“إسرائيل” والغربُ الاستعماري.. بعد هزيمتهم في غزةَ ولبنانَ، هل ينتصرون بداعش؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
إبراهيم محمد الهمداني
مما لا شك فيه، إن “إسرائيل” وأمريكا والغرب الاستعماري، بكل عديدهم وعتادهم، وأفتك أسلحتهم وأحدث تكنولوجياتهم، وأبشع جرائمهم ومجازرهم، قد هُزِمُوا في غزة -رغم صغرها وضعفها- أبشع وأنكر وأخزى هزيمة، في تاريخ البشرية، فما كان من تلك القوى الاستعمارية العالمية، وربيبتها “إسرائيل”، إلا الهروب إلى جنوب لبنان؛ لتغطية عار هزيمتهم في غزة، ولكنهم هُزِمُوا مرة أُخرى، في جنوب لبنان، رغم محاولاتهم المستميتة، لإحراز أية صورة من النصر، أَو أي مشهد من مشاهد التقدم في المعركة، أَو احتلال أجزاء بسيطة من الضاحية، بعدما كانت “إسرائيل” معتادة على الاجتياح، حتى تصل إلى العاصمة بيروت، وهو ما جعلها تلجأ إلى تجسيد أقبح وأحط صور الهزائم الأخلاقية والقيمية والإنسانية، من خلال تنفيذ عدد من الاغتيالات الإجرامية، بحق قيادات من الصف الأول والصف الثاني، في حركة حماس وحزب الله، وسوَّقت لاغتيال شهيد الإسلام والإنسانية، السيد حسن نصرالله، بوصفه أعظمَ انتصاراتها، التي عكست طبيعتها الإجرامية، وخبث نفسيتها الوحشية، وسقوطها وانحطاطها على كافة المستويات والأصعدة.
ورغم كُـلّ ذلك، إلا أنها هُزِمَت مرة أُخرى شَرَّ هزيمة، واضطرت للقبول بهُدنة، على شروط المقاومة الإسلامية في لبنان، دون أن تحقّق أيًّا من أهدافها المعلَنة؛ ولذلك انتقلت مباشرة إلى سوريا، ولكن هذه المرة عن طريق وكلائها، الجماعات التكفيرية الوهَّـابية المتطرفة، لتؤكّـد من خلال تلك التنظيمات الوظيفية، علاقتَها الوثيقةَ المعلَنةَ بها، وهو ما لم تتحرج من التصريح به تلك التنظيمات ذاتها، وأنها لا تعدو عن كونها أدوات إجرامية وظيفية، كمقاولي حروب، أَو قَتَلَة مأجورين، يعملون لصالح الكيان الإسرائيلي، مقابل الأجر المالي المحدّد، المدفوع من الخزينة السعوديّة.
وفي ظل وفرة التمويل السعوديّ، واستمرار تفريخ وتناسل الكيانات الوظيفية الإرهابية، لن تتوقف شلالات الدماء، ولن تستقر الأوضاع في المنطقة، وهو ما يخدم مصالح ومشاريع “إسرائيل” ورعاتها الإمبرياليين، ويعزز من سيطرتهم ونفوذهم، ويمنحهم الوقت الكافي لترميم جيوشهم وقوتهم، ليقطفوا بعد ذلك، ثمار انتصارات التنظيمات التكفيرية، ويسيطروا على جميع مناطق نفوذها الواسعة، وسيكون هذا النصر المجاني، الأَسَاس الذي ستقوم عليه مملكة “إسرائيل الكبرى”، لا سمح الله.
في المقابل يمكن القول إن خطوة واحدة جريئة، من قبل محور القدس والجهاد والمقاومة، كفيلة بإطفاء نار الفتنة، وإخماد جحيم التنظيمات التكفيرية، وإسقاط الكيان الإسرائيلي الغاصب، والمشاريع الاستعمارية العالمية، إلى الأبد، خَاصَّة وأن محور المقاومة، يمتلك أسلحة ردع؛ فلماذا لا يستخدمها الآن، لسحق تلك الجماعات التكفيرية، وتجفيف منابع تمويل داعش وأخواتها، في أرامكو السعوديّة وبقية دول الخليج؟
إذا تم قصف منابع تمويل التنظيمات التكفيرية، ستنتهي داعش وأخواتها مباشرة، بعد قطع مصادر التمويل عنها، ولن تبقى “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا، وأخواتهما من القوى الاستعمارية الغربية، في حال تم استهداف منابع النفط، وانقطاع التمويل السعوديّ الخليجي عن خزائنهم.
