أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الشباب في عمر العشرينات قد يواجهون العديد من التحديات الفكرية، ومن بينها الأفكار الشيطانية أو تلك التي تنبع من النفس الأمارة بالسوء، مضيفا: "غالبًا ما تكون الدوافع وراء الإلحاد سلوكية، خصوصًا عندما يسعى الفرد وراء شهواته وملذاته، ويبحث عن فكر يبرر له تلك الرغبات، ويجعله يعيش بلا قيود أو التزامات".

وأوضح عضو الأعلى للشئون الاسلامية خلال حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن الإلحاد النفعي هو نوع من الإلحاد الذي يسعى فيه الفرد إلى الهروب من التزاماته الأخلاقية والدينية، حيث يبحث عن نوع من الحرية المطلقة بعيدًا عن أي قيود قد تقيّد سلوكه.

خالد الجندي ينتقد الجيل الحالي: يصرون على الانفراد بالرأي ويرفضون الانقياد للآخرين

وقال: "الملحدون في هذه الحالة يريدون أن يعيشوا كما يأكل الأنعام، لا يتقيدون بأي قواعد أخلاقية أو دينية، ولا يشعرون بالمسئولية تجاه تصرفاتهم.. وهذا يؤدي إلى حياة بلا ضوابط، وهو ما يضر بالفرد والمجتمع على حد سواء، وهذه نظرة خطيرة على الإلحاد، لأنه يخرج الفرد من دائرة القيم الأخلاقية، سواء كانت قيمًا دينية أو اجتماعية أو مجتمعية.. هذا الخروج من قيود الأخلاق يشكل تهديدًا حقيقيًا لأن الإنسان يصبح بلا ضوابط، يفعل ما يشاء في أي وقت ومكان، وهذا مفهوم أعور لمعنى الحرية".

وأوضح أنه من أجل التصدي لهذه الأفكار، يجب على الفرد أن يحدد أولاً دور نفسه في الحياة: "هل أنت إله أم عبد؟".. وإذا قررت أنك عبد، فأنت بحاجة إلى الانقياد والاتباع لله سبحانه وتعالى، لأن الإنسان لا يمكن أن يكون إلهًا.. لا يستطيع أن يخلق شيئًا أو يتحكم في الكون، فهو في حاجة دائمة إلى الغذاء، والدواء، والمأوى، وحتى العلاج، وهذا يثبت أنه عبد لله، ويجب أن يلتزم بطاعته.

وأكمل: "حرية الإنسان الحقيقية هي أن يكون منقادًا لما يرضي الله، وأن يتحلى بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع وتحافظ على توازنه.. أما مفهوم الحرية كما يروج له البعض، والذي يقوم على التفلت من القيود والقيم، فهذا ليس حرية حقيقية، بل هو هروب من مسئوليات الحياة".
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لعلهم يفقهون خالد الجندي الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأعلى للشئون الإسلامية العديد من التحديات التحديات الفكرية

إقرأ أيضاً:

شَظَفُ الطَّبْع

بقلم: دانيال حنفي القاهرة (زمان التركية)- ليس إسلامُ الشخصيات العظيمة وتحولها من معتقد ديني أو حالة عقائدية ما إلى الإسلام سوى رحلةٍ في الأدب الإنساني، تعكس تطورًا مرموقًا وجديرًا بالإعجاب في شخصية الإنسان الذي يملك كل مطامع الحياة التي يسعى إليها الناس أجمعون تقريبًا: المال، والشهرة، والجنس، والأسرة، والسلطة، والعلاقات، والأموال، والعقارات.

فنرى في الشخصية الشهيرة، بعيدةِ النجوم، إنسانًا أكثر تواضعًا وبساطةً من بعض البسطاء، وذلك أدبًا واحترامًا للحقيقة التي قادته إليها محاولاته المخلصة، صافيةِ الهدف والغرض، للتوصل إلى حقيقة نفسه، وإلى حقيقة الوجود، عبر سنوات، وربما عقود طويلة من التفكر والبحث.

