سر ارتباط «فيروز والقهوة» بالأجواء الشتوية.. حكاية بدأت منذ 50 عاما
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
تُعتبر علاقة الفنانة اللبنانية فيروز وأغانيها مع القهوة والأجواء الشتوية من أكثر العلاقات التي تحظى بشعبية في الثقافة العربية، وخاصة في الشتاء، فيروز، بصوتها العذب وأغانيها الخالدة مثل «زهرة المدائن» و«كيفك إنت» و«رجعت الشتوية»، استطاعت أن تخلق رابطًا عاطفيًا بين مستمعيها والمشاعر المرتبطة بفصل الشتاء.
والشتاء، بجوّه البارد والممطر، يمثل بيئة مثالية للاستماع إلى أغانيها، حيث تضفي كلماتها الرومانسية والهادئة شعورًا بالدفء والراحة، وكثير من الناس يرتبطون بصوتها الجميل أثناء احتساء فنجان من القهوة في الأيام الباردة، حيث تشكل القهوة والموسيقى معًا مزيجًا مثاليًا للاسترخاء والتأمل.
سر ارتباط «فيروز والقهوة» بالأجواء الشتويةلاشك أن ملايين الناس يعشقون «جارة القمر»، يستمتعون بصوتها الدافئ في الصباح بينما يحتسون كوب القهوة الخاص بهم، لكن سر ارتباط القهوة وفيروز بالأجواء الشتوية بدأ من أغنيتها الشهيرة «في قهوة ع المفرق» من كلمات وألحان الأخوين الرحباني، والتي صدرت في عام 1974، تقول فيها «في قهوة ع المفرق في موقدة وفي نار، نبقى أنا وحبيبي نفرشها بالأسرار، جيت لقيت فيها عشاق اثنين صغار، قعدوا على مقاعدنا سرقوا منا المشوار».
أما بالنسبة للقهوة، فهي جزء من التقاليد اليومية لملايين الناس وخاصة في الشتاء، حيث تُشرب لزيادة الدفء والاستمتاع بالأجواء، ويعد تناول القهوة أثناء الاستماع إلى فيروز في هذه الأوقات بمثابة تجربة حسية متكاملة تجمع بين طعم القهوة الدافئ وصوت فيروز الذي يلامس القلوب.
وفي وقت سابق استطاع العلماء التوصل لتأثير الاستماع للموسيقى وقت احتساء القهوة، عبر تقنية MINDWATCH، والتي مكَّنتهم من مراقبة التغييرات التي تحدث للدماغ عند تعرضها لمتغير ما، وقد وجدت الدراسة أن تناول القهوة مع الاستماع للموسيقى، واستنشاق العطور أيضا من شأنه أن يعزز الأداء المعرفي بشكل كبير.
فيروز وأغاني الشتاءارتبطت فيروز أيضًا بالشتاء ببعض الأغاني المباشرة مثل «تلج تلج» من البوم أغاني الميلاد، تقول فيها: «تلج تلج عم بتشتِّي الدنيي تلج والنجمات حيرانين وزهور الطرقات بردانين تلج تلج عم بتشتِّي الدنيي تلج والغيمات تعبانين وعَ التلة خيمات مضويِّين ومغارة سهرانه فيها طفل صغير.. بعيونو الحلياني حب كتير كتير.. تلج تلج عم بتشتى الدنيا تلج».
وفي سيرة فيروز بالطبع يجب أن يتذكر محبوها أغنيتها الشهيرة «شتي يا دنيا تزيد موسمنا ويحلى» عام 1960، من كلمات وألحان الأخوان رحباني، والتى تقول كلماتها «شتي يا دنيا تزيد موسمنا ويحلى، وتدفوق مي وزرع جديد بحقلتنا يعلا.. يعلا خلى لى عينك ع الدار عا سياچى اللى كلو زرار.. بكره الشتوية بتروح وما نتلاقى بنوار ويحلا عيد يضوى عيد نزرع ونلم عناقيد.. شتى يا دني تا يزيد موسمنا ويحلا.. يحلا وتدفوق مى وزرع جديد بحقلتنا يعلا».
أما أغنيتها الشهيرة «رجعت الشتوية» عام 1973 من كلمات وألحان الأخوان رحباني، فتقول فيها فيروز: «رجعت الشتوية، رجعت الشتوية ظل افتكر فيّ، ظل افتكر فيّ رجعت الشتوية، يا حبيبي الهوى مشاوير وقصص الهوى مثل العصافير لا تحزن يا حبيبي إذا طارت العصافير وغنية منسية ع دراج السهرية، رجعت الشتوية، ظل افتكر فيّ، ظل افتكر فيّ».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القهوة فيروز الأجواء الشتوية رجعت الشتویة تلج تلج
إقرأ أيضاً:
باحثة عُمانية تُحوّل مخلفات القهوة إلى حلول مائية مستدامة
"عمان" أنجزت الباحثة العُمانية منار بنت سعيد العطار، خريجة تخصص الهندسة التحويلية من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، دراسة بحثية نوعية تهدف إلى معالجة المياه الملوثة ومياه الصرف الصحي باستخدام الكربون النشط المستخلص من مخلفات القهوة.
