المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ممزقة وتحقيقات حول المعنى المحتمل
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
(CNN)-- هز اكتشاف رأس حصان مقطوع وبقرة ممزقة وعجلها الميت الملطخ بالدماء بلدة صقلية، حيث تعاملت السلطات مع الحادث باعتباره تهديدا للمافيا، وقالت الشرطة لشبكة CNN إنه تم اكتشاف الحيوانات النافقة في ملكية أحد مقاولي البناء في بلدة ألتوفونتي، بالقرب من باليرمو.
وقال المقاول، الذي لم يتم الكشف عن اسمه لحمايته أثناء التحقيق الجاري، للشرطة إنه لم يتلق أي تهديدات قبل اكتشاف الماشية النافقة، التي تم الاحتفاظ بها في عقار مجاور.
لا تزال صناعات البناء والقمامة من أبرز قطاعات الأعمال المرتبطة بالمافيا في صقلية، وفقًا لتقرير حديث صادر عن مديرية مكافحة المافيا.
وكثيراً ما كان المقاول ينفذ أعمال البناء لصالح البلدية المحلية، التي بذلت قصارى جهدها لمنع الشركات المرتبطة بالمافيا من الفوز بعطاءات، لكنه أخبر الشرطة أنه لم تتواصل معه أي مجموعة تطالبه بالمال أو الخدمات.
وقال متحدث باسم الشرطة لشبكة CNN، إن الحادث يتم التعامل معه على أنه أسلوب تخويف للمافيا.
وقد يكون الحادث المروع مرتبطًا بالإفراج مؤخرًا عن 20 من أعضاء المافيا من السجون المحلية، الذين انتهت مدة عقوباتهم، وربما يكونون في حالة انتقام، وفقًا لرئيس مديرية مكافحة المافيا، موريزيو دي لوسيا، الذي قال في سبتمبر/ أيلول: "لا يمكننا أن نتخلى عن حذرنا، فالحرب ضد المافيا أصبحت أكثر صعوبة مع إطلاق سراح هؤلاء الرجال".
وأعاد المشهد المروع إلى الأذهان ما حدث في فيلم "العراب" عام 1972، حيث تستيقظ إحدى الشخصيات لتجد رأس حصان مقطوع الرأس في سريره.
وقالت عمدة ألتوفونتي، أنجيلا دي لوسيا، إنها شعرت بالرعب عندما سمعت الأخبار، وقالت لوسائل الإعلام المحلية: "لا أستطيع أن أفهم مثل هذه الوحشية.. يبدو أن هذا الفعل يعيدنا إلى العصور الوسطى".
واستخدام الحيوانات الميتة، وفي كثير من الأحيان الكلاب وليس الخيول، له الأسبقية في الجزيرة الواقعة جنوب إيطاليا، إنه تكتيك استخدمته نقابة الجريمة الصقلية سيئة السمعة Cosa Nostra منذ عقود، وتم الإبلاغ عن العديد من الحوادث المماثلة التي تنطوي على رؤوس حيوانات مقطوعة الرأس من قبل رجال الأعمال المحليين في صقلية: في عام 2023، تم العثور على رأس خنزير مقطوع معلقًا في مركز الشرطة المحلي بينما عثر مقاول أعمال محلي على رأس مقطوع لأحد عنزاته في حديقته.
وظلت الجريمة المنظمة في صقلية مشكلة منذ القرن التاسع عشر عندما تم التعرف على كوزا نوسترا لأول مرة، بلغ العنف ذروته في عام 1992 عندما اغتيل اثنان من القضاة المناهضين للمافيا، باولو بورسيلينو وجيوفاني فالكوني، في تفجيرين منفصلين على جانب الطريق.
وفي الآونة الأخيرة، ابتعدت منظمة كوزا نوسترا، التي تعمل بالتعاون مع نقابة ندرانجيتا في كالابريا، عن العنف وركزت أكثر على جرائم الياقات البيضاء، واختراق الحكومات المحلية، وصناعات مثل البناء والصرف الصحي.
لكن الابتزاز والمطالبة بأموال الحماية أو "البيتزو" يظل عنصرا أساسيا بالنسبة لهذه المجموعات، وفي قضية جنائية عام 2023، أُدين 31 شخصًا بتحريض رجال العصابات المحليين من خلال الكذب بشأن دفع أموال الحماية للمجموعة التي عملت على حمايتهم، وفقًا لوثيقة الحكم الصادرة عن القاضي.
وفي عام 2023، تم القبض على ماتيو ميسينا دينارو، زعيم مافيا كوزا نوسترا الصقلية، الذي ظل هارباً لمدة 30 عامًا، أثناء سعيه لعلاج السرطان في باليرمو، مما يؤكد مستوى التواطؤ الذي يستمر في حماية وتمكين المؤسسات الإجرامية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الحكومة الإيطالية جرائم حصريا على CNN حيوانات سرقات غرائب
إقرأ أيضاً:
من النشل إلى التسامح: قصة الكاتبة الإيطالية في مراكش
اهتزت مدينة مراكش المغربية على وقع حادث نشل صادم تعرضت له الكاتبة الإيطالية نيكوليتا بورتولوتي أثناء زيارتها السياحية أواخر نوفمبر الماضي، وقع الحادث وسط الأزقة التاريخية القريبة من ساحة جامع الفناء، بعدما تعرضت الكاتبة للاعتداء أثناء سيرها برفقة زوجها وعائلتها.
تفاصيل الواقعةروت بورتولوتي تفاصيل صادمة عن اللحظات التي عاشتها، إذ فوجئت بشابين ملثمين على دراجة نارية يختطفان حقيبتها، ما أدى إلى ارتطامها بالأرض وإصابتها بجروح غائرة في الرأس وارتجاج دماغي شديد.
ورغم قسوة المشهد، أبدت الكاتبة إعجابها بردود الفعل الإنسانية التي لاقت دعما من السكان المحليين، بما في ذلك تجار الحي وأصحاب المحلات وسائقي سيارات الأجرة، وحتى شخص مشرد ساهم في تقديم المساعدة الفورية، قبل نقلها إلى مصحة لتلقي العلاج تحت إشراف طاقم طبي وصفته باللطيف والمتعاطف.
أثنت بورتولوتي على التعاطف الشعبي الذي أبداه المغاربة، مؤكدة أن عشرات المواطنين أعربوا لها عن أسفهم وقدموا المساعدة حتى في منازلهم، معتبرة أن الحادثة مجرد استثناء لا يعكس صورة مدينة مراكش ولا أهلها، مشيدة بتسامح السكان وحرصهم على الضيافة.
واجهت الكاتبة أيضا معاناة إدارية نتيجة سرقة جميع وثائقها الرسمية، بما فيها جواز السفر، ما اضطرها للتوجه إلى القنصلية الإيطالية بالدار البيضاء لإنهاء الإجراءات الضرورية قبل العودة إلى بلادها.
أكدت بورتولوتي في ختام تدوينتها أن السلطات المغربية نجحت في توقيف المشتبه فيهما، متوقعة أن يواجه الشابان عقوبات رادعة، لكنها شددت على ضرورة أن تكون الإجراءات عادلة تحفظ مستقبلهما، معتبرة أن الاعتداء فعل فردي لا يمثل المجتمع المغربي الذي وصفته بالمعتدل والمتسامح.