نوفمبر 19, 2024آخر تحديث: نوفمبر 19, 2024

المستقلة/- في وقت تشهد فيه الساحة السياسية العراقية تعقيدات متزايدة وتراكمًا مستمرًا للخلافات، يواجه مجلس النواب تحديات كبيرة في تمرير القوانين التي تؤثر بشكل مباشر على مستقبل العراق.

ومع بدء ولاية رئيس البرلمان الجديد، محمود المشهداني، تتزايد الآمال في أن تُفضي فترة رئاسته إلى تحريك الجمود التشريعي وحل القضايا الجدلية العالقة بين الكتل السياسية.

لكن هل يمكن لرئيس البرلمان بالفعل إنهاء حالة التصلب السياسي التي تعطل عجلة التشريع؟

القوانين الجدلية: بؤرة الصراع السياسي

رغم التأكيدات من بعض البرلمانيين على أن البرلمان لا يعاني من “تعطيل حقيقي”، إلا أن الواقع يكشف أن هناك العديد من القوانين العالقة التي تحتاج إلى توافق سياسي عميق كي يتم إقرارها. من أبرز هذه القوانين، قانون تعديل الأحوال الشخصية، الذي يثير جدلاً واسعاً بين القوى السياسية والدينية، وقانون العفو العام، الذي يحمل في طياته مخاوف تتعلق بالعدالة والمحاسبة. علاوة على ذلك، تظل قضية إلغاء قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل بشأن العقارات في كركوك قضية معقدة، وسط تجاذبات بين الحكومة المركزية والأحزاب الكردية.

هل يمكن للمشهداني إنهاء حالة الجمود؟

النائب رائد حمدان المالكي، من تحالف مستقلون، يرى أن الأولوية هي معالجة القوانين المعطلة. ولكنه يرفض أن يتم اعتبار مجلس النواب معطلاً بشكل كامل. ومع ذلك، يبرز السؤال الأهم: هل سيتمكن محمود المشهداني، الذي يتمتع بتاريخ طويل في العمل البرلماني، من تجاوز الخلافات بين الكتل السياسية وتهيئة بيئة توافقية لتمرير هذه القوانين؟ في ظل التعددية السياسية المعقدة في العراق، يبدو أن المشهداني سيجد نفسه أمام اختبار صعب لإحداث أي تغيير ملموس.

التحديات: اختلافات سياسية أم أزمة حقيقية؟

في الوقت الذي يطرح فيه بعض النواب ضرورة التركيز على القوانين الأمنية والاجتماعية مثل قانون جهاز المخابرات الوطني، يصر آخرون على ضرورة معالجة القوانين التي ترتبط مباشرة بالحقوق المدنية والشخصية مثل قانون تقاعد منتسبي الحشد الشعبي. إلا أن تحديات هذه القوانين لا تكمن فقط في الصياغات القانونية، بل في الاستقطابات السياسية الحادة، حيث تحاول كل كتلة فرض أجندتها الخاصة.

قانون النفط والغاز: معركة جديدة على المدى البعيد

واحدة من القضايا الكبرى التي تثير الانقسام في العراق هي قانون النفط والغاز. فبينما تطالب بعض القوى بتوسيع صلاحيات الحكومة الاتحادية في إدارة الثروات الطبيعية، يصر الأكراد على حقهم في إدارة مواردهم النفطية. هذه القضية، التي تعد من القضايا الأساسية في العلاقات بين بغداد وأربيل، قد تستمر في تعقيد المشهد السياسي العراقي لسنوات قادمة.

هل يشهد العراق انفراجة تشريعية؟

الأسئلة المطروحة الآن هي: هل يمكن للمشهداني أن يلعب دورًا محوريًا في تسريع إقرار القوانين الهامة؟ وهل ستتمكن الكتل السياسية من تجاوز خلافاتها الطويلة حول القضايا العالقة؟ في الوقت الذي يراهن فيه الكثيرون على دور المشهداني في دفع النقاشات للأمام، يبقى الشك قائماً حول مدى قدرته على خلق توازنات جديدة بين مختلف القوى السياسية.

