صحيفة التغيير السودانية:
2025-12-09@03:22:42 GMT

معركة الحق والباطل: مَنْ يكسب..؟!

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

معركة الحق والباطل: مَنْ يكسب..؟!

د. مرتضى الغالي

نحن بإزاء (ترسانة من الضلال) شيدتها الإنقاذ ورعاها الكيزان..! وهم يغدقون عليها اليوم المال الغزير، ويستقطبون لها (بالشراء والإغراء) الجمع الغفير.. ويتاجرون من أجلها بالدين، ويستخدمون فيها أعتى أسلحة الكذب والإفك والتزوير والتشهير والبهتان..!

ومع هذا الحال لا مجال لتمييع هذه المعركة المحتدمة؛ فهي من أظهر سنن الله في كونه.

. بل أن دمغ الباطل هو من أوجب واجبات الدين والإنسانية والوطنية.. فلا تتركوا لأهل الباطل جنباً يتكئون عليه أو غفوة يرتاحون إليها آمنين من المساءلة..!

وما أقبح شأن الذين يناصرون الباطل بالتغاضي عنه، وتجاهل وقائعه المشهودة والصمت عن جرائمه الدموية (بالكلام الملولو الخائب) في حين يموت السودانيون بالمئات بين كلمة وكلمة ولحظة وأخرى.. ويتمزق الوطن ويتشرد الناس هائمين على وجوههم هم وأطفالهم بغير غذاء ولا دواء ولا كساء نتيجة هذا التزوير والتحوير..!

ومن نماذج هذا الباطل بعض رعاة الشر والفساد الذي يعتمرون بزي الدين.. وعبد الحي يوسف من هؤلاء الأدعياء.. فهو يفتي بقتل ثلثي الشعب السوداني من أجل استمرار حكم الفساد والطغيان.. فهل يمكن التغاضي عن ذلك….؟! وهل هناك فتوى أمعن في الباطل، وأفظع في المآلات من هذه الفتوى..؟!

أليس لهذه الفتوى (شق من المسؤولية) عن كل الدماء التي وقعت في السودان قبل ثورة ديسمبر وحتى يومنا هذا..؟! خاصة وأن هذا الداعية الكذوب اتبعها بفتوى أخرى عن جواز قتل الأبرياء بالقصف وإعدام المدنيين بغير محاكمة ومساءلة بحجة دعمهم لمليشيا الدعم السريع..!

ظن عبد الحي نفسه عالماً واختلق سؤالاً، ثم أجاب عنه..! والسؤال الذي ابتكره “من عندياته” ونشره في صفحته الرسمية على فيسبوك هو: (كيف يكفّر الإنسان عن ذكر أحد العلماء بالسوء).. وهو طبعاً يقصد نفسه..!! ثم أجاب عن السؤال الذي وجهه لنفسه بالقول: (عليه أن يتوب إلى الله، ويُذكر هذا العالم بالخير في المواطن التي ذكره بالسوء فيها)..!

لنفترض أن هذا الرجل من العلماء.. وهو ليس بعالم.. والصلة الوحيدة التي تربطه بالعلم هو بحث قدمه لمؤسسة علمية، وقد تم نقض أطروحته وهدم بنيانها من أهل العلم، حيث أبانوا بالأدلة القاطعة تهافتها ومفارقتها الفادحة لأسس البحث العلمي، وكل ما يمت إليه بسبب أو نسب أو صلة..!

ولكن لنفترض أنه عالم.. وأن أحد الناس يريد أن يكفّر عن تعرّضه له؛ ويريد أن يذكره بالخير في كل المواطن التي ذكره فيها بغير ذلك.. فما هي المواطن التي يقترحها عبد الحي يوسف..؟

هل هو الموطن الذي التقى فيه بالمخلوع قبيل خلعه، وأفتى له بقتل ثلثي الشعب للحفاظ على سلطته..؟

هل هو اليوم الذي قال فيه إن فض الاعتصام (بمذبحته المروّعة) قد أثلجت صدره (وصدور قوم مؤمنين)..؟!

هل هو اليوم والمكان الذي استلم فيه (5 مليون دولار) من مال الدولة خفية وبعيداً عن الرقابة وبغير حق قانوني ولا إيصالات ولا توقيع.. وهي جريمة أقل توصيف لها (استلام المال المسروق).. ثم لم يعترف به حتى بعد أن أقر رئيسه المخلوع أمام القضاء بتسليمه المبلغ كاملاً..؟!

هل هو اليوم الذي أفتي فيه بجواز قتل المدنيين الأبرياء بالقصف الجوي؛ لأن طبيعة القصف الجوي كما قال (لا تسمح بنجاة المدنيين الأبرياء)..؟

هل هو موقع فتواه بقتل المدنيين بغير محاكمة بحجة دعمهم لمليشيا الدعم السريع..؟!

أليس لهذا الرجل مسؤولية (ولو أخلاقياً) ولا نقول دينياً أو جنائياً.. عن جميع ضحايا وقتلى القصف الجوي ومقتلة ميدان الاعتصام حرقاً وغرقاً.. علاوة على المصابين والمفقودين..؟!

لقد ورد ذكر مفردة الباطل في القرآن الكريم 20 مرّة.. وفي كل المواطن يأتي التحذير من مناصرة الباطل.. وضرورة دمغة والحض على عدم إلباس الحق بالباطل.. وحُرمة أكل أموال الناس بالباطل، ومنها قوله تعالى: (أن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل).. وجاء في شرح الآية (ذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين)..!

ومنها الدعوة إلى قذف الباطل بالحق لإزهاقه.. ثم التنويه بمصائر السوء الذي تنتظر من يجادلون بالباطل (ليدحضوا به الحق، فأخذتُهم فكيف كان عقاب)..!

لا مجال لتمييع هذه المعركة الحاضرة التي يبذل الكيزان لكسبها (مال قارون وكرتي وبنوك جزر كايمان) عن طريق مناهضة الحق وهزيمته.،.. وهيهات.. الله لا كسّبكم..!

[email protected]

الوسومد. مرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: د مرتضى الغالي

إقرأ أيضاً:

هل تتدخل مصر عسكريًا في أزمة سد النهضة؟.. وزير الخارجية يرد بشكل حاسم

رفض الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، إطلاق اسم «النهضة» على السد الإثيوبي، مشددا على أنه نتج عن إجراء أحادي غير قانوني يتناقض مع القانون الدولي.

وأضاف عبد العاطي، خلال لقاء مع قناة «الجزيرة»، اليوم الأحد، أن «القانون الدولي ينص على أن المجاري المائية العابرة للحدود يجب أن تخضع لقواعد القانون الدولي، والتي تشمل الإخطار المسبق، وعدم إلحاق الضرر».

وشدد وزير الخارجية، على أن الجانب الإثيوبي تعمد اتخاذ إجراءات أحادية، ويروج للأكاذيب والأمور غير الصحيح، كما يدعي زورًا وبهتانًا أنه مستعد للحوار والتوصل إلى اتفاقات خلال التفاوض.

وقال: «جربنا التفاوض أكثر من 13 عامًا، وللأسف الشديد لم تكن هناك جدية أو نوايا حسنة من الجانب الإثيوبي، الذي استغل الإطار التفاوضي لفرض سياسات أحادية».

وشدد على أن «الموقف المصري المعلن متعلق بعدم القبول بأي إجراءات أحادية»، منوهًا أن السد «غير قانوني وغير شرعي».

وأوضح أن «مصر تدرك تمامًا أن المسار التفاوضي وصل إلى طريق مسدود، ولها الحق كاملًا - في إطار كل الوسائل المتاحة - للدفاع عن حقوقها ومصالحها المائية لو تعرضت للضرر، وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

وبسؤاله: «هل الحل العسكري خيار؟»، أجاب: «نتحدث عن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح للدول الدفاع الشرعي عن النفس ومصالحها الوجودية إذا تعرضت إلى الضرر، المساس بالمصالح المائية والأمن المائي مسالة تهديد وجودي للشعب المصري، ولا يمكن أن نرهن مصير الشعب المصري بادعاءات وسياسات أحادية وتعهدات شفوية».

وأكد ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، مشيرا إلى أن الدول الثلاث توصلت بالفعل إلى اتفاق في عام 2020 برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووافقت عليه مصر رغم أنه لم يلبّ تطلعاتها.

واستكمل: «قلنا لإثيوبيا الحق في التنمية، ولمصر والسودان الحق في الحياة والوجود، لكن الجانب الإثيوبي تراجع وانسحب ولم يشارك في مراسم التوقيع، ما أدى إلى تفويت فرصة ذهبية للتوصل إلى اتفاق منصف وعادل يراعي حقوق الجميع».

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يبحث مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي تطورات الأوضاع بالمنطقة

مصطفى بكري عن بيان إثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة: «جعجعة وكلام فاضي» - فيديو

أحمد موسى: البيان الإثيوبي لا يعبر عن دولة.. بل عن ميليشيات

مقالات مشابهة

  • بين عدالة الشورى وسطوة الاستبداد
  • «الدعم السريع» يقصف المدنيين في كردفان
  • الجامعة العربية تدين الجرائم في حق المدنيين بكردفان
  • وزير الخارجية يكشف أسباب فشل اتفاق 2020 بين مصر وإثيوبيا لحل أزمة السد
  • هل تتدخل مصر عسكريًا في أزمة سد النهضة؟.. وزير الخارجية يرد بشكل حاسم
  • قطر: الفلسطينيون في غزة لا يريدون مغادرة الأرض ولهم كل الحق في العيش هناك
  • توغلت في بيت جن وأرهبت المدنيين.. إسرائيل تعيد التوتر لحدود الجولان
  • قوم لا للحرب قوم مجرمون مثلهم مثل كل من قتل أو آذى نفساً بغير وجه حق
  • الشيخ خالد الجندي يوضح أنواع الحريات في الإسلام .. فيديو
  • سلطة الأب على خلع الحجاب.. عبدالله رشدي: “لا تملك هذا الحق”