إنجازات COP28 التاريخية ترفع سقف الطموح العالمي في "COP29"
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
مع اقتراب موعد انطلاق COP29، في باكو بأذربيجان، تتجه أنظار العالم إلى مواصلة تحقيق الإنجازات والبناء على ما حققه مؤتمر الأطراف COP28 من تقدم كبير عبر ركائز أجندة العمل المناخي العالمي المختلفة.
وأسهم COP28 في بناء الزخم اللازم لتقديم حُزمة تاريخية من الإجراءات الضرورية لتسريع العمل المناخي العالمي بحلول 2030، ونجح في التوصّل إلى "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي تضمنت بنوده عدداً من الإنجازات المناخية غير المسبوقة عالمياً، وقدّم حزمة طموحة ومتوازنة من التدابير شملت الاستجابة لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف باريس، والإشارة لأول مرة في النص التفاوضي الختامي إلى تحقيق انتقال مُنظّم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050 بما يتماشى مع الحقائق العلمية.
وبدأت الخطوات الاستثنائية الفعالة مع انطلاق اليوم الأول من COP28 بقرار غير مسبوق شهد التوافق على تفعيل "صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار" وبدء تمويله، وحتى الآن، هناك تعهد بتوفير تمويل بـ853 مليون دولار للصندوق لدعم الدول النامية الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ، بما يتضمن 100 مليون دولار من الإمارات.
#الإمارات.. دعم مستمر لجهود العمل المناخي العالمي#COP28 #COP29 pic.twitter.com/4dROXhfzYb
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 9, 2024 صندوق ألتيراوانطلاقاً من أهمية دور التمويل في جهود تنفيذ العمل المناخي المطلوب، نجح المؤتمر في جمع وتحفيز تمويل بأكثر من 85 مليار دولار، لتسريع تحقيق الانتقال المنشود في قطاع الطاقة، وحماية الطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، وتدشين مرحلة جديدة من العمل المناخي لا تترك أحداً خلف الرَكب، كما أطلقت الإمارات صندوق "ألتيرا" أكبر أداة تحفيز لتمويل العمل المناخي بـ30 مليار دولار.
ويهدف "ألتيرا" إلى توفير التمويل على نطاق واسع لتعزيز المرونة المناخية في دول الجنوب العالمي، واستثمر بالفعل 6.5 مليارات دولار في مشاريع بإجمالي قدرة إنتاجية بلغت 40 غيغاواط عبر 5 قارات.
وأطلقت رئاسة COP28 أيضاً مع عدد من شركائها "المسرّع العالمي لخفض الانبعاثات"، الذي شكَّل خطة شاملة ومتعددة القطاعات لخفض الانبعاثات عالمياً، بهدف تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، والذي تضمن "ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز" الذي وقّعت عليه حتى الآن 55 شركة تمثل أكثر من 43% من إنتاج النفط العالمي.
والتزم الموقعون على الميثاق بإزالة انبعاثات غاز الميثان، ووقف عمليات حرق الغاز بحلول 2030، والاتفاق على تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 أو قبله، وكانت شركات مثل "بتروتشاينا"، و"أويل إنديا"، و"فار إنرجي"، بين المنضمين الجدد إلى الميثاق خلال العام الجاري.
وتضمن "المسرّع العالمي لخفض الانبعاثات"، أيضاً بين مبادراته"مسرّع الانتقال الصناعي" الهادف لتسريع الحد من الانبعاثات عبر ستة قطاعات كثيفة الانبعاثات تمثل 30% من انبعاثات الكربون العالمية.
وفي إنجاز عالمي آخر وللمرة الأولى، أنشِئت شراكة ثلاثية غير مسبوقة بين رئاسة COP28، ورئاسَتي COP29 الذي تستضيفه أذربيجان، وCOP30 الذي ستستضيفه البرازيل، لتعزيز التعاون الدولي ورفع سقف الطموح في الجولة المقبلة من الإسهامات المحددة وطنياً التي تشكّل إطاراً لتنفيذ بنود "اتفاق الإمارات" التاريخي.
