لجريدة عمان:
2025-12-09@02:19:50 GMT

أحب رسم الوجوه لأن عنوان الحكاية دائما يبدأ منها

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

الفنان الحقيقي يتأثر بما يحدث في العالم.. ويعبر بقطعة القماش البيضاء وفرشاته

العمل الفني يمكن أن يقرأ حكايته كل شخص بطريقة مغايرة

لكل منا حكاياته التي يعيشها في مسارات الحياة، حكايات قد تتشابه في بعض تفاصيلها وقد تختلف. لكل جزء من الجسد قصة، لكن حكاية الوجوه هي الأعمق، الأثقل حبكة، والأغنى بالتفاصيل. فالوجوه مرآة تعكس ما يخبئه الوجدان، وتكشف أسراره بأسلوب خاص لكل عين تراها.

هي الحكايات الوحيدة التي تُقرأ بلغات متعددة، تختلف معانيها باختلاف قارئيها. فكيف إذا كانت ريشة الفن هي التي تترجم تلك اللغات وتسرد قصص الوجوه بصمت يعج بالمعاني؟

دعينا ننطلق من بداية الفن في مسيرتك.

بداياتي الفنية كانت بعضوية في جمعية الفنون التشكيلية تقريبا من عام 1979م، وشاركت في معارض الجمعية السنوية ومعارض الشباب منذ بداية العضوية، وبعدها تم فصل معرض الشباب عن المعرض السنوي، المعرض السنوي يشارك فيه الفنانون من أعمار معينة، وشاركت فيه إلى آخر معرض كان في 2018، حصلت فيه على الجائزة الثانية وتوقفت بعدها المعارض بسبب جائحة كورونا، وبعد عودة المعارض بعد الجائحة لم أشارك، وإنما كان لي معرض شخصي صغير بسيط، ولكن لم يكن له صدى كبير، بعدها بدأت التحضير جديا لمعرض "الوجوه حكايا"، عملت عليه وعلى الأعمال التي حواها المعرض، والتي أنجزتها في فترة العزلة في كورونا، وخرجت بأعمال كثيرة، إضافة إلى أعمال أنجزتها في 2023، وهي أكثر سنة اشتغلت فيها على لوحات وأعمال فنية، وشعرت أنه حان الوقت لأن تخرج هذه الأعمال على هيئة معرض شخصي، وكان ذلك قد تحقق بإقامة معرض "الوجوه حكايا" في بيت الزبير. الأعمال الفنية التي حواها المعرض بلغت 36 عمل بمقاسات مختلفة، منها ما هو فوق المتر، ومنها مقاس يصل للعشرة سانتي، وهي الأعمال التي قمت بتركيبهم ببعض، حوالي 80 عمل في لوحة واحدة، وهو العمل الذي لاقى إقبالا وإعجابا كبيرا من الجمهور.

ما هي قصتك مع "الوجوه"؟

قصة قديمة جدا.. فأنا مذ كنت صغيرة أحب رسم الوجوه، وأرسم الفساتين، وأحب الرسم الكاريكاتيري، ولكن بعدها بدأ يتطور الأمر، بدأت بالرسم باستخدام قلم الرصاص، بعدها بالألوان الخشبية، بعدها بدأت بالرسم بالإكريلك، وبالطبع أحببت الإكريليك أكثر عن بقية المواد الأخرى، وبدأت رحلتي في الرسم باستخدامه، رسمت الوجوه، الوجوه الكثيرة التي تعبر عن كثير من الأشياء، وكان معرضي يحمل اسم "الوجوه حكايا"، لأن كل وجه له حكاية، وكل متلقي يستطيع أن يقرأ حكاية خاصة بكل وجه، كل على حسب مشاعره، وعلى ما يراه في الوجه الموجود في العمل، وربما يكون الوجه هو انعكاس لوجه المتلقي، يستطيع أن يقرأ فيه مشاعره.. أحاسيسه، ربما هو ذات العمل ولكن كل شخص قد يرى فيه حكاية مخالفة لحكاية الشخص الآخر، قد يحوي العمل أكثر من 100 قصة، وعنوان القصة دائما يبدأ من الوجه، لهذا أحب الوجوه كثيرا، لا سيما وجوه النساء، لأنها غالبا مليئة بالمشاعر، وتحوي العديد من التفاصيل.