في الختام، يبقى المشهد البرلماني العراقي في حالة من الجمود النسبي، مما يطرح تساؤلات حول قدرة النظام السياسي على تحقيق الاستقرار التشريعي. ومع وجود قضايا عميقة ومعقدة بحاجة إلى حلول عاجلة، فإن القادم قد يحمل المزيد من الأزمات أو ربما الفرص التي ستُختبر خلال الأيام والشهور القادمة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

تحليل.. لماذا يُعدّ إقناع بوتين بالجلوس مع زيلينسكي الاختبار الكبير التالي لترامب؟

(CNN)-- قضى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين معظم البسنوات الثلاث الماضية ينكر شرعية فولوديمير زيلينسكي كزعيم لأوكرانيا. ولذلك، ولعلّه ليس من المستغرب، أنه بينما خرج ترامب من قمة ألاسكا بوعده بعقد اجتماع ثلاثي في المستقبل، نفى الكرملين حتى طرح الموضوع.

وقال صحفي روسي لشبكة CNN، السبت، دون عدم الكشف عن هويته لشرح وجهة نظر الكرملين، إن مثل هذا الاجتماع "لا أهمية له بالنسبة للتسوية".

وقال: "إنها مجرد صورة... ولكن إذا كانت الصورة ضرورية، فسنقوم بها. لكنها لا علاقة لها بالنقاط الأساسية والتسوية الحقيقية".

وفي العام الماضي، تشبث بوتين بإلغاء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا بنهاية ولاية زيلينسكي التي استمرت 5 سنوات. وبموجب القانون الأوكراني، لا يمكن إجراء الانتخابات خلال فترة الأحكام العرفية، التي فرضتها أوكرانيا بعد الغزو الروسي الشامل في فبراير/شباط 2022.

وسأل بوتين: "ولكن مع من نتفاوض؟". "بالطبع ندرك أن شرعية رئيس الدولة الحالي قد انتهت".

قبل أسبوع من قمة ألاسكا، أكد الزعيم الروسي أنه "لا يمانع" لقاء زيلينسكي، ولكن "يجب استيفاء شروط معينة لذلك".

وهذه الشروط، إذا تم استخدام "مذكرة السلام" الروسية المنشورة في يونيو/حزيران كدليل إرشادي، قد تشمل موافقة أوكرانيا على إجراء انتخابات قبل توقيع معاهدة سلام. إنها محاولة لتقليص دور زيلينسكي إلى مجرد ورقة مساومة.

ويقول الدبلوماسي الروسي السابق بوريس بونداريف إن بوتين سيعقد الاجتماع إذا كان يعتقد أنه سيحقق السلام وفقًا لشروطه. وقال في تعليقات مكتوبة لشبكة CNN: "على عكس ترامب وأوروبا، فإن بوتين يهتم بالنتيجة، وليس بالعروض التي لا تحقق أي نتائج".

وقال بونداريف: "في اللحظة التي يستسلم فيها زيلينسكي، يستعيد شرعيته تمامًا".

مقالات مشابهة

  • إصلاح 90% من الأضرار التي لحقت بشبكات الكهرباء جراء الحرائق في بلدة كسب بريف اللاذقية
  • تحليل.. لماذا يُعدّ إقناع بوتين بالجلوس مع زيلينسكي الاختبار الكبير التالي لترامب؟
  • الجيش العراقي يعلن مقتل مسلحين من تنظيم الدولة بضربات جوية في صلاح الدين وكركوك
  • حقوق المرأة في العراق.. قوانين مدفونة داخل البرلمان رغم مآسي الواقع
  • بين مذكرة تفاهم ورسائل انسحاب مؤجل: سيادة العراق على محك الجغرافيا السياسية
  • كييزا ينقذ ليفربول ويقوده إلى فوز متأخر
  • بوتين: أوكرانيا كانت إحدى القضايا الرئيسة في محادثاتي مع ترامب
  • الأربعين .. موكب الإيمان الذي يوحّد العراق
  • روسيا تستعد لاختبار صاروخ جديد قبل قمة ألاسكا
  • نائب:انعدام التوافق السياسي وراء موت البرلمان الحالي