صدرت حديثا عن دار قصة للنشر "مواعظ إبليس العشر"، وهي مجموعة قصصية للإعلامية والقاصة الإماراتية منى خليفة الحمودي، وقد وقعتها مؤخراً بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تعالج المجموعة القصصية العديد من التحديات الاجتماعية والبيئية والنفسية بأسلوب سرد مغاير، في حقب زمنية مختلفة، تاركة سؤالاً وجودياً عن قيمة الحياة والوجود.

 الحمودي: القصة تقوم على تمازج من الإبداع والمسؤولية

القصة تكون في قالب محدود المبنى ثري المعنى

هاجس الرواية يراودني ولعلها تبصر النور قريبا

وتعكس الكاتبة من خلال هذه المجموعة تجليات نفسية واجتماعية وقيمية وفلسفية في 10 حيوات مختلفة، بطلها الحقيقي إبليس، الذي يجلس على منبره نافخاً كير بضاعته المزجاة ليبيعها لتلك الشخوص التي احتوتها القصص، وهو الرابط الذي يجمع القصص العشر بين طيات الكتاب، يقبل عليهم، ينصحهم، يتغير مجرى حياتهم، يغويهم بفكرة الخلاص، فما بين انتقام وحرية، وانتحار وهروب، وقلق ويأس وطمع، هل سيرقص إبليس على نحيب هزيمة، وهل ستقبل تلك الشخصيات وصاياه، وهل سيظفر بتلك الحيوات؟.
حاور موقع 24 الكاتبة منى الحمودي، بمناسبة صدور مجموعتها القصصية، وفوزها بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة، التي ينظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حيث أكدت أن هذا الفوز مهم ويمثل فخراً لها، وأوضحت أن القصة تقوم على تمازج من الإبداع والمسؤولية، في قالب محدود المبنى ثري المعنى، مبينة أن هاجس الرواية يراودها وقريبا ستصدر عملاً روائياً.
وتاليا نص الحوار:

 _متى بدأت كتابة القصة القصيرة، ولماذا اخترت هذا المجال؟
 رحلتي مع الكتابة تجربة استثنائية تمازج بها الشغف مع حب الاطلاع، فلقد كنت قارئة نهمة منذ طفولتي، ومازلت أقرأ في شتى الجوانب الأدبية والفلسفية والإنسانية والعلوم الاجتماعية والسياسية، لإيماني المطلق أن الكاتب الجيد لابد أن يكون قارئاً واعياً، وهذا ما يتجلى من خلال الكتابة السردية، فالوعي قالب، والسرد يتبلور في هذا القالب العميق من خلال شتى فنون الكتابة المختلفة وليست الأدبية فحسب.
والقصة القصيرة تشكل تجربة إنسانية بالنسبة لي، كونها حسب إيماني أعمق أشكال الكتابة الأدبية في نقل فكرة أو ترجمة مشكلة، في قالب قائم على التكثيف العميق، وخلق كون من الأحداث والشخوص والعقدة وصولاً إلى لحظة تنوير مأمولة، تجربة متكاملة، تسهم في خلق وعي ونقل فكرة بشكل سلس لكل فئات المجتمع، فالقصة القصيرة بالذات قائمة على تمازج فريد من الإبداع والمسؤولية المجتمعية المطلقة في قالب محدود في المبنى، ثري في المعنى.
ولعل انقطاعي عن كتابة القصة القصيرة لمدة 12 عاماً، جعلني أعود بوعي مختلف، وأفكار لم تألفها مخيلتي من قبل، ولأن عندي تجارب قصصية نشرت ضمن مبادرات أدبية مثل مجموعة "حقائب السفر الفارغة" عام 2012 والتي كتبتها في مرحلة مبكرة من حياتي.

_ما أهم المحاور التي ركزت عليها بمجموعتك " مواعظ إبليس العشر"؟
جاءت مجموعتي القصصية الجديدة "مواعظ إبليس العشر" لتعالج قصصاً في عوالم مختلف، وعقداً مغايرة، عشر قصص يربط بينها خيط غير مرئي، بطلها الحقيقي إبليس، الذي يُقبِل على شخصيات القصص العشر، مدعياً إنه الواعظ الحكيم الذي تتلمذ في مدارس الحياة، مقدماً لكل شخصية موعظة من خبرته، فمع توالي الأحداث وتعقد الحبكات، سيكتشف القارئ كيف ستتعامل تلك الشخصيات مع المواعظ العشر، ورغم طلاوة المعنى في بعض المواعظ إلا أن إبليس لم يقتصر على الإنس فحسب، بل تجاوز الحدود، كما ألِف واعتاد.
_من أين استلهمت شخصياتك في هذه المجموعة؟
لا يوجد مناخ خاص للكاتب بحسب وجهة نظري، فلقد ألهمتني أقل التفاصيل في حياتي اليومية لأكتب قصة من زاوية عميقة، كما أن التجربة الشعورية مهمة جداً في هذه المرحلة، وهي المعين الأول لفكرة مميزة ومعالجتها من زاوية مؤثرة، وقد ساعدني عملي بالصحافة في الاحتكاك بكل فئات المجتمع، ولربما كانت تلك التجربة فرصة سانحة لأقدم قصصاً أقرب ما تكون من مجتمعنا، بأسلوب غرائبي ألفته وبات ديدني في نقل أحداث القصص، ليعيش القارئ كل تفاصيل القصة وكأنه أحد أبطالها، وخلال كتابتي لمجموعتي القصصية الأخيرة، عكفت على قراءة عميقة في علم النفس والفلسفة، برأيي أنها مكتسبات معرفية هامة لابد أن يراعيها الكاتب، ليستطيع رسم الأحداث وتفسيرها بشكل منطقي، بعيدا عن التعقيد، وأقرب ما يكون إلى الفهم، لاسيما عندما نتحدث عن قضايا إنسانية معقدة كالجنون والرفض ومشاكل الجندر وغيرها.