هل وجه مريم موجود؟

وجه مريم موجود في كل لوحة، تجديه موجود في كل وجه، وكذلك وجوه الناس الذين أحبهم هي موجودة في تلك الأعمال، وربما حتى الناس الذي لا أحبهم، الوجوه السعيدة، والغاضبة والحزينة، فأنا موجودة في كل عمل، أضع في كل لوحة أو في كل وجه شيئا مما في داخلي، ربما أحيانا قد تكون وجوه ومشاعر حقيقية تتحول على شكل وجه في اللوحة، ولكن أحيانا هناك أعمال غير مخطط لها، أو دون فكرة واضحة، مجرد إمساكي للفرشان ومزج الألوان وأبدأ في الرسم، يكون عقلي الباطن وجه جديد، أحيانا غير مرتبة وغير مستعدة لها، ربما فعلا هناك أعمال أكون بمشاعر معينة وتنعكس على اللوحة، ولكن أخرى قد لا تكون كذلك.

أعمالك تعكس الهوية العمانية.. لا سيما من خلال الأزياء. ما مدى ارتباط فنك بذلك؟

انا متلبسة تماما بعمان، وخصوصا المرأة العمانية وافتخر وافخر بالازياء العمانية، وبلادنا ما شاء الله مساحتها كبيرة، وبها محافظات كثيرة، وكل محافظة غنية بتراثها وعاداتها وأزيائها المتنوعة، وأنا أحب جدا أن أوظف ذلك في أعمالي الفنية، فلابد أن تظهر هذه الحضارة العريقة بكل ما تحويه، فرسمي للمرأة العمانية أركز فيه على الزي التقليدي إضافة إلى الحلي والذهب والفضة التي ترتديها المرأة العمانية، فبالنسبة لي اللوحة لا قيمة لها بدون هذه الهوية.

وهذه بطبيعة الحال رسالتي من خلال الفن، والفن رسالة لابد أن يلتزم بها الفنان، وأنا رسالتي من الفن هو الجمال، أركز على الفن الذي يبث الجمال وينشر الفرح، ويهمني أن تكون المرأة حاضرة في أعمالي لأني مدركة لأهمية المرأة العمانية ودورها الحضاري والتربوي في المجتمع، لهذا أنا أركز على أزياء المرأة التي تحافظ على هويتها وعاداتها وتقاليدها العريقة.

حديثنا عن "مريم آرت جالاري".. متى بدأت الفكرة وكيف؟ وسبب اختيارك للمكان (قلعة بهلاء)؟

فكرة الجاليري كانت تراودني منذ وقت طويل، وكان الموقع هو المعضلة التي كانت تقف في طريق إنشائه، ولكن شاءت الصدف أن يكون في قلعة بهلا حيث كانت رغبتي في نقل معرضي الشخصي "الوجوه حكايا" للقلعة، وقد اخترتها لأسباب كثيرة منها: قيمتها العظيمة بشكل عام في التراث العالمي، وقيمتها بشكل شخصي لوجود أثر من جدتي لأمي التي كانت تسكن في القلعة في خمسينيات القرن الماضي حيث كان والدها عسكرياً في القلعة.

وبعد المشاورات مع مسؤول القلعة تم الاتفاق أن يكون معرضا دائما فأحببت أن يكون موقعا للجاليري أعرض فيه أعمالي بشكل دائم إضافة لمساحة لمحل هدايا تذكارية لأعمالي الفنية متوفرة بأشكال مختلفة على مواد مختلفة.

كم يبلغ عدد اللوحات في الجالاري، وكيف هو الإقبال حتى الآن؟

يتوفر في الجاليري أكثر من ٣٠ عمل فني أصيل، والإقبال في فصل الشتاء يكون جيدا جدا، والسياح في توافد كبير، والمسؤولون في القلعة يعملون بجهود كبيرة لجعل القلعة مزارا مهيئا للسياح المحليين والأجانب.

