ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية  من كنيسة السيدة العذراء بحلوان (مقر مطرانية حلوان والمعصرة)، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C  التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.

واستقبل فريق الكشافة قداسته على مدخل الكنيسة، حيث عزف موسيقاه المميزة ترحيبًا بقداسته، التقى بعدها مجمع كهنة إيبارشية حلوان، وتحدث معهم في موضوع رعوي عن مسؤولية الكاهن، ثم توجه إلى الكنيسة وسط ترحيب حار من قبل شعب الايبارشية الذين اصطفوا على جانبي الطريق المؤدي إلى الكنيسة، وحرص قداسة البابا على تحيتهم ومباركتهم.

وفعل قداسته كذلك عقب انتهاء العظة، حيث توجه إلى الشرفة المطلة على فناء الكنيسة الواسع والذي امتلأ بالشعب حيث باركهم بينما علت الزغاريد وكلمات التحية والمحبة منهم لباباهم وراعيهم.

كان قداسة البابا قد صلى رفع بخور عشية قبل العظة، وشاركه عدد من الآباء المطارنة والأساقفة ومجمع كهنة حلوان.

وألقى نيافة الأنبا ميخائيل أسقف إيبارشية حلوان، كلمة ترحيب بقداسة البابا هنأ فيها قداسته بمناسبة العيد الثاني عشر لجلوسه على الكرسي المرقسي. ورتل خورس شمامسة الكنيسة مجموعة من الألحان الكنسية بالاشتراك مع كورال الأطفال، ورتل كذلك كورال شباب الكنيسة مجموعة من الترانيم.
وعرض فيلمين تسجيليين أحدهما عن تاريخ إيبارشية حلوان، والآخر عن قداسة البابا تواضروس الثاني حمل عنوان "بورتريه".

وأشاد قداسة البابا بالألحان التي رتلها الأطفال والشباب وخورس الشمامسة وشكر أيضًا نيافة الأنبا ميخائيل على كلمته، وأثنى على الشماس الطفل "بيتر" الذي تلا قطعة "نعظمك يا أم النور الحقيقي" باللغة القبطية.

وفي العظة أشار قداسته إلى أنه سيتحدث اليوم عن "الطفولة" بمناسبة اليوم العالمي للطفل (٢٠ نوفمبر)، وقرأ جزءًا من الأصحاح الثامن عشر من إنجيل القديس متى والآيات (١ - ٩)، وأوضح أن قامة الطفل هي قامة الملكوت، وأن استمرار محبة الله للإنسانية يتمثل في أنه ما زال يخلق أطفالًا، ولديه الأمل أن نرجع عن الخطية.

وأعطى قداسة البابا أمثلة لأطفال ومواقف مع الأطفال من الكتاب المقدس، كالتالي:
- طفولة يوحنا المعمدان وقصة ولادته. 
- طفولة السيد المسيح حتى عمر ١٢ عامًا.
- حوار السيد المسيح في طفولته مع المعلمين.
- معجزات السيد المسيح مع الأطفال والابن الوحيد، كإقامة ابنة يايرس، وابن أرملة نايين.

وشرح قداسته أن تعبير الكتاب عن "الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ" يشير إلى نوعيات متعددة، وهي: 
١- صغار السن: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ" (مت ١٩: ١٤).
٢- صغار المعرفة: مثال زكا العشار، وكان قصيرًا في المعرفة الإيمانية.
٣- صغار الصوت: كالضعفاء والمُهمّشين. 
٤- صغار القلب: مثال الإنسان الذي يمتلك قلبًا متضعًا.

وأشار قداسة البابا إلى أن كنيستنا القبطية تحتفل بمرحلة الطفولة في عيد "أحد السعف"، وتعتبره العيد السنوي للطفولة، لذلك نحن جميعًا مدعوين لامتلاك روح الطفولة، "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت ١٨: ٣).

وأوضح قداسته أن الكنيسة تهتم بالطفولة، من خلال:
١- معمودية الطفل حتى ولو كان عمره يومًا واحدًا.
٢- مدارس الأحد. 
٣- فِرق الكورال والتسبيح. 
٤- رسامة الأطفال شمامسة إبصالتس (مرتل).
٥- تعليمهم منذ الصغر رشم الصليب والصلاة الربانية.
٦- تعليمهم أن الذهاب للكنيسة هو يوم عيد، مثلما نعيّد ونقرأ في السنكسار، "سبحوا الله في جميع قديسيه".

