تُهنئ أسرة تحرير الفجر، والكاتب الصحفي محمد مسعود رئيس تحرير العدد الورقي، والدكتور مصطفى ثابت رئيس تحرير البوابة الإلكترونية، الكاتب الصحفي علاء ثابت، بمناسبة صدور القرار الجمهوري من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لتعيينه عضوًا في الهيئة الوطنية للصحافة.

وتُعرب أسرة تحرير الفجر، عن تمنياتها له بالتوفيق والسداد في المهام التي سُندت إليه من إعلاء الرسالة الإعلامية، وترسيخ الثوابت الراسخة في وجدان المجتمع، مع الاستمرار في تطوير الأداء الإعلامي ليتماشى مع تطلعات الجمهورية الجديدة، بما يحقق جودة وفاعلية تعكس آمال الشعب وتدعم مسيرة التنمية الشاملة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: علاء ثابت الفجر الفجر السياسي الرئيس عبد الفتاح السيسي قرار جمهوري

إقرأ أيضاً:

الكاتب والجندي الإسرائيلي.. قصة خيالية مستوحاة من واقع غزة


محمد أنور البلوشي

كان الدخان يحجب شمس الصباح، والرماد يتساقط كأنه ثلج أسود فوق مدينة لم تعد تتكلم إلا بلغة الحطام. غزة، تلك الرقعة من الأرض، لم تعد تنام ولا تصحو، بل بقيت عالقة بين صراخ طفل ونحيب أم، بين جوع وتيه، بين سماء تراقب بصمت وأرض مثقلة بالشهداء.

يتعثر الكاتب بين الركام، معطفه الذي كان بيجًا أصبح رماديًا من الغبار والرماد. لا يحمل سلاحًا، ولا رغيفًا، فقط دفترًا ممزقًا وقلمًا يحتضر حبره. كان كل ما يملكه: الكلمة.

صوت فجائي شق الصمت:

"توقف!"

استدار. بندقية مصوّبة إلى صدره. جندي شاب، بشرته محروقة بالشمس، وخوذته تلمع ببرود، لا يحمل في وجهه غضبًا… بل برودة مطلقة.

"هل تحمل سلاحًا؟" سأل الجندي.

"فقط الكلمات"، أجاب الكاتب.

ضحك الجندي: "الكلمات أخطر من الرصاص أحيانًا. أنتم الكتّاب، وقود الفتن".

"أنا لا أحمل فتنة، بل شهادة"، قال الكاتب بهدوء.

"شهادة على ماذا؟" تساءل الجندي.

"على جريمة… على زمن يسقط فيه الأطفال كأوراق الخريف، بينما العالم يشرب قهوته بلا مبالاة.

"هل تخاف من الموت؟" قالها الجندي بسخرية.

"لا، لا أخافه. لكنني لا أريده الآن".

"ولماذا تريد أيامًا إضافية للحياة؟".

"لأكتب".

"تكتب ماذا؟" سأل الجندي.

"أكتب كتابًا، عنوانه: الجرائم الإسرائيلية تحت ظلّ السماء".

سادت لحظة صمت، كما لو أن الهواء نفسه توقف ليستمع.

قال الجندي: "وهل تظن أن كتابك سيغيّر شيئًا؟".

"لا أكتب لأغيّر العالم، بل لأحرجه، لأكشف عجزه، لأقول له: كنتَ تعلم… ولم تتحرك".

"كلماتك لن تطعم الجوعى، ولن تعيد الأموات".

"ربما، لكنني سأكتب عنهم حتى لا يُنسَوا. سأكتب عن آمال، سبع سنوات، مبتورة الساقين، تسألني كل صباح: "هل سأمشي في أحلامي؟" قلت لها: نعم… لكني لم أكتب ذلك بعد. إن متّ، مات وعدي معها".

خفض الجندي البندقية قليلاً. غبار الحرب يمرّ بينهما، والأنقاض تتنهد كشيخ عليل.

تابع الكاتب: "أنا لا أعدّ الأرقام. أنا أكتب الأسماء. ياسمين، خمس سنوات، رسمت عصافير على جدران الملجأ. كانت تظن أنها ستطير بها إلى الأمان. ماتت وطبشورتها في يدها".

أشاح الجندي بوجهه.

"رأيت سامر، طفل في التاسعة، يحمل شقيقته الرضيعة من تحت الأنقاض، يسير حافيًا ثلاثة كيلومترات ليصل خيمة الإغاثة. عندما وصل، سقط. كانت الطفلة قد فارقت الحياة".

"هل تظننا وحوشًا؟" سأل الجندي، بصوت خافت.

"الوحوش لا ضمير لها. أنتم، أخشى أن لديكم ضميرًا… لكنكم خنقتموه".

اهتزّ وجه الجندي، كأن شيئًا داخله انكسر.

"هل لديك أطفال؟" سأل الكاتب.

لم يجب الجندي.

"أنا كان لديّ. ابني كان يحبّ النجوم. قبل أن تُقصف مدرسته، سألني: "هل تتألم النجوم عندما تسقط؟" لم أستطع الإجابة، فقد سقطت السماء كلّها فوقنا".

دويّ انفجار قطع الحديث. الغبار ملأ المكان. صرخة بعيدة لامرأة، ثم صمت.

"لست أرجوك أن تعفيني"، قال الكاتب. "بل أرجوك أن تسمح لي بأن أُكمل."".

تردد الجندي. ثم قال بصوت متكسّر: "حتى لو قتلتك، سيكتب غيرك".

"نعم… لكن دعني أكتب قصتي".

مضت لحظات. لم يُطلق الرصاص.

مشى الكاتب مبتعدًا ببطء. لم يكن يعرف: هل كانت رحمة؟ أم ندمًا؟ خلفه، كان الجندي واقفًا وحده، سلاحه منخفض، ويداه ترتجفان… تحت ظلّ السماء.

وفي مكانٍ ما من تحت تلك السماء، كانت طفلة مبتورة القدمين تنتظر وعدًا… وعدًا لم يُكتَب بعد.

 

مقالات مشابهة

  • الكاتب والجندي الإسرائيلي.. قصة خيالية مستوحاة من واقع غزة
  • رئيس الجمهورية يستقبل سفيرة السودان
  • رئيس الجمهورية يستقبل سفير كونفدرالية سويسرا
  • رئيس الجمهورية شارك في القداس السنوي لعيد سيدة التلة في دير القمر
  • رئيس الجمهورية يستقبل سفير مملكة السويد
  • من تاريخ إرساله إلى رئيس الجمهورية| معلومة جديدة بشأن تطبيق قانون الإيجار القديم
  • التنظيم أم الهيمنة؟ قراءة دستورية ومقارنة دولية في مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة بالمغرب
  • مارون الحلو: دورنا دعم رئيس الجمهورية وسيد بكركي
  • رئيس الجمهورية يملك مفتاح الحلّ...فإلى جلسة الثلاثاء درّ
  • رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممداني كما سقط كوربين