الأسبوع:
2025-06-10@23:22:10 GMT

اللجوء.. وكرم شعب

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

اللجوء.. وكرم شعب

على خلفية مشاهدتي لبعض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الذى اختتم فعاليات دورته الخامسة والأربعين يوم الجمعة الماضي، ناقش أحد الأفلام المعروضة قضية اللجوء إلى الدول الأوروبية هربا من الحروب والويلات وعدم الاستقرار فى بعض البلدان، الفيلم الفرنسي "قابل البرابرة" يدور حول اضطرار بلدة فرنسية بقبول عدد من اللاجئين من أوكرانيا، ولما لم يتبق منهم أحد بعد لجوئهم إلى مدن أخرى تبقت أسرة قادمة من سوريا، فاضطر المجلس المحلي للبلدة على التصويت على قبولهم بالرغم من تحفظات البعض.

واجهت الأسرة السورية الكثير من المتاعب والتنمر والاضطهاد الذى كاد أن يتسبب فى طردهم، قبل أن يحدث موقف إنساني لحالة ولادة طارئة تتدخل فيه ابنتهم الطبيبة لتنقذ الأم والوليد، ليضطر رب الأسرة الذى كان كارها لوجود الأسرة السورية، إلى تقبلهم على مضض نزولا على رغبة زوجته وتهديدها له بأن عليه الاختيار بينها وبين بقاء هؤلاء اللاجئين.

ذكرني ما حدث مع هذه الاسرة السورية ومع ما حدث ومازال يحدث من حوادث عنصرية فى بعض البلدان الأوروبية تجاه اللاجئين وحتى بعض المقيمين هناك، وبين ما يحدث فى مصر من فتح ذراعيها لكل لاجئ لها رغبة فى العيش بأمن وأمان للفارين من هول النزاعات والانقسامات والحروب، وإذا كانت مصر الدولة التى لا تتخلى أبدا عن دورها باعتبارها لأخت الكبرى لكل الأشقاء، فإن هذا الدور ينسحب أيضا على الشعب بأكمله، الذى لم يتذمر ولم يتعامل بقسوة مع من اعتبرهم ضيوفه حتى لو تجاوز عددهم 9 ملايبن، وهو ما يعادل تعداد بعض الدول.

قبل سنوات طويلة استقبلت مصر الأشقاء من الكويت عقب الغزو العراقي للكويت فى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وبعدها استقبلت الأشقاء من العراق، وهم حتى الآن مازالوا جيراننا ويتملكون عقارات، ثم بعد ذلك الأشقاء من اليمن وسوريا، أما بالنسبة للأخوة من فلسطين فهم على مر السنين يعيشون بيننا، وأخيرا هذه الأعداد الكبيرة من النازحين من السودان بعد الاضطرابات التى سادتها منذ عامين تقريبا.

كل من يعيش على أرض مصر فهو آمن، فلا اضطهاد ولا تنمر ولا مضايقات تذكر، وهؤلاء جميعا يعيشون ويعملون ويتعلم أبناؤهم فى المدارس المصرية، بل إنهم لديهم مشروعات استثمارية ومحلات ولنا فى المطاعم السورية المنتشرة فى معظم أحياء القاهرة خير دليل، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار والتضخم المتزايد الذى يعاني من آثاره المصريون، إلا أنهم لم يضيقوا بالضيوف، الذين تسبب وجودهم فى ارتفاع الإيجارات بشكل غير مسبوق وكذا ارتفاع أسعار العقارات والمواد الغذائية، وكما قال النائب علاء عابد أثناء مناقشة قانون لجوء الأجانب الأسبوع الماضي، فإن العقارات زادت بنسبة كبيرة والشقة التى كان سعرها مليون جنيه أصبح الآن سعرها خمسة ملايين جنيه، ومع ذلك مصر "لا قفلت ولا هتقفل بابها فى وش حد".

سلوكيات الناس فى الشارع مع الأشقاء من السودان الذين نزحوا بأعداد كبيرة، تنم عن كرم وإنسانية، فتجد من يدلهم عن الطريق وعن المواصلات ويساعد كبار السن منهم ويتعاطف مع صغارهم، هذه هى مصر وهذا شعبها.. صدق بها قوله سبحانه وتعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأشقاء من

إقرأ أيضاً:

بعد مداهمات الهجرة.. ماذا يحدث في لوس أنجلوس؟

 

تشهد مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا احتجاجات عنيفة لليوم الثالث على التوالي، بعد مداهمات نفذتها وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية، أسفرت عن اعتقال عشرات المهاجرين. تصاعدت التظاهرات إلى اشتباكات مع قوات الأمن، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إرسال 2000 عنصر من الحرس الوطني لفرض النظام، في إجراء لم يُتخذ منذ أكثر من ستة عقود.

