحن عبر باب المندب، مثلت تحدياً للهيمنة الغربية في منطقتنا، ولمنطق العولمة ذاته، وبالتالي للنخب التي تديرها.

وإذا كان الغرب الجماعي كشف نفاقه على الملأ بشأن “حرية التجارة والاستثمار” و”الفضاء المفتوح”، من كثرة اعتماده مسار العقوبات والحروب الاقتصادية نهجاً في مواجهة القوى الإقليمية والدولية الصاعدة، فإن إبقاء مسرب باب المندب – قناة السويس مفتوحاً وجارياً في منطقة يعدّها سياسياً ضمن دائرة نفوذه، وتقع عسكرياً تحت وصاية القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى (سنتكوم)، شكل أولويةً بالنسبة إليه ضمن هيكل منظومة الهيمنة التي يسعى لحمايتها، وفي سياق العدوان على غزة الذي يتطلب السيطرة على مفاصل المشهد الإقليمي تصعيداً وتهدئةً.

من الجدير ذكره أن حركة أنصار الله لم تخض معركة البحر الأحمر في البداية إلا لدعم غزة، وأنها حصرت أهدافها بوضوح بالسفن المملوكة إسرائيلياً أو العاملة على خطوط موانئ فلسطين المحتلة، أي أن الحركة لم تكن البادئة في فتح معركة مع الغرب الجماعي في البحر الأحمر، بل أدى تورطه بصورة عسكرية مباشرة كذراع ضاربة لقوات الاحتلال الصهيوني على الجبهة اليمنية إلى توسيع دائرة الاستهداف لتشمل سفن الدول المعتدية على اليمن.

لكنّ خطوة الاعتراض اليمنية على العدوان على غزة في البحر الأحمر اصطدمت تلقائياً بالعلاقة العضوية بين الإمبريالية والصهيونية، وبثقل الحركة الصهيونية العالمية في تلك العلاقة، بما يتجاوز فلسطين المحتلة.

كما اصطدمت الخطوة اليمنية بالضرورة بمنظومة الهيمنة الأمريكية في منطقتنا.وبما أن الوكلاء المحليين أثبتوا عجزهم في السنوات الفائتة عن احتواء اليمن وحركة أنصار الله، وبما أن دخول أولئك الوكلاء في حرب مباشرة ومعلنة مع الذين يناصرون غزة سوف يحرجهم بشدة، كان لا بد للإدارة الأمريكية وبعض أتباعها الغربيين من أن يدخلوها مباشرةً، فأثبتوا بدورهم أنهم أعجز من أن يحتووا البأس اليماني، لأسباب سوف يجري تفصيلها لاحقاً.

إنه لشيءٌ عظيمٌ وأنها لمأثرة كبيرة أن يغلق اليمنيون طريقاً رئيساً للتجارة الدولية انتصاراً لغزة، والآن للبنان. وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الغربية، فإن شركات الشحن الكبرى عالمياً مثل “مارسِك” و”أفرغرين” و”كوسكو” وMSC وCMA، وغيرها، وشركتي النفط والغاز البريطانيتين “شل” وBP، توقفت عن الشحن عبر البحر الأحمر.

كذلك أعلنت شركة الشحن الصينية “كوسكو” وقف تعاملها مع موانئ فلسطين المحتلة. وباتت تكلفة الشحن والتأمين إلى موانئ فلسطين، عندما يتوافران أصلاً، أعلى بعدة أضعاف.

وكانت مجموعة “راسل” البريطانية للأبحاث قد نشرت في 13/9/2024 أن شحن نحو ترليون دولار من البضائع تعرض للإرباك من جراء الحصار اليمني.

وبحسب تقرير لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية DIA، نشر في موقعها الرسمي في 5/4/2024، فإن 29 شركة طاقة وشحن رئيسة توقفت عن الشحن عبر البحر الأحمر، كما أن الحركة بالمجمل انخفضت بنسبة 90%.ومن البديهي أن السفن غير المرتبطة بالكيان الصهيوني أو بقوى العدوان تستطيع أن تمخر عباب البحر الأحمر كما تشاء.

