أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن أهم رسالة ينقلها لوسائل الإعلام خلال حضور القمة العربية الإسلامية المنعقدة بالرياض، هي الدور المصري منذ اللحظة الأولى لأحداث 7 أكتوبر، مشددًا على أنه ثابت لا يتغير مستندا على محاور أساسية، أولها الدعوة الدائمة لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني بالقدر الكافي.

هدف استراتيجي للسياسة المصرية

تابع «جبر»، خلال لقاء خاص له مع كاميرا «إكسترا نيوز»، على هامش القمة العربية الإسلامية المنعقدة في الرياض: «نحن مقدمون على فصل الشتاء، بما فيه من ظروف مناخية لابد من أن يسارع المجتمع العربي والإسلامي والدولي، بتقديم المساعدات الغذائية».

وأكد أن الأمر الثاني الدور المصري يركز على العودة للقضية الأصلية وهي إقامة الدولة الفلسطينية، منوها بأنه لا سلام ولا استقرار ولا هدوء في منطقة الشرق الأوسط، طالما ظلت القضية الفلسطينية بلا حل، وأن هذا يعد هدف استراتيجي للسياسة المصرية للتوصل لحل دائم لإقامة دولة فلسطينية لفتح أبوبا الأمل أمام الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن الأمر الثالث كانت رسالة مصر واضحة منذ البداية، وهي عدم السماح بتهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن منذ اللحظة الأولى كان رأي مصر قطاع بأن سيناء خط أحمر ولن يتم السماح بتهجير، مشددًا على أن الرأي العام العالمي وزعماء الدول غيروا وجهة نظرهم المغلوطة التي تحمل وجهة النظر الإسرائيلية بضرورة تهجير الفلسطينيين، فأصبح الجميع مقتنع أن التهجير يؤدي لمزيد من المشاكل والتعقيدات، مشددًا على أن مصر دائمًا ما كانت تدعو لعدم توسيع الصراع، ولكن الآن إسرائيل توسع الصراع بالحرب في جنوب لبنان.

وتابع: «إسرائيل تحاول خلق منطقة تسمى بخطة الجنرالات في شمال غزة تبقى تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، بالإضافة لضربات ضد إيران وضربات ضد الحوثيين، إسرائيل لن تستطيع أن تستمر في هذه الحرب بلا نهاية»، مؤكدًا أن ما يفعله جيش الاحتلال بالمنطقة يؤدي إلى تصاعد مشاعر العداء والكراهية لكل ما هو إسرائيلي في جميع أنحاء العالم.

https://www.youtube.com/watch?v=a82nwXwEEXU

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام القمة العربية الإسلامية سيناء

إقرأ أيضاً:

لماذا تغير الموقف المصري من قوافل التضامن مع غزة؟

لم تكن مصر يوما كما هي اليوم في التعامل المخزي مع قوافل التضامن مع المحاصرين في غزة، منظر الاعتداء البدني المهين على المتضامنين الأجانب الذين دخلوا مصر بطريقة مشروعة ووصلوا إلى محافظة الإسماعيلية في طريقهم إلى رفح كان مقززا وبشعا إلى أقصى حد، منظر يندى له جبين كل مصري وكل إنسان حر.. هؤلاء نشطاء ضحّوا بمالهم ووقتهم بل وبحياتهم التي ربما كانوا سيفقدونها برصاصات العدو الصهيوني، جاءوا من أقصى أطراف العالم للتضامن مع أشقائنا نحن في غزة الذين لا تربطهم الوشائج ذاتها التي تربطنا نحن بأهل غزة (عروبة وإسلام وجوار ومصاهرة)، متضامنون حركهم ضميرهم، ورفضهم للعدوان والقتل والحصار والتجويع الذي يتعرض له أهل غزة، فاستقبلهم بغباء منقطع النظير، وروح عدوانية تنافس عدوانية الصهاينة من لا يملكون مثل ضميرهم، ولم ولن تفلح في محو تلك الفضيحة محاولات السلطات المصرية اللاحقة لتطييب خاطر بعض هؤلاء الضيوف الأجانب الذين أعادت لهم جوازات سفرهم، وخيرتهم بين البقاء أو السفر، ذلك أن العدوان الذي وقع ضدهم كان بترتيب وتدبير تلك السلطات، وعلى أيدي جنودها وعصابات تأتمر بأمرها.

حالة الهلع التي انتابت السلطات المصرية من قوافل التضامن تعكس شعور النظام بالضعف الشديد أمام الكيان وداعميه، على عكس ما يحاول إظهاره أمام الشعب المصري. شحن النظام قطاعا كبيرا من الشعب المصري إعلاميا ضد أي قوافل تضامن بدعوى أنها قوافل إخوانية تستهدف الأمن المصري، وأنها تستهدف جر مصر إلى حرب مع إسرائيل، وأنها تستهدف إحراج مصر، وأنها دخلت مصر بلا تأشيرات رسمية، وبلا ترتيب مسبق، بل وحتى بلا أوراق ثبوتية، وهي ادعاءات كاذبة، فمنظمو هذه القوافل نشطاء عالميون بعضهم غير مسلمين بالأساس، وبعضهم (قافلة الصمود) يساريون وناصريون وقوميون، وبعضهم من أنصار الرئيس قيس سعيد في تونس، حليف نظام السيسي. ومنظمو قافلة الصمود (القادمة من بلدان المغرب العربي) نسقوا مسبقا مع السفارة المصرية في تونس، وقدموا لها قائمة بأسماء المشاركين في القافلة منذ اللحظات الأولى، ومنحوها الوقت الكافي للتشاور مع القاهرة، ورغم أن السفارة لم تمنحهم تأشيرات دخول إلا أنها لم تغلق أمامهم باب الأمل في الحصول على التأشيرات. ومن هنا تحركت القافلة على أمل أن تصل التأشيرات قبل الوصول إلى الحدود المصرية، وبدلا من صدور التأشيرات صدر بيان للخارجية المصرية يدعي عدم التزام القافلة بالإجراءات الرسمية اللازمة لدخول مصر!!

