تتصاعد حدة المواجهة بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب مع الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية، في سباق يبدو مفتوحًا على جميع الاحتمالات. يتجه كلا المرشحين إلى ولاية بنسلفانيا، التي تُعد من أهم الولايات المتأرجحة، بهدف حصد أكبر عدد من أصوات الناخبين والتفوق على منافسه في السباق نحو البيت الأبيض.

هذه الانتخابات الرئاسية تشهد تنافسًا شرسًا بين شخصيتين متباعدتين في الرؤى والخلفيات، إذ تفصل بينهما نحو عشرين عامًا من العمر والخبرات السياسية.

كامالا هاريس: تاريخ جديد يُكتب

تمثل هاريس الحزب الديمقراطي وقد حلّت محل الرئيس جو بايدن كمرشحة للرئاسة في يوليو الماضي بسبب مخاوف من تأثير عمره المتقدم على أدائه. إذا نجحت في الانتخابات، قد تكون هاريس، التي تبلغ من العمر 60 عامًا، أول امرأة تتولى رئاسة أقوى قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، مما يضعها في موقع تاريخي غير مسبوق ويعزز التنوع السياسي في الولايات المتحدة.

ترامب: عودة للتحدي بعد الخروج من البيت الأبيض

من الجانب الجمهوري، يعود ترامب إلى المنافسة الانتخابية بعد مغادرته البيت الأبيض في عام 2021، إثر فترة مضطربة تخللها عزله مرتين من الكونغرس وصدور حكم قضائي ضده. يتميز هذا السباق بعودة ترامب إلى الأضواء وسط محاولات اغتيال وتطورات أمنية شكلت تحديًا حقيقيًا له، حيث يحاول استعادة السلطة في بلد يشهد انقسامات سياسية عميقة.

احتدام المنافسة في سبع ولايات حاسمة

يعيش كل من هاريس وترامب حملة انتخابية محمومة، خاصة في الولايات السبع الأساسية المتأرجحة التي قد تحسم نتيجة الانتخابات. تتنقل حملتهما في هذه الولايات بشكل مستمر، مع استثمار مئات الملايين من الدولارات في محاولة لجذب أصوات الناخبين غير المحسومة. لكن بنسلفانيا تظل الولاية الأهم في هذا السباق، إذ يمكنها وحدها تقديم دفعة كبيرة نحو تحقيق الأغلبية المطلوبة من أصوات كبار الناخبين، وهم 538 عضوًا، في المجمع الانتخابي.

الجولة الأخيرة.. دعم من المشاهير وأجواء مشحونة

في محطتها الأخيرة، تزور هاريس مدن سكرانتون وبيتسبرج وفيلادلفيا في بنسلفانيا، بمؤازرة من مشاهير مثل أوبرا وينفري وليدي جاجا، ما يضيف بُعدًا مؤثرًا على حملتها الانتخابية. أما ترامب، فيواصل جولاته ويخاطب أنصاره في ريدينج وبيتسبرج، متناولًا قضايا الهجرة والوضع الاقتصادي بحدة، في حين يصف البلاد بأنها تواجه تهديدات متزايدة من "أعداء الداخل".

توتر متزايد وتوقعات غير مطمئنة

ومع بدء الأمريكيين الإدلاء بأصواتهم المبكرة، تزداد التساؤلات حول نتائج الانتخابات وما قد يعقبها. ترامب بدأ مسبقًا في التشكيك بنزاهة العملية الانتخابية، كما لم يعترف بعد بهزيمته في انتخابات 2020، مما يثير قلقًا واسعًا حول إمكانية تكرار أعمال عنف مثل اقتحام مبنى الكابيتول في يناير 2021.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: كامالا هاريس دونالد ترامب الانتخابات الأمريكية بنسلفانيا البيت الأبيض الديمقراطيون الجمهوريون المجمع الانتخابي الحملة الانتخابية أصوات الناخبين

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك يغادر البيت الأبيض.. ماذا أنجز خلال 129 يوما؟

بعد 129 يومًا على رأس وزارة "الكفاءة الحكومية" في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طوى الملياردير إيلون ماسك، الخميس، صفحة مثيرة في العمل الحكومي، كانت حافلة بالتحركات الجذرية والتخفيضات القاسية، والجدل واسع النطاق.

وقدم ماسك، الذي تولى هذا المنصب المستحدث مطلع شباط / فبراير الماضي نفسه كقائد لحرب تقشف غير مسبوقة، معلنًا سعيه لتقليص الإنفاق الفيدرالي بمقدار 2 تريليون دولار، وتراجع الهدف لاحقًا، الهدف إلى 1 تريليون، ثم إلى 150 مليار دولار فقط.

