استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، قبل ظهر اليوم، وفدا من نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي الذي استهل اللقاء بكلمة جاء فيها: 

"صاحب السماحة الشيخ عبد اللطيف دريان، دار الإفتاء هي دار الوطنية والاعتدال، والمواقف المسؤولة النافية للتفرقة والانقسام، والحاثة على الوحدة الجامعة التي تتهدل خيوطها، ولا تتبعثر حروفها.

وهذه الدار عودتنا في الأحوال المصيرية التي ترسم فيها الاقدار، وتتهيأ الخيارات، أن تكون صوت العقل والتعقل مدعوة لمواصلة دورها الطليعي بقيادتكم الرشيدة التي تعرف كيف تضع السيف في موضع السيف والندى في موضع الندى.والسيف في قاموسكم ليس لقطع الرؤوس، بل لقطع الشك باليقين، واليقين هو الطريق الى الإيمان". 
 
أضاف :"ومن هذا المنطلق، تأتي زيارتنا لتزكية الاتجاهات الوفاقية للقيادات الروحية والتي تمثلت في القمة الروحية ألاخيرة، وما صدر عنها من توصيات تدعو إلى الحوار والكلمة الطيبة وتغليب المصلحة الوطنية.
 
صاحب السماحة، في كل مرة نزوركم في هذه الدار الكريمة، نستوحي الكثير من العبر، ونستلهم الدروس في كيفية تقديم العام على الخاص، وإيثار الانفتاح على التقوقع وثقافة وصل الضفاف، والسعي الدائم إلى توطيد ركائز الوفاق الحقيقي بين اللبنانيين جميعا في هذه الايام الصعبة، المحفوفة بالاخطار الوجودية التي تواجه وطنهم".
 
أضاف :"أننا أحوج ما نكون اليوم إلى التضامن، والتعاون لتجاوز هذه المحنة، والسعي إلى حل ينهي مآسي لبنان، لا يكون على حساب إستقلاله، سيادته، ووحدة أرضه وشعبه. 
 
إن لبنان يمر في أوقات عصيبة، ولا تزال أبواب الحلول مستغلقة، والآفاق ملبدة، والغيوم المتكاثفة تمنع حتى آلان تسلل بصيص نور يحيي ألامل في النفوس. 
 
وإذ ندرك تماما مقدار التعقيدات التي تحوط بوضعنا الراهن، والعقبات التي تكبل المبادرات الرامية إلى إطفاء نار الجحيم الاسرائيلي التي تحرق وطننا، وتفتك بناسه، فإننا نعول على دوركم انتم، ودورالقمة الروحية في العمل على قطع الطريق على ما تخطط له الدولة العبرية لزرع الفتنة وتعكير السلم الاهلي، وبدا واضحا أن جغرافية اعتداءاتها ونوعية استهدافاتها واساليبها الدعائية الخبيثة تصب في خدمة المخطط التي تسعى الى تنفيذه".

المفتي دريان  
ورد المفتي دريان بكلمة رحب فيها بمجلس النقابة، وأشاد بدور الصحافة الذي يبني لا الذي يهدم، وقال:"أهل السنة في لبنان هم مرجعية دينية إسلامية وطنية لهم تاريخهم العريق في الحفاظ على مصلحة لبنان واللبنانيين، بدءا من المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد وكل أبناء الطائفة الذين قدموا دماءهم في سبيل لبنان وسيادته ووحدة أبنائه".
 
وقال:"نحن لا نرفع السيف في وجه أحد بل نرفع الكلمة الطيبة وهذا ما اعتدنا عليه. أنتم تتابعون كصحافيين كل القضايا التي يعاني منها الوطن والمواطنين في الحرب التي يشنها علينا الكيان الصهيوني والذي لا يحتاح الى مبررات ليقوم بما يقوم به، ونحن لا نريد الدخول في الأسباب الكامنة وراء هذا العدوان على لبنان. 
 
العدوان الإسرائيلي على لبنان ليس بجديد فقد اعتدنا على الاعتداءات الاسرائيلية منذ زمن وهو يضرب كل القرارات الدولية بعرض الحائط. 
 
مخطط العدو الأسرائيلي اليوم هو تدمير لبنان وبناه التحتية وهذا ما نشاهده في الجنوب والبقاع والضاحية وفي الكثير من المناطق التي تتعرض لعدوان وحشي. 
 
قد تسألون وأنا أسأل معكم: متى تنتهي هذه الحرب الوحشية التي يشنها وإلى أين نحن ذاهبون؟ أقول: لا أحد في لبنان يمكن له أن يعطيكم جوابا شافيا. المبعوث الأميركي آموس هوكستين أجرى سلسلة لقاءات مع المسؤولين، لم نعلم فحواها ومضامينها والبنود التي تم التدول فيها، مع العلم أن الشيطان يكمن في التفاصيل". 
 
وتابع :"نحن، في انتظار النتائج وإعتدنا على الإسرائيلي أن يضع الهدف الذي يريده أمامه ويعمل كل ما في وسعه للوصول اليه ولتحقيقه. وأنا أعتقد أن أبرز أهدافه في هذه الحرب هي  زرع الفتنة بين اللبنانيين، وأنا منذ بداية العدوان والمجازر اليومية التي ترتكب أحذر من الفتنة الداخليّة، التي إذا وقعنا فيها نكون قد قدمنا أكبر هدية للعدو، لذلك ناشدت وأناشد عبركم الا نقع في هذا الفخ، ومن أجل ذلك كانت القمة الروحية في بكركي والبيان الذي صدر عنها رسالة إلى الداخل اللبناني ورسالة الى العمق العربي ورسالة للمحافظة على الثوابت التي تحفظ وحدة لبنان واللبنانيين. وانبثق عن القمة الروحية لجنة متابعة تعمل وتجتمع لمواكبة تنفيذ المقررات والتوصيات التي صدرت عن القمة الروحية".
 
واستطرد المفتي دريان :"بالعودة الى وقف النار، أقول أن الدولة اللبنانية في غياب رئيس الجمهورية ممثلة اليوم برئيس المجلس النيابي دولة الأستاذ نبيه بري ودولة الرئيس نجيب ميقاتي، هي المعنية، بكل مساعي وقف النار الذي أتمناه الا يكون وقفا مؤقتا بل ثابتا وطويلا، لأن لبنان شبع الحروب والقتل والدمار.
 
وأعود وأكرر أن السنة في لبنان ليس لديهم مشروعهم الخاص وليس لديهم مشروع خارج إطار الدولة، لذلك أدعو كل القيادات في لبنان للعودة الى منطق الدولة التي تحمي وتصون الجميع". 

وعن القمة الإسلامية العربية، قال المفتي دريان :" كانت قمة في كل شيء وخصوصا في سؤالها، كما سبق لنا أن سألنا في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، عن القدس والأقصى وغزة وعن فلسطين، وأتمنى الا نقول في قادم الأيام عن لبنان. والإهتمام بلبنان يجب الا يعتبره أحد تدخلا في سيادة لبنان، ولكننا نريد الا يترك لبنان كما تركت فلسطين".

أضاف، "إرسال المساعدات أمر جيد يساعد على مقومات الصمود، لكننا في لبنان من الأصدقاء والأخوة نريد دعما ديبلوماسيا كبيرا من أجل وقف الحرب على لبنان، ولنزع آلة القتل والتدمير عن رقاب اللبنانيين. 
 
لبنان لم يعد يحتمل أزمات. شبعنا من الأزمات المعيشية والمالية والإقتصادية والإجتماعية والصحية. اللبناني، الذي نهبت أمواله وجنى عمره في المصارف شبع حروبا وأزمات اقتصادية وأجتماعية".
 
وعن الشغور الرئاسي، قال:"أنا أول من حذر منه خلال اجتماع مع النواب السنة ويومها انتقدنا البعض واعتبر الإجتماع اجتماعا مذهبيا، ولكن أعود وأقول: ألا يحق للمرجع الديني أن يلتقي بمن ينتخبون المفتي والمفتين وهم جزء أساسي في تركيبة المجلس الشرعي".
 
أضاف :" لا نريد إتفاقا يتناقض مع السيادة اللبنانية ونتمنى أن ينجز الإستحقاق الرئاسي بكل سرعة. كل الأمور بالنسبة لنا هي أولية ولبنان بحاجة إليها. 
 
وأختم لأقول أن اتفاق الطائف هو الدستور ولا يحق لأحد تجاوزه. وبالنسبة لوقف إطلاق النار أقول أن الأمور بخواتيمها".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القمة الروحیة المفتی دریان فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: نطالب الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من المواقع التي تحتلها في الجنوب

أبلغ رئيس لبنان العماد جوزاف عون نائب الأمين العام للسلام والأمن والدفاع في جهاز العمل الخارجي الأوروبي شارل فرايز CHARLES FRIES خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي سندرا دي وايل Sandra De Waele، "ترحيب لبنان بأي دعم يقدمه الاتحاد الأوروبي للجيش والقوات المسلحة اللبنانية لتعزيز دورهم في حفظ الأمن والاستقرار على الأراضي اللبنانية كافة".

 

وأعرب الرئيس عون عن شكره لما قدمه الاتحاد الأوروبي للبنان في مختلف المجالات، معتبرا أن "لبنان قريب من الدول الأوروبية وبالتالي فان الوضع الأمني المستقر، له انعكاساته الإيجابية على هذه الدول"، وشدد على أن "الجيش اللبناني منتشر على كل الأراضي اللبنانية ويقوم بمهام أمنية محددة، إضافة إلى مهمته الأساسية في الجنوب، حيث انتشر في جنوب الليطاني باستثناء المناطق التي لا تزال إسرائيل تحتلها خلافا للاتفاق الذي تم التوصل إليه في شهر تشرين الثاني الماضي".

 

وأضاف: "من هنا فان لبنان يطالب الدول الصديقة وفي مقدمها دول الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل كي تنسحب من الأماكن التي تحتلها وتوقف اعتداءاتها اليومية وتعيد الأسرى اللبنانيين، لأنه من دون تحقيق هذه المطالب سوف يبقى الوضع مضطربا وتتعثر متابعة تنفيذ مراحل الخطة التي وضعها الجيش لتحقيق حصرية السلاح في يد القوات الأمنية الشرعية".

 

وردا على سؤال، اكد الرئيس عون أن "التعاون وثيق بين الجيش والقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل". ومع نهاية السنة سيصبح عديد الجيش نحو 10 آلاف عسكري في الجنوب وستكون الحاجة ملحة لتوفير العتاد والآليات والتجهيزات اللازمة لتمكينهم من القيام بالمهام المطلوبة منهم في تطبيق القرار 1701"، واعتبر أن "انتهاء مهمة "اليونيفيل" يجب أن تتم بسلاسة وتنسيق كاملين لضمان الاستقرار في الجنوب".

 

وردا على سؤال آخر، اكد الرئيس عون أن "الحكومة ماضية في إجراء الإصلاحات الضرورية في المجالات المالية والاقتصادية، والتعاون قائم بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهذه الإصلاحات هي مطلب لبناني قبل أن تكون مطلبا خارجيا، ونحن على الطريق الصحيح ونرحب بالشراكة الأوروبية في كل المجالات".

 

وطلب الرئيس عون من موفد الاتحاد الأوروبي "العمل على تكثيف المساعدة للقطاعات اللبنانية على اختلاف أنواعها، إضافة الى مشاركة الاتحاد الأوروبي في مراقبة الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في شهر أيار المقبل".

 

وتناول البحث أيضا العلاقات اللبنانية - السورية، حيث اكد الرئيس عون أنها "تتطور نحو الأفضل، والتنسيق قائم بين السلطات اللبنانية والسورية لمعالجة كل المسائل التي تهم البلدين، وفي طليعتها قضية النازحين السوريين الذين يطالب لبنان بإعادتهم إلى بلادهم لان الظروف التي أدت إلى نزوحهم قد زالت ويفترض عودتهم وتقديم المساعدة الأممية لهم في أماكنهم الأساسية".

 

وكان فرايز اكد للرئيس عون "استعداد الاتحاد الأوروبي للاستمرار في تقديم المساعدات للبنان في مختلف المجالات"، لافتا إلى "ارتياح الدول الأوروبية للتعاون القائم مع لبنان"، منوها بـ"إشارة رئيس الجمهورية في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إلى رسالة لبنان ودوره في محيطه والعالم"، مؤكدا أن "الاتحاد الأوروبي مستعد للاستمرار في دعم لبنان في المسائل التي يحتاج إليها، لا سيما دعم الجيش والقوى المسلحة اللبنانية، إضافة إلى الدعم الذي يقدمه في ملف النازحين السوريين".

 

 

رئيس الإمارات وأمير الكويت يؤكدان دعمهما لجميع المبادرات الهادفة لوقف إطلاق النار في غزة

أكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، دعم البلدين لجميع المبادرات والمساعي الهادفة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإرساء السلام الشامل والعادل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين"، كونه السبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة لما فيه مصلحة جميع شعوبها ودولها.

جاء ذلك خلال لقائهما، اليوم الأربعاء، في إطار الزيارة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد إلى الكويت، حيث بحثا عددا من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، مشددين على ضرورة البناء على الاعترافات الدولية المتزايدة مؤخراً بالدولة الفلسطينية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق نحو السلام والاستقرار، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام).

 

كما بحثا العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك ومستوى تطورهما خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية، بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين، ويعود بالخير والنماء على شعبيهما، بالإضافة إلى بحث مسار العمل الخليجي المشترك.

 

وأكد الرئيس الإماراتي وأمير الكويت، حرص البلدين على دعم كل ما من شأنه تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما يحقق تطلعات شعوبها إلى التنمية والازدهار.

مقالات مشابهة

  • الأمطار ستشتد.. المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان مستمر حتى هذا الموعد
  • أشجار الأرز التي تتحدى الزمن.. كيف يحمي لبنان كنوزه الخضراء؟
  • الرئيس اللبناني: نطالب الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من المواقع التي تحتلها في الجنوب
  • وقفة تضامنية لنقابة الصحافيين مع الإعلام الفلسطيني ضد الاعتداءات الإسرائيلية
  • المفتي قبلان: أن تكون لبنانيا يعني أن تحمي وطنك
  • يصل عصر اليوم.. هذه آخر أخبار المنخفض الجوي الأول الذي سيضرب لبنان
  • نقابة المحررين تلبّي دعوة الاتحاد العربي لإحياء ذكرى الحرب على غزة
  • تفاصيل جديدة عن إشكال فندق الغولدن بلازا الذي أدى إلى وفاة معاون أول في قوى الأمن
  • المفتي دريان يستقبل سفير لبنان لدى الفاتيكان ورئيس جمعية المقاصد
  • المفتي قبلان يستقبل وفودًا محلية ودولية