الحقيقة أن السلطات المصرية كانت تضمر الرفض مسبقا قبل وصول القافلة، واكتفت بتحريك كتائبها الإعلامية للتحريض ضد القافلة ونواياها والمشاركين فيها. وربما راهنت في البداية على حليفها حفتر لمنع وصولها إلى الشرق الليبي، لكن صدور تصريحات من الحكومة الموازية التابعة لحفتر في بنغازي برئاسة أسامة حماد، ترحيبا بالقافلة، أربك السلطات المصرية، فاضطرت أن تكشف موقفها الرافض للقافلة (تدخل حفتر في النهاية ربما بتوجيهات إماراتية أو بتنسيق مع مصر لوقف القافلة عند سرت، وتعامل رجاله بعدوانية معها، واضطرت القافلة للعودة خمسين كيلومترا إلى مصراتة تجنبا لمزيد من الاعتداءات، وحتى تتمكن من التواصل مع المشاركين الذين فقدوا التواصل بعد قطع الاتصالات عنهم).

لم تكن مصر يوما بهذا الشكل في التعامل مع قوافل التضامن، بل كانت القاهرة عنوانا رئيسا للتضامن مع الشعوب المقهورة، وقفت إلى جانب حركات التحرر العربي والأفريقي والآسيوي، وسمحت لقوافل التضامن العالمية مع العراق وفلسطين من قبل. نتذكر هنا قافلة مريم للتضامن مع أطفال العراق التي قادها النائب البريطاني جورج غالوي مطلع التسعينات، والتي تحركت من لندن مرورا بالعديد من العواصم والمدن الأوروبية والعربية وصولا إلى مصر، حيث طافت حافلة لندن الشهيرة ذات الطابقين شوارع القاهرة وسط مشاركة شعبية مصرية واسعة قبل أن تنتقل إلى الأردن ومنها إلى العراق، وهو ما تكرر من النائب نفسه في قافلة دعم لغزة عام 2009، وهذه القافلة مرت أيضا بعدة عواصم ومدن أوروبية، ثم انتقلت إلى المملكة المغربية، ومنها إلى الجزائر (وبالمناسبة فتحت الدولتان حدودهما المغلقة بين وجدة المغربية ومغنية الجزائرية إكراما للقافلة)، ثم انتقلت شرقا من الجزائر إلى تونس وليبيا ثم مصر وصولا إلى غزة ومرورا بمعبر رفح محملة بالمساعدات.

لم تتوقف قوافل التضامن والدعم المصري والعالمي للشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة، نتذكر هنا دور قوافل لجنة الإغاثة الإنسانية في نقابة الأطباء منذ التسعينات، ونتذكر دور قوافل اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية، ونتذكر سفر وفود رسمية أو شعبية إلى غزة للتضامن معها؛ كان أبرزها الوفد الرسمي والشعبي الذي قادة رئيس الوزراء هشام قنديل في العام 2012، والذي وصل إلى غزة خلال العدوان فتوقف العدوان على الفور تقديرا لمصر ووفدها.

قوافل التضامن العالمية مع غزة لا تستهدف النظام ولا الأمن المصري وفقا لتصريحات المنظمين، لكنها تستهدف إيصال رسالة تضامن رمزية مع أهل غزة في الوقت الذي خذلتهم فيه الحكومات العربية والغربية والشرقية، وهذه القوافل لم تستهدف التحرك من الحدود المصرية فقط، بل هناك خطة لتحرك بعض القوافل من حدود عربية أخرى مثل سوريا والأردن، ناهيك عن قافلة مادلين البحرية التي أوقفتها سلطات الاحتلال وهي مقدمة لعدة قوافل بحرية جاري الترتيب لها أيضا.. أما تغير الموقف الرسمي المصري من السماح لقوافل التضامن إلى الرفض وحتى الاعتداء على المتضامنين؛ فهو جزء من عقلية نظام عسكري يخشى أي تحرك شعبي حتى لو لم يكن مصريا، وحتى لو لم يكن متعلقا بقضية مصرية.. هو نظام يخشى على نفسه أكثر من خشيته على الأمن القومي كما يزعم، وهو نظام لا يريد استفزاز الصهاينة حتى لو استفزوه ألف مرة، ولذا لا يتوقع أن يسمح لأي تضامن إلا ما يرتبه هو بنفسه عبر أجهزته الأمنية، وأحزابه الكرتونية والذي يكون هدفه بالأساس هو اللقطة التلفزيونية.

x.com/kotbelaraby

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الباكستاني: يجب وقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وإيران
  • احتجاجات في نيويورك تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • الديهي: مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو التهجير
  • أحمد موسى: إسرائيل تصعّد داخل إيران وتستهدف العلماء.. والخاسر الأكبر هو القضية الفلسطينية
  • لماذا تغير الموقف المصري من قوافل التضامن مع غزة؟
  • حسين الشحات يدعم القضية الفلسطينية في مونديال الأندية
  • مستقبل وطن: مصر ثابتة في دعم القضية الفلسطينية وترفض التصعيد الإقليمي
  • عضو بالشيوخ: بيان الخارجية يعكس الثوابت المصرية في الدفاع عن القضية الفلسطينية
  • حزب الاتحاد: مصر كانت ولا تزال تحذر من انفجار الإقليم بسبب غطرسة الاحتلال
  • 74 مسيرة جماهيرية بالمحويت تأكيدا على مواصلة إسناد الشعب الفلسطيني