مشاركون في منتدى الدوحة متفائلون بحقبة ترامب المقبلة
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
الدوحة- عبّر عدد من المسؤولين والخبراء المشاركين في منتدى الدوحة عن تفاؤلهم إزاء مستقبل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خاصة مع الإشارات الإيجابية التي تأتي من واشنطن بشأن الرغبة في حل مشاكل المنطقة حتى قبل الوصول إلى الحكم.
وخلال جلسة بشأن مستقبل الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط بعد انتخابات 2024، على هامش منتدى الدوحة الذي اختتم اليوم الأحد، طالب المشاركون إدارة الرئيس الأميركي ترامب بالعمل على حل المشكلات الرئيسية في المنطقة، والتعامل بإيجابية مع الملفات الحساسة والسيطرة على حالة التوتر السائدة خلال الفترة الماضية.
وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الدكتور ماجد الأنصاري إن منطقة الشرق الأوسط تعتمد بشكل أساسي على علاقاتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، وإن قطر تعد واحدة من أبرز حلفاء واشنطن في المنطقة، وتتمتع بعلاقات إستراتيجية ومهمة معها.
وأوضح الأنصاري أنه خلال فترة الربيع العربي، تعاملت قطر مع إدارة الرئيس باراك أوباما، وتابعت العمل مع إدارة ترامب في العديد من الملفات، كما تعاونت قطر في شأن الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة مع إدارة الرئيس جو بايدن في العديد من المجالات، وفي مقدمتها ملف الوساطة.
إعلانوشدد على أن إحلال السلام والاستقرار في المنطقة يعتمد على مشاركة الولايات المتحدة وانخراطها بشكل إيجابي، مع التأكيد على أهمية وجود تعاون مشترك يقوم على الحوار، بهدف تحقيق الأفضل للمنطقة برمتها.
وأشار إلى أن الحاجة الأساسية لتحقيق ذلك تكمن في ضرورة الإصغاء لبعضنا البعض، وتجاوز المصالح الضيقة لدول المنطقة، والتركيز على مصلحة المنطقة ككل، وصولا لتحقيق السلام والازدهار العالمي.
ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية إلى أنه في حال وقوع أي مشكلة في واشنطن سيتأثر الجميع في الشرق الأوسط منها، لذلك نسعى أن تكون المشكلات والاضطرابات في الولايات المتحدة بأقل قدر ممكن، مؤكدا تطلع دولة قطر لمواصلة العمل مع إدارة ترامب، حيث إن قطر لديها سجل حافل من العمل مع ترامب، ونأمل في متابعة العمل في العديد من الملفات مستقبلا".
وقال إن ما ينقص نجاح المفاوضات لوقف الحرب في غزة هو الإرادة السياسية، لافتا إلى أنه -على سبيل المثال- كانت هناك صيغة للاتفاق بين الطرفين وكانت مقبولة، ولكن "كان هناك استغلال سياسي لهذا الأمر، لذلك قررنا التوقف عن دورنا كجهة وسيطة، لأننا لا نريد أن نستخدم كأداة في هذا النزاع".
وأشار إلى أن هناك نوعا من التفاؤل بالمرحلة المقبلة، خاصة أن الرئيس الأميركي المنتخب يريد حلولا لمشاكل المنطقة حتى قبل الوصول للحكم، وهذا أمر مبشر ولا نطلب أن يتم الضغط على طرف واحد، ولكن لا بد أن يكون على الطرفين، مؤكدا أنه حان الوقت الآن لإنهاء النزاع وإعادة بناء المنطقة.
وأضاف أن قطر بذلت كل جهودها وإمكانياتها "ولكن قدرتنا محدودة كوسيط، وعندما أردنا استخدام إمكاناتنا قمنا بتجميد هذه الوساطة حتى تكون الظروف مواتية لذلك، وقلنا إننا نعيد تقييم دورنا ونستخدم كل إمكاناتنا ولكن دون الضغط على طرف دون آخر".
وبدوره، قال مؤسس ورئيس "مركز الخليج للأبحاث" في المملكة العربية السعودية الدكتور عبدالعزيز صقر إن الفترة الرئاسية الجديدة لترامب تختلف عن فترته الرئاسية الأولى، ونتطلع لاستكشاف كيف سيتصرف الرئيس الأميركي في الكثير من القضايا بالشرق الأوسط.
إعلانوأضاف "أعتقد أن لدينا مسائل جوهرية أكثر، ننتظر لنرى ما ستكون عليه سياسة ترامب، مع الأخذ بعين الاعتبار مَن الأشخاص الذين اختارهم في المناصب المختلفة؟ وما خلفياتهم؟ ولكن على الرغم من كل ذلك فإنه لديه علاقات قوية مع دول المنطقة".
وقال يجب أن نقلق بشأن القرارات التي ستصدر عن واشنطن لأنه في كل مرة نتذكر فيها "الاثنين الأسود" في بورصة نيويورك، نتذكر أن ما يحدث هناك يصل إلى المنطقة بشكل مباشر ونحن لا نريد ذلك.
ولفت إلى أن ترامب إذا تقرب كثيرا من إيران "فنحن لا نريد أن يكون ذلك على حساب المنطقة التي لا نريد أن تكون معرضة للخطر، كما أنه إذا وضع يده بأيدي إسرائيل ضد إيران أيضا ستعاني المنطقة، وبالتالي يجب أن نرى توازنا معينا واستقرارا معينا للمنطقة".