وتسعى الدراسة إلى الإسهام في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، من خلال تقليل انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن تراكم نفايات القهوة، وتحويل هذه المخلفات إلى فلاتر كربونية فعّالة لمعالجة المياه، كما تهدف إلى استثمار هذه المخلفات في إنتاج مادة ذات قيمة مضافة، تُستخدم كمرشح فعّال في تنقية المياه.
واعتمدت الباحثة في دراستها على منهجية تجمع بين الجانبين النظري والعملي، حيث بدأت أولًا بالتصميم النظري والنمذجة باستخدام برنامج (Aspen HYSYS Plus)، وهو برنامج محاكاة هندسي متقدم يُستخدم بشكل أساسي في مجال الهندسة الكيميائية وهندسة العمليات، وتصميم وتحليل العمليات الصناعية، خاصة في صناعات النفط، والغاز، والبتروكيماويات، والطاقة، حيث قامت ببناء نموذج لعملية إنتاج الكربون النشط من مخلفات القهوة، مما ساعد على فهم تدفق المواد والطاقة في النظام، وتحديد كمية الإنتاج الممكنة، بالإضافة إلى إجراء تحليل مبدئي للجدوى الاقتصادية، الأمر الذي وفّر وقتًا وجُهدًا في اختيار أفضل الظروف التشغيلية قبل البدء بالتجارب الفعلية.
بعد ذلك، انتقلت الباحثة إلى الجزء العملي، حيث جمعت مخلفات القهوة من المقاهي المحلية، ثم جفّفتها في فرن بدرجة حرارة (100) مئوية لمدة (24) ساعة، وبعد التجفيف، تم تحويل هذه المخلفات إلى كربون نشط باستخدام مفاعل حراري يعمل بتقنية الانحلال الحراري، وجرى تنشيط الكربون الناتج بطرق فيزيائية وكيميائية لزيادة كفاءته. ولاحقًا، خضع الكربون النشط المنتج لسلسلة من التحاليل المخبرية المتقدمة، والتي شملت قياس المساحة السطحية، والمسامية، وتحليل البنية المجهرية والبلورية، بالإضافة إلى التركيب الكيميائي، وذلك بهدف فهم خصائص المادة الناتجة بدقة.
وفي المرحلة الأخيرة، أجرت الباحثة اختبارات أداء لفلاتر الكربون النشط المصنوعة من مخلفات القهوة لتقييم مدى قدرتها على إزالة المعادن الثقيلة من المياه الملوثة، وتم ذلك من خلال دراسة نسب الامتصاص وكفاءة الإزالة تحت ظروف تشغيل مختلفة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن مخلفات القهوة تمثّل مادة أولية واعدة لإنتاج كربون نشط عالي الجودة، حيث تمكنت الباحثة من تطوير منتج يتمتع بفعالية تنافسية مقارنةً بالكربون النشط التجاري، خاصة في إزالة الملوثات مثل المعادن الثقيلة من المياه. وقد بيّنت التحاليل المخبرية أن الكربون المنتج يتميز بمسامية مرتفعة ومساحة سطحية واسعة، مما يعزّز من قدرته الامتصاصية وفعاليته في تطبيقات تنقية المياه، كما يمتاز بانخفاض تكلفته وسهولة تصنيعه من مصادر محلية متاحة، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا وصديقًا للبيئة. وبيّنت التجارب كذلك أن هذا الكربون النشط قابل لإعادة الاستخدام بعد انتهاء عمره الافتراضي، الأمر الذي يسهم في تعزيز استدامته والحد من الأثر البيئي الناتج عن المواد أحادية الاستخدام.
وأوصت الدراسة بتوسيع تطبيق تقنية إنتاج الكربون النشط من مخلفات القهوة على نطاق صناعي لمعالجة المياه الملوثة ومياه الصرف بكفاءة عالية وبتكلفة منخفضة، مع إمكانية دمج هذه التقنية ضمن أنظمة إعادة استخدام المياه في العمليات الصناعية، واقتراح اعتماد استراتيجية الحياد الكربوني الصفري في مراحل التشغيل، وذلك من خلال الاستفادة من الغاز الحيوي الناتج عن عملية الانحلال الحراري كمصدر طاقة لتنشيط الكربون، بما يسهم في خفض البصمة الكربونية ودعم التوجهات الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ودعت الدراسة أيضًا إلى استخدام الكربون النشط المنتج في التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الانبعاثات الصناعية لدوره الفعّال في تقليل الغازات الدفيئة. إضافة إلى ذلك، يُمكن توظيفه في تحسين عمليات استخلاص النفط والغاز، والتحكم في الانبعاثات الغازية، ومعالجة الملوثات العضوية في الصناعات الكيميائية والبترولية، مما يمنحه فرصًا واسعة للتطبيق في عدد من القطاعات الحيوية داخل سلطنة عُمان.