وأدبًا واحترامًا لما عثر عليه في محاولاته للتخلص من الخواء الإيماني الذي ملأ صدره عبر عشرات السنين، وأصبح معلَّقًا بكثير من الأسئلة الدقيقة التي تحتاج إلى أجوبة شافية، لا مجاملة فيها لأي اعتبار.

فعندما يرحل النهار، ويقبل الليل، وتضع ضوضاء الحياة رحالها، وينفض الناس والأصدقاء والجيران، كلٌّ إلى سبيله أو إلى بيته، لا يسمع المرء سوى صوت نفسه، وصوت ضميره، وصوت آلامه وأوجاع أحزانه التي تحرمه من الاسترخاء أحيانًا، ومن النوم أحيانًا، ومن الاستمتاع بحياته أحيانًا، وتدفعه إلى البحث عن إجابات نزيهة مفصّلة حتى النهاية، لا شبهة فيها ولا رياء.

فاتباعُ الإجابةِ السليمةِ القلبِ هو السبيل إلى الراحة الدائمة، وإلى السلام النفسي. وما خلا ذلك، فلن يكون سوى مرحلة جديدة من الضياع في متاهات الظن، والفكر، والتاريخ.

ومن ناحية أخرى، يجد المرء أن تجاهل تساؤلات القلب واستفسارات الضمير ليس قوة ولا عظمة ولا “شطارة”، بل هو استكبار وعلوّ، لا خير فيه، ولا نماء، ولا أدب.

فإن لم يكن هناك التزامٌ خارجيٌّ مسلَّطٌ على المرء يدفعه للبحث عن إجابات لأسئلته، فإن الكرامة الإنسانية، والفضول الحميد، يدفعان الإنسان إلى إنكار الكذب، ولو جاء من المقرّبين، ومن الأصدقاء، ومن نادٍ من الرفاق وأصحاب المصالح، ويدفعانه إلى تلمّس النور والاقتراب منه.

والاقتراب من النور يمنح شعورًا بالرضا عن النفس، وشعورًا بالفرح والابتهاج، ويُبيّن للباحث أنه في طريقه إلى الخروج من الظلمات إلى النور.

ولأن الإنسان مفطور على الخير، وعلى محبة الخير، فلا يجد الباحث عن الحقيقة أجمل ولا أمتع من تتبّع شعاع النور الذي يتلألأ من بعيد، ويشق طريقه إلى القلب وإلى الروح، في يسر وبساطة، لا ريبة فيها.

ولولا الأدب في طبع هذه الشخصيات العظيمة، واسعة الشهرة، والسلطة، والتأثير العالمي، لما وجدوا طريقًا إلى الخير الأكبر، وإلى الإيمان، وإلى الإجابات الصافية الحقيقية لكل أسئلتهم المعقدة.

فالعظمة بين الناس تُغري بكل تجبّر، وتُغري بالتجاهل حتى النهاية، وحتى السقوط. ولكن الأدب يهزم الغرور، ويهزم شظفَ الطبع، ويُنصف صاحبَه، وينصره على نفسه، وعلى الغير، وعلى تحديات الحياة.

Tags: الاسلام

مقالات مشابهة

  • في عطلة نهاية الأسبوع.. ساعة نوم إضافية "تحمي سمعك"
  • جوارديولا عن غزة: قوة العالم تكمن في عدم الصمت
  • “مادلين».. سفينة الحرية التي كسرت حاجز الصمت وفضحت قرصنة الاحتلال
  • بعد تصدرها التريند.. من هي مادلين التي أُطلق اسم سفينة الحرية تكريمًا لها؟
  • شَظَفُ الطَّبْع
  • مفاجأة.. النوم أكثر من 9 ساعات خطر على الإنسان
  • أمسية فنية ساحرة مجانية مع طارق الجندي في عجلون اليوم الاثنين
  • قيود ترامب ضد المهاجرين تفجر معارك عنيفة في لوس أنجلوس منذ 3 أيام.. فيديو
  • النمر: قلب الإنسان يضخ صهريج مياه يوميًا أثناء الراحة
  • ما عقوبة جريمة الإضرار بالقيم الأسرية للمجتمع؟