وعَرضَ قداسة البابا الطرق التي تجعل الأطفال يصبحون نماذج جيدة، كالتالي:
١- تقديم الحب بكل أشكاله، من خلال: كلمات التدليل، والحكايات، والهدايا، ولمسات الحنان، واللعب معهم، وإشباعهم بالحب، "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ" (أم ٢٧: ٧).
٢- القدوة: في الحوار، والاستماع والإنصات الجيد، والنظر في عين الطفل، والصلاة معه وقراءة الإنجيل وسير القديسين، والمداعبة.
٣- تجنُب جرحه نفسيًّا خاصة: سواء بالقهر، أو سوء المعاملة، أو الحرمان، أو الضرب، أو سلب الشخصية، أو اقتحام خصوصيته، بل الحفاظ على نقاوته.
٤- تجنُب الضعف الروحي، وإهمال حياتهم الروحية، بل تسليمهم الإيمان، وتعليمهم الممارسات الروحية كالانتظام في الصلوات وقراءة الكتاب المقدس.

وأكّد قداسته أن الأطفال هم زهور أرضية ونماذج للسماء، "مَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي" (مت ١٨: ٥)، وهم رجاء للبشرية، فيجب أن نصلي من أجلهم لكي يحافظ الله عليهم ويبارك حياتهم ليكونوا ناجحين في دراستهم وأعمالهم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اليوم العالمي للطفل اجتماع البابا تواضروس الأسبوعي حلوان

إقرأ أيضاً:

وزير إسرائيلي سابق يتحدث عن اليوم التالي وينتقد الحكومة بسبب إهمال الأمن❓👍

قال عميد معهد القيادة اليهودية في القدس، وزير "الشتات" والناطق العسكري الإسرائيلي سابقًا، نحمان شاي، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كان في "حالة نشوة في الـ48 ساعة الأولى، والآن حين جاء إلى بات يام، تغيّر وجهه، فهو والجمهور كله رأوا الوجه الآخر للحرب، والحملة العسكرية، التي استعدّت لها إسرائيل على مدى نحو 30 سنة، خرجت إلى حيّز التنفيذ".

وأضاف في مقال له نشرته صحيفة "معاريف" أن "الساعات الأولى والأيام الأولى تشير إلى نجاح كبير وإلى إنجازات نادرة، وضمن أمور أخرى ضرب مواقع نووية، وتصفية قادة كبار في الجيش والحرس الثوري، وبالطبع تحييد الدفاع الجوي وتدمير مخزونات الصواريخ، المُسيّرات ومصانع إنتاجها".

وأوضح: "حتى هنا كل شيء طيب، والقلب يخفق لمن هم في البزّات وفي غير البزّات، ممن أظهروا التزامًا وتمسكًا بالهدف، وبالرأس اليهودي الذي اخترع لنا بالفعل ابتكارات، والمهم هو أن يسمحوا له بأن يخلقها".


وذكر أن "أيام القتال حقّقت منذ الآن نتائج مختلفة، وفي أساسها الضربة في البيت وفي جبهتنا الداخلية، وحتى عندما يكون كل شيء متوقعًا ظاهرًا، والرد الإيراني يأتي بالفعل، تتراكم الإصابات في المعركة على البيت، والمفاجأة كبيرة وقاسية".

وأضاف: "هذه ستكون حربًا طويلة، قال عن حق رئيس الوزراء فور بدئها، ورئيس الأركان زمير أضاف مُساندًا له: هذه حرب تستند إلى أسباب موضوعية ومهنية، وخلفية أقوال الرجلين واضحة ومفهومة، كلاهما، وليس فقط هما، توقّعا من الجمهور الإسرائيلي الممزّق والمنقسم أن يتّحد، حتى وإن كان لزمن قصير، كما هو دارج في بداية الحرب، لكن بعد ذلك ينبغي الافتراض بأنه سرعان ما تثور الأسئلة التي تُطرح دومًا: هل هذه بالفعل حرب الخيار أو حرب اللا خيار؟".

وتساءل الكاتب: "هل يحاول نتنياهو إنقاذ نفسه من ضائقة 7 أكتوبر، أم ربما حقًا كان الإيرانيون يوشكون على اختراق نووي وإسرائيل تدخّلت في اللحظة الأخيرة، مثلما فعل في حينه في العراق وفي سوريا؟".


وأكد أن "هذه أسئلة ذات صلة ولا يمكن تفاديها، بالعكس، يجب ذكرها ومواجهتها. الطريق الصحيح هو ليس فقط الإجابة، بل والمواجهة أيضًا. يجدر بنا مرة أخرى أن نذكر السنتين الأخيرتين اللتين مرّتا على المجتمع في إسرائيل، بعضها في صراع جماهيري لم يكن له مثيل، وبعضها في حرب في غزة وفي جبهات أخرى، إلى جانب مواجهة اجتماعية – سياسية قاسية".