تتوفر لوحاتك للاقتناء كتذكاريات .. وهو ما لا حظت توفره في الجالاري.. حدثيني أكثر عن هذه الفكرة التي تضمن انتشار أعمالك للجمهور، وهل تشجعي الفنانين على تطبيقها؟

الاعمال الفنية المطبوعة توفر للزائر من داخل وخارج السلطنة اقتناء عمل فني يحاكي العمل الأصلي كتذكار أو هدايا، وذلك لسعره المناسب الذي يكون في متناول الجميع، وفكرة أن يكون العمل الفني في متناول الجميع بسعر مناسب هو ميزة للفنان، وانتشاره وانتشار فنه بشكل عام بين الناس، كما أنه يعطي انطباع بأن هناك فنانين عمانيين لا يقلون موهبة عن فناني العالم، وأيضا تمكن هذه المقتنيات المطبوعة الفنان من انتشار لفنه وأسلوبه المتميز المختلف عن بقية الفنانيين. وأنا أشجع الفنانين أن تكون لديهم نسخ مطبوعة من أعمالهم، وهو ما يمكن المتذوق للفن غير القادر على شراء الأصل من اقتناء نسخة منه في أقل تقدير.

خلال الفترة الماضية، كان واضحا جدا لكل جمهورك ومتابعيك، رسالتك السامية في دعم القضية الفلسطينية، والفنان بفنه يمتلك القدرة على التعبير والدعم والتضامن ونشر رسالته لأكبر عدد من الجمهور.. حدثيني أكثر عن ذلك.

الفنان الحقيقي يتأثر بما يدور حوله من قضايا في مجتمعه الصغير بشكل خاص، وما يدور حول العالم بشكل عام، فيحاول أن يعبر بفنه عن هذا التأثر، فكيف إذا كانت القضية هي القضية الأسمى والأعظم، القضية التي تمس عقيدتنا وعروبتنا، القضية الفلسطينية التي ولدنا ونشأنا على أخبارها وأخبار المآسي التي كان سببها المختل الصهيوني! هنا يكون الفنان الحقيقي مقاوما بفنه، بقطعة القماش البيضاء، بفرشاته، بألوانه، يحرك كل هذا شعور الألم والضعف وقلة الحيلة، فيخرج عملا يعبر فيه عن القضية بإسلوبه ويحاول أن ينشره بنية أن يوعي الجيل القادم عن القضية ويستغل "السوشال ميديا" للوصول لأكبر عدد ممكن من المتلقين خارج الوطن العربي، وهذا أقل ما يمكن أن يفعله أي فنان حقيقي يحمل في قلبه وجع الأمة الأعظم (القضية الفلسطينية).

هل هناك تحديات يواجهها الفن التشكيلي في عمان؟

بالطبع هناك العديد من التحديات التي يواجهها الفن في سلطنة عمان، فالمراسم التي تستقبل الفنانين قليلة جدا، ربما في العاصمة مسقط الوضع أفضل ولكن في المحافظات ليس سهلا ذلك. كذلك الدعم لدينا جدا ضعيف، والفنان العماني يستحق الدعم، وهو متميز جدا وهذا ما نسمعه عندما نقابل زملائنا الخليجيين والعرب وهم يشكروا في الفنان العماني بشكل كبير، وأعمال الفنان العماني معروفة ومتميرة، فأنا أتابع المعارض الخارجية، قد يكون بعضها لا يحوي ذات الروح التي تحويها المعارض العمانية التي تصنعها الأعمال العمانية، فنحن نملك بيئة غنية تساعدنا، وبلدنا بشكل عام بلد محبة للفن والثقافة، والجمهور العماني يتبع الفنان أينما حل وأينما وضع بصمته، كذلك اقتناء الأعمال صار أفضل بكثير عن السابق، أصبح لدى الجمهور الوعي أن اقتناء العمل الفني استثمار، وهو إرث سينتقل من جيل إلى آخر.

على مستوى الكتابة ماذا بعد "قبلة على جبين الألم"؟

أنا متمهلة جدا فيما يخص الإصدارات الأدبية، ولكن هناك مخزون من النصوص تتطلع للنشر قريبا إن شاء الله.

وعلى مستوى الفن ما هي خطوة مريم القادمة؟ وإلى ماذا تنظرين غير "الوجوه"؟

لن يكون سهلا أن أتجاوز الوجوه، ربما سأستمر في رسم الوجوه ولكن بأفكار وأساليب مختلفة، ولكني أيضا أنا مسكونة بالأبواب والبيوت، الأبواب لها أرواح، والبيوت كذلك، ربما سأتجه للبحث في حكايا البيوت والأرواح التي تسكنها. وخطوتي القادمة هي معرض شخصي خارج السلطنة إن شاء الله.