وللمرة الأولى في تاريخ منظومة عمل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، نجح COP28 في إطلاق "برنامج عمل الانتقال العادل"، الهادف إلى دعم تنفيذ العمل المناخي عبر جميع ركائز اتفاق باريس بصورة منصفة، والذي سلّط الضوء على موضوعات الصحة وحقوق العمال والحماية الاجتماعية بصفتها جزءاً من عملية "التكيف".
وفي إطار جهود COP28 لاحتواء الجميع، نجح المؤتمر في إضفاء الطابع الرسمي على دور رائد المناخ للشباب، ما يلزم المؤتمرات القادمة كافة بتعيين رائد مناخ للشباب، وهو إرث دائم رسخته الإمارات لضمان تمثيل الشباب بشكل مناسب في منظومة العمل المناخي العالمي.
واستضاف COP28 جلسة حوار دبي للشباب حول المناخ، وهي أكبر حلقة نقاشية حول المناخ تُعقد بين مجموعة من الشباب وممثلين عن الجهات الحكومية، في حين أظهرت نتائج أول حصيلة عالمية للشباب أن المؤتمر فتح آفاقاً جديدة لمشاركتهم في مؤتمرات الأطراف.
ولأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، تضمن COP28 الإشارة إلى الطاقة النووية السِلمية جزءاً من الحلول المناخية، بوصفها طاقة نظيفة مهمة لتصحيح المسار وتحقيق الأهداف المناخية العالمية، حيث دعت أكثر من 20 دولة بينها الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، في بيان مشترك، إلى زيادة قدرات الطاقة النووية في العالم ثلاثة أضعاف بحلول 2050، كما شهد الحدث أيضاً إدراج أيام متخصصة في جدول أعماله لمواضيع مثل الصحة والتجارة، وضم أول جناح للأديان، لضمان مشاركة القيادات الدينية في المناقشات المناخية.
وتحرص الإمارات على الاستمرار في أداء دورها الرائد في الجهود المناخية العالمية بعد تسليم رئاسة المؤتمر إلى أذربيجان في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، لترسيخ إرث COP28، وما حققه من إنجازات غير مسبوقة تسهم بشكل فعال في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للبشرية والأجيال المقبلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات العمل المناخی العالمی
إقرأ أيضاً:
لا يمكن الاعتماد على الآلات فقط.. مواجهة التغير المناخي لا تقتصر على التكنولوجيا
يسبب تلوث الكربون في الغلاف الجوي تغيرات مناخية خطيرة، ولا يكفي خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للحفاظ على درجة حرارة الكوكب ضمن حدود آمنة.
وتهدف استراتيجيات إزالة ثاني أكسيد الكربون إلى إبطاء تغير المناخ من خلال إزالة التلوث من الغلاف الجوي.
فيما تلعب النباتات والتربة والنظم البيئية الأخرى دورًا أساسيًا في إزالة ثاني أكسيد الكربون، وهناك حاجة ماسة إلى هذه المساهمة.
الطبيعة والتكنولوجيا وإزالة الكربون
قالت شارلوت ستريك من جامعة بوتسدام: “علينا الحد بسرعة من إنتاج انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الجديدة عالميًا. وفي الوقت نفسه، يجب علينا أيضًا إزالة وتخزين فائض الكربون الملوِّث للغلاف الجوي”.
وأشارت ستريك إلى أن شركات إزالة ثاني أكسيد الكربون المبتكرة عالية التقنية طرحت في السنوات الأخيرة حلولًا واعدة لاحتجاز الكربون، إلا أن هذه الحلول لا تزال في مراحل البحث والتطوير، ولم تُثبت فعاليتها بعد على النطاق المطلوب.
