نصف قرن من العلاقات بين عُمان وكوريا الجنوبية
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
العلاقات السياسية والاقتصادية بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا الديمقراطية تشهد تطورات إيجابية ونموًا كبيرًا على كل المستويات، حيث توسَّعت هذه العلاقات خلال السنوات الخمسين الماضية، وشهدت الكثير من التطورات الإيجابية من حيث عدد زيارات المسؤولين في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمُجتمع المدني.
احتفال هذا العام تميَّز في الفقرات نتيجة قيام الحكومة الكورية بإرسال فريق النخبة من مقر التايكوندو الكوري لتقديم استعراض جميل نال إعجاب الحاضرين، الأمر الذي يزيد من الروابط القوية بين لاعبي التايكوندو الكوريين والعُمانيين في المستقبل. ومن هذا المنطلق، أكد سعادة السفير كيم كيجو سفير جمهورية كوريا لدى سلطنة عُمان في كلمته على أهمية الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، موضحًا أنَّ هذه الذكرى تُشكّل نقطة تحول في الشراكة طويلة الأمد والتي ازدهرت خلال العقود الخمسة الماضية على ثلاث ركائز قوية تمثلت الركيزة الأولى في الشراكة الممتدة في التعاون السياسي والدفاعي والأمني، الأمر الذي يُساعد على تعزيز الالتزام بالسلام والازدهار بين البلدين، فيما نتج عن ذلك تعزيز التبادلات والزيارات الرسمية رفيعة المستوى وكذلك العلاقات الدبلوماسية التي تم تدعيمها في المحافل الدولية ومؤسسات الأمم المُتحدة.
الجميع على علم بأنَّ البلدين يعملان وبشكل وثيق في المساهمة في السلام والاستقرار الإقليمي والدولي. ويتمثل ذلك في الحفاظ على الأمن البحري باعتبار أن البلدين يقعان على البحر، فيما تقدّر كوريا الدعم الثابت الذي تقدمه الحكومة العُمانية للوحدة البحرية الكورية التي لعبت دورًا فعالًا في الحفاظ على الأمن البحري في هذه المنطقة.
أما الركيزة الثانية فهي مرتبطة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والتي شهدت تطورًا ونموًا كبيرًا لتصبح كوريا اليوم واحدة من أكبر الشركاء التجاريين الرئيسيين للسلطنة. والأرقام التي تناولها السفير الكوري تُشير إلى أنَّ حجم التجارة الثنائية بين البلدين كبير وصل إلى 5.8 مليار دولار في عام 2023، الأمر الذي يعنى عمق العلاقات التجارية والاقتصادية النابضة بالحياة بين البلدين، فيما تعمل الشركات الكورية بزيادة تعاونها مع شركائها العُمانيين وتزويدها بالتقنيات المتطورة التي تحتاج إليها في مجالات السيارات والكهربائيات والإلكترونيات وغيرها من القطاعات الأخرى. واليوم تتوجه هذه الشراكة الاقتصادية بين عُمان وكوريا في دفع المبادرات الموجهة نحو المستقبل بما في ذلك صناعة الهيدروجين الأخضر والطاقة المُتجددة وبما يتماشى بشكل وثيق مع رؤية عُمان 2040.
أما الركيزة الثالثة فهي تستهدف تعميق المجالات الثقافية والتعليمية والاجتماعية من خلال تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين، وزيادة المبادلات التعليمية وتقديم المنح الدراسية العالمية، بالإضافة إلى تعزيز المبادلات الثقافية والرياضية ضمن الصداقة بين الشعبين.
إنَّ هذه العلاقات القائمة بين البلدين مرشحة بمزيد من العمق خلال السنوات المُقبلة في إطار التوجهات التي ترسمها حكومتا البلدين سواء في مجال العلاقات الرسمية مع المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص، الأمر الذي يُعزز من التبادلات على مستوى المسؤولين وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني في السنوات المُقبلة.
علينا الاستفادة من كوريا الجنوبية في الكثير من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، حيث تضع بيانات بلومبيرغ هذه الدولة في المرتبة الـ12 كأكبر اقتصاد في العالم، متجاوزة كل من أستراليا والمكسيك. ويستند هذا التقدم إلى الناتج المحلي الإجمالي لكوريا لعام 2023 الذي يُعادل 1.84 تريليون دولار أمريكي استنادًا إلى سعر صرف السنة الماضية، وهو ما يُسلط الضوء على دور كوريا الجنوبية المهم في المشهد الاقتصادي العالمي. أما صندوق النقد الدولي فقد رفع توقعات نمو اقتصاد كوريا الجنوبية للعام الحالي 2024 إلى 2.5% على خلفية التوسع الاقتصادي العالمي المُستقل، في الوقت الذي يتعافى فيه الاقتصاد الكوري الجنوبي بفضل ارتفاع الصادرات السنوية. وعليه فإنَّ الاستفادة للسلطنة ستكون كبيرة من خلال التعاون مع هذه الدولة في مختلف المجالات وخاصة في التدريب والتعليم وتأهيل العُمانيين في مجالات الإدارة والأعمال والثقافة والرياضة أيضًايضاأ.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية تسعى لحسم تأهلها.. وأوزبكستان على موعد مع التاريخ
هونج كونج «أ.ف.ب»: يأمل هيونج-مين سون وكانج-إن لي، المتوجان مع فريقيهما توتنهام الإنجليزي وباريس سان جرمان الفرنسي بلقبي يوروبا ليج ودوري أبطال أوروبا تواليا، في قيادة المنتخب الكوري الجنوبي لحسم تأهله إلى مونديال 2026، فيما ستكون أوزبكستان أمام فرصة تاريخية لنيل بطاقتها إلى النهائيات لأول مرة.