وبغض النظر عما يقوله أعداء محور المقاومة بأن حركة أنصار الله أقدمت على تلك الخطوة تعزيزاً لمشروعيتها يمنياً، ولدورها إقليمياً، أي انطلاقاً من أجندة خاصة، وبغض النظر كذلك عن نفي حركة أنصار الله تلك التهم وإصرارها على أن ما تقوم به جاء نصرةً للحق والأخوة، والتزاماً بتعاليم الإسلام، وإرضاءً لله عز وجل، فإن التحليل السياسي يفترض أن يقيم النتائج الموضوعية، لا أن يتحوّل إلى تحليل نفسي يغوص في لجج النيّات.

تدل الآثار الموضوعية للعمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وأبعد، أنها نجحت في محاصرة الكيان الصهيوني بحرياً، وأن ميناء “إيلات”/ أم الرشراش أشهر إفلاسه، وأن المدينة ذاتها ماتت اقتصادياً، وأن تجارة الكيان الصهيوني مع الشرق، وخصوصاً الصين والهند، تعطلت، ومنها واردات السيارات والمعدات والآلات والمواد التموينية، وصادرات البوتاس من فلسطين المحتلة.

شتان ما بين هذا طبعاً وبين فتح جسور، براً وبحراً وجواً، لتخفيف وطأة الحصار اليمني على الكيان الصهيوني، وشتان بين من يستمرئ التطبيع مع الكيان الصهيوني في خضم الحرب، ويجعل أراضيه ومياهه وسماءه منطلقاً للدفاع عنه، وبين من يدفع ثمناً باهظاً، دماً وحصاراً، بشراً وحجراً، دعماً لفلسطين ولبنان.

وإذا كان اليمنيون يعطون المشروعية لمن يناصر فلسطين، فإن ذلك حلالٌ على من ينصرونها، وليكن ذلك درساً لغيرهم، لأن النبضَ العربي واحدٌ في تلك المسألة.

وإذا كانت رافعة زيادة الوزن إقليمياً هي الصدام مع الطرف الأمريكي – الصهيوني دفاعاً عن غزة ولبنان، فإن ذلك يأتي فقط على حساب الخانعين له، ولا أسفٌ ولا من يحزنون عليهم وعلى وزنهم الإقليمي على ما رأيناه منهم عشية العدوان الصهيوني.

ما حدث ببساطة أن كل القوى الغربية المحتشدة في البحر الأحمر وجواره عجزت عن رفع الحصار اليمني على الكيان الصهيوني، كما أنها فشلت في استئصال شأفة حكومة صنعاء عسكرياً، الأمر الذي فتح باب تأويلات ذلك الفشل باتجاهين:

أ – اتجاه محور المقاومة الذي يرى ذلك دليلاً على بسالة اليمنيين واستعدادهم للتضحية وحسن إدارتهم للمعركة، وتمكّنهم من الإسهام تالياً في إضعاف الهيمنة الأمريكية وإظهار أدواتها العسكرية بمظهر العاجز الفاشل.

ب – اتجاه آخر معادٍ راح يشكك في ما يجري، زاعماً أن الولايات المتحدة تستفيد من عمليات أنصار الله لتبرير حشودها العسكرية في البحر الأحمر وجواره، ما يتيح لها عند الضرورة قطع الشريان الأهم للتجارة بين الصين وأوروبا، وأن الاقتصاد الأمريكي لم يتأثر كثيراً بإرباك حركة الشحن في البحر الأحمر، وأن المنتجين والتجار الأمريكيين لا يعتمدون، بصورةٍ عامة، على خط باب المندب – قناة السويس، وأن إيقاف شحن حوامل الطاقة العربية إلى أوروبا يخدم منتجيها الأمريكيين، وأن الولايات المتحدة معنية بإدارة الأزمة لا بحلها.

