سان خوان"أ. ب" عندما وصلت الشرطة الكينية إلى هايتي في وقت سابق من هذا العام في إطار مهمة تدعمها الأمم المتحدة لمواجهة عنف العصابات، كانت الآمال كبيرة.

لكن الأزمة ازدادت فقط منذ وصول الوحدة الشرطية الدولية. فقد أغلق المطار الدولي الرئيسي في البلاد للمرة الثانية هذا العام بعد أن هاجمت العصابات رحلات تجارية في منتصف الشهر الحالي، مما أسفر عن إصابة إحدى مضيفات الطيران.

كما يهاجم المسلحون مجتمعات كانت آمنة في السابق في محاولة للسيطرة على العاصمة بأكملها، مستغلين حالة الصراع السياسي الداخلي التي أدت إلى إقالة رئيس الوزراء بشكل مفاجئ أوائل هذا الشهر.

والآن، مع مجيء رئيس وزراء جديد مكلف بتغيير مسار بلد لا يتراءى له أي مخرج من اضطراباته، يتساءل مواطنو هايتي عن كيف وصلت بلادهم إلى هذه النقطة ؟ فلطالما عج تاريخ هايتي بالانقلابات الدموية والديكتاتوريات الوحشية والعصابات التي أنشأتها النخبة السياسية والاقتصادية، ورغم هذا يقول الخبراء إن الأزمة الحالية هي الأسوأ.

قال روبرت فاتون، الخبير في السياسة الهايتية بجامعة فيرجينيا " إنني حزين للغاية بشأن المستقبل، الوضع برمته ينهار تماما." الحكومة هزيلة، والبعثة الأممية التي تدعم الشرطة الهايتية تعاني من نقص في التمويل والأفراد، والعصابات تسيطر تقريبا على 85 % من العاصمة. ثم في يوم الأربعاء الماضي وكانت هناك ضربة جديدة.

فقد أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تعليق خدمات الرعاية الحرجة في بورت أو برنس حيث اتهمت الشرطة باستهداف موظفيها ومرضاها، بما في ذلك ورود تهديدات بالاغتصاب والقتل. وتعد هذه هي المرة الأولى التي توقف فيها المنظمة الإغاثية استقبال مرضى جدد منذ أن بدأت العمل في هايتي منذ أكثر من 30 عاما.

وفي بيان صدر مؤخرا، قالت البعثة الأممية بقيادة كينيا إنها "تدرك أن الطريق أمامها محفوف بالتحديات." لكنها أشارت إلى أن الدوريات والعمليات المشتركة المستمرة قد أمنت بالفعل مجتمعات معينة وأجبرت العصابات على تغيير طريقة عملها.

وصرح أندريه فرانسوا جيرو، السفير الكندي في هايتي، لوكالة أسوشيتد برس يوم السبت الماضي بأن بلاده ودولا أخرى يحاولون دعم المهمة التي تقودها كينيا. وقال "إنني أعتقد أنهم فعلوا معجزات، بالنظر إلى كل التحديات التي نواجهها." وقال جيرو "إن ما يجب أخذه في الاعتبار هو أن المهمة لا تزال في وضع الانتشار. فبالكاد يوجد 400 فرد على الأرض في الوقت الحالي." وفي بيان صدر يوم الخميس الماضي، قالت إدارة رئيس الوزراء الهايتي الجديد أليكس ديدييه فيلس-إيمي، إن السلطات تعزز الأمن على طول الطرق الرئيسية في العاصمة وشكلت مجلس أمن خاص.

وأضاف البيان أن " رئيس الوزراء يجدد التزامه بإيجاد حلول دائمة للمشاكل الحالية." وجاء البيان بعد أيام فقط من شن العصابات هجوما قبل فجر الثلاثاء الماضي، حول منطقة تسكنها الطبقة العليا في العاصمة، مما أجبر السكان مسلحين بالمناجل والأسلحة على القتال إلى جانب رجال الشرطة لصد المسلحين.

ومن بين العقبات الأساسية في الأزمة الجارية بهايتي إغلاق المؤقت للمطار الدولي الرئيسي في بورت-أو-برنس.

وهو ما يعني أن المساعدات الحرجة لا تصل إلى المحتاجين إليها في بلد يتضور فيه قرابة ستة آلاف شخص جوعا ويعاني حوالي نصف السكان الذين يزيد تعدادهم عن 11 مليون نسمة من مستويات تنذر بأزمة من الجوع أو ما هو أسوأ. كما أسفر عنف العصابات عن تشريد أكثر من 700 ألف شخص خلال السنوات الأخيرة.

كما تتضاءل السلع الأساسية حيث أدى تعليق الرحلات الجوية إلى تأخير واردات الإمدادات الحيوية.

وقال لوران أوموريمي، مدير منظمة ميرسي كوربس في هايتي "إنه في وقت مضى كانت هناك بعض الأحياء في بورت أو برنس اعتبرناها آمنة لم تصل إليها العصابات أبدا، لكن الآن يهدد المسلحون بالسيطرة على العاصمة بأكملها." وحذر جيمي شيريزيه، وهو ضابط شرطة سابق تحول إلى زعيم عصابة يعرف باسم باربيكيو، من أن تحالف العصابات المعروف باسم فيف أنسانم سيواصل هجماته حتى تنفيذ مطلبه باستقالة المجلس الرئاسي الانتقالي المكلف بقيادة البلاد إلى جانب رئيس الوزراء الجديد. كما من المفترض أن ينظم المجلس انتخابات عامة لأول مرة في هايتي منذ ما يقرب من عقد من الزمان حتى يتمكن الناخبون من انتخاب رئيس، بعدما اغتيل الرئيس جوفينيل مويس في مقر إقامته في يوليو عام 2021.

