حكم من مات وعليه ديون وماله محجوز عليه.. الإفتاء توضح التصرف الشرعي
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
اجابت دار الإفتاء المصرية سائل يقول: توفي رجل وعليه ديون، وله مال محجوز عليه من دائنين بمقتضى أحكام. فهل المال المحجوز عليه يعتبر من مال المتوفى؟ وإذا كان يعتبر من ماله فهل يقدم فيه مصاريف التجهيز والتكفين والدفن على قضاء الديون؟ وهل يدخل في التجهيز والتكفين إقامة ليلة المأتم يصرف فيها أجرة سرادق وفراشة؟ وما هو الكفن اللازم شرعًا؟
لترد دار الإفتاء موضحة، أنَّ الظاهر أن هذا المال المحجوز يبقى على ملك المدين إلى أن يصل إلى الدائنين؛ ولذلك لا يبرأ المدين من الدين إلا بوصول هذا المال إلى الدائن أو وكليه في القبض، ولو اعتبر ملكًا للدائنين بمجرد الحجز، واعتبر مَن في يده المال وكيلًا عن الدائنين قبضه كقبضهم لبرئت ذمة المدين بقبض مَن في يده المال مع أن الظاهر خلاف ذلك، وحينئذٍ إذا لم يصل هذا المال إلى الدائنين ووكلائهم في القبض في حياة المُتوفَّى كان ملكًا للمتوفى واعتبر تركة عنه بموته، وإذ كان هذا المال تركة عن المتوفى وهي مستغرقة بالدين فالواجب تقديمه في هذا المال هو تجهيزه إلى أن يوضع في قبره، وتكفينه كفن الكفاية وهو ثوبان فقط، ولا يكفن كفن السنة وهو ثلاثة أثواب ممَّا يلبسه في حياته إلا برضاء الدائنين، وما صرف زيادة عن ذلك من أجرة سرادق وفراشة وثمن قهوة.
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، من خلال منصة الفيديوهات "يوتيوب"، سؤالاً تقول صاحبته: زوجي مات وعليه دين وأنا وأولادي يصرف علينا والدي.. فما حكم هذا الدين؟
وقال الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن دين المتوفى يسدد مما تركه حال رحيله عن الحياة سواء أموال أو عقارات أو قطعة أرض وغيرها، أما وإن مات ولا يملك شيء فأمر هذا الدين إلى الله سبحانه وتعالى.
وأجاب شلبي على السائلة:" والدك يصرف عليكي أنت وأبنائك جزاه الله خيرا، وليس عليكي أي شيء في أمر الدين طالما لا تستطيعن السداد".
حكم من مات وعليه دينقال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، ردا على سؤال حكم من مات وعليه دين: يجب على كل من استدان أو أخذ قرضاً لابد أن ينوى نية صحيحة ويعقد العزم على أن يسد هذا الدين ما دام يستطيع، ومن مات وعليه دين فعلى ورثته أن يقضوا هذا الدين عنه لأن هذا الدين هو فى رقبة هذا المدين الذى مات والنبي صلى الله عليه وسلم بيًن أن الميت مرهون بدينه ولم يصل النبي صلى الله عليه وسلم على رجلاً عليه دين عندما سأل عليه دين قالوا ديناران فقال صلوا أنتم عليه، وفى حديث أخر (نفس المؤمن مُعلَّقة بدَيْنِه حتى يُقْضَى عنه).
وأشار الى أن من مات وعليه دين ولم يستطيع أن يقضيه ولم يكن له أحداً يقضي هذا الدين وكان ينوى فى حال حياته أنه سيقضي هذا الدين فإن الله عز وجل بفضله يتحمل عنه هذا الدين.
حكم من مات وعليه دين
قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجب على الورثة المسارعة إلى قضاء ديون ميتهم مما ترك من المال، إن كان ترك مالًا.
وأضاف «ممدوح» في إجابته عن سؤال: «إذا توفي شخص مدين ولا نعلم الدائن هل يجوز إخراج صدقة بنية سداد الدين؟»، أنه في هذه الحالة يجوز إخراج صدقة بنية سداد الدين.
وأوضح أنه إذا مات المسلم وعليه ديون وترك أموالًا فأول عمل يقوم به ورثته هو تجهيزه وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، ومن ثمَ تسديد ديونه، وبعد ذلك إنفاذ وصيته إن كان قد أوصى، وبعد ذلك يوزع باقي المال على الورثة، وينبغي أن يعلم أن نَفْسَ المؤمن إذا مات تكون معلقةً بدينه حتى يقضى عنه، كما ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ» رواه الترمذي (1078).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هذا الدین هذا المال علیه دین
إقرأ أيضاً:
الإفتاء توضح: هذا هو التوقيت الصحيح لاحتساب منتصف الليل في مناسك الحج لضمان صحة الأعمال
أوضحت دار الإفتاء المصرية كيفية احتساب منتصف الليل في الحج، وهو التوقيت الذي تبدأ فيه بعض مناسك الحج، مؤكدة أن صحة هذه الأعمال تتوقف على الالتزام الصحيح بالمواقيت الشرعية.
وذكرت الإفتاء، أن الفقهاء أجمعوا على أن أول الليل يبدأ من غروب الشمس، أما نهايته فهي محل خلاف بين العلماء؛ فالبعض قال إنها تنتهي بطلوع الشمس، بينما ذهب جمهور الفقهاء إلى أن نهاية الليل تكون بطلوع الفجر الصادق، وهو الرأي الذي استقرت عليه الفتوى.
الغرف السياحية: قطاع السياحة بريء من تنظيم الحج المُخالف العام الماضي الغرف السياحية تكشف عن عقوبة مُخالفة نظام الحجوبناءً على هذا الرأي، فإن منتصف الليل يُحسب من خلال حساب الوقت بين غروب الشمس وطلوع الفجر الصادق، ثم قسمة المدة الزمنية إلى نصفين، ويُضاف الناتج إلى توقيت الغروب، فيكون بذلك منتصف الليل الشرعي.
الأدلة الشرعية وتفسير العلماءاستشهدت دار الإفتاء بعدة أقوال وأدلة شرعية تؤكد هذا التوقيت، ومنها قول الله تعالى:
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ﴾ [هود: 114]، حيث فسر العلماء "طرفي النهار" بأنهما صلاة المغرب وصلاة الفجر، مما يدل على أن الليل يبدأ من غروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر.
ونقل الإمام الطبري في تفسيره "جامع البيان" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن "صلاة الطرف الآخر" المقصودة هي المغرب، وبالتالي فإن ما بين صلاتي المغرب والفجر يُعدّ وقت الليل.
وأكد ذلك أيضًا عدد من كبار علماء اللغة والتفسير، مثل الفيومي في "المصباح المنير"، والخطيب الشربيني في "السراج المنير"، والآلوسي في "روح البيان"، الذين اتفقوا على أن الليل يبدأ من غروب الشمس وينتهي عند طلوع الفجر.
أهمية معرفة توقيت المناسك في الحجوشددت دار الإفتاء على أن فريضة الحج تتضمن مناسك محددة مرتبطة بزمان ومكان معينين، وقد شرف الله سبحانه وتعالى هذه الشعيرة بخصوصية الزمان والمكان، فقال تعالى:
﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: 197]
و**﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾ [المائدة: 97]**.
لذلك، يتوجب على الحاج أن يكون على علم دقيق بمواقيت المناسك، لا سيما تلك التي يبدأ وقتها في منتصف الليل، كالمبيت بمزدلفة ورمي الجمار وغيرها من الأعمال التي تتطلب دقة في تحديد الوقت لضمان صحة أداء النسك.
فريضة الحج من أعظم القرباتواختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على عظمة فريضة الحج، باعتبارها ركنًا من أركان الإسلام، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ:
"بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ" [متفق عليه].
وعليه، فإن معرفة التوقيت الصحيح لكل منسك من مناسك الحج أمر بالغ الأهمية، ويضمن للمسلم أداء الفريضة على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.