الحقيقة أن مثل هذه “التحليلات”، التي تعدد فوائد العدو من العمل المقاوم، لا تقتصر على الحالة اليمنية، إذ لدينا ما يتسع لمجلدات كاملة منها في فلسطين، ومنها مثلاً مزاعم “المؤامرة” في “طوفان الأقصى” الذي سمح بموجبها الكيان الصهيوني للمقاومة في غزة بشطب فرقة غزة كاملة، بين قتيلٍ وجريحٍ وأسيرٍ وفارٍ، وبهز ثقة المستعمرين المستوطنين بقواتهم العسكرية وأذرعهم الأمنية، وبالانكشاف استراتيجياً باختراق الأراضي المحتلة عام 1948 في غلاف غزة كما لم يحدث من قبل، وبتهجير سكان مستعمرات الغلاف، وباستنزاف الاقتصاد الإسرائيلي والشروع في تقويض القطاع الأهم فيه، قطاع التكنولوجيا، وبدخول حرب استنزاف كلّفته آلاف القتلى وعشرات آلاف الجرحى والمعوقين جسدياً أو نفسياً، وبحرق صورته إعلامياً لدى قسم من الجمهور الغربي ذاته، من أجل “غايات خفية متفق عليها” مثل تهجير الغزيين وإعادة احتلال غزة واستيطانها!

إن من يحسب الأمور بمقياس الربح والخسارة، من وجهة نظر العدو، وبمقياس التهديد الوجودي الذي يتعامل به مع تصاعد قوة المقاومة وفعاليتها على كل الجبهات، لن يمتلك كثيراً من الصبر على سماع مثل هذه “التحليلات”.

على الرغم من ذلك، يجري الترويج لها بقوة عشية كل نصر أو إنجاز تحققه المقاومة، إذ سمعناها مثلاً عشية نصر عام 2006 في لبنان. وبالرغم من تقرير لجنة “فينوغراد”، استمر تداولها بفضل سطوة الإعلام الأصفر، وها نحن نسمعها مجدداً بشأن الحصار اليمني المظفر في البحر الأحمر.

أولاً، ثمة نقاشٌ جارٍ في الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها بشأن أسباب فشل الحشود العسكرية الغربية في كسر الحصار اليمني في البحر الأحمر، وبشأن تكلفته الباهظة من دون جدوى.

وبحسب موقع “أكسيوس” في 15/6/2024، بلغت قيمة الذخيرة التي استخدمتها البحرية الأمريكية حتى شهر مايو الفائت لاعتراض الصواريخ والمسيّرات اليمنية نحو مليار دولار فقط، وهو معدل استهلاك لا تقوى مصانع الإنتاج العسكري الأمريكية على مواكبته.

وفشل الولايات المتحدة في تحقيق أهداف السياسة الأمريكية في اليمن لذلك تجد الإعلام الغربي حافلاً بالنقاشات بشأن أسباب الفشل.ومن ذلك، مثلاً لا حصراً، تحليلٌ نشر في مجلة “فورين بوليسي” في 1/7/2024 بعنوان “لماذا لا تستطيع البحرية الأمريكية وحلفاؤها إيقاف اليمنيين؟”، ومنه تحليلٌ آخرُ نشر في موقع “ريسبُنوسبل ستيت كرافت” في 29/8/2024 بعنوان “لا تزال الحملة العسكرية الأمريكية ضد أنصار الله غير ناجحة”، ومنه مقالة نشرت في موقع “ذا هيل”، القريب من دوائر الكونغرس في واشنطن، في 30/6/2024، بعنوان “الولايات المتحدة تكافح لردع تهديد أنصار الله مع تصاعد الأزمة”، ومنه مقالة خبيثة في “ذا غارديان” البريطانية، في 11/3/2024، تدعو إلى تفعيل أدوات يمنية ضد أنصار الله.

الجماعة مأزومون بكل ما للكلمة من معنى إذاً، كما الكيان الصهيوني مأزوم من جراء استمرار المقاومة في غزة ولبنان.