كلمة توجهيها للفنانين الذين يشقون الآن طريقهم في عالم الفن.

دائما اقول للفنانين الذين هم في مرحلة تأسيس طريقهم الفني، ألا يشعروا باليأس إذا واجهتهم عوائق في البداية، وإنما عليهم أن يستمروا، لأن أعمالهم هي من ستتحدث عنهم في النهاية، وغالبا لن يجدوا إقبالا جماهيريا في البداية، ويمكن أن ترى سيرة الفنانين الكبار، فهم في بداية الطريق عانوا كثيرا، بعضهم من انتشرت أعماله بعد وفاته، ولكنها في النهاية بقت شاهدة على قوة أدائهم الفني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بشکل عام أن یکون کل وجه

إقرأ أيضاً:

سلامة: عمل دائما لأن تكون منظمة اليونسكو في خدمة السلام

نظمت جامعة "اللاعنف وحقوق الانسان" وسفارة اسبانيا، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومشاركة المكتب الاقليمي لمنظمة اليونسكو في بيروت، لقاء، في مقر المكتبة الوطنية، بعنوان: "تحية الى المدير العام لاسابق لمنظمة اليونسكو فريدريكو مايور زارغوزا"، في حضور وزير الثقافة غسان سلامة ، الرئيس تمام سلام، سفير اسبانيا  خيسوس سانتوس إغوادو، سفيرة  فرسان مالطا ذات السيادة ماريا  ايمريكا  كورتيز، مدير  المكتب الاقليمي لمنظمة اليونسكو في لبنان بابلو فونتاني، القاضي زياد شبيب، هيثم الصياد ممثلًا محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، مؤسسة جامعة "اللاعنف وحقوق الانسان" الدكتورة اوغاريت يونان، رئيسة الجامعة الدكتورة الهام كلاب الى جانب الهيئة التعليمية وطلاب الجامعة، وحشد من الفاعليات الثقافية وممثلين عن المجتمع المدني.

وتطرق سلامة في كلمة له بالمناسبة الى معرفته الشخصية مع مايور الذي عمل دائما لان تكون  منظمة اليونسكو في خدمة السلام، وقال: "فريدريكو مايور كان أستاذ مادة الكيمياء  في عدة جامعات في إسبانيا ثم أصبح رئيس جامعة، وبعدها وزير التعليم في بلاده، إسبانيا.   أُركّز على ذلك للقول  بأن  الحياة الجامعية كانت مهمة بالنسبة له، وأشكره — ولو بعد وفاته — على أنه اتخذ المبادرة الكبيرة بعقد المؤتمر العالمي للتعليم العالي في بيروت عندما كان مديراً عاماً  في اليونسكو، وكانت زيارته الأولى إلى هذه المدينة.  ثم كان في اليونسكو حيث أمضى ولايتين طويلتين، وفي كلا الولايتين اشتهر بحبه لدفع المنظمة الدولية، اليونسكو، في خدمة السلام.   لذلك هو الذي أطلق مبادرة "ثقافة من أجل السلام" التي كنت عضواً في لجنتها الاستشارية لفترة أعوام . لكن طرقنا التقت فعلاً بعد ذلك عندما  كنت أعمل مستشاراً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وتقدّمت كل من إسبانيا وتركيا بمشروع لإنشاء منظمة جديدة كان سيصبح اسمها لاحقاً "تحالف الحضارات"، وكان فيديريكو مايور في حينها رئيس اللجنة الاستشارية العليا التي تهيّئ لبناء هذه المنظمة الجديدة ولقد اجتمعنا مراراً مع تلك اللجنة في مكتب الأمين العام كوفي انان ، ورأيت حماسته الفائقة، بالذات لإقامة نوع من تفاهم عميق بين الدول التي هي ذات تراث مسيحي، والدول التي هي  ذات تراث اسلامي في واقع الحال" .

