بوابة الوفد:
2025-12-02@20:42:08 GMT

المجالس المحلية والقوانين المعوقة (11)

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

لا يختلف أحد على أن غياب المحليات عن العملية السياسية والمشاركة المجتمعية يعد من معوقات الديمقراطية، ولكن حتى إذ صدر القانون وأزيلت معضلة (فردى ولا قائمة معلقة أو نسبية) ستبقى معضلة أخرى وهى القوانين المعوقة لأداء المجالس المحلية، والهيكلة الإدارية السيئة لأجهزة وزارة التنمية المحلية، وهو ما ينبغى أن تنتبه إليه الحكومة ومجلس النواب، فقد يأتى قانون المحليات محققًا رغبات الشعب ولكن قد يبقى ضحية لقوانين أخرى تعيدنا إلى الوراء ومنها على سبيل المثال: قانون 89 لسنة 1998 والخاص بتنظيم المناقصات والمزايدات، قانون الموازنة العامة للدولة، قانون هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، قانون البناء الموحد.

ومن المهم أيضًا تطوير وتعديل قوانين مكافحة الفساد وتداول البيانات والمعلومات وإدخالها حيز التنفيذ الفعلى فى جميع المجالات مع دعم قيم الشفافية والمشاركة والإبلاغ عن التجاوزات المحلية وحماية من يكشف عنها.

كما ينبغى إعادة النظر فى القوانين المنظمة للإعلام وخاصة الإعلام المحلي، بدعم القنوات الإقليمية ماليًا ومعنويًا، فهى الأقرب والأسرع فى ترسيخ قواعد الرقابة الشعبية وتعزيز الانتماء المحلى الذى هو جزء لا يتجزأ من الانتماء القومى.

ويبقى السؤال قائمًا: لماذا تخشى الحكومة إصدار القانون الجديد للمجالس المحلية رغم مناقشته باستفاضة وعبر عدة جلسات موسعة بالحوار الوطنى؟..ألا تدرى أن هذا التأخير يعد مخالفة للدستور (المادة 180 من دستور 2014)؟ ويساعد على انتشار الفساد فى المدن والقرى، بل ويؤدى إلى تعطيل المشاريع التنموية والخدمية؟

لا شك أن المحافظ ومعيته وكل من يعمل معه (سكرتيرعام وسكرتير عام مساعد وممثلو الوزارات) هم أول الفرحين بغياب المجالس الشعبية المحلية، فهى منذ أن بدأت تقوم بدورها الرقابى فى تسعينيات القرن الماضى وحتى توقفها بعد ثورة 25 يناير، كانت ـ وبكل ما كانت تتمتع به من صلاحيات محدودة ـ تمثل صداعًا مزمنًا فى دماغ كل من يريدون ترك الحبل على الغارب، وإبقاء أموال الشعب عرضة للسلب والنهب والإهمال.

لقد شهدت سنوات ما قبل التوقف القسرى والظروف السياسية التى مرت بها مصر قبل ثورة 30 يونيو، مناقشات ساخنة وقوية بين عدد من المحافظين ورؤساء وأعضاء المجالس المحلية، وخاصة أعضاء أحزاب المعارضة؛ من أجل الحفاظ على المال العام ومحاسبة من يقصرون ولا يقومون بدورهم المنشود فى إنجاز الخطط والبرامج التنموية، وجاءت فترة من الفترات كانت فيها قوة رئيس المجلس الشعبى للمحافظة تفوق مكانة المحافظ وعضو البرلمان، ومنهم من أصبح وزيرًا ومحافظًا وعضوًا بالمجلس النيابى، وهناك أسماء عديدة برزت من تلك المجالس كانت تهز عروش المحافظين وتتسبب فى إقالتهم أحيانًا.

هذه القوة والمكانة استمدها المجلس المحلى للمحافظة ورئيسه من الصلاحيات الممنوحة لهم فى القانون، الذى جعل قرارات المجلس المحلى نهائية، ولا يجوز تدخّل السلطة التنفيذية لتعطيلها أو إلغائها، إلا إذا كان هناك ضرر بالمصلحة العامة، أو بمصالح المجالس المحلية الأخرى، ولا يستطيع المحافظ حل المجلس المحلى بإجراء إدارى، كما لا يجوز له التدخل فى موازنته وحسابه الختامى.