وقبل جولتين على نهاية الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تتصدر كوريا الجنوبية المجموعة الثانية بفارق ثلاث نقاط نقاط أمام الأردن و4 أمام العراق الثالث.
وتتصدر كوريا الجنوبية بـ16 نقطة مقابل 13 للأردن و12 للعراق و10 لعمان.
وسيحسم الكوريون تأهلهم واللحاق باليابان وإيران إلى النهائيات في حال تجنبوا الهزيمة أمام العراق يوم الخميس في البصرة في الجولة التاسعة قبل الأخيرة، في حين أن خسارتهم ستؤجل التأهل إلى الجولة الأخيرة حين يستضيفون الكويت الأخيرة (باتت خارج المنافسة بنقاطها الخمس) الثلاثاء المقبل.
ورغم موسمه المحلي المخيب جدا مع توتنهام الذي أنهى الدوري الممتاز في المركز السابع عشر، حصل القائد سون على فرصة المشاركة الموسم المقبل في دوري أبطال أوروبا بعدما تمكن الفريق اللندني من إحراز لقب مسابقة يوروبا ليج على حساب مواطنه مانشستر يونايتد.
أما زميله في خط الوسط لي، فنال السبت ميدالية الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا الذي أحرزه فريقه باريس سان جرمان لأول مرة في تاريخه بفوزه الكاسح على إنتر الإيطالي 5-0، على الرغم من اكتفائه بالجلوس على مقاعد البدلاء طيلة اللقاء.
وألمح مدرب كوريا الجنوبية ميونج-بو هونج إلى إمكانية الاعتماد على سون بشكل محدود، في نهاية حملة طويلة عانى فيها نجم المنتخب من تراجع في مستواه ولياقته البدنية.
وقال هونج الذي يعتقد أن سون سيلعب دورا حتى لو لم يشارك ضد العراق الذي يخوض مباراته الرسمية الأولى بقيادة مدرب أستراليا السابق جراهام أرنولد، "بما أنه تنتظرنا مباراتان، فلن أضغط عليه كثيرا. سنلعب على الأرجح في بيئة عدائية أمام جماهير متحمسة. لدينا بعض اللاعبين الذين لديهم خبرة في اللعب في مثل هذه المواقف".
وكانت اليابان أول دولة تتأهل إلى النهائيات بفوزها في الجولة السابعة من منافسات المجموعة الثالثة على البحرين 2-0، كما حسمت الصدارة كونها تتقدم بفارق 7 نقاط على أستراليا الثانية مع بقاء جولتين على نهاية التصفيات.
السعودية تبحث عن خدمة من اليابان
يتأهل أول منتخبين في كل من المجموعات الثلاث مباشرة إلى كأس العالم، في حين يُحدّد المقعدان المباشران المتبقيان لقارة آسيا عبر الدور الرابع في ملحق قاري يشارك فيها أصحاب المركزين الثالث والرابع.
وفي ظل تقدمها بفارق ثلاث نقاط على السعودية الثالثة، تبدو أستراليا في موقف جيد للحاق باليابان ونيل البطاقة الثانية المباشرة، لكن عليها الفوز على "الساموراي الأزرق" يوم الخميس في بيرث وتعثر "الأخضر" السعودي أمام مضيفه البحريني الخامس قبل الأخير (بات خارج المنافسة بنقاطه الست) في الرفاع كي تحسم بطاقتها قبل جولة على النهاية.
ومن المرجح أن يتأجل الحسم حتى الجولة الختامية الثلاثاء حين تحل أستراليا ضيفة على السعودية في جدة.
وقال مدرب أستراليا توني بوبوفيتش الذي تولى المهمة في سبتمبر بعد استقالة جراهام أرنولد، إنه "وضعنا أنفسنا في موقع جيد ضمن المجموعة لنتحكم في مصيرنا".
لا تزال إندونيسيا، أقله حسابيا، في سباق التأهل المباشر عن هذه المجموعة كونها تتخلف بفارق أربع نقاط عن أستراليا ونقطة واحدة عن السعودية.
ويلتقي فريق المدرب الهولندي باتريك كلويفرت الخميس مع الصين الأخيرة في جاكرتا، قبل رحلة شاقة الثلاثاء إلى اليابان.
وفي المجموعة الأولى التي حسمت إيران بطاقتها الأولى إلى النهائيات، ستكون أوزبكستان على موعد مع تأهل تاريخي إلى حين تحل الخميس ضيفة على الإمارات في لقاء تحتاج منه نقطة لبلوغ المونديال لأول مرة.
وفي حال فوز الإمارات، ستدخل بقوة في معركة الحصول على البطاقة الثانية لأنها ستصبح على بعد نقطة من أوزبكستان، ما يجعل الجولة الأخيرة حاسمة حين تحل ضيفة على قيرغيزستان الخامسة، فيما تستضيف منافستها المنتخب القطري بطل آسيا الذي انحصر طموحه بالمركز الثالث أو الرابع وبالتالي خوض الدور الرابع من التصفيات كونه يتخلف بفارق 7 نقاط عن المركز الثاني.
ويخوض "العنابي" يوم الخميس ضد ضيفه الإيراني اختباره الرسمي الأول بقيادة مدربه الجديد الإسباني خولن لوبيتيجي.