جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-28@14:46:51 GMT

وزراء ترامب منفوخون إعلاميًا

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

وزراء ترامب منفوخون إعلاميًا

 

ماجد المرهون

majidomarmajid@outlook.com

 

 

 

 

سهَّل علينا وزراء ترامب تأكيد شعورنا بتطرفهم الفكري الذي يخرج من أفواههم نظرًا لافتقارهم للحنكة الدبلوماسية، وظهروا على شاكلة سيدهم المُعتاد على التفكير بصوتٍ مُرتفع والإعلان المُباشر بلا تردد، وهذا أمر جيد لا يترك مجالًا للتكهنات التحليلية أو الاحتمالات التأويلية كما يفعل نُظراؤه من الرؤساء المحنكين.

ويبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد الخبير بأروقة المحاكم جراء عشرات القضايا المُتهم بها قد قرر التركيز على اختيار الوزراء المنفوخين إعلاميًا، حيث ظهر معظمهم سابقًا وخلال عامٍ واحد بقدرةٍ جيدةٍ على الكلام وبرزوا إعلاميًا على المنابر الخطابية والمنصات الإلكترونية وحلبات المصارعة، وقد نتساءل هنا عن دور الكفاءة وهل كل متحدثٍ وممثلٍ جيد يكون بالضرورة كفاءةٍ جيدة؟! بالطبع لا لأن الكفاءة ليست مُهمة طالما أن الإدارة موكلة إلى آخرين من الذين يقدمون مصالح منظمة "آيباك" اليهودية ويعتبرون إسرائيل الولاية رقم 51 الأمريكية.

لاحظنا حملة ترامب الانتخابية والتي لم يتطرق للحديث فيها عن "الدولة العميقة" كما فعل خلال نهاية فترة رئاسته السابقة مع العلم أنه أول من أعلن للعالم رسميًا هذا المُصطلح -التفكير بصوت مرتفع- وبالطبع لم يرُق هذا الإعلان لحكومة الظل الخفية فأطاحوا به مقابل أسوأ شخصية ترأست الولايات المتحدة، بعد أن كنَّا نعتقد أن بوش الابن كان الأسوأ حتى جاء بايدن أكثر سوءًا من حيث الشخصية الاعتبارية أو الوجاهية إذ بات مصدرًا خصبًا للتهكم والسخرية في الإعلام الكوميدي الذي ينتقد الأخطاء بالضحك.

كما لاحظنا ولاحظ العالم أجمع استعانة ترامب بصديقه الملياردير إيلون ماسك الذي توهج لامعًا في مؤازرته، لأن الرؤية في التركيز على الشخصيات الإعلامية المعروفة والشخصيات المُفوهة المتحدثة جاءت مُبكرة وقد امتطوا صهوة القضية الفلسطينية بهدف الظهُور والتسويق الشخصي، وبلا شك فإن موقف معظم من استجلبهم ترامب يميل كُل الميل إلى الكيان الصهيوني المُحتل، فهل ياترى هم صهاينة أو بثقافة صهيونية؟! كلا ليس بالضرورة ويكفي فقط أن يؤدي كل منهم دوره بحسب المُتفق عليه مقابل الدعم والمال والوعود بتحقيق النفوذ للترويج للنظرية الإسرائيلية "السلام هو إسرائيل والإرهاب هو المقاومة".

إيلون ماسك الذي لم يتمكن من إخفاء مشاعرة مع الشأن الفلسطيني منذ البداية ثم رفضه لحجب المحتوى على منصة إكس قام بزيارة إلى إسرائيل بعد السابع من أكتوبر وما لبث الا عدة أيام حتى غير موقفه بالتعاطف مع إسرائيل، ولم يأت بعدها على ذكر فلسطين؛ إذ امتنع الرجل عن الحديث ولن يتأتى هذا التغيير الجذري مجانًا مع رجل أعمال صعب المراس ما لم يكن هناك مقابل -الفكر التجاري-، فما هو هذا المقابل؟! هو تأهيل إيلون ماسك للمرحلة الثانية خلال حملة ترامب الانتخابية ماسيعزز ارتفاع أسهم شركاته وتفعيل دوره في مُحاربة المثلية التي يحقد عليها بعد أن تسببت قوانين بايدن في تحول ابن ماسك من رجل إلى امرأة.

إنَّ التاريخ الأمريكي الحديث ممتاز في التدليس وقلب الحقائق بما يتوافق مع مصلحة النُخب الحاكمة واستنباط القوانين التي تأصل مفاهيم جديدة ضد المعقول والمقبول والأعراف المنطقية والأحكام الدولية ولكن ذاكرة الشعوب ضعيفة، فعندما أرادوا مكافحة الفكر الاشتراكي الذي استشرى قبل 70 عامًا جاءوا "بالمكارثية" وهي تنسب إلى جوزيف مكارثي عضو مجلس الشيوخ وباتت الدعوة للاشتراكية تندرج ضمن قانون جديد يسمى الإرهاب الفكري، وهنا تحول الفكر إلى إرهاب وإن لم يستند على أية إثباتات قطعية الدلالة وتحولت حرية التعبير التي يُقرها قانونهم إلى نوع جديد من أنواع الإرهاب، وهو ماتُطبقه ألمانيا -أسيرة معاهدة فرساي- اليوم في مكافحة وتجريم كل إشارة تظهر التعاطف مع فلسطين وإن كانت بسيطة مثل المقاومة والقتل والتدمير وحتى العلم والكوفية والمثلث الأحمر ولكن لا مانع من التعاطف مع إسرائيل، ونلاحظ اليوم كيفية استغلال حرية التعبير مع أعوان ترامب الجدد في بث إرهابهم الفكري إعلاميًا بكل حرية، ومحاولة إرجاع الوعي العام المُنفتح إلى ضلالات بيت الطاعة الأمريكي، وسكت ترامب هذه المرة عن الإشارة للدولة العميقة كما سكت ماسك عن الشأن الفلسطيني وأغلق هذا الملف واعتلى المنابر خبراء الحديث والكلام، وبالنسبة للكفاءة فهناك من يهتم بها.