فرئيس المجلس المحلى للمحافظة هومن يقر القواعد العامة لإدارة واستخدام ممتلكات المحافظة والموافقة على قواعد التصرف فيها، وله أن يطلب من المحافظ أى بيانات تتعلق بنشاط الوحدات الإنتاجية العاملة فى نطاق المحافظة، ويشرف على تنفيذ خطط التنمية المحلية ومتابعتها.

ومن اختصاصاته أيضًا الإشراف على نشاط المجالس الفرعية والموافقة على إنشاء أو إلغاء أى وحدة محلية تنفيذية أو تغيير مسماها وحدودها، وكذلك الفصل فى خلافات تداخل الاختصاصات بين المجالس المحلية للمراكز والمدن والقرى.

وإلى الحلقة الختامية الخميس المقبل بإذن الله.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سبيل المثال المجالس المحلیة

إقرأ أيضاً:

قانون حماية الآثار يفرض قيوداً صارمة على تراخيص الحفر والترميم

أكد قانون حماية الآثار على ضرورة التزام جميع الحاصلين على تراخيص الحفر والتنقيب بالاشتراطات والضوابط التي يصدرها مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار، لضمان حماية التراث المصري والحفاظ على المواقع الأثرية.

وتنص المادة (33) على أن يتضمن الترخيص بيانًا دقيقًا بحدود المنطقة المصرح بها، والمدة المحددة للعمل، والحد الأدنى المطلوب من النشاط، والتأمينات الواجب إيداعها لصالح المجلس، وشروط مباشرة الحفر، مع الاقتصار على المنطقة المخصصة فقط حتى انتهاء العمل فيها. كما يلزم الترخيص التسجيل المتتابع، والحراسة والصيانة، وتزويد المجلس بتقرير علمي شامل عن جميع الأعمال المنفذة.

الرقابة على تراخيص الحفر والتنقيب

أما المادة (34) فخصّت البعثات الأجنبية بالكشف والتنقيب عن الآثار في مصر، حيث تخضع تراخيصها لعدة قواعد صارمة، أبرزها:

نائب وزير الخارجية يكرّم مواطنين أستراليين أعادوا قطعًا أثرية لمصرالإفتاء: الآثار وسيلة لدراسة تاريخ الأمم السابقة والتعرف على علومهمفي ذكرى رحيله.. فاخر فاخر مبدع تراجيدي بقى أثره رغم غيابه المبكرالسياحة والآثار تنظم ورشة عمل موسعة للقطاع السياحي الخاص..تفاصيل

الترميم والصيانة الفورية لما يتم الكشف عنه من آثار معمارية ومنقولة، تحت إشراف الأجهزة المختصة في هيئة الآثار.

إقران خطة التنقيب بخطة ترميم أو أعمال مسح وحصر وتسجيل آثار قائمة في المنطقة نفسها أو المناطق المجاورة، بموافقة الهيئة أو بمشاركتها.

تقييم أعمال التنقيب يتم بواسطة اللجنة الدائمة المختصة لضمان الالتزام بالمعايير العلمية والأثرية.

وتسعى هذه الضوابط إلى ضمان حماية التراث المصري، ومنع أي إهمال أو استغلال غير قانوني للمواقع الأثرية، مع تعزيز دور البعثات الأجنبية في الترميم والحفاظ على المكتشفات الأثرية.

طباعة شارك قانون حماية الآثار تراخيص الحفر حماية التراث المصري تقييم أعمال التنقيب المعايير العلمية والأثرية

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء يعلن رسميا موعد إجراء انتخابات الهيئات المحلية في فلسطين
  • قانون حماية الآثار يفرض قيوداً صارمة على تراخيص الحفر والترميم
  • المجالس المحلية والبلديات بين الانتخاب والتعيين أين مصلحة الوطن …؟؟
  • مالية النواب تستكمل مناقشات موازنة 2026
  • محافظ القليوبية يعقد اجتماعا لمتابعة منظومة النظافة بشبرا الخيمة والخصوص
  • محافظ بني سويف يناقش خطة عمل مشروع الدعم الفني لوزارة التنمية المحلية في مجالات اللامركزية
  • المحافظ الخنبشي يؤكد أهمية الحفاظ على وحدة حضرموت وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين
  • مجلس الأمة: وزير المالية يعرض مشروع قانون المالية
  • محافظ الغربية يستقبل وزراء التنمية المحلية والتضامن في مستهل زيارتهم للمحافظة
  • محافظ الدقهلية يتفقد تطوير النصب التذكاري للشهداء بمدينة المنصورة