تعيد سيطرة المعارضة السورية، على مدينة حماة، إلى الذاكرة المجزرة الشهيرة التي ارتكبها النظام السوري بقيادة رئيسه الراحل حافظ الأسد، بحق السكان في تلك المدينة والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف أغلبهم من النساء والأطفال.

ونستعرض في التقرير التالي أبرز ما نعرفه عن مجزرة حماة عام 1982:

متى وقعت؟

بدأت التحضيرات لمجزرة حماة، يوم 2 شباط/فبراير 1982، عبر عملية تطويق وحصار كامل وعزل لمدينة حماة عن محيطها، وكان يقطنها في ذلك الحين 350 ألف نسمة، شارك فيها الجيش النظامي والقوات الخاصة ووحدات من الأمن السري من أجل قمع الاحتجاجات.



أسباب المجزرة:

على وقع الانتفاضة التي اندلعت ضد نظام حكم حزب البعث العربي الاشتراكي بجناحه السوري، من قبل فصائل إسلامية كانت في مدينة حماة، بسبب الطابع المتدين والمحافظ المعروف عن المدينة، وبدل اللجوء إلى حله بعيدا عن التدمير، لجأ حافظ الأسد لاستخدام أقصى درجات القمع العسكري لإنهائه.

خطة المجزرة:

قامت قوات النظام بتطويق المدينة بالكامل، وقطع اتصالها بالخارج، والبدء بالقصف المدفعي العنيف على كافة أحيائها، وتمهيد الأرض، قبل الاجتياح البري وقتل كل من يصادفه الجنوده، بعد تعبئتهم بضرورة التخلص من الموجودين في المدينة والتنكيل بهم لإخماد احتجاجهم.

تقدمت الدبابات وناقلات الجنود مع غطاء ناري كثيف، تسبب في تدمير ثلث أحياء حماة بشكل كامل، واستهدفت المساجد ودمرت كنائس في المدينة وطال الدمار مواقع أثرية وتاريخية.



صدرت أوامر للجنود المشاركين، بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق السكان، ووثقت شهادات عن قيام الجنود بتمشيط البيوت، وإعدام من فيها، بغض النظر عن هويتهم وأعمارهم، فضلا عن جمع الرجال والبالغين، وإعدامهم بصورة جماعية والتخلص من كثير منهم عبر دفنهم بمقابر جماعية.

جمع جنود النظام خلال أحداث المجزرة، سكان حي حماة الجديدة على داخل الملعب البلدي، وأطلق عليهم حينها النار من الرشاشات، ليسقط بذلك أكثر من 1500 شخص ضحية هذه التصفية الميدانية بحسب شهادات من الناجين.

ضحايا المجزرة:

بحسب اللجنة السورية لحقوق الإنسان، التي حصلت على شهادات من ناجين من المجزرة وذوي الضحايا، قدر عدد القتلى ما بين 30- 40 ألف قتيل، من الرجال والنساء والأطفال والمسنين، كما وثق اختفاء 15 ألفا من السكان، منذ ذلك الحين.

وعلاوة على الضحايا، جرى تهجير السكان وتوجه عدد كبير منهم إلى خارج سوريا، ولم يكن بمقدورهم العودة حتى اليوم، ويقدر عدد المهجرين عن حماة في ذلك الوقت بنحو 100 نسمة، حرمهم النظام طيلة العقود الماضية من حقوقهم المدنية وجردهم من هوياتهم.

المنفذون:

علاوة على جيش النظام السوري، بتشكيلاته المختلفة، وخاصة سلاح المدرعات والمدفعية والمشاة، يعد رفعت الأسد قائد مليشيات مسلحة تعرف باسم سرايا الدفاع، المسؤول الرئيسي عن عمليات القتل التي ارتكبت في المدينة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية النظام مجزرة حماة سوريا سوريا النظام مجزرة حماة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مشهد عبثي.. فرنسا تحاكم 6 فلسطينيين بتهمة مهاجمة مطعم يهودي عام 1982

في مشهد عبثي وتلاعب بالحقائق والمجازر الإسرائيلية المستمرة علي قطاع غزة والأراضي المحتلة، قررت محكمة مختصة بقضايا الإرهاب في فرنسا إحالة ستة فلسطينيين إلى المحاكمة بتهمة تنفيذ هجوم على مطعم يهودي في قلب العاصمة باريس قبل أكثر من أربعة عقود، أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم أمريكيان، وإصابة 22 آخرين.

