تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد أقل من أسبوع من دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان حيز التنفيذ، تجددت المعارك بين الجانبين، حيث اتهم كل طرف الآخر بانتهاك الاتفاق الهش، الأمر الذي شكل اختبارا لمتانة الهدنة.

وشنت إسرائيل غارات جوية وهجمات أخرى منذ بدء وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر، وبررت ذلك بأنه محاولة لإحباط التهديدات من جانب الجماعة المسلحة وتطبيق الاتفاق.

ورد حزب الله للمرة الأولى بإطلاق قذيفتين على منطقة متنازع عليها على الحدود الإسرائيلية اللبنانية مساء أمس الإثنين.

وقال حزب الله إن قصفه كان "تحذيرًا أوليًا وردًا دفاعيًا" على الغارات الجوية الإسرائيلية وانتهاكات المجال الجوي اللبناني والضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل مدنيين.

وبعد فترة وجيزة، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارات على عشرات المواقع في لبنان بما في ذلك ما قال إنه "منصات إطلاق وبنية تحتية إرهابية". وقال مسؤولون إسرائيليون أيضًا إنهم رصدوا عناصر من حزب الله وهم يعودون إلى جنوب لبنان.

منزل مدمر جراء القصف الإسرائيلي في مدينة صور جنوب لبنان.

ويسلط اشتعال القتال الضوء على الغموض داخل الاتفاق بشأن كيفية تطبيق وقف إطلاق النار . وتزعم إسرائيل أنها حصلت على تفويض واسع النطاق لضرب لبنان ردًا على التهديدات، بناءً على التأكيدات التي تلقتها من الولايات المتحدة. والتحدي الآخر هو أن آلية دولية لمراقبة تصرفات الجانبين لم يتم وضعها بالكامل بعد، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. حسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

وقد أدى تبادل إطلاق النار إلى تفاقم المخاوف بشأن جدوى اتفاق وقف إطلاق النار. فقد نص الاتفاق على فترة تنفيذ مدتها 60 يوماً للسماح للقوات الإسرائيلية بالانسحاب بينما يغادر مقاتلو حزب الله جنوب لبنان ويرسل الجيش اللبناني تعزيزات إلى الجنوب، بما يتفق مع قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.

وقالت لينا الخطيب، مديرة معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن ومحللة منذ فترة طويلة للشؤون الأمنية اللبنانية: "إن انتهاكات إسرائيل وحزب الله لوقف إطلاق النار هي أمثلة على التظاهر السياسي، حيث يحاول كل جانب أن يظهر للآخر أنه لا يزال قوة يجب حسابها وقادرة على إلحاق الأذى بالآخر". وفق الصحيفة ذاتها.

ومن المفترض أن يقوم الجانبان بإبلاغ آلية المراقبة الدولية عن أي انتهاكات، على الرغم من أن إسرائيل تقول إنها ستضرب أي تهديد وشيك إذا لم يفعل الجيش اللبناني ذلك. وقد وصل قائد عسكري أميركي كبير، وهو اللواء جاسبر جيفرز، إلى لبنان الأسبوع الماضي للعمل على إنشاء آلية المراقبة.

وقال مسؤول لبناني كبير إن آلية المراقبة كانت مفتاح نجاح الاتفاق. وأضاف أن الجيش اللبناني لم ينتشر بعد بشكل كامل في جنوب لبنان لفرض الاتفاق. وأضاف أن الحكومة اللبنانية ملتزمة بالحفاظ على وقف إطلاق النار. 

مواقع مدمرة في لبنان

ومن بين نقاط الاحتكاك الأخرى الطريقة التي من المفترض أن تنسحب بها القوات الإسرائيلية ومقاتلو حزب الله من جنوب لبنان. فقد أعلن مقاتلو حزب الله الأسبوع الماضي أنهم يسحبون مقاتليهم وأسلحتهم الثقيلة من المنطقة.

فيما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، بأنه في حالة انهيار وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل ستجدد الحرب، وتدفع قواتها إلى عمق لبنان، وتستهدف ليس حزب الله فحسب، بل الدولة اللبنانية أيضا. 

ومع استمرار وقف إطلاق النار في لبنان، أحرزت الجهود الرامية إلى التخطيط لمستقبل غزة، حيث تقاتل إسرائيل حماس، تقدماً ملحوظاً.

فقد توصل الفصيلان الفلسطينيان الرئيسيان، حماس وفتح، إلى اتفاق يقضي بإنشاء لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين غير المنتمين إلى أي من الفصيلين لإدارة قطاع غزة وإدارته بعد انتهاء الحرب، على حد قول المسؤولين المصريين. وإذا تم تنفيذ هذه اللجنة، فإنها سوف تمثل في الأساس نهاية حكم حماس في غزة. 

وقالت إدارة بايدن إنها توقعت خروقات لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وإنها تعمل من خلال آلية مراقبة سيتواصل من خلالها مسؤولون أميركيون وفرنسيون مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين ولبنانيين لحل القضايا وإنفاذ وقف إطلاق النار، بحسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر يوم الاثنين. 

نساء يلتقطن صورا في حفل إحياء ذكرى زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية في سبتمبر

وقال ميلر "في أي وقت تقريبا يكون لديك وقف لإطلاق النار من هذا النوع، إما أن تزعم حدوث انتهاكات لوقف إطلاق النار، وخاصة في الأسابيع الأولى عندما تكون الأمور هشة للغاية، أو يكون لديك انتهاكات حقيقية لوقف إطلاق النار". 

ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط شديدة لإثبات أنه سينفذ وقف إطلاق النار. ولا يزال آلاف النازحين الإسرائيليين خائفين للغاية من العودة إلى منازلهم في الشمال، وحث سياسيو المعارضة الجيش الإسرائيلي على الرد بقوة على الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله.

لقد ظلت إسرائيل لسنوات طويلة تراقب حزب الله وهو يبني مواقع على حدودها دون أن يعترض طريقه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو القوات العسكرية اللبنانية المنتشرة في المنطقة. والآن يقول المسؤولون الإسرائيليون إن استعدادهم للتحرك في لبنان يهدف إلى تجنب أخطاء الماضي. 

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية التي شنتها يوم الاثنين أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل في هجومين منفصلين في جنوب لبنان. ووقعت إحدى الغارتين على الأقل قبل هجوم حزب الله. وقالت إسرائيل إن غاراتها جزء من نهجها الشامل المتمثل في ضرب حزب الله لمنع انتهاكات وقف إطلاق النار.

وقال مسؤولون لبنانيون إن بعض هذه الضربات أصابت مناطق خارج جنوب لبنان من المفترض أن يسحب حزب الله قواته العسكرية منها، بما في ذلك ضربة أصيب فيها جندي لبناني يوم الاثنين. وقالت إسرائيل إنها تحقق في الضربة التي قالت إنها استهدفت جهود تهريب الأسلحة لحزب الله.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وقف اطلاق النار إسرائيل حزب الله وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله لبنان لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار جنوب لبنان حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

حرب الظلّ الإلكترونية بين إسرائيل وإيران تتصاعد رغم وقف إطلاق النار

أفاد بواز دوليف، الرئيس التنفيذي لشركة "كلير سكاي" الإسرائيلية، أن مجموعات مرتبطة بإيران حاولت استغلال ثغرة أمنية في برمجيات خوادم مايكروسوفت لمهاجمة شركات إسرائيلية. اعلان

بعد أيام من الهجوم المفاجئ الذي شنّته إسرائيل بالقصف الجوي على إيران، تلقى مسؤولون إسرائيليون سيلًا من الرسائل النصية المشبوهة تحوي روابط خبيثة، في ما اعتُبر دليلًا واضحًا على بصمات طهران، العدو التقليدي في حرب سيبرانية صامتة امتدت لسنوات، واشتعلت حدّتها بالتوازي مع المواجهة العسكرية في يونيو/حزيران الماضي.

وبحسب تقرير "فايننشال تايمز"، شملت الهجمات الأخيرة عملية اختراق لبورصة عملات رقمية إيرانية، إضافة إلى موجة من محاولات "التصيّد الاحتيالي" استهدفت شخصيات إسرائيلية بارزة، حيث تنكّر المهاجمون في هيئة دبلوماسيين أو مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفق ما أفادت شركة الأمن السيبراني "تشيك بوينت".

ورغم انتهاء القتال الميداني بعد 12 يومًا، فإن الحرب الرقمية لم تتوقف. وقال مسؤول إسرائيلي: "لقد تصاعدت الهجمات بعد بدء الحرب وما زالت مستمرة حتى الآن".

استهداف بنى تحتية وشركات

أفاد بواز دوليف، الرئيس التنفيذي لشركة "كلير سكاي" الإسرائيلية، أن مجموعات مرتبطة بإيران حاولت استغلال ثغرة أمنية في برمجيات خوادم مايكروسوفت لمهاجمة شركات إسرائيلية، مؤكدًا أن "وقف إطلاق النار في الواقع الميداني لم ينعكس على الفضاء الإلكتروني".

