موقع 24:
2025-05-24@21:08:10 GMT

لعنة بودابست.. هل تتحمل أوروبا قومية أمريكا أولاً؟

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

لعنة بودابست.. هل تتحمل أوروبا قومية أمريكا أولاً؟

رأى الكاتب السياسي جدعون راخمان أنه بالنسبة للقوميين والشعبويين في أوروبا، تبدو العودة الوشيكة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض وكأنها عودة للنفوذ الأمريكي.

ربما تأتي لعنة بودابست في نهاية المطاف إلى ترامب أيضاً

كتب راخمان في صحيفة "فايننشال تايمز" أن المفوضية الأوروبية وإدارة الرئيس جو بايدن اتهمتا رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان بتقويض ديمقراطية بلاده.

وحيّا أوربان فوز ترامب باعتباره علامة على أن "التاريخ تسارع... والعالم سيتغير".

وفي هولندا، فرح زعيم حزب الحرية خيرت فيلدرز بأن "الوطنيين يفوزون بالانتخابات في جميع أنحاء العالم".

زفي روسيا، ابتهج الأيديولوجي المؤيد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألكسندر دوغين قائلاً: "لقد فزنا... لقد خسر أنصار العولمة معركتهم الأخيرة".

تعاطف فكري

وتحتل الأحزاب السياسية التي ترحب على نطاق واسع بفوز ترامب مناصب قوية في جميع أنحاء أوروبا.

ففي النمسا وهولندا، فاز الشعبويون القوميون بأكبر حصة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة، فيما يحتل حزب البديل من أجل ألمانيا المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي مع اقتراب انتخابات عامة، وفي فرنسا، يقترب حزب التجمع الوطني من السلطة.

وسوف يشعر حزب الإصلاح في بريطانيا والقانون والعدالة في بولندا وفوكس في إسبانيا بالتمكين بعد فوز ترامب.

ويقول الكاتب إن هناك تقارباً أيديولوجياً قوياً بين الحركة التي يتزعمها ترامب والشعبويين الأوروبيين، فهم جميعاً مناهضون للهجرة والعولمة، وهم أيضاً يتعاطفون في كثير من الأحيان مع روسيا ويدعمون إسرائيل بشدة. كما أنهم ينجذبون في كثير من الأحيان إلى نفس نظريات المؤامرة – مثل تلك المتعلقة باللقاحات أو جورج سوروس أو "الاستبدال العظيم" للسكان الأصليين بالمهاجرين ذوي البشرة السمراء.

ولكن على الرغم من وجود العديد من الموضوعات المشتركة التي من شأنها أن توحد إدارة ترامب مع القوى القومية الشعبوية في أوروبا، قد يثبت التحالف أنه هش جداً. 

التجارة والأمن

وبحسب الكاتب، من المرجح أن تصطدم قومية "أمريكا أولاً" بقيادة ترامب وبسرعة كبيرة مع الأجندة الشعبوية في أوروبا.

وتشير الخبيرة في الشعبوية الأوروبية كاثرين فيسكي إلى أن مطالب ترامب بفتح أوروبا أبوابها أمام المنتجات الزراعية الأمريكية ــ مثل لحوم البقر التي تتغذى على الهرمونات أو الدجاج المغسول بالكلور ــ ستلقى استياء شديداً بين المزارعين هناك، وستلعب أيضاً دوراً في تعزيز التيار القوي من معاداة أمريكا والذي كان يميز دائماً اليمين المتطرف في فرنسا وألمانيا.

وإذا مضى ترامب قدماً في تهديده بفرض تعريفات جمركية تتراوح بين 10 و20% على جميع الواردات، فستتأثر أوروبا بأكملها.

وقد تؤدي رغبة ترامب بفرض اتفاق سلام على أوكرانيا إلى تنفير بعض الشعبويين الأوروبيين، إذ تقود رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني حزباً له جذوره في أقصى اليمين وتتعاطف مع "حرب ترامب على اليقظوية". لكنها أيضاً مؤيدة قوية لأوكرانيا.

سجل تاريخي سيئ

وحتى أوربان قد يواجه صعوبات، فبينما يغازل ترامب، ويقدم أوربان نفسه كأفضل صديق للصين داخل الاتحاد الأوروبي، واستضاف مؤخراً الرئيس الصيني شي جينبينغ في بودابست. وعاجلاً أم آجلاً، سيلاحظ البيت الأبيض في عهد ترامب عدم التناسق هذا.

ومع ذلك، فإن حصول زعيم المجر على مثل هذه المكانة الرفيعة في حركة ترامب هو إنجاز ملحوظ، إذ يعتقد أوربان أن التاريخ الآن إلى جانبه رغم أن المجر ليس لديها سجل تاريخي جيد في التحالف مع المنتصرين.

