"أهل مصر".. معبد الدير البحري يستقل أطفال المحافظات الحدودية بالأقصر
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
أهل مصر .. تواصلت اليوم الخميس فعاليات الأسبوع الثقافي الرابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية، بمشروع "أهل مصر" المقام بمحافظة الأقصر، برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ضمن برامج العدالة الثقافية لوزارة الثقافة، وبالتزامن مع المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان.
واستقبل معبد حتشبسوت بالدير البحري، الأطفال في جولة برفقة أيمن رمضان، مرشد سياحي وباحث في علم الفلك الأثري، بحضور د. حنان موسى، رئیس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، ورئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، ولاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافي، والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر "أطفال".
بدأت الجولة بالتعرف على تاريخ بناء المعبد الذي تم تأسيسه بدقة عالية تعكس براعة القدماء المصريين في علم الفلك والهندسة المعمارية.
وأوضح "رمضان" أن المعبد يرتبط بظاهرة فلكية فريدة، حيث تشرق الشمس وتخترق المقصورة في يوم الانقلاب الشتوي في 21 ديسمبر لتضيء قدس الأقداس، تلك الظاهرة التي تتكرر أيضا في معبد الكرنك بالبر الشرقي، مما يخلق ارتباطا فلكيا بين المعبدين، مشيرا أن بناء المعابد جاء للتعبير عن الاتصال العميق بالكون وليس للطقوس الدينية فقط.
وعن تصميم المعبد قال: صممه المهندس المعماري "سننموت" وأبدع في نحته في قلب الجبل، مما جعله مختلفا عن بقية المعابد المبنية في مصر القديمة، وإنجاز هندسي عظيم يبرز مكانة الملكة حتشبسوت كواحدة من أشهر وأقوى الملكات التي حكمت البلاد لفترة طويلة وأثبتت مكانتها في الحضارة المصرية القديمة، خصوصا في تلك الحقبة الممتدة منذ حوالي 3500 سنة.
وأضاف "رمضان" ان زيارة هذا المعبد تعد تجربة فريدة لمحبي التاريخ وعلم الفلك خاصة في فصل الشتاء، للاستمتاع بجمال العمارة المصرية القديمة ومعايشة لحظة الانقلاب الشتوي وسط هذا الصرح العريق.
وتواصلت الفعاليات بزيارة لقرية حسن فتحي بالقرنة الجديدة، قدم خلالها أحمد عبد الراضي مرشد سياحي، شروحا حول تصميم القرية التي بدأ المهندس المعماري الشهير حسن فتحي في بنائها عام 1946، باستخدام مواد طبيعية كالطين، ومواد أخرى محلية من البيئة المحيطة للحفاظ على الطابع التقليدي.
وأوضح "عبد الراضي" أن القرية يوجد بها مسجد و70 بيتا، بالإضافة إلى سوق للتبادل التجاري، ومسرح، وعدد من المدارس للفتية والفتيات، وهناك أيضا مدرسة لتعليم الحرف اليدوية، وذلك بهدف توفير بيئة متكاملة تلبي احتياجات السكان وتحتفظ بجماليات العمارة المحلية.
وواصل حديثه بتسليط الضوء على التغيرات التي شهدتها القرية بمرور الوقت، حيث تغيرت بعض جوانبها نتيجة استبدال بعض المباني الطينية بالبناء المسلح، موضحا أن جهود المحافظة على تراث القرية ما زالت مستمرة، ويشرف عليها المعماري الدكتور فكري حسن، لصيانة ما تبقى من المباني الأصلية.
واختتم الجولة بحديث عن متحف العمارة التقليدية الموجود حاليا ويعرف باسم "متحف حسن فتحي" الذي يأتي إليه الطلاب من مختلف الجامعات المحلية والدولية، ومنها جامعة القاهرة، والجامعة الأمريكية، البريطانية، و برلين وغيرها، للحصول على دورات تدريبية في مجال العمارة، وذلك من أجل الحفاظ على هذا الإرث من الاندثار.
الأسبوع الرابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية تنظمه هيئة قصور الثقافة، ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، برئاسة عماد فتحي، وفرع ثقافة الأقصر برئاسة حسين النوبي.
ويتضمن الأسبوع 12 ورشة فنية وحرفية، تقدم إلى 200 طفل من المحافظات الحدودية الستة : شمال وجنوب سيناء، البحر الأحمر "الشلاتين وأبو رماد وحلايب"، الوادي الجديد، مطروح، وأسوان، بالإضافة إلى أطفال حي الأسمرات بالقاهرة.
كما يشهد الأسبوع عدد من الزيارات الميدانية لأشهر الأماكن السياحية والأثرية، تختتم بجولة حرة بأسواق وكورنيش المحافظة.
وتتواصل الفعاليات مساء اليوم بقصر ثقافة الأقصر مع الورش الفنية والحرفية بمشاركة نخبة من المدربين والأكاديميين المتخصصين.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أهل مصر الثقافة قصور الثقافة المحافظات الحدودیة أهل مصر
إقرأ أيضاً:
بعد خطوات مماثلة اتخذتها سيول.. كوريا الشمالية تفكك بعض مكبرات الدعاية الحدودية
أقدمت بيونغ يانغ، وفق ما أعلنت كوريا الجنوبية، على تفكيك بعض مكبرات الدعاية الحدودية، وذلك بعد خطوات مماثلة اتخذتها سيول مطلع الأسبوع. اعلان
أعلنت القوات المسلحة الكورية الجنوبية السبت 9 آب/أغسطس إنها رصدت قيام الجيش الكوري الشمالي بتفكيك بعض مكبرات الصوت الدعائية الموجهة نحو الجنوب في أجزاء من المنطقة الحدودية، وذلك بعد خطوات مماثلة اتخذتها كوريا الجنوبية.
وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها سيول مثل هذا الإعلان منذ تولي الرئيس لي جاي ميونغ منصبه قبل شهرين، وبدء بلاده تفكيك مكبرات الصوت الخاصة بها.
وأكدت القوات المسلحة في كوريا الجنوبية أن "من الضروري إجراء مزيد من التأكيد لمعرفة ما إذا كانت عملية التفكيك تجري في جميع المناطق"، مشددة على أنها ستواصل مراقبة الأنشطة ذات الصلة.
وسعيًا لتهدئة التوتر مع بيونغ يانغ، أوقفت حكومة لي الليبرالية، التي خلفت حكومة محافظة، البث الدعائي الموجه لانتقاد النظام الكوري الشمالي بعد وقت قصير من توليه منصبه. وفي يوم الاثنين، بدأت السلطات الكورية الجنوبية إزالة مكبرات الصوت التي تبث رسائل مناهضة لكوريا الشمالية على طول الحدود، في إطار مساعي لي لإحياء الحوار المتوقف بين الخصمين التاريخيين.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية التقنية، إذ انتهت الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 بهدنة، فيما شهدت العلاقات بين الجانبين تدهورًا في السنوات الأخيرة.
Related لا حوار مع "حكومة الثقة العمياء بواشنطن".. بيونغ يانغ ترفض مقترحات سول وتؤكد تمسكها بتحالف موسكوبيونغيانغ تهدم مركز لم الشمل بين الكوريتين.. ضربة جديدة لآمال المصالحةكيم يؤكد دعم كوريا الشمالية المطلق لروسيا في حرب أوكرانيا ما هي حرب المكبرات بين الكوريتين؟تُعرف "حرب المكبرات" بين الكوريتين بأنها واحدة من أكثر مظاهر الحرب النفسية شهرة في العالم المعاصر، حيث يستخدم الطرفان مكبرات صوت ضخمة على طول المنطقة منزوعة السلاح لبث رسائل دعائية وأغانٍ وأخبار موجهة نحو أراضي الطرف الآخر. بدأت هذه الحرب الصوتية بعد انتهاء الحرب الكورية عام 1953، حين ظلت الكوريتان في حالة حرب من الناحية القانونية بموجب اتفاق الهدنة الذي أوقف القتال دون توقيع معاهدة سلام. ومنذ ذلك الوقت، استخدمت المكبرات كأداة للتأثير على معنويات الجنود والسكان، وكسلاح سياسي في فترات التوتر.
على مدى العقود، تغيّر مضمون البث تبعًا للظروف السياسية. ففي الجنوب، ركزت الرسائل على انتقاد النظام الشمولي في بيونغ يانغ، ونشر أخبار من العالم الخارجي، وبث موسيقى البوب الكوري الجنوبي التي يُحظر سماعها في الشمال، إضافة إلى تسليط الضوء على الفوارق الاقتصادية والمعيشية بين البلدين. أما في الشمال، فقد انصبت الرسائل على تمجيد قيادة بيونغ يانغ وانتقاد الحكومات الكورية الجنوبية، مع دعوات للوحدة تحت راية الشمال.
شهدت "حرب المكبرات" محطات مفصلية، كان أبرزها توقف البث في بعض الفترات ضمن اتفاقات خفض التوتر، كما حدث في أواخر السبعينيات والثمانينيات. وفي عام 2004، توصل الجانبان إلى اتفاق لوقف الحرب الدعائية وتفكيك مكبرات الصوت في إطار إجراءات بناء الثقة. غير أن الأحداث الميدانية كثيرًا ما أعادت هذه الحرب الصوتية إلى الواجهة، كما حدث في عام 2015 عندما أُعيد تشغيل المكبرات من جانب سيول عقب إصابة جنديين بانفجار ألغام على الحدود نُسبت إلى الشمال، ما أدى إلى تبادل القصف المدفعي، قبل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق جديد لوقف البث.
وفي عام 2018، شهدت شبه الجزيرة الكورية فترة انفراج لافتة بعد قمة جمعت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، حيث اتفق الجانبان على تفكيك جميع مكبرات الصوت الحدودية. لكن هذا الهدوء لم يدم طويلًا، إذ عادت التوترات في السنوات التالية، مع تهديدات متبادلة بإعادة نصب الأجهزة وتشغيل البث الدعائي.
اليوم، لا تزال "حرب المكبرات" تُستخدم كورقة ضغط سياسية بين البلدين. ففي كل مرة تتدهور فيها العلاقات، يعود أحد الطرفين إلى تشغيل البث، ما يدفع الآخر إلى الرد بالمثل. وتُقرأ هذه الخطوة في العادة كإشارة سياسية واضحة، إما على نية التصعيد أو على بوادر تهدئة إذا ما تم إيقافها. وبذلك، أصبحت مكبرات الصوت على الحدود الكورية رمزًا لصعود وهبوط العلاقات بين الجارتين اللدودتين، ومرآة للتقلبات المستمرة في شبه الجزيرة الكورية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة