دراسة: الأمم المتحدة تعاملت مع “صافر” بابتزاز سياسي مقابل نزع فتيل الأزمة وترحيلها
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال مركز بحثي يمني، الخميس، إن الأمم المتحدة تعاملت مع أزمة خزان “صافر” النفطي غربي اليمن، من خلال كلفة مالية عالية بدت وكأنها ابتزاز للمجتمع الدُّولي في مقابل التداعيات الكارثية، في المقابل تمكنت فقط من نزع فتيل الأزمة وترحيلها إلى الأمام دون أن توجد حلاً جذرياً لها.
وأصدر مركز المخا للدراسات، دراسة جديدة، أعدها الأكاديمي والباحث، ناصر الطويل، عن خزَّان “صافر”، حيث ركزت الدراسة “الترحيل المُكلِف.
وأوضحت الدراسة، إلى أن الأمم المتحدة؛ تبنت مجموعة من السياسات التي أوجدت اهتمامًا دوليًّا بهذه الأزمة، وحشدت لها الإمكانات السياسية والمالية، لكنه شاب سياسات الأمم المتحدة تجاه هذه الأزمة عدد من الجوانب السلبية.
ووفقاً للدراسة، فإنه كان بإمكان الأمم المتحدة الضغط باتجاه البديل الأقل كلفة، والمتمثل في نقل النفط إلى شاحنة وبيعه، وكان هذا هو البديل الطبيعي والأقل كلفة؛ ومع الإقرار بأن موقف الحوثيين كان محبطًا، إلا أن سياسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كانت أكثر ليونة، لا سيما في المرحلة الأولى التي ظهرت فيها أزمة “صافر”، مع أن بيدهما الكثير من وسائل الضغط لإجبار الحوثيين على المضي في هذا البديل، خصوصًا في ظل المرونة العالية التي اتسم بها موقف الحكومة الشرعية فيما يتصل بوضع الناقلة، والتصرف في عائدات بيع النفط الذي يقع عليها.
وأوضحت الدراسة، أن الأمم المتحدة ركزت على نزع فتيل القنبلة المؤقتة التي كان يمثلها خزان “صافر” المتهالك، والحيلولة دون حدوث السيناريو الأسوأ المتمثل في تسرب النفط أو حدوث انفجار في الخزان، وقد تحقق هذا جزئيا من خلال نقل النفط إلى الخزان العائم الجديد “اليمن”، إلا أن هذا لا يعني أن المشكلة قد انتهت، مشيرة إلى أن بقاء الناقلة الجديدة بكميات النفط التي عليها يمثل قنبلة موقوتة جديدة، فمن الوارد أن تتعرض لمخاطر جديدة متعددة المصادر، ما قد يحدث تداعيات كارثية تضاهي تلك التي كان يمثلها خزان “صافر”.
وحذرت الدراسة، من أن بقاء الناقلة في ساحة حرب يجعلها عرضة لمقذوف ناري، سواء بطريق الخطأ أو بشكل متعمد، وهذا السيناريو الأخير وارد خصوصًا في حال حدوث تحول عسكري كبير لصالح الحكومة الشرعية؛ فقد أشارت تقارير إلى أن الحوثيين هددوا باستهداف الناقلة عند اقتراب القوات الحكومة الشرعية، المسنودة من قبل “التحالف العربي”، من مدينة الحديدة، عام 2018م.
كما رجحت إمكانية تعرض الناقلة الجديدة للغم بحري أو عبوة ناسفة، أو عبوة ناسفة منقولة بالمياه، أو غيرها من الأجسام التي تقذف بها أمواج البحر، لا سيما وقد أشارت الكثير من التقارير إلى نشر الحوثيين للكثير من الألغام عرض البحر، بسبب النزاع الحالي.
وقال الدراسة، إن الأمم المتحدة افتقرت لنهج الحل جذري والدائم مع خزان “صافر”، فمن المتوقع أن يتعرض الخزان الجديد “نوتيكا” لتهالك أسرع من خزان “صافر”، في ظل معلومات عن أنه لم يتبق من عمرها الافتراضي سوى خمس سنوات، وفي ظل ارتفاع الملوحة والأحوال المناخية في منطقة رسوه بشكل دائم.
وكشفت الدراسة، أن تكلفة نقل النفط من على خزان “صافر” تطلب مبلغًا يقترب من (148) مليون دولار، وهو لا شك مبلغ لا يقارن بحجم الضرر الذي كان سينجم عن سيناريو تسرب النفط أو انفجار الخزان، لكن هذه التكلفة تنطوي على مبالغة كبيرة، ويعود جزء من هذه المبالغة إلى نهج الأمم المتحدة في التعامل مع مثل هذه القضايا، وإلى تعدد المنظمات الفرعية المشاركة في العملية، وإلى مستوى الإجراءات التحوطية المبالغ فيها لإمكانية تسرب النفط، وكيفية التعامل معه إذا ما حدث.
وأوضحت أن الميزانية كانت في حدود ما يعادل (144) مليون دولار، و”لكن سرعان ما ازدادت المبالغ المستحقة مع ارتفاع تكاليف ناقلات النفط العملاقة، وجراء عوامل أخرى، لتصل ميزانية مرحلة الطوارئ الحالية إلى (129) مليون دولار، فيما تتطلب المرحلة الثانية (19) مليون دولار، وبذلك يبلغ إجمالي التكلفة (148) مليون دولار.