لعل التركيز الإعلامي من أعلى المستويات الإدارية سيكون سِمة المرحلة القادمة وبإمتياز، لأن الوعي العالمي بدأ يستفيق ويتفاعل مع ماتنقله اخبار مواقع التواصل "من قلب الحدث" بعد استهداف النزاهة الصحفية والمهنية الإعلامية، وقد فاقت مواقع التواصل في نقلها كل المحطات الإخبارية العالمية التي اكتشف العالم مدى كذبها وتضليلها بعد أن وقعت في حرج شديد عندما أشاعت أن المقاومة الفلسطينية تقطع رؤوس الأطفال وانساق معها الرئيس بايدن بدون تقديم أي دليل -نفس السيناريو الأمريكي لشحن الكراهية العالمية ضد العراق- ثم عادت تلك القنوات العريقة للاعتذار وتبعها الرئيس الهرِم وفقدوا بالتالي مصداقيتهم مقابل منافسة منصات التواصل الاجتماعي التي يحركها التأثير العاطفي الإنساني بلا أجندة أو أطماع، فماهو الحل الآن؟

كما فعلوا سابقًا عندما استجلبوا القس الأمريكي المحدث المنطيق بيلي جرام الأب الروحي للرئيس جورج بوش الأب، فالحل اليوم لن يحيد كثيرا عن رتابة التخطيط الأمريكي التقليدي وهو استجلاب شخصيات كلامية جديدة لها قدرة عالية على الحديث والاقناع واستدراج الجماهير الى نشوة الهتاف والتصفيق والتصفير اللاواعي، ونشر ماتقوله هذه الشخصيات على مواقع التواصل في المسار الأول ثم عرضه على القنوات الإخبارية في المسار الثاني.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ترامب يمتدح ماسك بعد أشهر من الخلاف: سأظل أحبه دائما

بعد أقل من ستة أشهر على خلافه مع إيلون ماسك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، كلمات ودية بحق الملياردير التقني.

وقال ترامب للصحفيين خلال رحلته إلى آسيا: "أنا أحب إيلون، وأظن أنني سأظل أحبه دائما".

وكان ماسك قد تبرع بأكثر من 250 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية العام الماضي.

وخلال الأشهر الأولى من ولاية ترامب، أصبح ماسك أحد المقربين من الرئيس، وتولى مهمة خفض الإنفاق الحكومي بسرعة.

لكن في أوائل الصيف، نشب خلاف بينهما بشأن مشروع قانون الميزانية الكبرى الذي دفع به ترامب، وسرعان ما بدأ الاثنان يتبادلان الهجمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن ينسحب ماسك من دوره السياسي.

وفي يوليو، أعلن ماسك تأسيس حزب سياسي خاص به، لكن لم يُسمع بعد ذلك أي خبر عنه.

ومنذ ذلك الحين، اقتصر نشاط ماسك السياسي على التعبير عن آراء يمينية عبر منصته الإلكترونية "إكس".

وتحدث ترامب في سبتمبر مع ماسك خلال مراسم تأبين الناشط اليميني القتيل تشارلي كيرك.

ووفق ترامب فإنه منذ تلك المراسم كانت بينه وبين ماسك اتصالات محدودة بين الحين والآخر، واصفا الأمر بأنه "ليس بالكثير".

وأضاف ترامب أن الملياردير التقني مرّ بفترة سيئة، قائلا: "لقد كانت لحظة غبية في حياته، غبية جدا .. وأنا واثق أنه سيقول لك ذلك بنفسه".

مقالات مشابهة

  • ترامب يُصالح إيلون ماسك بعد أشهر من الخلاف.. أحبه وسأظل أحبه دائمًا
  • رئيسة وزراء اليابان: مصممون على رفع مستوى التحالف الياباني-الأمريكي إلى أعلى المستويات
  • إسرائيل: الجثة التي أعادتها حماس لا تعود لأي من المختطفين في غزة
  • ترامب يمتدح إيلون ماسك
  • ترامب يمتدح ماسك: سأظل أحبه دائما
  • سأظل أحبه دائما.. ترامب يمدح إيلون ماسك بعد أشهر من الخلاف
  • ترامب يمتدح ماسك بعد أشهر من الخلاف: سأظل أحبه دائما
  • إعلام عبري: نتنياهو سيزور المقر الأمريكي للتنسيق بجنوب إسرائيل.. الأربعاء
  • نتنياهو: إسرائيل حددت "القوات الدولية التي لا تقبلها" في غزة
  • الشهادة التي تهدد بقلب كل شيء رأسا على عقب في إسرائيل