وتابع: "كان هذا الأمر مهماً انذاك، لأننا كنا في عزّ الأزمة التي أنشأتها او دفعت  اليها ازمة  صور الرسول ، التي قسّمت الجمعية العامة للأمم المتحدة تقريباً إلى قسمين.وتعاونّا معه لمحاولة تجاوز تلك الأزمة التي نشأت بسبب الكاريكاتير الذي نُشر في الدول الإسكندنافية، والذي كان يمسّ الرسول العربي. لذلك وجدت عنده وقتها قدرًا هائلًا من التفهم العميق للأديان الأخرى، واهتماماً كبيراً للتركيز على الأسس الثقافية للعنف واللاعنف. وقد أمضى ما تبقى من حياته داعياً إلى اللاعنف وداعيا الى السلم ، وأنشأ من أجل ذلك عدداً من المؤسسات التي آمل أن تعمر وتبقى فعّالة بعد رحيله.  توفي فيديريكو مايور في عزّ الحرب هنا في لبنان، وبالتالي ربما اننا  لم نقم انذاك بما يجب لتكريمه.  لذلك أشكر جامعة اللاعنف والسفارة الإسبانية على أخذ المبادرة التي رحبنا بها، واستضفناها هنا بكل حماس لتكريمه سنة بعد وفاته".

سفير اسبانيا

والقى السفير أغوادو كلمة قال فيها: "لقد مثّل فيديريكو مايور ثاراغوثا ما تطمح إسبانيا لأن تكون عليه في العالم: دولة متمسكة بعمق بالسلام، بالكرامة الإنسانية، بالثقافة، بالمعرفة وبالتعاون الدولي. يعود التزامه السياسي إلى السنوات الأولى للديمقراطية الإسبانية، حين كان بلدنا يعيد بناء مؤسساته ويضع أسس مجتمع منفتح، حديث ومتضامن. وبصفته وزيرًا للتربية والعلوم، شارك بنشاط في هذا المسار التاريخي، مؤمنًا بأن التعليم هو الركيزة الأساسية لجميع الحريات. وقد بقي هذا الاقتناع الخيط الناظم لكل عمله اللاحق. كان فيديريكو مايور ثاراغوثا إسبانيًا عالميًا، مرتبطًا بعمق بالعالم العربي وبحوض البحر المتوسط الذي يجمعنا. ولعلّه كان سيبتهج بالاستراتيجية الجديدة للمتوسط التي اعتمدت مؤخرًا خلال اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، وكذلك بقرار إعلان مدينتي قرطبة وصيدا عاصمتين متوسطيتين للثقافة عام 2027 ضمن مبادرة مشتركة مع مؤسسة آنا ليند. يندرج إرث فيديريكو مايور ثاراغوثا ضمن تقليد إنساني إسباني طويل، لكنه يجد في لبنان صدىً خاصًا، لأن مشروعه الفكري والأخلاقي — الدفاع عن السلام عبر التعليم والعلم والثقافة — يتطابق تمامًا مع ما لطالما مثّله لبنان: مجتمع متعلّم، مبدع، متجه نحو المعرفة رغم الجراح والتحديات. وكان يردد كثيرًا: «السلام ليس صمت الأسلحة، بل صوت التعليم.» واليوم، هنا في لبنان، أرض الصمود والثقافة، تحمل هذه الكلمات قوة خاصة. إنها رسالة ثمينة للبنان وللمنطقة. واليوم، في مواجهة الأزمات المتعددة التي تمرّ بها المنطقة — عدم الاستقرار، تصاعد خطاب الكراهية، تراجع التعددية، التحديات المناخية، وانعدام المساواة — يكتسب إرثه أهمية جديدة".

وتابع: "لقد رفض فيديريكو مايور ثاراغوثا الاستسلام لليأس. كان يؤمن بقدرة الشعوب على النهوض والإبداع وتحويل واقعها. وهذا بالضبط ما يبرهنه لبنان منذ عقود: قدرة فريدة على إعادة البناء، وعلى الحفاظ على التعايش، وعلى إعطاء الأولوية للتعليم حتى في أصعب اللحظات. إن تكريم فيديريكو مايور ثاراغوثا ليس مجرد استذكار لإسباني عظيم. إننا نحتفي برجل كرّس حياته للسلام والعدالة والكرامة الإنسانية."