ويذكر الكاتب أنه عندما انضمت المجر إلى الاتحاد الأوروبي قال له أحد الأكاديميين في بودابست إن المشروع الأوروبي محكوم عليه بالفشل قائلاً: "كل ما ننضم إليه ينهار في النهاية"، في إشارة إلى الإمبراطورية النمساوية المجرية، وتحالف المحور في الحرب العالمية الثانية، والكتلة السوفياتية.

وختم راخمان بقوله: "ربما تأتي لعنة بودابست في نهاية المطاف إلى ترامب أيضاً".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية عودة ترامب

إقرأ أيضاً:

«انتفاضة» سياسية ضدّ ترامب ونتنياهو معاً

ما نشهده من «انتفاضة» سياسية، عارمة وغير مسبوقة ضدّ حكومة اليمين العنصري في دولة الكيان الصهيوني هو «انتفاضة» مزدوجة، لأنها ضد دونالد ترامب، أيضاً.

أحد المحفّزات الكبيرة التي تبدو خارج السياق الذي عرفناه طوال فترة الإبادة الجماعية، وحيث شارك بها «الغرب» «المنتفض» اليوم، وبكلّ فصولها، فصلاً وراء آخر هو المحفّز الداخلي للكيان نفسه.

عاد قادة الجناح الفاشي في حكومة الاحتلال للحديث عن الإبادة العدوانية وكأنها مسألة «طبيعية ومشروعة»، وعاد الحديث عن إبادة الأطفال وكأنه أمر مرغوب و»ضروري»، وكذلك عن استيطان القطاع، وكأنه التتويج الطبيعي لاستكمال العمليات العسكرية الهمجية الشاملة على القطاع، بما فيها العملية البرّية التي يجاهر بها «اليمين الفاشي»، ولا تنفيه القيادات العسكرية، كما عاد الحديث عن «حتمية» الانتصار الساحق الماحق على المقاومة، والبدء العملياتي المباشر لتهجير أكثر من نصف سكان القطاع جهاراً نهاراً، على مرأى ومسمع العالم كلّه، ومسمع العالم العربي تحديداً، والإصرار على التجويع وتعطيش الناس والإعدام الجماعي لآلاف مؤلّفة من الأطفال «كخطوة» تمهيدية للتهجير.

لم يكن نتنياهو ليملك «شجاعة» الحديث عن كل هذا، على لسانه مباشرة، أو بلسان أقطاب «اليمين الفاشي» لولا أنّه بات مطمئناً إلى أن العالم العربي مشغول عن هذا كلّه باستقبال ضيفهم الكبير، وتقديم العطايا له.

المحفّز الإسرائيلي الداخلي، و»الانتفاضة» السياسية الإسرائيلية، بصرف النظر عن زاوية رؤياها سبقت «الانتفاضة» العالمية التي نشهدها اليوم. أتذكّر بهذا الصدد قبل عدّة شهور ما كان قد كتبه الأستاذ عماد شقور، أن انتبهوا إلى شخص يصعد نجمه في دولة الاحتلال وهو يائير غولان، زعيم «حزب الديمقراطيين».

بالفعل فقد جاءت تصريحات «مدوّية» على لسانه، لم يسبق أن قالها أيّ زعيم إسرائيلي بمن فيهم يعالون نفسه.

يقول غولان، إن لدى كيانه هواية قتل الأطفال، وهذه المسألة تعتبر بكلّ المقاييس صعقة سياسية مدمّرة للحكومة الفاشية.

حديث هذا الرجل سيكون على ما يبدو بداية جديدة، لـ»معارضة» من نوع جديد، بمضمون جديد، وأدوات جديدة، وربّما بقوى اجتماعية وسياسية جديدة.

وجدت بريطانيا ضالّتها في وصول «المعارضة» لسياسات الحكومة الفاشية إلى هذا المستوى من الوضوح، لأنها والدول الأوروبية الأخرى، وخصوصاً فرنسا، وبداية الالتحاق الألماني بهذا الركب الجديد..

وجدت بريطانيا أن لديها فرصة كبيرة لامتصاص حالة الغضب الشعبي الكبير فيها ضد سياسات حكومة الاحتلال، وأرادت من خلال «الانتفاضة» السياسية التي دشّنتها بمواقف نوعية جديدة، والتهديد بإجراءات وخطوات أكبر وأخطر في القريب العاجل، أن تعيد أوروبا إلى الشرق الأوسط من النافذة، بعد أن أخرجها ترامب من الباب العريض.

اكتشفت أوروبا بعد سنواتٍ وسنوات من التبعية الكاملة لأميركا، وبعد الالتحاق الذيلي المهين لها، سواء في الشرق الأوسط أو أوكرانيا أنها ببساطة تشبه «المرأة المهجورة».

فهي ليست مطلّقة حتى يُخلى سبيلها بعد أشهر العدّة، وهي ما زالت على ذمّة أميركا، لكن لا شأن لها بما يقوم به «الزوج»، وهو في هذه الحالة أميركا بشخص رئيسها ترامب.