وإذا كان الضرر من إرباك خطوط الشحن، اقتصادياً، أكبر للشرق الآسيوي وأوروبا مما هو لأمريكا الشمالية، فإن الكيان الصهيوني هو المتضرر الأكبر من الحصار اليمني، وهذا بذاته سببٌ كافٍ أمريكياً، في لحظة “طوفان الأقصى” بالذات، كي يسعى إلى التخلص منه.

كما أن الضرر للولايات المتحدة من فقدان السيطرة على معبر دولي رئيس لا يقتصر على البعد الاقتصادي الذي فاقمه جفاف قناة باناما ردحاً من الوقت، وبالتالي خلق حاجة إلى الشحن عبر قنوات بديلة، بل يجب أن يقيم الضرر، عسكرياً وسياسياً، من منظور هز قدرتها على فرض هيمنتها على المنطقة.

والواقع أن أهم سبب لعدم قدرة الحشود العسكرية الغربية فك الحصار اليمني عن الخطوط الملاحية هو اتساع مساحة الرقعة التي يتوجب على تلك الحشود تغطيتها براً وبحراً، الأمر الذي يترك ثغرات كثيرة يمكن أن ينفذ منها أبطال اليمن. والعقدة المركزية هنا أن تغطية تلك المنطقة بصورة فعالة، والـ 175 ألف كيلومتر مربع في اليمن التي تديرها حكومة صنعاء، يتطلب سحب قوى كبيرة من المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي.

تشكل الحشود العسكرية الأمريكية في محيط اليمن إذاً استنزافاً لقدراتها في سياق الصراع الدولي مع الصين وروسيا، أي أن الحصار اليمني خدمهما لأنه يشكل عبئاً على موارد البنتاغون، بحسب ما يقوله الأمريكيون أنفسهم، في حين تبحر السفن الروسية والصينية والهندية والإيرانية بحرية وأمان في الجوار.

أما السفن المتوجهة إلى غير الكيان الصهيوني ودول العدوان، من حوامل الطاقة العربية وغيرها، فلا تستهدفها حركة أنصار الله.والأساس كان تفعيل سلاح النفط والغاز العربيين ضد دول العدوان، لا أن يفرض اليمن ذلك.

يعترف الغربيون بأنهم يعانون من فقر استخباري كبير في اليمن، فحاولوا التعويض عنه بنشر مسيرات MQ-9 التي تستخدم لأغراض التجسس أساساً.لكن اليمنيين أسقطوا نحو دزينة منها حتى الآن، وتبلغ كلفة المسيرة الواحدة منها 30 مليون دولار فقط.

تقول التقارير الغربية إن مخازن حكومة صنعاء مترعة بالصواريخ والمسيرات، وأنها موزعة بطريقة تجعل من الصعب استهدافها، وأن القوات المسلحة اليمنية لا تخوض حرباً تقليدية أعدتها القوى الغربية على مقاسها، بل يكفي أن تستمر باستهداف السفن، ولو أصابت الهدف مرة كل عشرة أو عشرين مرة، حتى تعطل خطوط الشحن.

الحل؟ لا يبدو الغزو البري مستبعداً، مع أنه مطروحٌ على الطاولة، لكنّ غالبية المحللين الغربيين تستبعده، والولايات المتحدة غير معنية بالغرق في احتلال مطول لليمن.
—————————————————
الميادين – إبراهيم علوش

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العسکریة الأمریکیة الولایات المتحدة الکیان الصهیونی فی البحر الأحمر حرکة أنصار الله فلسطین المحتلة الحصار الیمنی الأمریکیة فی باب المندب الشحن عبر وإذا کان

إقرأ أيضاً:

السفينة جالاكسي .. اولى صفحات البطولة اليمنية .. الحلقة (1)

