ماذا تعني صحوة الإرهاب في سوريا؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
تعد صحوة الإرهاب في شمال غرب سوريا، خلال الأيام الماضية، جرس إنذار خطيرًا فيما يتعلق بخطر عودة الإرهاب والتطرف الذي ما يزال يهدد سوريا وبلدان المنطقة ويهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، فقد عاد الإرهاب في سوريا متمثلاً في جبهة النصرة أو ما يسمى بجبهة تحرير الشام بزعامة "أبو محمد الجولاني"، تلك الجبهة الإرهابية التي تعد إحدى أذرع تنظيم القاعدة في سوريا، والتي تشكلت عام ٢٠١١ إبان الثورة السورية، لتصبح لاحقاً من أبرز قوى المعارضة المسلحة في سوريا، فقد تمكنت تلك الجبهة الإرهابية خلال الأيام الماضية، وبمساعدة عسكرية ولوجستية من دول إقليمية ودولية، من السيطرة علي مدينة حلب ومدينة حماه، وتقدمها الآن نحو مدينة حمص، ولربما إلى مدن أخرى مستهدفة الجيش السوري بغية إسقاط الدولة السورية، وتشكيل دولة خلافة إسلامية في الشام.
إن عودة الإرهاب، وعودة تلك الذئاب المنفردة وسط ما يجري في المنطقة من حرب إبادة وحشية إسرائيلية علي غزة ولبنان وسوريا يشير إلي وجود قوى إقليمية ودولية تتمثل في إسرائيل وأمريكا ولربما تركيا باعتبارها حليفة المعارضة في شمال سوريا، وهو الأمر الذي أكده مندوب سوريا في الأمم المتحدة "قصي الضحاك" مؤخرا عندما أعلن في مجلس الأمن أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الكثير من الأهداف العسكرية والمدنية بالمدن السورية أسهمت إلى حد كبير في إنعاش وصحوة الإرهاب المتمثل في جبهة النصرة والمعارضة السورية في شمال غرب سوريا، وبأن الهجوم الإرهابي علي حلب قد جاء - وفق قوله - متزامناً مع تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية من خلال الدعم العسكري واللوجستي الذي تلقوه من دول بعينها، وبما يخالف قرارات الأمم المتحدة والاتفاقات المتعلقة بخفض التصعيد التي أقرها مسار اسيتانا الذي كان قد أكد على الالتزام بسيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، ومواصلة العمل على مكافحة الإرهاب، وهي التعاهدات التي لم يقم الجانب التركي بواجبه المنوط به نحوها، وذلك عندما تركت تركيا هذا التنظيم الإرهابي المدرج على قوائم الإرهاب يهجم ويهدد ويسيطر علي الشمال الغربي لسوريا، وبما يسهم في زعزعة واستقرار أمن المنطقة وتحريك الخلايا الإرهابية، والتمهيد لعودتها من جديد، مهددة الأمن والاستقرار لدول المنطقة مرة أخرى، وبما يهدد أمن واستقرار كل بلدان العالم غير البعيد عن مخاطر وتداعيات الإرهاب. وفي هذا الصدد يؤكد بعض الخبراء والمحللين أن أمريكا التي تتواجد بقواعدها منذ سنوات داخل سوريا كانت علي علم بتلك الأحداث الإرهابية المباغتة، وبما يؤكد تنسيقها مع جبهة النصرة، ومع إسرائيل ودول إقليمية أخرى أسهمت في استيلاء جبهة النصرة علي حلب وحماه، وتهديد أمن المنطقة وتهجير سكانها، وبما يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل في سوريا وفقاً لمخطط إعادة رسم خريطة المنطقة. إن هذا الطرح قد أكده مندوب روسيا في مجلس الأمن "فاسيلي نيبينزيا" الذي اتهم مؤخرا أمريكا بدعم التنظيمات الإرهابية ومباركة أهدافها، بما يهدد وحدة التراب السوري والأمن والسلم الدوليين.
وانطلاقاً من صحوة وعودة الإرهاب في سوريا من خلال جبهة النصرة والفصائل المسلحة في سوريا، فإن بعض الدول العربية المحورية المهمة بالمنطقة، والتي انكوت بنار الإرهاب كانت من أوائل الدول التي أعلنت دعمها ومساندتها للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية، وعلي رأس تلك الدول كانت مصر، الإمارات، الأردن، والعراق، منبهين العالم بمؤسساته الدولية إلى خطر عودة الإرهاب، وتحميله المسئولية لكي يقوم بالتصدي لهذا الإرهاب الخطير الذي يهدد سوريا والعالم، وبدعم تلك الدول العربية لكل تلك الجهود السلمية والدولية النزيهة التي تعمل علي إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري نحو الأمن والاستقرار وحماية ترابه الوطني.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جبهة النصرة الإرهاب فی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
وزيرا خارجية ودفاع سوريا في أول زيارة لموسكو..ماذا بحثا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أجرى وزير الخارجية في الحكومة السورية الحالية، أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، أول زيارة رسمية لهما إلى موسكو، الخميس، لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية الشيباني، الخميس، إن سوريا فتحت أبوابها للعالم منذ الإطاحة بـ"النظام البائد"، وتتطلع لإقامة علاقات دولية قائمة على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، طبقا لوكالة "سانا" السورية الحكومية للأنباء.
وقالت وزارة الخارجية السورية عبر حسابها الرسمي على "إكس"، تويتر سابقا إن "وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني التقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في قصر الضيافة بالعاصمة موسكو، في أول زيارة رسمية يقوم بها الشيباني".
وأضاف الشيباني في مؤتمر صحفي مع لافروف، أن سوريا تتطلع إلى "تعاون وتنسيق كامل مع روسيا لدعم مسار العدالة الانتقالية فيها بما يضمن إعادة الاعتبار للضحايا".
وأشار وزير الخارجية السوري إلى أن العلاقات السورية- الروسية تمر بمنعطف حاسم وتاريخي، والتعاون مع روسيا يقوم على أساس الاحترام، وأن الحوار مع روسيا "خطوة استراتيجية تدعم مستقبل سوريا".
وأكد الشيباني أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تغذي العنف وتزعزع الاستقرارويجب وقفها"، موضحا أن "تدخلات إسرائيل تعقد المشهد على الساحة السورية، وأن هناك جهات لا تريد لسوريا أن تكون آمنة".
وشدد وزير الخارجية السوري على أن "أي سلاح خارج إطار الدولة سيؤدي إلى أحداث تزعزع الاستقرار كما حصل مؤخراً في السويداء، وأن الحل يكمن بأن تأخذ الدولة دورها فهي الضامن الوحيد لحماية المدنيين"، بحسب وكالة "سانا".
وقال أسعد الشيباني: "تعبنا من الحرب خلال 14 سنة، نريد لم شمل الشعب السوري في الداخل والخارج، وهو ما يحتاج إلى بيئة مواتية ومساعدة ودعم من الأصدقاء".
وفي الوقت نفسه، قالت وكالة "سانا"، إن وزير الدفاع في الحكومة السورية الحالية، اللواء مرهف أبو قصرة وصل إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية، والتقى نظيره الروسي، أندريه بيلوسوف لبحث العديد من القضايا المشتركة.