قناة السويس تشهد نجاح أكبر عملية عبور نوعية لحوض عائم.. صور
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
أعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الجمعة، نجاح أكبر عملية عبور نوعية في تاريخ القناة بعبور الحوض العائم " DOURADO " بعرض 90 مترا ضمن قافلة الجنوب بالمجرى الملاحي الجديد للقناة، مقطورا من الأمام بواسطة قاطرتين مصاحبتين، مع توجيهه من خلال خمسة قاطرات تابعة للهيئة وإرشادها بواسطة فريق يضم مجموعة من كبار مرشدي الهيئة وقباطنة القاطرات خلال رحلته البحرية قادما من سنغافورة ومتجها إلى تركيا.
تعد عملية عبور الحوض العائم "DOURADO" من تجارب العبور غير التقليدية والوحدة العائمة الأكبر التي تعبر القناة مقطورة بطول إجمالي لمجموعة العبور (شاملة الحوض و القاطرات) 450مترا، وعرض 90 مترا وحمولة 91 ألف طن، مما استلزم لعبورها اتخاذ ترتيبات وتدابير ملاحية مُعقدة نظراً لطبيعة الوحدة العائمة والتي تعتمد على القطر فقط لتوجيهها بالقاطرات مما يتطلب مراعاة الدقة في التوجيه ودراسة حركة واتجاه التيارات الهوائية والمائية للحفاظ على تمركزها في منتصف القناة خلال رحلتها.
وأوضح رئيس الهيئة أن عملية عبور الحوض العائم استغرقت ما يقرب من 24 ساعة واستلزمت اتخاذ بعض الإجراءات السابقة للعبور بداية من وضع خطة الملاحة من قبل مركز مراقبة الملاحة ثم مناقشة وتحليل آليات التأمين الملاحي اللازمة لعبور الحوض العائم بأمان وسلامة وذلك بأكاديمية المحاكاة والتدريب البحري التابعة للهيئة ، تلاها عمل معاينة مبدئية للحوض العائم بمنطقة غاطس السويس من خلال مجموعة العمل المشاركة من مرشدين وقباطنة قاطرات.
وأضاف الفريق ربيع أن استعدادات عبور الحوض العائم بدأت بالتنسيق مع الشركة المالكة للحوض قبل انطلاق الرحلة، مشيرا إلى أنه بمجرد وصول الحوض العائم لغاطس القناة تم تجهيز رباطه بالقاطرات حيث عبر الحوض مقطورا من الأمام بواسطة القاطرتين المصاحبتين له من سنغافورة وهما القاطرة " Hulk ll" و القاطرة " MAVERIC 1" وبمشاركة خمسة قاطرات تابعة للهيئة تتقدمهم القاطرة "بركة 1" لأعمال التأمين الملاحي، ومن الجانبين القاطرتين "محمد بشير" و"نبيل الهلالي " للحفاظ على تمركز الحوض في منتصف القناة، كما تم الاستعانة بالقاطرتين" السويس 1 " و"السويس 2" من الخلف، وذلك تحت إشراف مجموعة عمل ضمت 16 من مرشدي القناة و 10 من قباطنة القاطرات بالهيئة.
وأكد الفريق ربيع أن الهيئة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لضمان عبور الحوض العائم بسلامة وأمان من خلال توفير التسهيلات والمساعدات الملاحية اللازمة، فضلا عن المتابعة اللحظية على مدار الساعة من مكتب الحركة الرئيسي ومحطات مراقبة الملاحة للسرعات المقررة والتي لم تتجاوز ٤ عقدة، بالإضافة إلى تحديد خط السير واتجاهات التيارات البحرية والمائية.
وشدد رئيس الهيئة على أن نجاح عمليات العبور النوعية تعد بمثابة شهادة ثقة في قدرة قناة السويس على تنفيذ مختلف عمليات العبور، ودلالة على جاهزيتها لتقديم كافة الخدمات الملاحية والبحرية واللوجيستية اللازمة من خدمات الإرشاد و التأمين الملاحي والمصاحبة والإنقاذ وغيرها.
و أكد الفريق ربيع أن الحوض العائم " DOURADO" لم يكن ليعبر القناة لولا انتهاء مشروع توسعة القناة ضمن مشروع تطوير القطاع الجنوبي حيث كان أقصى عرض مسموح به لعبور القناة قبل تنفيذ مشروع التوسعة هو 70 مترا طبقا للائحة الملاحة، وبذلك تصبح عملية عبور الحوض العائم هي السابقة الأولى من نوعها لعبور وحدة عائمة بهذا العرض بعد الانتهاء من مشروع التوسعة و الذي سمح بزيادة عرض القناة بإضافة 40 مترا جهة الشرق ومن ثم تقليل تأثيرات التيارات المائية وزيادة عامل الأمان الملاحي في القطاع الجنوبي، فضلا عن رفع كفاءة القناة وزيادة قدرتها الاستيعابية لاستقبال وحدات عائمة لم تكن تعبر القناة من قبل.
وشهدت قناة السويس شهدت العديد من عمليات العبور النوعية أبرزها عملية عبور الحوض العائم فخر القناة حمولة 34 ألف طن في شهر يونيو لعام 2023، بالإضافة إلى عملية عبور وحدة إنتاج وتخزين الغاز الطبيعي المسال ENERGEAN POWER في شهر يونيو من عام 2022، وعبور منزلق المواسير في سبتمبر .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ربيع رئيس هيئة قناة السويس هيئة قناة السويس تاريخ قناة السويس تاريخ القناة قناة السویس
إقرأ أيضاً:
أكبر إنزال عسكري في التاريخ: 180 جنديًا يغيرون مجرى المعركة في عملية خاطفة
شمسان بوست / متابعات:
في خضم الحرب العالمية الثانية، طالب القائد السوفيتي جوزيف ستالين حلفاءه الأميركيين والبريطانيين بفتح جبهة ثانية ضد الألمان بالغرب بهدف تخفيف حدة الضغط على الجيش الأحمر الذي اضطر لخوض معارك مكلفة، بشريا وماديا، ضد الجيش الألماني منذ بداية عملية بربروسا (Barbarossa) يوم 22 حزيران (يونيو) 1941
وتلبية لرغبة ستالين، وضع الحلفاء الغربيون خطة للقيام بإنزال عسكري بفرنسا بهدف تحريرها والتقدم بعمق الأراضي الألمانية.
ولإنجاح عملية الإنزال، اتجه الحلفاء الغربيون للقيام بالعديد من عمليات التمويه بهدف تضليل الألمان حول موقع الإنزال وموعده.
فضلا عن ذلك، وضع المخططون العسكريون الأميركيون والبريطانيون خطة للقيام بعملية إنزال جوي مباغتة بهدف تهيئة موقع الإنزال وتأمينه.
جسران مهمان
وضمن هذه الظروف، اتجه الحلفاء الغربيون للبحث عن خطة بهدف تأمين جسرين عبرا نهر أورني (Orne) وقناة كان (Caen) بنورماندي.
فبالنسبة للأميركيين والبريطانيين، استوجب نجاح إنزال نورماندي السيطرة على جسري بينوفيل (Bénouville) ورانفيل (Ranville) سليمين ومنع الألمان من نقل الإمدادات عبرهما لصد عملية الإنزال.
من ناحية أخرى، تواجدت بالمنطقة فرق ألمانية كلفت بمهمة ممارسة سياسة الأرض المحروقة أثناء الانسحاب. وطبقا لذلك، أقدمت هذه الفرقة على تفخيخ هذين الجسرين بهدف تفجيرهما ومنع وقوعهما بيد الحلفاء في حال حصول إنزال عسكري بنورماندي.
في المقابل، احتاج الحلفاء لجسري بينوفيل ورانفيل لمواصلة التقدم داخل الأراضي الفرنسية عند إتمام عملية الإنزال بنورماندي.
وضمن هذه الظروف، وضع الحلفاء خطة دادستيك (Deadstick) التي حبذوا من خلالها القيام بعملية إنزال لفرقة بريطانية محمولة جوا بالقرب من الجسرين خلال الليلة الفاصلة بين يومي 5 و6 حزيران (يونيو) 1944.
عملية دادستيك
إلى ذلك، وقع اختيار المسؤولين البريطانيين على الفرقة السادسة المحمولة جوا لإنجاح عملية دادستيك. وفي الأثناء، وقع الاختيار على 180 عسكريا للقيام بهذه المهمة التي وصفت بالانتحارية.
ففي حال فشلهم وتفجير الجسر، سيجد أفراد الفرقة السادسة المحمولة جوا أنفسهم بمنطقة نائية داخل أرض العدو ومقطوعين عن بقية القوات البريطانية التي كان من المقرر أن تنزل بشاطئ سوورد (Sword Beach) المصنف ضمن مناطق الإنزال الخمسة للحلفاء بنورماندي.
قبل منتصف ليل يوم 6 حزيران (يونيو) 1944 بدقائق، أقلعت الفرقة البريطانية على متن طائرات من نوع آيرسبيد هورتا (Airspeed Horsa) صوب موقع الإنزال الجوي.
لاحقا، تمكنت الفرقة البريطانية من النزول بموقع قريب جدا من الجسرين ضمن ما وصف بأهم عملية إنزال جوي ناجحة بالحرب العالمية الثانية.
وبعد معارك ضارية استمرت لخمسة عشرة دقيقة فقط، تمكن الجنود البريطانيون من الاستيلاء على الجسرين بحالة جيدة عقب طرد الألمان.
فيما أسفرت عملية الإنزال الخاطفة التي سبقت إنزال نورماندي عن مقتل 20 جنديا بريطانيا وإصابة حوالي 50 آخرين. وفي المقابل، خسر الألمان أكثر من 100 جندي بين قتيل وجريح تزامنا مع تدمير 14 من دبابتهم المتمركزة بالمنطقة.
لاحقا، لعبت عملية السيطرة على الجسرين دورا هاما في إنجاح إنزال الحلفاء وتقدمهم نحو باريس حيث سرع هذان الجسران عملية تنقل جميع القوات التي أنزلت بشاطئ سوورد لمنع أي هجوم مضاد ألماني عند شواطئ نورماندي.