هل فقدت تركيا حق التوسط بين موسكو وكييف بعد تصريح وزير الخارجية؟
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرًا سلطت خلاله الضوء عن سبب تصريح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بأن الصراع الروسي الأوكراني يمكن حله فقط من خلال الحفاظ على الوحدة الإقليمية لأوكرانيا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بوتين أشار في وقت سابق إلى ضرورة "سحب كييف قواتها من الأربع مناطق الجديدة التي تم ضمها إلى روسيا".
وتضيف الصحيفة أن وزير الخارجية التركي صرح في مقابلة جمعته مع صحيفة "حريت" خلال زيارته إلى لندن، أن البحث عن أرضية مشتركة بين موسكو وكييف مستمر، رغم رغبة الطرفين في الانتصار في هذه الحرب.
وقال فيدان: "لدينا علاقة خاصة مع كلا الطرفين ولن نتردد في الاستماع إليهما. وعليه، يتعين إيجاد حل عادل للحرب في إطار الحفاظ على الوحدة الإقليمية لأوكرانيا"، ملمحا إلى أن "استنزاف طاقة الجانبين قد يؤدي إلى تغيير الوضع في السنة المقبلة".
وتعليقًا على ذلك، أشار رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، غريغوري كاراسين، في محادثة مع موقع "لينتا رو"، إلى أن شروط روسيا لحل النزاع في أوكرانيا صاغها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضوح. وخلال قمة البريكس المنعقدة في قازان، حدد بوتين شروط بدء مفاوضات السلام، قائلا: "نحن مستعدون للنظر في أي خيارات لاتفاقيات السلام، على أساس تطور الوضع على أرض الواقع، وغير مستعدين لغير ذلك".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حزيران/يونيو، حدد بوتين في اجتماع مع قيادة وزارة الخارجية، شروط بدء المفاوضات مع كييف والمتمثلة في انسحاب القوات الأوكرانية بالكامل من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومنطقتي خيرسون وزابوروجي.
أما بالنسبة لتركيا، فقد أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أسفه لاستمرار أنقرة في التعاون مع نظام كييف في المجال العسكري التقني، قائلا: "تستخدم القوات المسلحة الأوكرانية الأسلحة التركية لقتل العسكريين والمدنيين الروس. هذا لا يمكن إلا أن يثير الحيرة في ظل تصريحات القيادة التركية حول استعدادها لتقديم خدمات الوساطة".
وتنقل الصحيفة أن عضو مجلس "الدوما" الروسي فيكتور فودولاتسكي قال: "لقد كرهت تركيا دائمًا روسيا وقدرتها وقوتها. ويمكن لأنقرة في الوقت الراهن التكيف مع بعض المواقف والعوامل المؤقتة ويبدو أنها تسير معنا في نفس الاتجاه. وبطبيعة الحال، فإن تركيا، باعتبارها عضوا في كتلة الناتو، ستسعى إلى تحقيق مصالحها في أي مجال بغض النظر عن مصالح روسيا".
ويتابع فودولاتسكي بالقول: "تركيا تزود القوات المسلحة الأوكرانية بالأسلحة التي تستخدم لقتل جنودنا، بينما تحيي موسكو باليد الأخرى. تتزايد الشكوك حول رفض أنقرة القضاء على أكبر عدد ممكن من الشعوب السلافية في الصراع الحالي. بالإضافة إلى ذلك، تعمل تركيا على تطوير ما يسمى بالمنصة التركية مع بلداننا الآسيوية. وعليه، يتعين علينا أن نكون على أهبة الاستعداد".
وتنسب الصحيفة إلى الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الإقليمية والسياسة الخارجية بجامعة العلوم الإنسانية الحكومية، فاديم تروخاتشيف، قوله: "تركيا لم تنسحب من حلف شمال الأطلسي ولم تقطع ارتباطها بالاتحاد الأوروبي، ولم تسحب طلبها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ولذلك، لا ينبغي أن تكون مثل هذه التصريحات مفاجئة. خلال لقاء مع نظيره البريطاني، قال فيدان إن لندن هي الشريك الاستراتيجي لأنقرة. وعليه، اسمحوا لي أن أذكركم أنه حتى مشروع القومية التركية كان مستوحى ومدعومًا من قبل البريطانيين".