- فجر الـ 19 من نوفمبر 2023

بكلمات صادقة وحازمة تحدث قائد مجموعات الزوارق البحرية الثمانية لافراده من عناصر الكوماندوز البحري اليمني : " يجب ان تكونوا متيقنيين بان حالة البحر الهائجة تجع الامواج عاتية للغاية واستحالة الابحار عليها . . ايضا هنالك عامل اخر اذا نجونا من هيجان البحر فقد لن ننجو من السفن الامريكية المتأهبة كوننا سنذهب لمسافة بعيدة للغاية بالقرب من المياه الاقليمية لارتيريا لهذا من يريد التراجع عن المهمة فالاختيار له ومن يريد ان يكون جزءا من المهمة فليلحق بي . . .

. . .

اكمل كلمته وقام باخراج صورة ابنه المولود وقبلها . . ثم التفت خلفه ليجدهم جميعاً ليهمس في نفسه : لم يتراجع احد اذاً اما النصر او الشهادة .

انطلقت القوارب البحرية الثمانية في البحر وكلما تقدمت اكثر كانت الامواج العاتية تتلاعب بها كاعواد الكبريت . .
يتابع القائد نظراته باتجاه القارب رقم ستة والذي شلت حركته موجة عالية للغاية ليغوص تحتها وينقلب على رأسه . . يبدوا ان هنالك مشكلة في محركه لهذا لم يقو على الصمود اكثر ويتدمر تماماً يتقافز عناصره . . يتوقف قاربان ويقوم افراده بحمل زملاءهم بالتساوي . .

يصل بلاغ للقائد اليمني ان هنالك سفينتان حربيتان امريكيتان على مقربة من السفينة جالاكسي ليدر قد رصدت القوارب وان التوجيهات تقضي بان يقوما بالالتفاف حولهما والابتعاد عن السفينة جالاكسي ليدر .
استغرب قائد فريق الكوماندوز البحري اليمني هذه التوجيهات وبدا بالمناداة في الجهاز عبر الدائرة المغلقة لتأكيد الاوامر والتي كانت تصله بلغة مرمزة . .
تم التأكيد ليوجه القوارب السبعة المتبقية بالالتفاف بشكل نصف دائرة حول السفينتان بحيث تكون المسافة غير بعيدة .
بدأت السفينتان بادارة دفيتهما باتجاهان مختلفان لملاحقة هذه القوارب الانتحارية . . بحسب حديث قبطاني السفينتان ان الابحار وسط هذه الامواج الهائجة ضرب من الجنون . .

( حصان طروادة . . )
- تروي الحكاية الأسطوريّة أن الإغريق قاموا بابتكار فكرة من أجل إنهاء الحرب الطويلة التي دارت خلال حصارهم لمدينة طروادة؛ حيث صنعوا حصاناً من الخشب، أجوف الداخل، وتم ملؤه بعدد كبير من المقاتلين الإغريق، وقد تظاهر باقي ما تبقّى من جيش الإغريق بالرحيل، إلا أنهم فعلياً لم يرحلوا؛ بل اختبؤوا في مكانٍ ما، وقد تم وضع الحصان أمام المدينة، فقبل أهل طروادة إدخال هذا الحصان واستلامه كعلامة على السلام بينهم وبين الإغريق، وقد اقتنع أهل طروادة بهذا الأمر بسبب جاسوس ينتمي إلى الجيش الإغريقي استطاع إدخال هذه الفكرة في رأسهم. أدخل أهالي طراودة الحصان إلى داخل مدينتهم باحتفال مهيب، وقد أقاموا الاحتفالات العظيمة بسبب انتهاء الحرب، فبدؤوا يسكرون ويثملون، وعندما أتى الليل كانت أحوال أهالي طروادة يرثى لها بسبب حالة السكر الشديد التي كانت تسيطر عليهم، فعندها خرج الجنود من داخل الحصان، وفتحوا المدينة من الداخل أمام الجيش الذي كان في الخارج . .

