بسبب الصراعات العائلية.. أم تُخفي طفلها وتدعي اختطافه لابتزاز والدها وشقيقها
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
في إحدى قرى مركز المراغة بمحافظة سوهاج، كان الطفل عبد العزيز، البالغ من العمر ثلاث سنوات، يعيش أيامه البريئة، يركض في الحقول ويبتسم ببراءة لكل من حوله، لم يكن يعلم أن صراعات الكبار قد تجعل منه أداة في لعبة لا تعي الرحمة.
في صباح أحد الأيام، عمّت حالة من القلق والارتباك في منزل الطفل عبد العزيز، حيث أبلغت والدته، "سماح"، عن اختفائه فجأة دون أي أثر.
تقدم جد الطفل، "عطا"، ببلاغ رسمي إلى الأجهزة الأمنية، انتشرت صور الطفل بين الأهالي، وبدأت القرية كلها تشارك في البحث عنه. لكن الحقيقة كانت أكثر قسوة مما توقع الجميع.
كشفت الأجهزة الأمنية، بعد تحقيقات مكثفة، أن الأم نفسها كانت وراء اختفاء عبد العزيز، لم يكن الأمر حادث اختطاف عادي، بل مؤامرة مدبرة من سماح، بالتعاون مع اثنين من معارفها، لإخفاء طفلها بهدف ابتزاز والدها وشقيقها للحصول على أموال.
تم العثور على عبد العزيز مختبئًا في منزل أحد المتورطين، وهو خائف ولا يفهم ما يحدث، عندما عاد إلى حضن عائلته، لم يكن يدرك أنه كان ضحية لصراع عائلي دفع ثمنه ببراءته.
اعترفت الأم بكل شيء، وقالت إنها لم تكن تقصد إيذاء طفلها، بل كانت تحاول استعادة حقوقها المالية من أسرتها، لكن دموعها واعترافها لم يمحوا الأثر النفسي الذي تركته هذه الواقعة في نفس الطفل الذي بات رمزًا لمعاناة الأبرياء في نزاعات الكبار.
عاد عبد العزيز إلى حضن العائلة، لكن قصته تركت أثرًا عميقًا في القرية بأكملها، تعلم الجميع درسًا قاسيًا عن خطورة تحويل الأطفال إلى رهائن في صراعات الكبار، وكيف يمكن أن تؤدي الأنانية إلى جراح يصعب التئامها.
وتعود أحداث الواقعة عندما تقدمت "سماح.ع.ا.ف"، 30 عامًا، ربة منزل، ووالدها "عطا.ا.ف.ا"، 60 عامًا، مزارع، وكلاهما مقيمان بدائرة المركز، ببلاغ يفيد باختفاء نجلها الطفل "عبد العزيز.هـ.ع.ز"، 3 سنوات، منذ يوم 2 ديسمبر الجاري، مؤكدين عدم العثور عليه وعدم اتهامهما لأحد.
بإجراء التحريات، توصلت الأجهزة الأمنية إلى عدم صحة رواية المبلغة، حيث تبين أنها افتعلت الواقعة بمساعدة شخصين بغرض ابتزاز والدها وشقيقها 33 عامًا، عامل، لوجود خلافات مالية بينهم.
وكشفت التحريات أن المبلغة اتفقت مع كل من "محمد.م.ر.ا"، 27 عامًا، و"أحمد.م.ع.ع"، 28 عامًا، وكلاهما عاملان يعملان معها في بيع الطيور بالسوق، على إخفاء الطفل بمنزل الثاني، على أن يتصل الأخير بوالدها لطلب مبلغ مالي نظير إعادة الطفل.
تم ضبط المتهمين واستعادة الطفل، وبمواجهتهم، أقروا بارتكاب الواقعة بتحريض من المبلغة، وذلك للضغط على أسرتها لاسترداد مبلغ مالي.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيقات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طفل اختطاف طفل سوهاج المراغة خلافات عائلية عبد العزیز
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الادعاء بأن الصراعات السياسية أثرت في رواية الحديث عبث
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الدعوى القائلة بأن الصراعات أو الرغبات السياسية أثّرت في تدوين أو رواية الحديث النبوي الشريف، هي مجرد احتمال عقلي لا يقوم عليه دليل واقعي، مشيرًا إلى أن مثل هذا الطرح لا يقدح في قطعية السنة أو مصداقيتها.
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال تصريح: "نحن في علومنا نُطلق على هذا النوع من الكلام "قول مطلق الاحتمال العقلي"، وهذا النوع من الاحتمال لا يُلتفت إليه عند العلماء والعقلاء، تمامًا كما يمكن عقليًا أن يتصور شخص أن مدينة لندن غير موجودة لمجرد أنه لم يزرها قط، فهذا احتمال عقلي غير واقعي لا يُبنى عليه علم ولا يُردّ به نص قطعي".
وأضاف: "من يتحدثون عن التأثيرات السياسية في السنة، لم يقدموا مثالًا واحدًا معتبرًا يثبت أن التوجهات السياسية حرفت الأحاديث، بل عندنا أكثر من 60 ألف حديث ما بين الصحيح والحسن والضعيف، 97% منها أحاديث في مكارم الأخلاق، فليخبرونا ما هي المصلحة السياسية في حديث مثل (أكرم ضيفك) أو (لا تكذب) أو (ارحم صغيرك ووقر كبيرك)".
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن بعض الناس يثيرون الشبهات حول أحاديث مثل "رضاع الكبير" أو حديث "الذباب"، متسائلًا: "أي مصلحة سياسية خلف هذه الأحاديث؟ من الحاكم الذي سيُضيف حديثًا كهذا لمصلحته؟ هذا النوع من التحليل هو عبث فكري لا يستقيم".
وتابع: "الإمام الشافعي قال إن كل حديث أصله في القرآن.. فالقرآن يقول: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق). أنا كباحث أجد أن النصين يصدّق بعضهما بعضًا، ويشكّلان منظومة أخلاقية واحدة لا تعارض فيها".