سودانايل:
2025-05-30@09:41:44 GMT

سقوط بشار وقصة اختراق ايميل الرئيس

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

محمد المكي أحمد

سقوط نظام بشار الأسد ( 8 ديسمبر 2024 )، بضربات المعارضة، يشكل أبرز حدث تشهده سوريا في تاريخها الحديث، والمنطقة العربية حاليا ، والعالم، وهو يرسل رسالة مهمة للداخل والخارج، عنوانها الأبرز أن من يراهن على إرادة الشعوب يكسب، ومن يدعم الديكتاتورية وقمع الشعوب يخسر، اليوم أو غدا.
معلوم أن النظام الديكتاتوري في سوريا ، حكم بالحديد والنار، قتل أعدادا لا حصر لها من السوريين، أذل الشعب، رجالا ونساء، بالاعتقالات، التعذيب، ، استخدم السلاح الكيمائي، دمر بلدا جميلا، رائعا، بانسانه، وتاريخه، وغنيا بموارده، ومواقف شعبه النضالية.


نظام بشار انهار رغم استخدامه القمع، وهاهي المعارضة تدخل العاصمة التاريخية دمشق ، وكان لافتا خروج مواطنين إلى الشوارع يحتفلون بالانتصار في قلب ساحة الأمويين، و مواقع أخرى .
الانتصار الشعبي السوري أسعدني لأسباب عدة.
دوري الصحافي المهني دعم سعي الشعب السوري نحو الحرية والديمقراطية والعيش الكريم.
التقيت عددا من قادة المعارضة السورية، نشرت صحيفة ” الحياة” اللندنية تصريحاتهم وأحاديثهم ، كما بثتها إذاعة مونت كارلو الدولية بباريس ، في فترة عملي مراسلا للصحيفة اللندنية والإذاعة الفرنسية في العاصمة القطرية الدوحة.
في لندن انتقدت بشدة في قناة ” الحوار” نظام بشار، وزيارة الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير لدمشق في محاولة فاشلة لاخراجه من عزلته.
تذكرت اليوم تفاصيل حوار انفردت باجرائه مع مخترق ” ايميل” بشار الأسد .
حواري مع عبد الله حاجم الشمري نشرته صحيفة ” الحياة” اللندنية في سبتمبر 2012، إذ كشف قصة اختراقه ” إيميل” ( الرئيس) بشار الأسد .
حواري مع المعارض السوري أحدث أصداء واسعة عربيا ودوليا، ، وقوبل باهتمام قناة “العربية” التي نشرته في موقعها الالكتروني .
قائد فريق اختراق ايميل (الرئيس السوري بشار الأسد) قال إنه يحتفط بنحو 7500 رسالة إلكترونية لبشار، و” تضم كنزاً من الأسرار والفضائح،ورسائل مثيرة من الحلقة الضيقة للرئيس”
أوضح كيفية اختراقه ” إيميل” بشار” ، وقال إنه كتب مقالات عن الوضع السوري، وأرسلها إلى مكتب وزير شؤؤون الرئاسة ، ثم تلقى اتصالا من شخص في مكتب شؤون الرئاسة فوصف مضمون مقالات الشمري بأنها تتضمن ” كلاما صعبا ولا أستطيع إيصاله إلى الرئيس، لكنني سأعطيك إيميل الرئيس الخاص والسري، وأرسل إليه مقالاتك”.
مخترق “ايميل” بشار ، أضاف ” تلقىت عنوان بريد بشار الالكتروني في 28 مارس 2010، فأرسلت مقالاتي لبشار ، وكانت تحمل “تحذيراً ومطالبة بالإصلاح قبل فوات الأوان”.
بعدما اندلعت تظاهرات في ريف دمشق اقترح على أصدقائه أهمية التفكير في طريقة لدعمها، و “قررنا أن نخترق “إيميل” بشار بالبحث عن كلمة السر التي تفتح بريده الإلكتروني”.
في 18 في مارس 2011 أحضر فريق الاختراق “أجهزة وبرامج لفك كلمة السر، وأنشأوا قاعدة بيانات لتزويد برامج الاختراق مع تركيب حروف وأرقام لكشف كلمة السر، لكن لم ننجح”.
تابع: خلال أسبوع لم ننجح في كشف كلمة السر، ثم قال لي صديقي – والكلام لقائد فريق الاختراق- “أنت تصفهم بالغباء دعنا نعمل بطريقة غبية، ثم فاجأني الصديق، بقوله “مبروك اخترقنا إيميل الرئيس، وجرى هذا في 16 نيسان (ابريل) 2011، وقد “كشفنا كلمة السر وهي 1234”.
كشف الشمري أن بشار “كان يلغي أية رسالة فور قراءتها، وكنا لا نستطيع فتح الرسائل غير المقروءة حتى لا يُكشف أمرنا، ولهذا قررنا السفر إلى الخارج من أجل اختراق (السيرفر)، فغادرت إلى لبنان في 4 من مايو2011 ، ثم اخترت الإقامة في دولة لا تربطها علاقات مع سوريا كي لا تسلمنا للنظام، فوصلت إلى المكسيك في 9 مايو 2011”.