وقد وقع الهجوم في 9 أغسطس 1982، حين ألقى المهاجمون قنابل يدوية داخل مطعم ومحل للأطعمة اليهودية يدعى "جو جولدنبرج"، قبل أن يفتحوا نيران رشاشاتهم، في واحد من أبرز الهجمات في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

محاكمة مؤجلة وذكريات دامية

بحسب المحامي دافيد بير، الذي يمثل عشرات من أسر الضحايا وأحد الناجين، فإن القرار بإجراء المحاكمة يمثل لحظة "تاريخية" لذوي الضحايا الذين "لم يعتبروا هذه الجريمة حدثًا من الماضي، بل جرحًا مفتوحًا ما زال حاضرًا في وجدانهم". وأضاف بير في حديث لوكالة أسوشيتد برس أن موكله الناجي من الهجوم لم يصب جسديًا، لكنه لا يزال يعاني من آثار الصدمة النفسية حتى اليوم.

المطعم الذي كان يقع في حي "الماريه" الباريسي المعروف بتاريخه اليهودي، تحول حينها إلى ساحة مجزرة. 

المشتبه بهم الستة كانوا، بحسب السلطات الفرنسية، أعضاء في تنظيم "فتح – المجلس الثوري"، المعروف إعلاميًا باسم جماعة أبو نضال، وهي فصيل فلسطيني انشق عن منظمة التحرير واشتهر بتنفيذ عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية وغربية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

من بين الستة، يوجد اثنان فقط في قبضة القضاء الفرنسي:

وليد عبد الرحمن أبو زيد: كان قد هاجر إلى النرويج مع عائلته قبل أن يتم تسليمه إلى فرنسا عام 2020.حزاع طه: تم توقيفه مؤخرًا في باريس.

أما الأربعة الآخرون، ويرجح وجودهم في الأردن أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهم:

محمد سهير العباسي (الشهير بـ"عماد عطا") – المشتبه به الرئيسي، ويعيش في الأردن التي رفضت تسليمه.محمود خضر عبد عذرا (المعروف بـ"هشام حرب").نبيل حسن محمود عثمان (المعروف بـ"إبراهيم حمزة").نزار توفيق موسى حمادة (المعروف بـ"هاني").

ويتوقع أن تجري المحاكمة غيابيًا للمتهمين الأربعة المتوارين، على أن تبدأ جلساتها في وقت مبكر من العام المقبل، وفقًا للمحامي بير.

وكان زعيم التنظيم، صبري البنا، المعروف بـ"أبو نضال"، قد عثر عليه ميتًا في شقته ببغداد في أغسطس 2002، في ظروف غامضة. وأعلنت السلطات العراقية آنذاك أنه انتحر، وهو ما شكك فيه العديد من المراقبين الدوليين.

طباعة شارك غزة فرنسا باريس مطعم يهودي

مقالات مشابهة

  • هذا ما نعرفه عن إنزال المساعدات جوا.. شهادات ترصد حجم استفادة غزة
  • مختص: إعادة اعتماد المدينة المنورة كـ «مدينة صحية» دليل استمرار الالتزام بالمعايير
  • مراسل سانا: افتتاح خط النقل الإقليمي للغاز الذي يربط سوريا بتركيا بحضور وزير الطاقة السوري المهندس محمد البشير ووزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف وممثلين عن صندوق قطر للتنمية
  • كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
  • مشهد عبثي.. فرنسا تحاكم 6 فلسطينيين بتهمة مهاجمة مطعم يهودي عام 1982
  • بنك المغرب: تراجع السكان النشيطين في القرى لأن أزيد من 45 في المائة منهم  لا يتوفرون على شهادات
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك ما نعرفه
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد
  • مجزرة الجوع في غزة: أكثر من 700 ضحية في مشهد دموي يهز الضمير الإنساني