فونتاني

بدروه، تحدث فونتاني عن تجربته وانخراطه في موضوع ثقافة السلام ودور مايور في ذلك، وقال: "من المثير جداً بالنسبة لي أنني بدأت العمل في اليونسكو على  موضوع ثقافة السلام. كنت شاباً جداً عندما بدأت العمل على التربية على سيادة القانون، وفجأة وجدت نفسي منجذباً إلى فكرة ثقافة السلام. وفكرة ثقافة السلام لدى فيديريكو مايور كانت أحد العناصر التي جذبتني بشدة إلى هذا المسار. لم يكن الأمر سهلاً، لكننا نجحنا في ذلك. وأود أن أقول إن رسالة فيديريكو مايور ما تزال اليوم ذات صلة كبيرة. كما قال السفير: السلام ليس غياب الحرب. أعتقد أنني سمعت هذا القول من فيديريكو مايور عشرات المرات. كانت الفكرة الأساسية لديه أن السلام بناءٌ مستمر، ليس مجرد غياب الحروب، بل أن البشر، شيئاً فشيئاً، يدركون أن السلام هو الحل الوحيد وهو السبيل الوحيد للعيش. ولسوء الحظ، نحن اليوم بعيدون جداً عن ذلك".

وتابع: "أعتقد أن فيديريكو مايور، إضافة إلى ثقافة السلام، قدم أفكاراً أخرى مهمة جداً في تلك الفترة، مثل برنامج ذاكرة العالم الذي لا يزال مهماً جداً بالنسبة لنا. وكان يعطي أهمية كبيرة أيضاً لحرية التعبير، والتي اعتبرها مرتبطة بشكل وثيق بالقدرة على الحديث عن السلام— أي القدرة على قول الحقيقة، والتمتع بحرية الكلام. كما أن تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات كان بالنسبة إليه أمراً أساسياً، وما يزال اليوم بالغ الأهمية. وقد قيل سابقاً، وفيديريكو مايور نفسه كرره مراراً، إنه كان مرتبطاً جداً بلبنان، وكان يحب لبنان كثيراً، وقد زاره مرتين. وأعتقد أن ما ترك أثراً لديه خلال هذه الزيارات هو أنه كان يقول دائماً إن لبنان ليس بلداً مهماً للبنانيين فحسب، ولا لهذه المنطقة فقط، بل إن غناه الثقافي و مثاله في العيش المشترك بين الثقافات والأديان يجب أن يكون نموذجاً لبقية الدول، ليس في المنطقة فقط، بل في العالم كله". مواضيع ذات صلة البابا لاوون الرابع عشر من قصر بعبدا: السلام هو أكثر من مجرد كلمة والسلام هنا هو أمنية ودعوة وهو عطية وورشة عمل مشرعة دائماً Lebanon 24 البابا لاوون الرابع عشر من قصر بعبدا: السلام هو أكثر من مجرد كلمة والسلام هنا هو أمنية ودعوة وهو عطية وورشة عمل مشرعة دائماً 06/12/2025 11:11:33 06/12/2025 11:11:33 Lebanon 24 Lebanon 24 مادورو يُجري مكالمة "ودية" مع ترامب: أهلا بالدبلوماسية لأننا سنسعى دائما إلى السلام Lebanon 24 مادورو يُجري مكالمة "ودية" مع ترامب: أهلا بالدبلوماسية لأننا سنسعى دائما إلى السلام 06/12/2025 11:11:33 06/12/2025 11:11:33 Lebanon 24 Lebanon 24 مادورو: أهلاً بالحوار وبالدبلوماسية وسنسعى دائماً إلى السلام وشعب الولايات المتحدة يرفض الحرب Lebanon 24 مادورو: أهلاً بالحوار وبالدبلوماسية وسنسعى دائماً إلى السلام وشعب الولايات المتحدة يرفض الحرب 06/12/2025 11:11:33 06/12/2025 11:11:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ترامب: يجب أن يكون السلام في غزة دائما Lebanon 24 ترامب: يجب أن يكون السلام في غزة دائما 06/12/2025 11:11:33 06/12/2025 11:11:33 Lebanon 24 Lebanon 24 المدير العام الأمين العام ديمقراطي التزام بيروت الجراح لبنان تركيا قد يعجبك أيضاً البزري: "حصر السلاح" يجب ان يمارس على الجميع في لبنان Lebanon 24 البزري: "حصر السلاح" يجب ان يمارس على الجميع في لبنان 04:03 | 2025-12-06 06/12/2025 04:03:27 Lebanon 24 Lebanon 24 خطاب قاسم: تثبيت السقف الدفاعي قبل اتّساع المسار التفاوضي Lebanon 24 خطاب قاسم: تثبيت السقف الدفاعي قبل اتّساع المسار التفاوضي 04:00 | 2025-12-06 06/12/2025 04:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حماده في ذكرى