هتافات مستنسخة طبق الأصل
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ما الذي تغير في هتافات الشعوب العربية المرغمة على موالاة السلطات الحاكمة، والمرغمة على التغني بأمجاد الزعماء منذ منتصف القرن الماضي وحتى يومنا هذا. .
اذكر في الستينيات لما كنا في مرحلة الدراسة الابتدائية. كان المعلمون في مدارس البصرة يقودون التلاميذ كما الخراف الصغيرة، ولكل مدرسة مساحتها المخصصة لها على ناصية الطريق المؤدي إلى المطار القديم لكي يرحبوا بقدوم السيد الرئيس الذي لا يعرفون اسمه ولا رسمه (ربما كان عبد السلام أو عبد الرحمن)، فيرددون هتافات ببغاوية مكتوبة سلفا، من مثل: (اهلاً بالقائد كل البصرة ترحب بيه)، أو: (حياك يا سيدي يا منور البصرة).
وكانت تلك السياقات سائدة ومنتشرة في العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس والسودان والجزائر. .
يتناول الدكتور توفيق الحكيم في كتابه (عودة الوعي) كيفية تنظيم التصفيق والهتافات التي ترددها الحشود البشرية لاستقبال جمال عبدالناصر عند عودته من رحلة خارجية. لم يكن التصفيق عفويا ولم يكن حضورهم طوعياً. فيقول: (قابلت ذات يوم رجل اعرفه من اهل الريف، سألته عن سبب وجوده في القاهرة ؟، فقال: ان عناصر الاتحاد الاشتراكي هم الذين اجبروه على الحضور من الريف بواسطة القطارات، وبتذاكر جرى توزيعها عليهم للاحتشاد في استقبال القائد الضرورة، وكانت إقامة المتظاهرين القادمين من الريف على نفقة الدولة، ويتعين عليهم ان يهتفوا طبقا للشعارات المطبوعة والموزعة عليهم). .
وفي مصر أيضاً ظل لسان الشاعر الكبير (احمد فؤاد نجم) حادا سليطا في انتقاد سياسات الرؤساء العرب، ولم تمنعه السجون من جلدهم ونتف ريشهم. .
وانتقد الكاتب السوري الكبير (محمد الماغوط) الاجواء السلطوية أو الخديوية التي كان يعيشها معظم الزعماء العرب في مسرحيته الكوميدية: (كاسك يا وطن)، وللكاتب نفسه مسرحية اخرى بعنوان: (شقائق النعمان). يقول في احد فصولها: (عمرها ما كانت مشكلتنا مع الله، مشكلتنا مع الذين يعتبرون أنفسهم بعد الله). .
وفي العواصم العربية الأخرى كانت الحافلات الحكومية تجوب الشوارع وتقتحم الأسواق والمجمعات السكنية، وترغم الناس على ركوب الباصات عنوة، ثم تنقلهم إلى ملعب كرة القديم من اجل سماع خطاب السيد الرئيس المفدى، ومن اجل ترديد الهتافات المكتوبة، إرضاءً لغروره حفظه الله ورعاه، وهو يعلم علم اليقين ان الحشود التي امتلأت بهم الساحات حضروا إلى هنا بالقوة. .
منذ سنوات والجماهير العربية تهتف للزعماء الذين ظلوا يكررون الخطابات نفسها. لا فقيرنا شبع، ولا مريضنا تماثل للشفاء. ولا الشخص المناسب ارتقى إلى المكان المناسب. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
اعترافات المتهم بحادث دهس الشيخ زايد: لم أقصد إيذاء المجني عليهم
أنكر المتهم فى حادث دهس آب ونجله وابن شقيقته، خلال تحقيقات النيابة العامة في الجيزة، تعمده ارتكاب حادث الدهس، مؤكدًا أنه لم يكن يقصد إيذاء المجني عليهما، وإنما فوجئ بوقوع الاصطدام أثناء سيره في الطريق.
كانت التحقيقات، كشفت أن مشاجرة نشبت بين مجموعة من الطلاب داخل إحدى المدارس بالشيخ زايد، بسبب الغيرة على تلميذة، وتطور الخلاف إلى مشادة بين أولياء الأمور أمام نادى بيفرلى هيلز، داخل الكمباوند.
وخلال المشادة، استقل أحد أولياء الأمور سيارته، ودهس الأب ونجله وابن شقيقته من الطرف الآخر، ما تسبب فى إصابتهم بإصابات بالغة، نُقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقى العلاج.
وباشرت النيابة العامة التحقيق، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع استمرار مراجعة مقاطع الفيديو الملتقطة من كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الحادث، لتحديد لحظة الدهس بدقة، وبيان ما إذا كان الحادث وقع عمدًا أم بشكل عفوى أثناء المشادة.
وتواصل جهات التحقيق استكمال ملف القضية، تمهيدًا لإحالة المتهم للمحاكمة عقب انتهاء تقارير التفريغ والمعاينات الفنية.