الدراسة، خلصت إلى أنه يجب على الأمم المتحدة والوسطاء الدوليين مواصلة العمل على مسار عاجل تقود فيه الأمم المتحدة الجهود الدولية للضغط على الأطراف اليمنية للتوافق على صيغة ما تضمن بيع النفط المتواجد على الخزان الجديد “اليمن”، وصرف عائداته لصالح الشعب اليمني المتضرر من الحرب.
وأوصت الدراسة، على المدى المتوسط توظيف النجاح في التعامل مع أزمة “صافر” لتكون محفزًا للتفاوض حول مسار إعادة تصدير النفط، في إطار تسوية سياسية أوسع، يلمس اليمنيون فوائدها، وتحدث انفراجه في الأزمة الإنسانية التي يعانون منها.
ويوم الجمعة 11 أغسطس الجاري، أعلنت الأمم المتحدة، استكمال نقل حمولة نفطية تقدر بـ(1,14) مليون برميل، من على ناقلة النفط العائمة “صافر”، والتي ترسو قبالة ميناء رأس عيسى لتصدير النفط بالحديدة، على البحر الأحمر، إلى ناقلة أخرى، يطلق عليها “اليمن”، وكان اسمها الأصلي “نوتيكا”. بلغت كلفة هذه العملية قرابة (148) مليون دولار؛ وكانت قد انطلقت يوم الثلاثاء، الموافق 25 يوليو الماضي (2023م)، وقد حظيت العملية بترحيب دولي واسع.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأمم المتحدة اليمن دراسة صافر الأمم المتحدة ملیون دولار إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف المسكنات الأفيونية المرتبطة بزيادة خطر الإمساك
إنجلترا – كشفت دراسة بريطانية أن بعض مسكنات الألم الأفيونية ترتبط بشكل أكبر بزيادة خطر الإصابة بالإمساك لدى المرضى المصابين بآلام غير سرطانية.
وأجرى الدراسة فريق بحثي في جامعة مانشستر، مستندا إلى تحليل بيانات أكثر من 80 ألف مريض من شمال غرب إنجلترا خلال الفترة بين عامي 2009 و2020.
وأظهرت النتائج أن مسكنات مثل المورفين والأوكسيكودون والفنتانيل والمركبات الأفيونية المركبة ترتبط بزيادة كبيرة في احتمال الإصابة بالإمساك الشديد، مقارنة بالكودايين. وفي المقابل، كان الترامادول مرتبطا بأقل معدل لخطر الإمساك مقارنة بالكودايين.
ووجد الباحثون أن خطر الإصابة بالإمساك الشديد يزداد لدى المرضى الذين يتناولون جرعات عالية من الأفيونيات، وتحديدا عند تجاوزهم 50 ملليغراما مكافئا من المورفين يوميا (MME). ويعد هذا المقياس معيارا يستخدمه الأطباء لمقارنة قوة مختلف أنواع الأفيونيات بتحويلها إلى ما يعادل تأثير المورفين. فعلى سبيل المثال، تناول 50 ملغ من المورفين يوميا يعادل تماما 50 MME، بينما يكفي تناول 33 ملغ من الأوكسيكودون فقط للوصول إلى القوة نفسها (50 MME)، نظرا لأن الأوكسيكودون أقوى من المورفين.
وتوصي إرشادات “الوعي بالأفيونيات”، الصادرة عن كلية طب الألم في المملكة المتحدة، بعدم تجاوز جرعة 120 ملليغرام مكافئ مورفين يوميا، باعتبارها الحد الذي قد تبدأ عنده أضرار الأفيونيات في تجاوز منافعها، إلا أن هذه التوصية لا تزال قيد المراجعة.
واعتمدت الدراسة في تعريف “الإمساك الشديد” على الحالات التي استدعت استخدام تحميلة أو حقنة شرجية، كما استخدمت السجلات الدوائية في المستشفيات لقياس التعرض للأفيونيات.
وأشارت الدكتورة ميغنا جاني، الباحثة الرئيسية في الدراسة وزميلة المعهد الوطني للبحوث الصحية، إلى أن الإمساك الناتج عن استخدام الأفيونيات ليس مجرد أثر جانبي بسيط، بل قد يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض، ويؤدي إلى إطالة مدة الإقامة في المستشفى وزيادة التكلفة وكثرة الزيارات لقسم الطوارئ.
وأكدت جاني أن تقديرات الإصابة بالإمساك في السجلات الصحية قد تكون أقل من الواقع، إذ يعد الإمساك من الحالات التي يُستهان بها ولا تسجّل دائما بشكل دقيق، كما قد يتردد المرضى في الحديث عنها مع مقدّمي الرعاية الصحية.
وتساهم نتائج هذه الدراسة في دعم اتخاذ قرارات طبية أكثر وعيا، وتمكين الأطباء والمرضى من اختيار مسكنات ألم مناسبة تقلل من هذا الأثر الجانبي، وتحسّن من جودة الحياة.
نشرت الدراسة في مجلة BMC Medicine.
المصدر: ميديكال إكسبريس