صحيفة البلاد:
2025-05-12@21:17:31 GMT

الطائف.. عمـارة تقـليدية تتـجلَّى شكلاً ونوعـاً

تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT

الطائف.. عمـارة تقـليدية تتـجلَّى شكلاً ونوعـاً

البلاد – الطائف

مر بيت الطائـف عبر الـتـاريخ بمراحل تطور شتى، من حيث الاستخدام في مادة البناء ومساحة المنزل وتقسيمه، ومعايير الأساليب المستخدمة للعمارة، بما يتماشى مع حاجات إنسان الطائف، وبما يحقق له الفعالية والكفاءة والاستدامة، التي أسهمت في التطور العمراني على مستوى بيئته المحيطة وما عادت به من فوائد اجتماعية واقتصادية بدءًا من الطين إلى الحجر ومن ثم حداثة البناء الأسمنتيه.

وسعى أصحاب المنازل بالطائف إلى تشييدها بالموارد الأولية من الطبيعية فانطلقت البناية بالبيت الصغير باستخدام الطين أو الحجر أو الجص بكافة أشكاله وألوانه، ولكن سرعان ما دعت الحاجة إلى إيجاد مواد أفضل لبناء وذات قدرة أكبر على التحمل في عصر العولمة.

قد بدأت بيوت الطائف من أعمدة أشجار العرعر والعتم إلى استخدام الحجر المرصوص والصلب من البيئة المحيطة ومن ثم تلاها استخدام المواد المقوية كالحديد، مما جعل التنوع العمارني بها أكثر قدرة على التحمل والمتانة، ومن ثم تم إدخال المواد الخرسانية والأسمنتية في البناء كمادة أساسية ليشهد الحراك العمراني في الطائف حينها تطورًا في العمران بشكل سريع جدًا، منتجًا معه أجمل المباني المزينة بحجر الرياض، التي اتخذت في الطائف وبيئته تفاصيل جذابة ونوعية.

وأكد المصمم المعماري المهندس صالح المطيري أن العمارة التقليدية تجلت في الطائف وامتزجت في زخارفها بالماضي والحاضر، حيث ظهرت شكلًا ونوعًا في طابعها الأصيل الذي يعكس التراث العمراني المليء بالزخارف ذات التصميم الفريد من حيث البلكونات أو الشرف، التي تصدرت مكانتها في الدور الأرضي والدور الأول، واتخذ فيه الزجاج الملون والقرميد الأخضر وحجر الرياض مع القرانيت للواجهات الأمامية، والشبابيك الطويلة مع المزخرفة بالألمنيوم، شكلًا جماليًا متفردًا، حيث نجد ومع التطور العمراني والبناء الحديث ما زالت حتى الآن أحدث المنازل والمباني السكنية تحافظ على نمط المكان والزمان، ومزج حجر الرياض مع العمارة التقليدية الحجازية، الذي بدأ منذ 1975م، إذ ترمز هذه الزخرفة في ذاك الوقت إلى الرقي والتميز.


وأوضح المهندس المطيري أن الطائف تتمتع ببنى تحتية راقية تشمل القصور سواء التاريخية أو الحديثة، التي دمجت فيها ملامح حجر الرياض مع العمارة الحجازية، واعتمدت في هويتها الخارجية على زخارف جصية وحجرية فنية مميزة، ومنحوتات خشبية، تحيطها البساتين الغناء وتجملها برك المياه على واجهات القصور التي شيدت من الأحجار المحلية والأخشاب والنورة والبطحاء.

وأفاد بأن قصور الطائف مثل قصر جبرة والكاتب والكعكي والقصر الحديدي اشتهرت، بنمطها المعماري الفريد وتصميمها اللافت ونقوشها الدقيقة، مما جسد فنون العمارة المحلية السائدة، وقدرة الإنسان على الإبداع، مشيرًا إلى أن هذه التصاميم عكست مدى التطور الجلي لمجتمع الطائف منذ وقت مضى، وذلك من خلال البيوت البسيطة في العصور القديمة إلى التصاميم العصرية والفاخرة في يومنا هذا، وتطعيمها ببعض الأشكال الحديثة في العمارة التقليدية الخاصة بحجر الرياض، والذي يعد جزءًا لا يتجزأ من التراث المعماري والثقافة السعودية التي سادت في عصرها، وحافظت على الذكريات وروح التقليدية في ظل التطور الحضري العمراني.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

احتفالية النصر.. مؤتمر “المواطنة والهوية” ومعرض للحرف التقليدية بجامعة دمشق

دمشق-سانا

احتفالاً بنصر سوريا وتحريرها، أقامت جامعة دمشق اليوم مؤتمراً بعنوان “المواطنة والهوية”، احتضنته كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين والحرفيين، إلى جانب معرض للحرف التقليدية السورية التي تمثل مكونات مهمة في الهوية والتراث.