ميلاد كمال جنبلاط: القتلة في مزبلة التاريخ Lebanon 24 حماده في ذكرى ميلاد كمال جنبلاط: القتلة في مزبلة التاريخ 03:46 | 2025-12-06 06/12/2025 03:46:15 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس سليمان: المادة 52 تمنح رئيس الجمهورية صلاحية التفاوض Lebanon 24 الرئيس سليمان: المادة 52 تمنح رئيس الجمهورية صلاحية التفاوض 03:28 | 2025-12-06 06/12/2025 03:28:15 Lebanon 24 Lebanon 24 معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة Lebanon 24 معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة 03:00 | 2025-12-06 06/12/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد إطلالتها مُجددا بفستان زفاف أبيض.. كميل ابي خليل يرد على ماريتا الحلاني! (صور) Lebanon 24 بعد إطلالتها مُجددا بفستان زفاف أبيض.. كميل ابي خليل يرد على ماريتا الحلاني! (صور) 04:11 | 2025-12-05 05/12/2025 04:11:49 Lebanon 24 Lebanon 24 ممثل كوميدي قيد التوقيف في المطار Lebanon 24 ممثل كوميدي قيد التوقيف في المطار 13:08 | 2025-12-05 05/12/2025 01:08:59 Lebanon 24 Lebanon 24 مُدن تحت سوريا.. هكذا غيّرت مجرى الحرب والسلطة Lebanon 24 مُدن تحت سوريا.. هكذا غيّرت مجرى الحرب والسلطة 07:00 | 2025-12-05 05/12/2025 07:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إيران تدفع الشرق الأوسط إلى شفا الحرب Lebanon 24 إيران تدفع الشرق الأوسط إلى شفا الحرب 05:30 | 2025-12-05 05/12/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله"يطرح مناقشة الإستراتيجية الدفاعية مجدداً: خيار جدي ام كسب للوقت ؟ Lebanon 24 "حزب الله"يطرح مناقشة الإستراتيجية الدفاعية مجدداً: خيار جدي ام كسب للوقت ؟ 06:00 | 2025-12-05 05/12/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 04:03 | 2025-12-06 البزري: "حصر السلاح" يجب ان يمارس على الجميع في لبنان 04:00 | 2025-12-06 خطاب قاسم: تثبيت السقف الدفاعي قبل اتّساع المسار التفاوضي 03:46 | 2025-12-06 حماده في ذكرى ميلاد كمال جنبلاط: القتلة في مزبلة التاريخ 03:28 | 2025-12-06 الرئيس سليمان: المادة 52 تمنح رئيس الجمهورية صلاحية التفاوض 03:00 | 2025-12-06 معركة خصوم "حزب الله" لتحشيد القوى صعبة 02:41 | 2025-12-06 سلام التقى الشرع في ""منتدى الدوحة".. وبحث في سبيل تعزيز التعاون بين البلدين فيديو بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 06/12/2025 11:11:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء 09:14 | 2025-12-01 06/12/2025 11:11:33 Lebanon 24 Lebanon 24 البابا لاوون الرابع عشر في مزار سيدة لبنان - حريصا (مباشر) Lebanon 24 البابا لاوون الرابع عشر في مزار سيدة لبنان - حريصا (مباشر) 04:38 | 2025-12-01 06/12/2025 11:11:33 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • محمد أبو داوود: محمد صبحي كوميديان من الموقف.. وذكاء عادل إمام جعله استثنائي
  • الوجوه المتعددة للبذاءة (1)
  • منافقون.. ولكن ظرفاء!
  • فعالية "ليلة الصداقة الكورية العمانية" تسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين
  • فاروق فلوكس يؤدي مناسك العمرة ويطمئن الجمهور على صحته
  • الخارجية العمانية: زيارة الرئيس عون للسلطنة للتشاور والتنسيق بين القيادتين بما يُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك
  • فوز "العمانية لنقل الكهرباء" بجائزتين في "قيادة الطاقة النظيفة"
  • دخل الفن بالصدفه.. من هو الفنان سعيد مختار ؟
  • شريهان.. أيقونة الفن التي تجددت بإرادة وطاقة استثنائية
  • سلامة: عمل دائما لأن تكون منظمة اليونسكو في خدمة السلام