أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، مضمونة:"هل هناك مزيد من الثواب لصلاة الفجر في جماعة ؟.

ليرد مرزوق عبد الرحيم، موضحًا: أن المشي إلى المساجد في صلاتي الفجر والعشاء ذلك العمل  العظيم له أعظم فائدة تعود على صاحبه يوم القيامة .

 

عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ) 

في الحديث عدة فوائد منها ما يلي :
(1) (بشر)  أمر لكل من يتأتى منه التبشير أن يبشر المشائين في الظلم إلى المساجد بذلك الفضل العظيم وهذا يدل على عظيم منزلتهم عند الله تعالى. 

(2) قوله صلى الله عليه وسلم (المشائين) يراد به من كان كثير المشي إلى المساجد في الظلم والمراد بذلك صلاة العشاء وصلاة الصبح في جماعة حتى وإن كان يمشي في ضوء الكهرباء أو في ضوء مصباحه الخاص لأن هذين الوقتين يقعان في الظلمة فلا حرج على فضل الله تعالى. 

(3) جاء في عون المعبود قال الطيبي : في وصف النور بالتام وتقييده بيوم القيامة تلميح إلى وجه المؤمنين يوم القيامة في قوله تعالى ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ) وإلى وجه المنافقين في قوله تعالى ( أنظرونا نقتبس من نوركم ) ،انظر عون المعبود ج2 ص188. 

(4) فيه فائدة عظيمة وهي إيذان أن من انتهز هذه الفرصة وهي المشي إلى صلاتي العشاء والصبح في جماعة فقام بذلك العمل العظيم وواظب عليه في الدنيا كان  مع النبيين والصديقين في الآخرة (وحسن أولئك رفيقا )  لأنه لا نور أتم من نور النبيين والصديقن والشهداء والصالحين. 

وأثبت السنة النبوية، فضل السعي إلى المسجد في صلاتي العشاء والفجر، حيث ينير الله تعالى لمن يذهب لصلاتيهما طريقه يوم القيامة، حيث قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه أبو داود)، والظُّلَم: جمع ظلمة، والمقصود بها ظلمة صلاة العشاء، وصلاة الفجر.

وهذا الفضل ثابت  لمن صلى العشاء والفجر مع الجماعة , ولو كانت الطرق مضاءة، لأن هاتين الصلاتين في ظلمة الليل، وفي هذه الحديث وغيره حث للمسلم على أن يجتهد في إتيان المسجد ماشياً لا راكباً ولو كانت داره بعيدة، ما لم تكن مشقة أو عذر ككبر السن والمرض ونحوه، وألا يعوَّد نفسه ركوب السيارة، إذا كان المسجد تصله القدم بلا مشقة.

ومعلوم أن يوم القيام يوم مظلم وفظيع وعظيم، وطويل، وإذا مرَّ الناس على الصراط فهم في ظلمة شديدة، فالمؤمنون يعطيهم الله عز وجل نوراً، وكل إنسان نوره على قدر عمله، فمنهم من يسطع نوره أمامه، ومنهم من يخبو نوره ويشتعل ويخبو ويشتعل، ومنهم من ينطفئ نوره فيصبح في ظلمة ولا يرى ما أمامه.

والذين يواظبون على صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر والعشاء لهم نور تام يوم القيامة، فهو نور لا يخبو، ولا ينقطع ، بل هو نور ساطع عظيم، ونور كل إنسان يوم القيامة هو لنفسه فقط، وليس كما كان في الدنيا يمشي في الطريق ومعه مصباح يضيء فيستضيء به الذين بجواره، فيوم القيامة لا يكون ذلك، فمن كان عمله صالحاً أعطاه الله نوراً، ومن كان غير ذلك لم يعطه، ولم ينفعه نور الآخرين،  ولذلك جاء على لسان المنافقين قوله تعالى: «يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ» (سورة الحديد:13).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة الفجر صلاة العشاء إلى المساجد یوم القیامة

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول الزلازل: ليست انتقامًا من الله

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الزلازل التي تحدث في مناطق معينة من العالم لا تُعد دليلًا على غضب الله تعالى أو انتقامه من أهل هذه البلاد، مشددة على أن الكوارث الطبيعية قد تقع على الصالحين كما تقع على العصاة، وأن البلاء قد يكون وسيلة للثواب ورفع الدرجات.

الزلازل من آيات الله لا دليل على الانتقام

أوضحت دار الإفتاء في بيان لها، أن الزلازل تُعد آية من آيات الله في كونه، وهي واقعة بقدرة الله وإرادته، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 73]، وبالآيات الواردة في سورة الزلزلة التي تصف حال الأرض حين تتحرك وتُخرج ما في جوفها.

لماذا يصل تأثير زلزال كريت إلى سكان مصر؟.. خبير فلكي يجيب

مقالات مشابهة

  • للحاج وغيره.. دعاء يوم التروية يجمع لك خيري الدنيا والآخرة احرص على ترديده
  • دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول الزلازل: ليست انتقامًا من الله
  • كل أسبوع.. «الأضحية» تكافل وتراحم وصلة
  • آداب وفضل صيام يوم عرفة.. ماذا كان يقول الرسول؟
  • «نسألك العافية فى الدنيا والآخرة».. أذكار الصباح اليوم الإثنين 2 يونيو 2025
  • كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟.. الإفتاء تجيب
  • عبادة بسيطة وأجرها كبير في العشر الأوائل من ذي الحجة .. اغتنمها
  • أعظم فرصة للعتق من النار والمغفرة.. اغتنم خير أيام الدنيا
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • مواقيت الصلاة في القاهرة اليوم الخامس من ذو الحجة