وتابع تروخاتشيف: "بالإضافة إلى ذلك، لدى تركيا مصالح كثيرة في البحر الأسود. وشبه جزيرة القرم جزء من منطقة المصالح الخاصة التركية. وعليه، من الأفضل لأنقرة أن تراها كجزء من أوكرانيا لا جزء من روسيا. عندها سيكون من السهل التأثير على شبه الجزيرة نظرا لضعف أوكرانيا. إن التناقضات بين روسيا وتركيا موجودة ببساطة في كل مكان: في آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز ومنطقة البلقان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها".
وأضاف تروخاتشيف: "دعونا نلقي نظرة على الأحزاب البرلمانية في تركيا. لا توجد قوة واحدة مؤيدة لروسيا. شركاء أردوغان الصغار، حزب الحركة القومية، هم من القوميين الأتراك، وقد أظهر زعيمه دولت بهتشلي خريطة للعالم التركي، الذي يفترض أنه يشمل نصف الأراضي الروسية. إن أيديولوجية حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تجسد العثمانية الجديدة، وهو ما يتعارض مع مصالح روسيا".
وبحسب تروخاتشيف فإن تصريح فيدان هو جزء من مخطط لا تفرض تركيا بموجبه عقوبات على روسيا ويساعدها في ذات الوقت على الدخول في خلاف مع الاتحاد الأوروبي باعتباره شريكها التجاري الرئيسي ومع الولايات المتحدة والناتو باعتبارهما حليفها العسكري السياسي الرئيسي.
ويرى تروخاتشيف أن سياسة روسيا ينبغي أن تستند إلى فهم هذه العوامل والتخفيض في سقف التوقعات تجاه دولة تجمعها معها الكثير من التناقضات.
وفي ختام التقرير تنقل الصحيفة عن تروخاتشيف أن روسيا وتركيا متحدتان فقط في مسألة التردد في الامتثال إلى إملاءات الغرب. وفي جميع الأحوال، ، لا يستطيع أعضاء الناتو، بما في ذلك تركيا، العمل كوسيط بين روسيا وأوكرانيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية هاكان فيدان روسيا تركيا تركيا روسيا اوكرانيا الخارجية التركية هاكان فيدان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزیر الخارجیة
إقرأ أيضاً:
تعرف على موسكو أكبر مدن أوروبا وقلب روسيا النابض
موسكو- تعد موسكو عاصمة روسيا، وأكبر مدنها وقلبها التاريخي والسياسي والروحي، كما تعتبر أكبر عاصمة في أوروبا، وهي مدينة مليئة بالمعالم السياحية والتاريخية والثقافية، فضلا عن المتاحف والمسارح والمعارض الفنية والحدائق والجسور الخلابة ذات المستوى العالمي.
وكونها ذات ديناميكية وحجم كبيرين، حيث تعج بالأماكن المثيرة للاهتمام والتي من غير المبالغة القول إنها تعد بالآلاف.
تأسست موسكو في العام 1147، ومساحتها تصل إلى نحو 2560 كيلومترا مربعا، وتزخر بالمعالم والقصور القديمة، والتي تقف جنبا إلى جنب مع المباني الضخمة ذات الطابع الهندسي المعماري السوفياتي فضلا عن المباني الحديثة.
وتتمتع بمناخ قاري معتدل، فعادة ما يكون الصيف هنا دافئا نسبيًا، أما الشتاء فبارد جدا والخريف بارد وممطر، بينما يتميز فصل الربيع فيها بالطقس المتغير، حيث تتناوب الأيام الدافئة مع الأيام الباردة.
تتمتع العاصمة الروسية ببنية تحتية متطورة وشبكة مواصلات تعد من الأفضل في العالم، وكذلك تعد من أبرز مدن العالم من حيث النظافة والتنظيم، كما تعتبر آمنة بشكل عام للزوار الأجانب فمعدل الجريمة منخفض.
في موسكو، يمكنك السفر عبر العصور بمجرد المشي في الشوارع، حيث تنتظرك أنماط معمارية متنوعة عند كل منعطف.