-ماذا مثل لك الفوز بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة؟
فوزي بجائزة غانم غباش في دورتها 15 هذا العام، من خلال قصتي الفائزة "فرحانة"، كان بمثابة بوابة عبور وثقة بعد انقطاع طويل عن كتابة القصة القصيرة، ومنها بدأت مجموعتي القصصية، تتحدث القصة عن فتاة مصابة بذهان ومشاكل عقلية تعاني رفضاً من المجتمع، وما هي إلا رمز نفسي لما يواجهه الإنسان من تحديات وحياة لا تشبهه ولا تشبه تفاصيل حياته، هذه التناقضات كانت وصمة نفسية عميقة لفرحانة التي لم تكن يوماً "فرحانه"، وكان فخراً لي أن أفوز بجائزة مهمة تعنى بالقصة القصيرة، ذلك الفن الاستثنائي الذي يغوص في التجارب والمعارف والمشاعر الإنسانية إلى عمق بعيد، ويطفو على سطح الكتابة برشاقة وعذوبة.
_ هل تفكرين بكتابة رواية وما عملك الأدبي القادم؟
رغم أن القصة القصيرة "تعويذة" إبداع أؤمن بها وبما تقدمه من رسالة، وسأحافظ على تدفق إنتاجي الأدبي في هذا المجال، إلا أن هاجس الرواية يراودني أيضاً، إذ أن هناك فكرة تلوح بالأفق لرواية أعكس بها الجانب التاريخي والثقافي على حد سواء في قالب مشوق، ولعلها تبصر النور قريباً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله يوم الشهيد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات القصة القصیرة غانم غباش من خلال فی قالب

إقرأ أيضاً:

النتائج القصيرة وطويلة الأمد الخاصة بالدعامات المغلفة بالبوليمر.. رسالة دكتوراة بـ طب أسيوط

حصل الطبيب عمرو أحمد عبد النظير أخصائي القلب والأوعية الدموية بمستشفيات جامعة أسيوط، على درجة الدكتوراة بعد مناقشة رسالة بعنوان: "النتائج القصيرة وطويلة الأمد الخاصة بالدعامات المغلفة بالبوليمر"دعامات بيوميم مقارنة بدعامات الالتيماستر" في مرضى احتشاء القلب الحاد والخاضعين للقسطرة التداخلية الأولية.

تكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور شرف الدين شاذلى عبد الله مدرس واستشارى امراض الباطنة والقلب بكلية طب سوهاج، والأستاذ الدكتور صلاح الدين سيد عطا أستاذ أمراض القلب وقسطرة القلب بمستشفيات أسيوط الجامعية، الأستاذ الدكتور سلوى رشدي ديمتري أستاذ أمراض القلب وقسطرة القلب بمستشفيات أسيوط الجامعية والأستاذ الدكتور محمود عبدالصبور عبدالله أستاذ أمراض القلب وقسطرة القلب بمستشفيات أسيوط الجامعية.

وخلصت نتائج الدراسة إلى استخدام دعامات البيوميم ذات السمك الدقيق والمغلفة بمادة قابلة للتحلل الحيوي في علاج مرضى احتشاء عضلة القلب الحاد باستخدام القسطرة التداخلية الأولية ليس بأقل فاعيلة من استخدام دعامات الالتيماستر والمغلفة أيضا بمادة قابلة للتحلل الحيوي لكن ذات سمك أكبر وقد ثبت ذلك بعد متابعة هؤلاء المرضى لمدة عام مع تحقيق نتائج إكلينيكية مرضية وكذلك النتائج التي تم قياسها أثناء تصوير الأوعية الدموية عن طريق القسطرة.

طباعة شارك أسيوط طب أسيوط جامعة أسيوط مستشفيات أسيوط الجامعية

مقالات مشابهة

  • أسطورة الزمالك يطمئن الجماهير: زيزو باقٍٍ ومُلتزم حتى نهاية عقده.. وهذه مفاتيح عبور بيراميدز
  • دراسة.. أدوات الذكاء الاصطناعي توحد أساليب الكتابة
  • النقل : تسجيل ارتفاع غير مسبوق بحركة عبور الطائرات فوق الأجواء العراقية
  • الأمطار تعود وتزين سماء عُمان بعد انقطاع طويل.. فيديو
  • أبرز الأفلام القصيرة المشاركة في مهرجان «روتردام للفيلم العربي»
  • بمشاركة محمود فوزي.. اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان تناقش توصيات مراجعة جينيف
  • داريا تحتفل بمجلسها البلدي الجديد: وحدة وثقة ومسؤولية
  • فايننشال تايمز: انتخابات البابا تاريخ طويل من الأسرار والدسائس والمؤامرات والطقوس
  • النتائج القصيرة وطويلة الأمد الخاصة بالدعامات المغلفة بالبوليمر.. رسالة دكتوراة بـ طب أسيوط
  • تصنيف “فيتش” يعكس متانة الاقتصاد الأردني وثقة المجتمع الدولي