وبحسب تصريحات رسمية للوزارة، نجحت حملة ماسك في تقليص الإنفاق بنحو 175 مليار دولار، عبر بيع أصول وإلغاء عقود وخفض أعداد الموظفين بواقع 260 ألفًا من أصل 2.3 مليون موظف فيدرالي.

لكنّ تحليلًا أجرته شبكةبي بي سي أظهر غيابًا للأدلة الدامغة على بعض إعلانات التوفير، كما رصد انتهاكات قانونية في عمليات التسريح، دفعت القضاء الفيدرالي للتدخل ووقف بعضها، خاصة في قطاعات حساسة كالأمن النووي، حيث تمّ تجميد فصل موظفين مختصين بالترسانة الأمريكية.


تراجع في النفوذ الأمريكي الخارجي
ولم تقتصر سياسات ماسك على الداخل، بل طالت وكالة "USAID" الأمريكية، حيث تم إلغاء أكثر من 80 بالمئة من برامجها، وتحويل ما تبقى إلى وزارة الخارجية، وأثرت قرارات على برامج إنسانية أساسية مثل مكافحة الجوع، والتعليم، والتطعيم في دول عدة بينها السودان، أفغانستان، والهند.

وبحسب تقرير البي بي سي اعتبر خبراء في الشأن الدولي أنّ هذه الخطوة تمثل تراجعًا في أدوات "القوة الناعمة" الأمريكية، وأنها تُضعف الدور التقليدي للولايات المتحدة في إدارة الأزمات العالمية.

تضارب مصالح ونظريات مؤامرة
ورغم الدعم العلني الذي تلقاه ماسك من ترامب، تعرّض الثنائي لانتقادات حادة بسبب تضارب المصالح، فشركات ماسك، وعلى رأسها "سبيس إكس" و"تسلا" و"ستارلينك"، ترتبط بعقود حكومية ضخمة، أبرزها عقد فضائي بقيمة 22 مليار دولار، ما أثار شكوكا حول استغلاله لمنصبه لتعزيز مصالحه التجارية.

كما اتهم ماسك بنشر معلومات مضللة، بينها مزاعم حول اختفاء احتياطي الذهب الأمريكي من قاعدة "فورت نوكس"، وادعاءات بحدوث "إبادة جماعية" ضد الأقلية الأفريكانية البيضاء في جنوب أفريقيا، وهو ما أثّر على العلاقات مع بريتوريا بعد أن نقل ترامب هذه المزاعم إلى الرئيس رامافوزا خلال لقائهما الأخير.


ورغم إشادة ترامب المتكررة بماسك، تحدثت تقارير عن توترات داخلية، خاصة من وزراء رأوا أن سياسات التقشف أضرت بوزاراتهم، وهو ما ظهر جليًا مع انتقاد ماسك العلني لمشروع قانون الموازنة الذي تبناه ترامب، واصفًا إياه بـ"الضخم والمخيب"، بسبب ما يتضمنه من إعفاءات ضريبية وزيادات في الإنفاق الدفاعي، وهو ما قال ماسك إنه "يُقوّض" جهوده في خفض النفقات.

في تغريدة وداعية عبر منصة "إكس"، شكر ماسك ترامب على الفرصة، مؤكداً أنه "سوف يواصل دعم الإدارة من الخارج"، بينما علّق ترامب قائلاً: "لن يغادر إيلون فعلياً... سيبقى دائماً معنا".

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: مباحثات محتملة هذا الأسبوع بين ترامب وشي جين بينج
  • البيت الأبيض: اتصال محتمل بين ترامب وشي هذا الأسبوع
  • البيت الأبيض يرجح إجراء اتصال بين ترامب وشي هذا الأسبوع
  • البيت الأبيض: من المرجح أن يتحدث "ترامب" و"شي جين بينج" خلال الأسبوع الجاري
  • البيت الأبيض يرجّح اتصالا بين ترامب وشي هذا الأسبوع
  • مسئول أمريكي: البيت الأبيض «قريب من خط النهاية» في عدة اتفاقات تجارية
  • البيت الأبيض: ترامب منفتح على لقاء بوتين وزيلينسكي في تركيا
  • البيت الأبيض: اتصال محتمل لترامب والرئيس الصيني بشأن التجارة هذا الأسبوع
  • إيلون ماسك يغادر البيت الأبيض.. ماذا أنجز خلال 129 يوما؟
  • أول لقاء رسمي.. المستشار الألماني يزور ترامب في البيت الأبيض