قال في حواري معه ” اخترقنا السيرفر كله في 16 و18 مايو 2011، ودخلنا إلى (إيميل) أسماء زوجة (الرئيس) وهي ” لا تمسح الرسائل، وعثرنا على كنز من المعلومات، وكنا نقرأ رسائل بشار وهو نائم بسبب فارق التوقيت بين دمشق والمكسيك”
جاء في الحوار أنه اطلع على “معلومات تدور في كواليس الاستخبارات، ومواقف دول غير معلنة، واجتماعات سرية مع شخصيات عربية ودولية، وما كتبه جواسيس النظام السوري إلى الرئيس وما نصحوه به ، وهناك رسالة من مستشارة إعلامية طلبت من الرئيس فتح مكتب لها في القصر، و رسائل عن تحويلات مالية ضخمة إلى الخارج، وخطط النظام في شأن الاعتقال واستخدام القمع”.
قال مخترق ” الايميل” أنه تعرض لمحاولة اغتيال في المكسيك بعد كشف قصة الاختراق” و” لديّ 7500 رسالة “إيميل” فيها الكثير من الأسرار والفضائح وسأوثقها للتاريخ”
الشمري قال لي إنه خريج طب في بلغاريا. و إنه أنشأ مع فريقه أول شبكة معلومات عربية على الإنترنت وتولى إدارتها.
إعادتي نشر قصة اختراق ” ايميل” بشار التي انفردت بنشرها قبل سنوات تؤشر إلى أن نضال السوريين الذين قالوا لا لنظام البطش و الطغيان قد تعددت ساحاته، وأساليبه، وبينها استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وكانت ثورتهم خلال فترة ” الربيع العربي” عارمة لكن ضُربت بقسوة داخليا، وحوصرت بتدخلات خارجية، لكن ما جرى اليوم هو نتاج ثورة شعب قديمة متجددة .
سقوط بشار رسالة ساخنة تحتاج إلى أن يقرأ دلالاتها القابضون على كراسي الحكم الساخنة في السودان، و مَن أشعلوا نيران الحرب الحالية، ويقمعون الشعب ويفقرونه ويُذلونه ويدمرون حياته بمختلف انواع الأسلحة، وبالكلام السخيف، والممجوج .
إرادة الشعب السوداني لن تموت ، ونضاله السلمي سينتصر مثلما أبهر العالم بثورة ديسمبر 2018 التي انتصرت في العام 2019.
الثوار السوريون ، لم يقدموا اليوم الدرس الجديد عن إرادة الشعوب الغلابة للمنطقة العربية فحسب بل للعالم، الذي فاجأته سرعة الأحداث و هروب بشار، وانهيار حسابات سياسية فاشلة لم يتعلم أصحابها من دروس التاريخ .
الحدث السوري أعاد إلى الذاكرة مشاهداتي في بلد رائع، زرته، وجلت في أرجائه قبل سنوات ، في دمشق حيث الجامع الأموي العريق، وساحة العباسيين، وروعة جبل قاسيون ليلا.
زرت حلب ، اللاذقية المدينة الساحلية على البحر الابيض الأبيض المتوسط، كسب البلدة السياحية، صلنفة المصيف الجميل ، وغيرها من مواقع التاريخ والنضار والجمال.
مبروك من الأعماق للشعب السوري ، الذي صبر، وعانى ، وانتصر انتصارا تاريخيا باهرا.
التحدي أمام المعارضة السورية التي أسقطت بشار أن تحترم حقوق السوريين كافة ، باختلاف رؤاهم، وتوجهاتهم، وتبني وتقوي أواصر الوحدة الوطنية.
التحديات أمام قوى التغيير السورية لا حصر لها، وفي صدارتها، وحدة الكلمة والصف، و ستشكل كيفية إدارة الفترة الانتقالية في ظل تحديات اقليمية كثيرة مؤشر النجاح أو الفشل في بناء سوريا الجديدة.
المواطن السوري يتطلع إلى مناخ الأمن والحرية، والعدالة، والاستقرار، والعيش الكريم.
دول الجوار السوري قلقة، وتحتاج إلى طمأنة ومد جسور التواصل ، كما أن تلك الدول تحتاج إلى تلتزم بسياسة جديدة تحترم إرادة التغيير في سوريا الجديدة.
الكرة أيضا في ملعب الدول العربية، خصوصا التي فاجأها سقوط وهروب بشار السريع ، وأيضا في مرمى حلفائه في موسكو وايران ولبنان، كي يتم احترام ودعم ارادة الشعب السوري، إذ لا خيار أمامها سوى الاقرار بحقائق الواقع الجديد اذا أرادت أن تستقر دولها و المنطقة .
الرئيس الأميركي المنتخب أمامه التحدي الأكبر..
هل يدعم دونالد ترامب قادة سوريا الجدد، كي تنجح الفترة الانتقالية، ويمنع بصرامة أي استهداف خارجي لسوريا في هذه الظروف الدقيقة التي تواجه دول المنطقة والعالم، ليساهم في استقرار دمشق، ويمنع الحروب في العالم، كما قال في تصريحاته، قبل وبعد فورزه بفترة رئاسية جديدة؟.