وأشار إلى أنه "في ضوء الحماسة للابتكارات، الإبداعية والخيال، لمن يقومون بالمهمة، ينبغي فحص كم من الطاقة وظّفها المجتمع الإسرائيلي في هاتين السنتين في شؤونه الداخلية، وكم أهمل الأمن ومن يحملونه على ظهرهم – الجيش، الشاباك، وحتى الموساد".

وقال: "إلى أن نزلت علينا 7 أكتوبر، وكشفت كيف أهملت إسرائيل شؤونها الأمنية. بدلًا من رفع مستوى قدراتنا، تلك التي نالت الآن الثناء من الكثيرين، غرقنا في حروب أهلية مليئة بالكراهية والعداء. من جهة حكومة تحاول تحييد إحدى سلطات الحكم، ومن جهة أخرى مئات آلاف الإسرائيليين الذين احتجّوا على ذلك، تظاهروا في عدد لا يُحصى من المظاهرات، وانطلقوا للدفاع عن إسرائيل الديمقراطية، دولة القانون والنظام".

وبيّن الكاتب أن "هذه المواجهة لم تنتهِ الآن، هي فقط أزيحت للحظة صغيرة عن جدول الأعمال، وانتقل الاهتمام الجماهيري إلى حرب إيران – إسرائيل الأولى. هكذا بالضبط حصل في أكتوبر – لزمن قصير هدأ الاحتجاج، وبالتوازي أبطأت الحكومة وتيرة التشريع. في إسرائيل ساد فهم بأن "هذا ليس الوقت" لتشريع كيدي يُقسّم الجمهور، وبالتأكيد ليس في ذروة ضائقة وطنية على هذا القدر من الشدة".


واعتبر أنه "الآن، مع نشوب الحرب، يُطرح السؤال: ماذا سيكون في "اليوم التالي"، حين يعود الهدوء – وهو سيعود؟ هل مرة أخرى سنسمع عن المستشارة القانونية؟ مرة أخرى ستعود إلى جدول الأعمال "الدولة العميقة"؟ مرة أخرى سيسعى رئيس الوزراء لأن يتهم "الكابلانيين"؟ أم ربما، على سبيل التغيير، نضع من خلفنا هذه الخلافات، ونفهم أنها ضارة ولا داعي لها؟ ليس فقط لزمن قصير، بل بشكل عام".

وتساءل أيضًا: "هل سنتمكن، بعد أصوات الحرب، أن نعيد إلى حياتنا بعضًا من سوْيَة العقل الذي نريده جميعنا ونؤمن به جميعنا؟ جميعنا، وكل شيء يعود إلى رئيس الوزراء. الآن، بينما هو يعيش لحظاته العظمى، هو مُلزم بأن يُعلن من طرف واحد بأن من ناحيته "انتهى الانقلاب النظامي"، استنفد نفسه".

وأكد أنه "في هذه اللحظة لا يوجد إلا هدف واحد، هدف أعلى: هزيمة إيران، نزع الخيار النووي منها، وإضعاف قدراتها على إشعال الحرائق في الشرق الأوسط وفي إسرائيل. هكذا فقط تتحد الجبهة الداخلية ويبدأ المجتمع الإسرائيلي مسيرة الشفاء. ولهذا الغرض، يتعيّن على رئيس الوزراء أن يعود ليراجع كتابات تشرشل، الذي درج على أن يقرأها في ساعات فراغه. هو سيتعلّم كيف اتّحدت بريطانيا في صراعها ضد العدو النازي، وكيف تحقق بالفعل وعد تشرشل بـ"الدم، والعرق، والدموع".

مقالات مشابهة

  • بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال …جلسات تعليمية وترفيهية بدرعا 
  • ثقافة بلا روح.. وكتابة بلا قداسة!
  • اليوم.. نظر محاكمة 5 متهمين فى قضية خلية داعش حلوان
  • الهلال الأحمر المصري يستعرض دعمه لـ62 جنسية من اللاجئين في مصر بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
  • مقتل العشرات في غزة وحماس تؤكّد على "حق العودة" بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
  • بيان صادر عن حركة حماس بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
  • وزير إسرائيلي سابق يتحدث عن اليوم التالي وينتقد الحكومة بسبب إهمال الأمن❓👍
  • الأوقاف تصدر بيانا بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع
  • البطريرك السادس.. الكنيسة تحيي تذكار نياحة البابا يسطس
  • ورشة توعوية في شمال الشرقية بمناسبة "اليوم العالمي لمكافحة التصحر"