إعلاناشرع بالتعرف على المدينة من مركزها، ولتكن البداية من الكرملين أو الساحة الحمراء أو شارع "أرباط"، وما يحيط بها من أماكن تاريخية، وجميعها متقاربة مع بعضها البعض، لذلك يمكنك التنقل فيما بينها سيرا على الأقدام.
قلب موسكو وواحدة من أشهر الساحات في العالم والمعلم الأكثر شهرة في روسيا. شهدت العديد من الأحداث المهمة في التاريخ الروسي وتاريخ الدولة السوفياتية، وموقع المظاهرات الحاشدة لعمال العاصمة واستعراضات الجيش الروسي.
أطلق عليها اسم الساحة الحمراء في منتصف القرن الـ17، ولكن ليس للدلالة على اللون، بل لأن كلمة "الحمراء" كانت تعني في اللغة الروسية القديمة "الجميلة".
جامعة موسكوأحد المعالم البارزة في العاصمة وهي مبنى عملاق مميز التصميم بناه الأسرى الألمان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. كان يعتبر أطول مبنى في أوروبا لمدة 40 عامًا تقريبا، ولم يتفوق عليها إلا برج المعرض في مدينة فرانكفورت الألمانية في عام 1990.
تحفة معمارية مميزة تضم أكثر من نحو 6 آلاف غرفة وقاعة دراسية وغيرها. لذلك يقال إنك إذا جعلت طفلا عمره يوم واحد ينام في كل يوم في غرفة مختلفة من غرف الجامعة، فإنه سيخرج منها وقد بلغ من العمر أكثر من 16 عاما.
مؤسسات ورموزالكرملين وهو رمز البلاد، عبارة عن مجمع تاريخي محصن يضم 5 قصور و4 كاتدرائيات، إضافة إلى جدار الكرملين المحيط به مع الأبراج، وهو المكان الذي بدأ معه بناء العاصمة المستقبلية لروسيا، ويقع فيه المقر الرسمي لرئيس البلاد.
ضريح لينين يعد من أحد الرموز الرئيسية لعاصمة العصر السوفياتي، وهو قبو الدفن الذي يتم فيه حفظ جسد الزعيم الشيوعي فلاديمير لينين المحنط منذ قرن تقريبا، وقد شيد هذا الضريح في العام 1924 ويحمل أهمية تراثية ويعد نصبا تذكاريا، ومتحفا ومدفنا في الأساس ويقع في قلب الساحة الحمراء.
كما تحتضن موسكو العديد من الصروح الدينية والثقافية، مثل كاتدرائية القديس باسيل، والتي تقع في الساحة الحمراء، وتشتهر بقبابها الملونة على شكل بصلة وتصميمها المعقد، وأيضا يوجد صرح ثقافي يتمثل في مسرح البولشوي أي المسرح الكبير، وهو أحد أشهر المسارح في العالم، والمعروف بعروض الباليه والأوبرا، ويبعد خطوات قليلة عن الساحة الحمراء.
إعلانكما تزدان موسكو بحدائق عامة مثل زارياديه، أيضا تقع بجوار الساحة الحمراء، وهي حديقة عصرية تجمع ما بين الطبيعة والتكنولوجيا، وحديقة غوركي والتي تعد حديقة عالمية المستوى توفر مساحة شاسعة للترفيه والرياضة والرقص والألعاب الخارجية. وافتتحت هذه الحديقة في عام 1928، ويزورها أكثر من 20 ألف شخص في أيام الأسبوع، و100 ألف شخص في عطلات نهاية الأسبوع والأعياد. سميت بهذا الاسم تخليدا لذكرى الأديب الروسي مكسيم غوركي.
ويجاور ضريح الجندي المجهول الكرملين، ويكرم هذا الضريح الجنود السوفيات الذين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية، وأبرز ما يميز زيارة الضريح هو إمكانية مشاهدة مراسم تبديل الحرس المناوبين عند الضريح، والتي تجري كل ساعة على مدار اليوم، وذلك بطريقة تخطف الأبصار في حركاتهم وإيقاعهم الدقيق.