لأن استهدافَ منابع النفط أخطر على أمريكا وأخواتها من قصف قواعدها العسكرية في المنطقة، فما بالك إذَا تم استهداف الهدفين، بضربة قاضية في وقت واحد، وهذا سيكون أقرب الطرق، إلى إيقاف جنون الإجرام الداعشي، وإفشال مخطّطات الكيان الإسرائيلي المحتلّ، الذي يبحث عن نصر مفقود، من خلال الوكلاء المأجورين.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي بريطاني: تركيا تتمتع بمكانة قوية وإسرائيل تزعزع استقرار المنطقة
أكد الخبير الاقتصادي البريطاني، والعضو في معهد تشاتام هاوس "تيموثي آش"، أن تركيا تتمتع حاليًا بمكانة قوية، إذ تحافظ على علاقات تجارية واستثمارية مع أوروبا والغرب، وتتمتع بقطاع دفاعي وصناعي قوي، فضلا عن وجود فرص تعاون إقليمي وغربي، سيعزز تعزز من اقتصادها.
وخلال مقابلة له مع صحيفة معاريف العبرية، أجاب تيموثي آش، عن سؤال بشأن السيناريوهات المحتملة للاقتصاد التركي خلال السنوات القادمة، قائلًا: "نقاط قوة تركيا معروفة جيدًا. أعتقد أن ما شهدناه في السنوات الأخيرة، هو ارتباطها بأوروبا والغرب، نحو ثلثي الاستثمارات الممولة والتجارة تأتي من الغرب الاتحاد الأوروبي، هناك فرص هنا، وأظهرت الحرب في أوكرانيا أن أوروبا بحاجة إلى دعم أمني".
"Yabancı yatırımcılar Türkiye'yi çok iyi tanıyor."
???? gdh'a konuşan Chatham House Uzmanı Timothy Ash:
Yabancı yatırımcılar uzun yıllardır Türkiye'ye yatırım yapıyorlar. Mehmet Şimşek'e güveniyorlar.
Türkiye, gelecekte doğrudan yabancı yatırım çekecek. Bence iş yapmak için iyi… pic.twitter.com/eMB5d45MQ1 — gdh (@gundemedairhs) December 6, 2025
وأضاف أن "تركيا تتمتع بقطاع أمني وصناعي قوي، وجيش قوي. وهناك فرص لتوسيع التعاون الأمني معها، إضافةً إلى ذلك، تُعدّ تركيا بوابةً للشركات الغربية إلى المنطقة"، موضحًا أن "تركيا تتمتع بعلاقات تجارية جيدة مع العراق وإيران ودول الخليج ومنطقة جنوب القوقاز. وهذا يُمثل أيضًا فرصةً سانحة لتركيا التي باتت في وضعٍ أفضل بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات".
ولخّص تيموثي آش الوضع الاقتصادي في تركيا قائلاً: "هناك استقرار اقتصادي كلي، والسياسات تسير في الاتجاه الصحيح، وهناك إدراك متزايد بأن نمو الاقتصاد التركي يعتمد على أوروبا والغرب. أعتقد أن هذا أمر إيجابي لتركيا"، وأضاف: "الأجانب يستثمرون في تركيا منذ سنوات طويلة، ويثقون بها، أعتقد أنها وجهة مثالية للأعمال، فهي تتمتع بثقافة داعمة للأعمال"، فيما ألقى تيموثي آش، باللوم على إسرائيل بشكل خاص في زعزعة استقرار المنطقة.
تقلص الفجوة المالية مع استفادة الخزانة من زيادة الضرائب
أظهرت بيانات وزارة الخزانة التركية أن الإيرادات الإجمالية للميزانية للفترة من كانون الثاني/يناير إلى تشرين الأول/أكتوبر بلغت 10.15 تريليون ليرة، بزيادة 48.1 بالمئة على أساس سنوي، مدفوعة إلى حد كبير بتحصيلات الضرائب، وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر وحده، ارتفعت الإيرادات بنسبة 49.1 بالمئة سنويًا مع زيادة الدخل الضريبي بنسبة 51.6 بالمئة وبدعم من ارتفاع حصيلة ضرائب الدخل والاستهلاك.