في المقابل، فإن الغابات والنظم البيئية الأخرى فعالة في تخزين الكربون، مع توفير هواء وماء نقيين، وحماية التنوع البيولوجي، والحفاظ على برودة الكوكب. ويجب تبني أساليب متطورة وطبيعية لإزالة ثاني أكسيد الكربون لتحقيق النجاح، كما قالت ستريك.
دور الطبيعة في إزالة الكربون
أوضح ماثيو براندر من كلية إدارة الأعمال بجامعة إدنبرة أن إزالة ثاني أكسيد الكربون المعتمدة على الطبيعة والهندسة يمكن استخدامها بشكل تكاملي.
توفر الأساليب الهندسية متانة أكبر ومخاطر عكسية أقل، لكنها مكلفة. أما الطرق الطبيعية، مثل تخزين الكربون في النباتات والتربة، فهي منخفضة التكلفة وأكثر انتشارًا.
وقال: “من الواضح أن الأساليب عالية التقنية والطبيعية يمكن أن تكمل بعضها البعض، لا أن تتنافس”.
وأشار بيتر إليس من منظمة الحفاظ على الطبيعة إلى أن إزالة الكربون الهندسية باهظة الثمن، وتتطلب طاقة متجددة رخيصة بكميات هائلة، إلى جانب سنوات من البحث والتطوير.
وأضاف: “الكربون الناتج عن الطبيعة رخيص، ويعتمد على التمثيل الضوئي، وهي تقنية موجودة في النباتات منذ 3 مليارات عام”.
تعريف إزالة ثاني أكسيد الكربون
تُعرف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إزالة ثاني أكسيد الكربون (CDR) بأنها أي نشاط بشري يزيل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي ويخزنه بشكل آمن – سواء في الصخور أو التربة أو المحيطات أو المنتجات طويلة الأمد.
تختلف الطرق في كيفية التقاط الكربون – من خلال التمثيل الضوئي أو العمليات الكيميائية – وأين يُخزن، سواء في الكتلة الحيوية أو في صورة معدنية أو في رواسب المحيطات.
أفضل طرق إزالة الكربون
لا يوجد حل واحد يفي بجميع المتطلبات من حيث التكلفة، السرعة، الحجم، والتخزين طويل الأمد يُظهر التحليل أن المزج بين الأساليب بحسب الحاجة هو المسار الأكثر أمانًا.
الحلول التكنولوجية يمكنها حبس الكربون لقرون، لكنها جديدة ومكلفة وتستهلك الكثير من الطاقة.
أما المسارات الطبيعية، مثل استعادة الغابات وتأهيل التربة، فهي جاهزة اليوم، وأقل كلفة، وتوفر فوائد بيئية إضافية، لكن بها نقاط ضعف، مثل الحرائق والآفات.
النهج المختلط هو الأفضل
يتحدث الخبراء عن “خطر الانعكاس” – أي احتمال عودة الكربون المخزن إلى الغلاف الجوي.
فحقن الكربون في الصخور مثلًا، قد يكون محفوفًا بالمخاطر قبل أن يتحول إلى معادن كما أن الغابات قد تتعرض لخطر الحريق أو تغيير الاستخدام قبل أن تصل لمرحلة النضج.
لذا، يجب دمج الحلول الطبيعية والتكنولوجية لتغطية نقاط ضعف كل منهما.
قالت ستريك: “ينبغي على صانعي السياسات والمستثمرين تشجيع نهج متوازن يجمع بين الحلول الطبيعية والهندسية”، وأضافت أن محفظة استثمارية متوازنة تقلل من المخاطر وتزيد من فرص تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
حاليا توجه معظم الاستثمارات نحو تقنيات لم تُطبّق بعد. لكن بدعم المشاريع الطبيعية المجرّبة، يمكن إزالة الكربون فورًا، ومنح التكنولوجيا الوقت لتتطور.
لا وقت لدينا لنضيعه. فكل عام من التأخير يزيد المهمة تعقيدًا. الجمع بين المجارف وأجهزة الاستشعار والبذور والتربة هو الطريق إلى مناخ مستقر.