عرف عن اسطورة حصان طرواده انها اول عملية خداع عسكري على مر التاريخ
. . .
- كانت السفينتان تبتعدا عن بعضهما البعض رويداً . . رويداً وبالتالي الابتعاد عن السفينة جالاكسي ليدر . . تقترب الزوارق من المياه الاقليمية الارتيرية . . الان تبحر بطول خط عرضي كأنها تستعرض جسارتها في الابحار وسط هذا البحر المتلاطم الامواج . .
وفجأه يصل للسفينة الامريكية الحربية نداء استغاثة من قبطان السفينة الاسرائيلية جالاكسي ليدر بان هنالك محاولة اقتحام السفينة . .
يستغرب قائد السفينة الامريكية لانه لم يتم رصد اي سفينة او زورق قريبان . .
: لا يا سيدي المقتحمين اتوا من الجو وليس من البحر
: ماذا ! ! . . ما هذا الجنون ؟ ؟

...

قفز عبدالملك ورفاقه من مجموعة القوة البحرية الخاصة من على الهليوكبتر بكل خفة وبراعة بعد ان نجح قائد الهليكوبتر الخبير من الاقتراب من سطح السفينة ثم انطلقوا لتمشيط السفينة .

سقط قبطان السفينة جالاكسي من هول المفاجأة وهو يردد : يا للهول لقد خدعونا وخدعوا الامريكيين وجعلوهم يلاحقوا هذه الزوراق لالهائهم ويبتعدوا عن السفينة التي تمت السيطرة عليها
نهض القبطان بتثاقل ورفع راسه تجاه الزوارق التي بدات بالابتعاد والتواري عن نظره

...

فيما كان عبدالملك ورفيقه هيثم وباقي المجاهدين يقتحمون قمرة القيادة ويتحدثون معهم بانجليزية متقنة ويطلبون منهم الالتفاف بالسفينة ومرافقة الزوارق الحربية اليمنية والتوجه نحو احد موانئ الحديدة .

فيما نشاهد الشهيد عبدالملك الصغير الطالبي يتنقل في السفينة وهو يصرخ بشعار البراءة والانتصار في مشهد اشتهر عالمياً والذي استشهد بعدها في عملية اخرى ضمن معركة الاسناد لفلسطين
صرخة دوي هولها العاتي رؤوس التيه والطغيان ووصلت لكل مكان حتى منطقة الطلح حيث والده العظيم الجالس على سجادة الصلاة مردداً والابتسامة تعلو محياه " اللهم لك الحمد والشكر "
فيما ينتقل المشهد باتجاه طفل هيثم الوحيد والذي كان في تلك اللحظة يشاهد بابتسامة طفولية واسعة السماء حيث طائر كان يحوم حول نافذة الغرفة مبشراً اياه واليمنيين جميعا والعالم بأسره بنجاح العملية - عملية السفينة جالاكسي ليدر اولى صفحات البطولة اليمنية )

انتهى الجزء الثالث
يتبع . . .
ملاحظة : المشاهد المروية كلها من وحي خيال الكاتب فيما التسلسل الزمني للاحداث دقيق للغاية .

مــراد راجــح شــلي

مقالات مشابهة

  • السفينة جالاكسي .. اولى صفحات البطولة اليمنية .. الحلقة (1)
  • “الشعبية”: العدو الصهيوني يرتكب جريمة حرب جديدة في غزة ويؤكد إصراره على تفجير اتفاق وقف النار
  • تطوير ميناء المخا.. رهان اقتصادي يعيد إحياء بوابة تجارة هامة في اليمن
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • مقررة أممية تنتقد توقيع كوستاريكا اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان الصهيوني
  • “الديمقراطية” تدين بشدة تراجع بوليفيا عن مقاطعة الكيان الإسرائيلي
  • اليمن نموذج ناصع في مواجهة أطماع التوسع الاستعماري
  • البحر الأحمر يكشف المستور.. لماذا شيطن الغرب العمليات اليمنية المساندة لغزة؟
  • “حماس” تدين بشدة قرار حكومة بوليفيا استعادة علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم