الشعاب المرجانية الأكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
مع ارتفاع درجة حرارة العالم، قد تكون الشعاب المرجانية أقدر على التكيف مما نعتقد، وهو ما يزيد من آمالنا في أن الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري واستعادة الشعاب المرجانية يمكن أن تسمح لنا بالحفاظ على هذه الأنظمة البيئية المتنوعة بيولوجيا. يقول كريس جوري من جامعة هاواي في مانوا: إن «هذه النتائج توفر لنا مسارا محتملا للمضي قدما، لكن الأمر يتوقف كليا على ما نقرر القيام به بشأن تغير المناخ وما نقرر القيام به بشأن العوامل المحلية المسببة للضغوط».
تشكل مستويات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة في الغلاف الجوي بسبب الانبعاثات تهديدا مزدوجا للشعاب المرجانية. وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى إجهاد الشعاب المرجانية على نحو يمكن أن يؤدي إلى ظاهرة الابيضاض والموت. بالإضافة إلى ذلك، يمتص المحيط ثاني أكسيد الكربون الجوي، بما يجعل الماء أكثر حمضية ويضعف هياكل الشعاب المرجانية. وقد أدى هذا، إلى جانب التلوث والصيد الجائر، إلى خلق أزمة للشعاب المرجانية، حيث أدى ارتفاع الحرارة الشديد على مدى العامين الماضيين إلى تحفيز ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم. |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشعاب المرجانیة
إقرأ أيضاً:
العالم يتجه لتحطيم الرقم القياسي لدرجات الحرارة مجددًا بحلول 2029
على الرغم من الحرارة والجفاف والكوارث التي شهدناها خلال الأعوام القليلة الماضية، يبدو أن الفوضى الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب قد بدأت للتو.
ورغم أن العام الماضي سجل أعلى درجة حرارة منذ نحو قرنين، فمن المرجح أن يحطم العالم هذا الرقم القياسي مرة أخرى بحلول عام 2029، وفقًا لتقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهي الذراع المعنية بالمناخ والطقس التابعة للأمم المتحدة.
هناك احتمال كبير جدًا أن يتجاوز متوسط ارتفاع درجة الحرارة خلال السنوات الخمس المقبلة 2.7 درجة فهرنهايت (1.5 درجة مئوية) فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الحد الأقصى الذي حددته اتفاقية باريس لتفادي أسوأ عواقب تغير المناخ. كما توجد احتمالية أكبر أن تتجاوز إحدى هذه السنوات على الأقل 2.7 درجة مئوية مقارنة بمتوسط الفترة بين عامي 1850 و1900.
وهذا يعني أننا قد نتوقع المزيد من الأيام ذات الطقس الغريب، والمزيد من الكوارث الطبيعية التي تهدد منازل الناس وصحتهم وحياتهم.
قال مايك فلانيجان، عالم الحرائق في جامعة تومسون ريفرز بكولومبيا البريطانية: “الوضع قاتم للغاية. أخشى أن تكون السنوات القادمة أكثر دفئًا مما نتوقع، وأن تستمر التأثيرات في مفاجأتنا وتكون أشد وطأة على مستوى العالم، بما في ذلك الغرب الأمريكي”.
وأوضح علماء المناخ أن هذه التأثيرات تشمل في الولايات الغربية الأمريكية، وخاصة كاليفورنيا، موجات جفاف وحرّ ومواسم حرائق أطول وحرائق غابات أشد كثافة.
وقال بارك ويليامز، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “مع ارتفاع حرارة الأرض حتى الآن، ارتفعت أيضًا حرارة غرب الولايات المتحدة، دون أي زيادة في كميات الأمطار تعوض آثار الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى الجفاف وحرائق الغابات”.
في العام الماضي، فحص ويليامز 1200 عام من السجلات الجيولوجية، ووجد أن الأعوام الـ25 الماضية كانت الأشد جفافًا منذ عام 800 ميلادي. وهو لا يرى سببًا لتوقف هذا الاتجاه.
وأضاف: “بما أنه لا توجد أي مؤشرات على تباطؤ انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري عالميًا خلال السنوات المقبلة، فمن شبه المؤكد أن تسجل درجات الحرارة العالمية أرقامًا قياسية جديدة كل بضع سنوات، كما كان الحال خلال العقود الأربعة أو الخمسة الماضية”.
تستند التوقعات في تقرير الأمم المتحدة إلى أكثر من 200 نموذج تنبؤي يشرف عليها علماء من 14 معهدًا بحثيًا حول العالم، من بينها اثنان تديرهما الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي.
أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق
وخلص التقرير إلى وجود احتمال بنسبة 80% أن يتجاوز عام واحد على الأقل في الفترة بين 2025 و2029 عام 2024 كأكثر الأعوام سخونة على الإطلاق، واحتمال بنسبة 86% أن يتجاوز أحد هذه الأعوام هدف الاحترار البالغ 2.7 درجة مئوية.
وقدرت الدراسة احتمالًا بنسبة 70% بأن يتجاوز متوسط ارتفاع الحرارة خلال هذه الفترة 2.7 درجة، رغم أن المتوسط العام لعشرين عامًا ــ وهو معيار اتفاق باريس ــ من المرجح أن يظل دون هذه العتبة.
وقال كو باريت، نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في بيان: “للأسف، لا يشير تقرير المنظمة إلى أي بوادر تحسن خلال السنوات المقبلة، ما يعني تأثيرًا متزايدًا على الاقتصادات، وحياتنا اليومية، والأنظمة البيئية، والكوكب ككل”.
عواقب الاحترار العالمي
كما خلص التقرير إلى أن عواقب الاحترار العالمي من المرجح أن تختلف من منطقة إلى أخرى، وتشمل: ذوبان الجليد السريع في القطب الشمالي، مواسم الجفاف في الأمازون، وأمطارًا زائدة في مناطق مثل ألاسكا، شمال أوروبا، ومنطقة الساحل في شمال وسط أفريقيا.
تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تبخر الماء من التربة والنباتات، ما يُسبب الجفاف وفشل المحاصيل. وفي الوقت نفسه، يحتفظ الغلاف الجوي الأكثر دفئًا بكميات أكبر من الرطوبة، ما يزيد من احتمالية هطول أمطار غزيرة وعواصف تؤدي إلى فيضانات.
كما أصبحت التقلبات المناخية الحادة بين الظروف الجافة والرطبة أكثر تكرارًا وحدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
اندلعت حرائق غابات مدمرة في منطقتي باليساديس وإيتون في يناير الماضي بعد فترة من هذه التقلبات. إذ أدت أمطار غزيرة غير معتادة عام 2023 إلى ازدهار نباتات جديدة، جفت وتحولت إلى وقود للحرائق خلال عام 2024 الذي شهد جفافًا استثنائيًا.
الفوضى المناخية
وفي الأسبوع نفسه الذي اندلعت فيه الحرائق، أكدت وكالات حكومية في الولايات المتحدة وحول العالم أن عام 2024 كان الأشد حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عام 1880، وكان هذا هو العام الحادي عشر على التوالي الذي يُسجل فيه رقم قياسي.
ومن المرجح أن تدخل الولايات المتحدة هذه المرحلة من الفوضى المناخية بقدرة منخفضة على التنبؤ بالكوارث أو تجنبها.
فقد أدت عمليات تسريح الموظفين إلى تقليص العاملين في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، بما في ذلك هيئة الأرصاد الوطنية التابعة لها. كما اقترحت إدارة ترامب خفض ميزانيتها بمقدار 1.5 مليار دولار عام 2026، أي بنسبة 25% عن العام السابق.
وتشكل هذه التخفيضات جزءًا من تحول أوسع نحو تقليص الجهود المبذولة لمواجهة تغير المناخ.
لطالما كانت علاقة الولايات المتحدة باتفاقية باريس متوترة. فقد انسحبت منها قبل أيام من خسارة ترامب الانتخابات في نوفمبر 2020، ثم عادت للانضمام إليها مع تولي جو بايدن الرئاسة في يناير 2021، قبل أن تنسحب منها مجددًا مع بدء ترامب ولايته الثانية في يناير.
وذهبت إدارة ترامب إلى أبعد من ذلك، حيث منعت استخدام عبارات مثل “أزمة المناخ”، و”الطاقة النظيفة”، و”علم المناخ” من قِبل المستفيدين من التمويل الفيدرالي والموظفين في تقاريرهم ومواقعهم الرسمية.
وفي أبريل الماضي، أقالت الإدارة أكثر من 400 عالم وخبير كانوا قد باشروا العمل على إعداد أحدث تقرير للتقييم الوطني للمناخ، وهو تقرير أقره الكونغرس لرصد أحدث العلوم المتعلقة بالتغير المناخي.
في غضون ذلك، تستمر درجات الحرارة في الارتفاع، ولا مفر من عواقبها.
قال فلانيجان: “إنه أمر مخيف بالفعل. كثيرون يتجاهلونه، أو يقولون: لن يحدث في حديقتي الخلفية. لكنه قادم إلى حدائقنا جميعًا قريبًا”.