modalmakki@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: بشار الأسد کلمة السر

إقرأ أيضاً:

الرئيس السوري أحمد الشرع: من قلب حلب أعلن للعالم أن حربنا مع الطغاة انتهت

قال الرئيس السوري أحمد الشرع مساء اليوم الثلاثاء، إنه يعلن للعالم من قلب مدينة حلب "لقد انتهت حربنا مع الطغاة وبدأت معركتنا ضد الفقر".

وفي ما يلي، أبرز ما جاء ذلك في كلمة أحمد الشرع خلال الفعالية الجماهيرية "حلب مفتاح النصر" التي أقيمت على مدرج قلعة حلب:

يا أبناء حلب، يا من كتبتم بالدماء الزكية سطور المجد ونسجتم من الصبر أشرعة الإقدام وصغتم من عرق الكفاح قلائد العزة والرفعة.. نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود.في هذه المدينة كانت الثورة صرخة صادقة ولدت من رحم الألم فحملها رجال صدقوا العهد وصانوا الوعد فعملوا في الخفاء ليصنعوا المجد فكان لهم خير أثر في معركة التحرير.. كم تأثرت لخسارتها وكم عزمت على استردادها، وكم حذرني الناس من دخولها، فقلت: ما من فتح أعظم من حلب وما من نصر يعدلها.كنت على يقين أن تحرير حلب هو مفتاح النصر هيأنا العدة وجهزنا الجيوش، ولم نخض حربا كما خضناها من أجل حلب ومع التوكل على الله وبدء قواتنا بالزحف نحو أسوارها بدأت حصون العدو تتهاوى.. عندما دخل الأبطال أول أزقتها التفت إلى رفاقي وقلت هذه لحظة تصنعها الأمم مرة كل قرن.. نعم كانت لحظة عظيمة في التاريخ، حينها رأيت دمشق من أسوار قلعة حلب.إخواني في مثل هذا اليوم قبل عامين قلت إنني أراكم في حلب كما أراكم الآن ولا نستحق هذا الدرع إلا إذا عدنا إلى حلب.. ها نحن نفي بالوعد عدنا إليكم نبشركم، ونقول ستكون حلب أعظم منارة اقتصادية.. ومن قلب حلب أعلن للعالم لقد انتهت حربنا مع الطغاة، وبدأت معركتنا ضد الفقر.يا أهل حلب الكرام ويا أهل سوريا العظام لقد تحررت أرضكم واستعيد مجدكم، وعادت مكانتكم في الإقليم والعالم، رفعت عنكم القيود وتخففت عنكم الأثقال وزالت من أمامكم عوائق التنمية، وها هو الطريق أمامكم ممهد اليوم فشمروا عن سواعد الجد وأتقنوا العمل وتفننوا بالإبداع وأروا الله والعالم ما أنتم صانعون، عمروا أرضكم وانهضوا بمجتمعكم وكونوا سواعد الحق وحماة الضعفاء وسند الفقراء وكونوا فرسان البناء كما كنتم أبطال التحرير.