في وسط المدينة، أعلنت الشرطة المنطقة "تجمعًا غير قانوني" وطالبت المتظاهرين بمغادرتها فورًا، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت لتفريق الحشود، مع اعتقال العشرات من المشاركين. وانتشرت الاحتجاجات أيضًا إلى مدن أخرى مثل سان فرانسيسكو، حيث اعتُقل نحو 60 شخصًا في مظاهرات مماثلة.

تأتي هذه الأحداث في ظل ظروف صعبة تعيشها لوس أنجلوس بعد حرائق الغابات التي دمرت آلاف المنازل في بداية العام، ما زاد من تعقيد الوضع الأمني والاجتماعي.

اشتباكات وحرق مركبات وإغلاق طرق

شهدت مناطق مثل باراماونت وكومبتون مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الشرطة، استخدمت خلالها قوات الأمن الوسائل القمعية لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن إصابات واعتقالات. كما تم إحراق سيارات بينها مركبات ذاتية القيادة لشركة "وايمو"، وسط تصاعد الغضب الشعبي.

أغلق المحتجون طرقًا رئيسية مثل طريق 101، مما اضطر الشرطة إلى التدخل وإعادة فتح الطرق بالقوة.

تصعيد أمني وسياسي

هدد الرئيس ترامب بنقل قوات المارينز إلى المدينة إذا استمرت الاحتجاجات، في تصعيد جديد يزيد من تعقيد المشهد الأمني. من جهته، أعلن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم عزمه مقاضاة الإدارة الفيدرالية بسبب نشر الحرس الوطني دون طلب رسمي من الولاية، واصفًا الخطوة بأنها "تحريض متعمد".

على الصعيد الدولي، عبرت رئيسة بلدية مكسيكو سيتي كلوديا شينباوم عن دعمها لحقوق المهاجرين، مما يعكس الانقسام السياسي والاجتماعي العميق حول سياسات الهجرة في الولايات المتحدة.

توصيات وتحذيرات للمواطنين والزائرين

في ظل التطورات المتسارعة، ينصح بتجنب مناطق الاحتجاجات في وسط لوس أنجلوس، وباراماونت، وكومبتون، مع متابعة الأخبار المحلية باستمرار والالتزام بالتعليمات الأمنية الصادرة عن السلطات.

مخاطر وتداعيات محتملة

تصعيد أمني: استمرار الاشتباكات قد يؤدي إلى مزيد من الإصابات والاعتقالات، وربما تدخل عسكري أوسع.

تأثير اقتصادي: إغلاق الطرق وتعطيل الأعمال قد يتسبب بخسائر كبيرة للمدينة.

تدهور العلاقات السياسية: يزيد من الانقسامات بين الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية.

تأثير اجتماعي: يزيد من التوترات بين المجتمع وقوات الأمن، مما قد يضر بالاستقرار الاجتماعي.


الوضع في لوس أنجلوس يبقى متقلبًا، ويتطلب يقظة وحذرًا كبيرين في ظل احتمال تصاعد الأزمة الأمنية والاجتماعية في الأيام القادمة.

مقالات مشابهة

  • ترامب: ما يحدث في لوس أنجلوس "اجتياح من قبل أعداء أجانب"
  • ماكرون يهدد المعارضة الفرنسية بحل البرلمان
  • بعد مداهمات الهجرة.. ماذا يحدث في لوس أنجلوس؟
  • الشيخ محمد أبو بكر: بكاء الأطفال هو سر القبول لبيج رامي.. صور
  • مقيمون: العيد في عمان دفء من المحبة وكرم الضيافة
  • عراقيون يعبرون عن مكانة الأردن كبلد عروبي يجمع الأشقاء
  • سكان حدود هولندا يفتشون السيارات بحثا عن مهاجرين والحكومة تحذّر
  • قبل عرضه .. التفاصيل الكاملة لمسلسل فات الميعاد
  • ما هى شروط رفع قضية الخلع للزوجة؟
  • ماذا يحدث في كاليفورنيا؟