ورغم أن الطرفين لم يباشرا هجمات علنية متبادلة حتى العام الماضي، فإن سجلًا طويلاً من المواجهات الإلكترونية يربطهما؛ من فيروس "ستوكسنت" الذي دمّر أجهزة طرد مركزي في منشأة نطنز النووية الإيرانية عام 2010، إلى هجمات إيرانية على البنية التحتية المائية الإسرائيلية في 2020.

Related "أموات يمشون".. هل تُخفي إيران علماءها النوويين؟يعمل داخل مؤسسة "رئيسية وحساسة".. إيران تُعدم عميلاً لإسرائيل سرّب معلومات عن عالم نوويإيران تُحذّر: سنردّ بحزم أكبر في حال تكرار الهجمات الأميركية أو الإسرائيلية

مكاسب استخباراتية

يبدو أن إسرائيل حققت مكاسب نوعية؛ إذ أعلن وزير الاتصالات الإيراني، ستار هاشمي، أن بلاده تعرّضت لأكثر من 20 ألف هجوم سيبراني خلال الحرب، واصفًا إياها بـ"الأوسع" في تاريخ الجمهورية الإسلامية. وشملت هذه الهجمات تعطيل أنظمة الدفاع الجوي الإيراني تزامنًا مع بدء الغارات الإسرائيلية في 13 يونيو.

ويرى خبراء أن أكثر الأدوار حسماً كان لحملة التجسس السيبراني التي سبقت الحرب، إذ مكّنت إسرائيل من جمع معلومات دقيقة عن علماء نوويين وقادة عسكريين إيرانيين، ما أتاح تصفيتهم في الضربة الافتتاحية.

هجمات على بنوك وبورصة عملات

كما تبنّت مجموعة القرصنة "غونجيشكه دارانده" (المعروفة بارتباطها بإسرائيل) هجومًا على بورصة "نوبيتيكس" الإيرانية للعملات المشفرة، أحرق نحو 90 مليون دولار، إضافة إلى هجمات عطّلت خدمات مصرفية واسعة في بنك "سپه" الحكومي المرتبط بالقوات المسلحة، وبنك "باسارغاد" الخاص.

في المقابل، شنّت مجموعات مرتبطة بإيران هجمات "اختراق وتسريب" ضد نحو 50 شركة إسرائيلية، واستهدفت شركات لوجستية ونقل وقود، إضافة إلى تسريب السير الذاتية لآلاف العاملين في مجالات الدفاع والأمن. كما أرسلت رسائل مزيفة تحاكي نظام الإنذار المدني الإسرائيلي لتوجيه المواطنين بعيدًا عن الملاجئ، وحاولت اختراق كاميرات أمنية لرصد مواقع سقوط الصواريخ.

تحذيرات مستقبلية

في إيران، أثارت الاختراقات صدمة في المستويات العليا، ودعا نائب الرئيس الأول محمد رضا عارف إلى خطة عاجلة لتعزيز القدرات الدفاعية السيبرانية. وكشف مسؤولون سابقون أن مركزية تخزين البيانات الحكومية، وارتباط الحسابات البنكية لكبار القادة بمعلومات شخصية دقيقة، سهّل عمليات الاختراق.

ويحذر خبراء من أن هذه الجولة لن تكون الأخيرة، إذ إن الهجمات الإلكترونية تمنح الطرفين وسيلة للرد دون تجاوز الخطوط الحمراء العسكرية، خصوصًا في ظل ضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم استئناف المواجهة العسكرية المباشرة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفرنسي: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا
  • ماكرون: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا
  • رغم توقف المفاوضات وخطة احتلال غزة.. مصر وقطر تعدّان مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار
  • تسريب حكومي يكشف: إسرائيل اختارت تجويع غزّة كسلاح لكسر الهدنة
  • حرب الظلّ الإلكترونية بين إسرائيل وإيران تتصاعد رغم وقف إطلاق النار
  • لبنان يودّع 6 جنود قضوا في انفجار مستودع أسلحة جنوبي البلاد
  • الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاكاته بجنوب لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • رغم اتفاق وقف إطلاق النار .. جيش الاحتلال يواصل انتهاكاته بجنوب لبنان
  • سقوط شهيد في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مركبة جنوب لبنان
  • توغل إسرائيلي واسع في جنوب سوريا وإقامة حواجز عسكرية قرب خط وقف إطلاق النار