أيها السوريون الكرام انظروا كيف عاد اسمكم يذكر في المحافل وكيف بات السوري محل التقدير والاحترام بعد أن كان يدفع عن الأبواب مسلوب الحقوق متروكًا لمصيره بين تقتيل وتهجير وإذلال.هذا الذي نراه من دعم الأشقاء والأصدقاء ورفع العقوبات ليس من قبيل المجاملة السياسية، بل هو استحقاق استحقه السوريون من العالم لما بذلوه من تضحيات وسطروه من بطولات، وما يثقل عاتقنا عظم الأمانة فلا تخذلوا أنفسكم فتخذلوا عالمًا تعلقت آماله عليكم.أنتم فرصة الشرق في زمن الخراب وفرصة الاستقرار في زمن الأزمات والحروب، فدعونا نستثمر الفرصة السانحة ونأخذ واجبنا بحقه.. أيها الشعب السوري العظيم إن معركة البناء لتوها قد بدأت فلنتكاتف جميعًا ونستعن بالله على صنع مستقبل مشرق لبلد عريق وشعب يستحق، وستجدوننا كما عهدتمونا داعمين مخلصين لا تكل عزائمنا ولا تنحني إرادتنا بعون الله.ليكن شعارنا كما رفعناه من قبل، لا نريح ولا نستريح حتى نعيد بناء سوريا من جديد ونباهي بها العالم أجمع بحول الله وقوته.

مقالات مشابهة

  • هذه الأسباب تؤخر عودة اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد
  • سوريا.. أول هجوم لـ"داعش" منذ سقوط الأسد
  • الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة رامز الخياط: الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم ستحول سوريا من دولة لديها عجز في مجال الطاقة إلى دولة مصدرة لها
  • مصدرها الجانب السوري.. سقوط قذيفة من نوع شيلكا في بلدة الدوسة – عكار
  • مصدرها الجانب السوري.. جريح جراء سقوط قذيفة من نوع شيلكا في عكار
  • وزير الخارجية يستقبل المبعوث الأمريكي إلى سوريا ويبحثان خطوات الدعم الشعب السوري
  • ميناء طرطوس السوري يستقبل أول سفينة قمح منذ سقوط الأسد
  • رسالة خطية غامضة من سلطان عُمان إلى الرئيس العراقي
  • الرئيس السوري أحمد الشرع: من قلب حلب أعلن للعالم أن حربنا مع الطغاة انتهت
  • سوريا تؤكد إغلاق المقرات التي كان يشغلها انفصاليو البوليساريو