واكتشفت أوروبا أن كلّ ما دفعته في أوكرانيا كان نوعاً من فرض «الخاوة» الأميركية عليها، وصدمت أوروبا حين استعاد ترامب كلّ ما أنفقته بلاده بأضعاف مضاعفة، وأن كل ما هو مطلوب منها أن «تودّع» ملياراتها التي أنفقتها، بل وعليها أن تتفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشروطه هو، وليس بشروطها، وأن عليها إذا أرادت أن تتقي «شرّ» روسيا مستقبلاً أن تقبل بالشروط الروسية لوقف الحرب في أوكرانيا، والعودة للتعاون مع روسيا في ظروف الانتصار الإستراتيجي الذي حققته الأخيرة على أوروبا كلّها، بل وعلى «الغرب» كلّه.

ولاحظت «بريطانيا العجوز» الاستعمارية المعروفة بحنكتها وشدّة الدهاء الذي تميّزت به ـ أن بلدان «الخليج العربي الجديد» قد عقدت تحالفاً جديداً تم استثناء أوروبا منه، بل وتمّ تجاوز دولة الاحتلال نفسها من خلاله.

أوروبا قرأت المعادلة جيداً بعد تريليونات ترامب، استحوذت أميركا على كل شيء، وأعدّت عدّتها للمستقبل جيّداً.

اتفاق متوقّع مع إيران، انسحاب كامل من الحرب على جماعة «أنصار الله» «الحوثيين» اليمنية، تجاوز الدولة العبرية، ووضعها في إطار إستراتيجيته ورؤاه الخاصة، واستعداد لحماية الكيان، وليس رعاية طموحاته.

فهمت أوروبا أن المشروع الصهيوني تراجع، وفهمت جيداً ما كتبه ديفيد هيرست من أن الكيان هزم سياسياً، ولكنه لم يدرك بعد طبيعة هزيمته، ولم يفهم أن الإنجازات الميدانية لا قيمة لها في الميزان الإستراتيجي إذا لم تترجم إلى منجزات سياسية عينية ومباشرة ومكرّسة.

على العكس تماماً مما يعتقده الكيان، فالواقع يقول إن دولته قد تجاوزت كل النتائج العملية للحرب العدوانية التي خاضتها، وتواصل خوضها على اعتبارات تكتيكية، في حين تقلّص دورها ومكانتها، وهي لم تعد قادرة على الاستمرار بها، ولم تعد قادرة على إيقافها، ما يعطي «لمنجزاتها» طابعاً مؤقّتاً وثانوياً بالمقارنة مع خساراتها، ومهما أوغلت في إجرامها فإن هذه الحقيقة لن تتغيّر، وقد قلنا وكتبنا ما قاله هيرتس مرّات ومرّات، ومنذ الأشهر الأولى للحرب العدوانية، لكن مشهد الإبادة والتوحُّش والإجرام والهمجية غطّى على هذه الحقائق، ووقع جزء من شعبنا في مصيدة لوم الضحيّة، وما زال البعض يُكابر حتى يومنا هذا.

أوروبا تحاول اصطياد عدّة عصافير بحجرٍ واحد، ومهما كان للاعتبارات «الإنسانية» من دور في هذه «الانتفاضة» فإن الاعتبارات السياسية أساساً هي مفتاح فهم الذي جرى وما زال يجري حتى الآن، ومفتاح فهم الذي سيجري لاحقاً، وهو أكبر من كلّ الذي جرى ويجري.

ليس مستبعداً في ضوء قوّة دفع هذه «الانتفاضة» أن تركب أميركا هذه الموجة، لكي تصطاد عصافير جديدة أكبر وأسمن من العصافير الأوروبية التي ما زالت على الشجرة، على كلّ حال.
(الأيام الفلسطينية)

مقالات مشابهة

  • واشنطن تخفف العقوبات على سوريا لدعم إعادة الإعمار وضمن استراتيجية ترامب "أمريكا أولاً"
  • بعد وساطة ولي العهد.. أمريكا ترفع رسميا العقوبات عن سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يدرس تعليق حق المجر في التصويت.. رسالة تحذيرية لإسرائيل
  • ترامب يهدد آبل بفرض رسوم جمركية إذا لم تُصنّع آيفون في أمريكا
  • أوربان: خطط الاتحاد الأوروبي لتمويل الجيش الأوكراني تهدد أوروبا
  • منشور ساخر لترامب يلمح فيه لترؤسه أمريكا للأبد.. فيديو
  • خريطة أشبيلية.. الشرارة التي تصدّى بها أردوغان لخرائط أوروبا
  • أحد أعرق فنادق أوروبا يعود قريبا إلى مجده السابق
  • «انتفاضة» سياسية ضدّ ترامب ونتنياهو معاً
  • أونانا.. لعنة النهائيات الأوروبية تطارده مع 3 أندية مختلفة