وقد دفعت الولايات المتحدة ودول أخرى باتجاه إرسال بعثة أممية لحفظ السلام في هايتي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع. وصل بالفعل نحو 400 ضابط فقط من كينيا، بالإضافة إلى عدد قليل من رجال الشرطة وجنود من دول أخرى - وهو رقم أقل بكثير عن القوام المقرر للمهمة بـ 2500 فرد.

وقال السفير الكندي جيرو إنه يأمل أن يصل حوالي 600 فرد كيني إلى هايتي خلال الأسابيع المقبلة، لكنه أكد أن "لا شيء من هذا يهم إذا لم توحد النخبة السياسية جهودها." ويشوب المجلس الرئاسي الانتقالي المكون من تسعة أعضاء اتهامات بالفساد والاقتتال الداخلي، كما تعرض للانتقاد لإقالته رئيس الوزراء السابق.

وقال الخبير السياسي فاتون "إنني لا أجد أي حل على المدى القصير لهايتي،ناهيك عن أي حلول طويلة الأجل.لقد خلصت العصابات إلى أنه لا خوف من المهمة الكينية." وقال إن أحد الخيارات المتبقية أمام الحكومة قد يكون التفاوض مع العصابات.

لكنه أوضح قائلا "إنه في الوقت الحالي يبدو هذا الخيار غير مقبول على الإطلاق. لكن إذا استمر الوضع في التدهور، فماذا سيتبقى أمامهم؟"

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی هایتی

إقرأ أيضاً:

تفاصيل اجتماع الرئيس عباس مع رئيس الوزراء اللبناني

اجتمع رئيس دولة فلسطين محمود عباس اليوم الخميس 22 مايو 2025، مع رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، في "السراي الكبير" في العاصمة اللبنانية بيروت.

وأطلع الرئيس عباس، رئيس الوزراء اللبناني على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، واستمرار حرب الإبادة الجماعية، وقتل عشرات آلاف المدنيين، أغلبيتهم نساء وأطفال، وسياسة الحصار والتجويع في قطاع غزة ، واستمرار العدوان وعمليات التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.

وأثنى الرئيس عباس على الجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية في تنفيذ التزاماتها الدولية والحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادته.

وأكد الرئيس عباس احترام دولة فلسطين، لوحدة لبنان وسلامة أراضيه، وأن شعبنا الفلسطيني في لبنان، هو ضيف مؤقت إلى حين عودته إلى وطنه فلسطين، وأن مخيمات اللاجئين هي تحت سيادة الدولة والجيش اللبنانيَين، وأنه لا سلاح خارج إطار الدولة.

وثمن مواقف لبنان الداعمة لقضيتنا الفلسطينية، ولحل الدولتين الذي يحفظ حقوق شعبنا الفلسطيني، وينهي معاناته، ويحقق الاستقرار المنشود في المنطقة، معربا عن اعتزازه الكبير بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين فلسطين ولبنان، وتطلّعه إلى تطويرها والارتقاء بها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

واتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية من ناحية، وتحسين ظروف الفلسطينيين في لبنان من ناحية ثانية.

وأُجريت مراسم استقبال رسمية للرئيس عباس لدى وصوله إلى "السراي الكبير"، واستعرض الرئيس حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال ينسحب من بروقين وكفر الديك غرب سلفيت بعد عدوان استمر تسعة أيام بالصور: وفد بريطاني يزور جمعية الهلال الأحمر للاطلاع على جهودها في الضفة وغزة الصحة تنشر احدث إحصائية لعدد شهداء غزة الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يعلن انتهاء عمليات "لواء القدس" شرق غزة  5 شهداء بعد محاصرة الاحتلال لمنزل واستهدافه بالقذائف جنوب طوباس هيومن رايتس ووتش: الحصار الإسرائيلي في غزة أصبح أداة للإبادة حماس: هذا ما اتفقنا عليه مع واشنطن مقابل الإفراج عن عيدان ألكسندر! عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مخصصات رئيس الوزراء وعقلية التكايا
  • رئيس الوزراء يلتقي وفد جامعة أكسفورد
  • رئيس مجلس الوزراء يهنئ نظيره اليمني
  • تفاصيل اجتماع الرئيس عباس مع رئيس الوزراء اللبناني
  • علاقة ما فعله ترامب مع رئيس جنوب أفريقيا بالقضية التي رفعتها الأخيرة ضد إسرائيل حول غزة تثير تفاعلا
  • الكويت: قرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سورية خطوة مهمة في بناء مستقبلها وتحقيق تطلعات شعبها نحو التنمية والازدهار
  • رئيس الوزراء يعلن عن كشف تجاري ضخم للذهب
  • رئيس اتحاد غرف الزراعة يبحث مع لجنة المصدرين الزراعيين المعوقات التي تعترض عملهم
  • صحيفة بريطانية تكشف طبيعة المنظمة الغامضة التي ستسيطر على المساعدات في غزة
  • المشاط تتابع مع رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) جهود تحقيق التنمية الزراعية والريفية ودعم الأمن الغذائي