يمكنك القيام بجولة داخل متحف "الحرب الباردة" لكي تتعرف على الملاجئ السرية تحت الأرض التي تستخدم أيام الحرب، وهو متحف للتاريخ العسكري بمساحة تفوق 7 آلاف متر مربع وعلى عمق 65 مترا. تم إنشاء المتحف في ذروة الحرب الباردة خلال أزمة الصواريخ الكوبية (أكتوبر/تشرين الأول 1962).
من بين معروضات المتحف بدلات الحماية من الحرب الكيميائية، ومعدات الراديو من الخمسينيات، وأقنعة الغاز، وملصقات دعائية وغيرها من العناصر المثيرة للاهتمام.
أما معرض تريتياكوف فيوصف بأنه كنز لا يقدر بثمن، ويحتوي على أكبر مجموعة في العالم من اللوحات التي رسمها فنانون روس، وقد تأسس المعرض في عام 1856 ويحتوي على أكثر من 200 ألف عمل فني.
مترو موسكوقم برحلة في مترو موسكو للحصول على انطباع لا ينسى عن المدينة، فهو ليس فقط للتنقل السريع والبسيط التكلفة (سعر التذكرة أقل من دولار واحد) داخل المدينة المترامية الأرجاء، بل شبكة أنفاق بسحر خاص.
إعلانافتتح المترو في عام 1935 وأصبح أحد أكثر المشاريع المعمارية التي أنفق عليها كثيرا خلال حقبة الاتحاد السوفياتي. لهذا السبب تبدو معظم محطات المترو المركزية وكأنها متحف، حيث تتمتع كل واحدة منها بأجواء خاصة بها وزخارف مختلفة وقصة شيقة.
هذا الشارع من أهم المناطق المحببة في موسكو والتي تجذب الضيوف من جميع أنحاء العالم حتى أولئك الذين يوجدون في موسكو لبضع ساعات فقط بروحه الخاصة وتاريخه الغني.
وتتقاطع في شارع "أرباط" التقاليد والإبداع والحياة، مما يخلق جوا فريدا للمشي والرحلات والإلهام، وهو شارع المشاة الأسطوري الذي أصبح علامة تجارية ورمزا للعاصمة.
واسم الشارع له أصل عربي، ولكن تنقسم الآراء فقط حول ما إذا كان أصل الكلمة هو "أرباض" أو "الرباط" أم "العربات"، إذ ارتبط الاسم بالرحالة والتجار العرب الأوائل الذين قدموا إلى موسكو منذ نحو 4 قرون، وهي فترة طويلة كانت كفيلة بمحو الفارق بين الكلمتين المتشابهتين التي لم يكن للإنسان الروسي آنذاك قدرة على التمييز بينها بوضوح.
كلفة الرحلةتنتشر في موسكو على نطاق واسع مطاعم ومحلات منتجات الحلال، ومختلف أنواع المأكولات الروسية وغيرها من المطاعم العالمية بما فيها العربية المختلفة، فضلا عن مطاعم الوجبات السريعة.
ويبلغ متوسط أسعار الوجبات على اختلافها من 10 إلى 18 دولارا. وفي العموم، من السهل العثور على عروض في المطاعم الروسية تناسب جميع الميزانيات.
كما تعد تكلفة وسائل النقل في العاصمة الروسية معقولة نسبيا بل منخفضة بالمعايير الأوروبية لا سيما عند التنقل بالمترو وغيره من وسائل النقل العام، كما أن جميع المتنزهات وجولات المشي مجانية وتعتبر طريقة سهلة لتوفير المال.
إعلانيبلغ متوسط سعر الليلة الواحد في فندق من فئة 3 نجوم ما بين 30 و40 دولارا، وفي فنادق فئة 4 نجوم بين 50 و70 دولارا، أما فئة 5 نجوم فيناهز سعر الليلة الواحدة 90 دولارا فما فوق.
يمكن الحصول على تأشيرة سياحية إلى روسيا لمدة 30 يوما من السفارات والقنصليات ومراكز التأشيرات، ويتمتع مواطنو بعض الدول العربية بالإعفاء من التأشيرة لدخول روسيا، أو بإمكانية الحصول عليها عند الوصول إلى المطارات، ويتعلق الأمر بدول مجلس التعاون الخليجي الست: قطر والإمارات (إعفاء)، والسعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان (تأشيرة عند الوصول).