وفي كلمته خلال الافتتاح، تحدث رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبّان عن دور هذه المؤسسة التعليمية العريق، التي تبنت شعاراً لها الآية القرآنية (وقل ربي زدني علما) قبل 100 عام، وتسعى الآن إلى المزيد من التطور، ولاسيما بعد أن دخلت ضمن تصنيف دول آسيا وفق تصنيف التايمز البريطاني.

من جهته أعرب الدكتور عمار محمد النهار، عن حرص جامعة دمشق على دعم الحرفيين السوريين، الذين تحدوا الصعوبات واستمروا في إنتاجهم رغم شح المواد الأولية، معتبراً أنهم يمثلون أروع نماذج المواطنة والهوية، لافتاً إلى مشاركة فنانين مهمين من بينهم الفنان ماهر بوظو الذي نفذ قصوراً في عدد من الدول، وشيخ كار النحاسيات عدنان تنبكجي الذي صمم “الشطرنج السوري” وحاز على براءة اختراع فيه.

بدوره، الدكتور علاء قريط رئيس لجنة العمل الخيري، اعتبر أن العمل الأهلي يمثل ركيزة أساسية في المجتمع، ويعكس تكامله وتلاحمه، وهو الأداة الأهم لترسيخ المواطنة التي تقوم على الانتماء والإنسانية والمسؤولية والاحترام المتبادل.

من جهته دعا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور علي اللحام، إلى إعادة النظر في مفهومي المواطنة والهوية، في ظل التحولات الجيوسياسية والتغيرات العالمية السريعة، بما يسهم في تعزيز الحوار والمواطنة الفاعلة وصون الهوية الوطنية.

وفي كلمة متلفزة، أكد محمد جاسم المشهداني الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب، أهمية العلاقة الوثيقة بين المواطنة والهوية، وأنه لا يمكن للمواطن أن يمنح هويةً للوطن إن لم يكن مخلصاً له، معتبراً أن التاريخ العربي العريق يجب أن يحتل حيّزاً كبيراً من انتمائنا.

وتخلل المؤتمر عرض مسرحي جسّد القيم والعادات الدمشقية الأصيلة وسط ديكور يشبه “المضافة الدمشقية”، إلى جانب قصيدة زجل ألقاها الشاعر مدين رحال، عبّرت عن المناسبة.

كما افتتح الدكتور الجبّان معرض الحرف التقليدية، الذي تضمن صناعات حرفية وجلدية وقماشية وبروكار ونحاسيات وحفر على الخشب والزجاج والحجارة.

وفي جلسة حوارية أدارها الدكتور عمار النهار، تحدث الدكتور وضاح الخطيب أستاذ الأدب الإنكليزي بجامعة دمشق، عن أن الانتماء يعكس حاجة إنسانية للعيش ضمن أطر الأمان كالأسرة والحي والبلدة، في حين أن المواطنة بمفهومها المعاصر تمثل تراكم تأثيرات الدساتير والقوانين والأنظمة، وتتحقق بأفضل صورها عبر العدالة الاجتماعية ودولة القانون.

من جانبه، أكد الدكتور زكريا الخولي عضو الهيئة التدريسية بجامعة دمشق، أن الدولة الإسلامية التي أسسها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قامت على أسس الشورى والتكامل والمصلحة العامة لا القبيلة أو الاستبداد، داعياً إلى الالتزام بالقانون والتفكير بمنطلق الأمة لبناء دولة صحيحة.

كما خصصت الدكتورة فاتنة الشعال من قسم الجغرافيا بكلية الآداب محوراً عن المدن السورية والهوية التراثية – مدينة حلب نموذجاً، مشيرةً إلى أن الشهباء تمثل لوحة فسيفسائية جمعت بين حضارات وأديان متعددة، ما يجعلها رمزاً غنياً للهوية الوطنية السورية.

يشار الى أن المؤتمر الذي يستمر لخمسة أيام، جاء بالتشارك مع جامعة مادرين أرتكلو التركية واتحاد المؤرخين العرب في بغداد وقناة فلسطين اليوم ولجنة العمل الخيري والاتحاد العام للحرفيين وجمعية العادات الأصيلة.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • مرحلة جديدة بين واشنطن وتل أبيب؟
  • السعدي: الحكومة رفعت تعويضات الحرفيين لحماية المهن التقليدية من الإندثار
  • تنطلق من الرياض.. ما هي الدول والملفات التي تتضمنها زيارة ترامب للخليج؟
  • احتفالية النصر.. مؤتمر “المواطنة والهوية” ومعرض للحرف التقليدية بجامعة دمشق
  • ما ظنته كدمة بسيطة كان شكلا مميتا من السرطان
  • متحدث الوزراء: زيارة مدبولي لقناة السويس تؤكد التطور الاستراتيجي للمنطقة الاقتصادية
  • الرياض تُصدّر العمارة النجدية للعالم في بينالي البندقية 2025
  • السيطرة على حريق بمخلفات أعلى سطح عمارة بشبرا الخيمة
  • “شخصيته غير تقليدية ومتشدد مع الهند”.. من هو قائد جيش باكستان؟
  • الرياض تُصدّر العمارة النجدية للعالم عبر “مدرسة أم سليم” في بينالي البندقية 2025