وأوضح أن دول المنطقة لا تدعم أي انقسام داخل إيران، "لكننا نريدها أن تغير من سلوكها، وأن تراعي المسائل التي تسبب قلقا لدول الخليج مثل أمن الطاقة، والبرنامج النووي، والأمن البحري، ودعم المليشيات المختلفة في المنطقة".
وأضاف "نحن في السعودية لا نريد حربا أو هجوما على إيران لأنه ستكون هناك عواقب على المنطقة، لكن نريد حوارا سياسيا أكبر، والعمل على تحفيز إيران لتغيير سلوكها في المنطقة"، مطالبا الولايات المتحدة أيضا بأن تمارس المزيد من الضغوط على إسرائيل لتغيير سلوكها بالمنطقة ودعم الفلسطينيين لتقرير مصيرهم.
#قنا_فيديو |
وزير الدولة للشؤون الخارجية السويدي لـ #قنا: #منتدى_الدوحة أصبح ملتقى هام جدا لنقاشات رفيعة المستوى ونقطة التقاء سنوية لتعزيز التعاون متعدد الأطراف#قطر #السويد pic.twitter.com/yXeDyYrBRf
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) December 8, 2024
تقدير الدور القطريوأعرب مبعوث البيت الأبيض السابق للشرق الأوسط في عهد إدارة ترامب الأولى جيسون غرينبلات عن تقديره البالغ للجهود القطرية التي بذلت في ملفات الوساطة وتسوية النزاعات وفض الصراعات في المنطقة والعالم، بجانب دورها المهم في إعادة الرهائن والأسرى إلى أوطانهم.
إعلانواستعرض تصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما ما تشهده الأوضاع في المنطقة العربية، داعيا الولايات المتحدة للضغط نحو إحلال السلام وعودة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبيّن غرينبلات أن الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأزمة الإنسانية التي نتجت عن ذلك، تعود في الأصل إلى استمرار التوترات المتزايدة التي شهدتها المنطقة، معربا عن مخاوفه من تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية عليها، عبر تحدي نهج إدارة الرئيس ترامب في التعامل مع الأزمات الإقليمية التي تشهدها المنطقة.
ومن جانبها، دعت سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن "تشاتام هاوس"، الولايات المتحدة لتبني أهداف أكثر وضوحا لسياستها المقبلة في منطقة الشرق الأوسط، والعمل على زيادة العلاقات والتحالفات بين دول المنطقة، بهدف تدشين مرحلة جديدة أكثر سلاما، وبما يسهم في مواجهة التحديات المتزايدة التي يعيشها العالم اليوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة منتدى الدوحة الشرق الأوسط إدارة الرئیس فی المنطقة مع إدارة لا نرید إلى أن
إقرأ أيضاً:
قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني
أعلنت قناة الحرة الأميركية مساء أمس السبت تعليق بثها التلفزيوني نظرا لامتناع الوكالة الأميركية للإعلام عن صرف تمويلها الذي أقره الكونغرس.
وقالت قناة الحرة -وهي شبكة باللغة العربية أنشأتها الحكومة الأميركية بعد غزو العراق عام 2003- في بيان نشر على موقعها إنها تأسف بشدة لاتخاذ هذا القرار الاضطراري.
اضطرت شبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN) إلى تعليق البث التلفزيوني لـ #قناة_الحرة.. نُقدّر جمهورنا ونتطلع إلى العودة إلى عشرات الملايين من المشاهدين الذين كانوا يتابعون الحرة أسبوعيًا. pic.twitter.com/Ny2GIETfUe
— قناة الحرة (@alhurranews) May 31, 2025
ووفقا لموقع الحرة، فقد وافق الكونغرس الأميركي في 14 مارس/آذار الماضي على "تمويل استمراري" لشبكة الشرق الأوسط للإرسال حتى نهاية السنة المالية 2025، وفي اليوم التالي أبلغت الوكالة الأميركية للإعلام الدولي شبكة الشرق الأوسط للإرسال وبقية الهيئات الإعلامية الممولة من الحكومة الأميركية بإنهاء اتفاقيات منحة التمويل فجأة.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت في مارس/آذار الماضي أنها ستوقف جميع التحويلات المالية لوسائل الإعلام المدعومة من الحكومة الأميركية، في إطار حملة واسعة النطاق لخفض التكاليف بقيادة الملياردير إيلون ماسك.
إعلانأدى هذا الإجراء إلى تجميد صوت أميركا على الفور، على الرغم من أن موظفيها رفعوا دعاوى قضائية لاستعادة التمويل الذي وافق عليه الكونغرس.
وقال جيفري غدمين، الرئيس التنفيذي لشبكات الإرسال في الشرق الأوسط، التي تضم تحت مظلتها قناة "الحرة" وغيرها من وسائل الإعلام العربية الأصغر حجما، والممولة من الولايات المتحدة في وقت سابق إن قناة الحرة ستتوقف عن البث، ولكنها ستسعى إلى الحفاظ على التحديثات الرقمية من خلال عدد من الموظفين تم تخفيضه إلى "بضع عشرات".
وتقول قناة الحرة إنها تصل إلى أكثر من 30 مليون شخص كل أسبوع في 22 دولة.
ولدى ترامب علاقة متوترة مع وسائل الإعلام وقد شكك في "جدار الحماية" الذي وعدت بموجبه وسائل الإعلام التي تمولها الولايات المتحدة بالاستقلالية التحريرية.