بداية نقر بأن ما حدث في سوريا وانهيار نظامها وهروب الرئيس وعائلته إلى موسكو كلاجئين، هو معجزة بكل المقاييس، فلا أحد يتصور هذا الانهيار السريع المباغت لنظام عنيد حكم سوريا لأكثر من أربعين سنة، وارتكب ما ارتكب بحق المدنيين السوريين، ولكن ونحن أمام هذا المشهد المهيب، استرعى انتباهنا موقف الفنانين الموالين للأسد؛ هل سيغيرون قناعاتهم.
ومسألة انقسام الفنانين ما بين مؤيد ومعارض للنظم الديكتاتورية، مسألة قديمة، ولعل أبرز مثالين في هذين المضمارين هما الكبيران: بيكاسو وسلفادور دالي، ورغم أنهما كانا صديقين مع باقي شلتهم، المخرج السينمائي الكبير لوي بانويل والشاعر لوركا، وبرغم متانة صداقتهم ببعضهم البعض إلا أن سرعان ما دب الخلاف بينهم فعندما كشر ديكتاتور إسبانيا عن أنيابه وارتكب ما ارتكب من مذابح وقمع بوحشية بحق الإسبان، فقد اختار بيكاسو وبانويل المعارضة واللجوء إلى فرنسا، احتجاجا على ديكتاتورية فرانكو.
وأبدع بيكاسو لوحته الخالدة وأسماها جرنيكا، وهي اسم ذات القرية التي قصفها طيران فرانكو بلا رحمة ولا شفقة، محدثا مذبحة كبيرة كان أكثر ضحاياها من الشيوخ والأطفال والنساء.
أما سلفادور دالي فقد مكث في إسبانيا ودعم الديكتاتور وبارك كل سياساته القمعية. ولا شك في أن دالي حظي تحت مظلة الديكتاتور فرانكو بكل الرعاية والاهتمام والدعم بصعيديه المحلي والعالمي، وقد لمع اسمه في العالم في تلك الحقبة وانتعشت حالته المادية، وأصبح من أصحاب الملايين.
وهذا هو الحال فيي سوريا الحبيبة، فأكبر شبيه بدالي هو الفنان دريد لحام، وهو رجل مسرح بالدرجة الأولى، وقد كان دريد -أعتقد ولا يزال- من الموالين لنظام الأسد حتىً الثمالة، وقد استثمره النظام من أجل التنفيس للشعب السوري؛ فلا بأس أن يقف دريد على المسرح منتقدا بعض الأوضاع الاقتصادية والسياسية للنظام السوري، ولكن بحسابات دقيقة، بحيث لا يقع في المحظور الأكبر وهو انتقاد السيد الرئيس. وقد استعان دريد في هذا بكاتبنا الكبير محمد الماغوط حتى يكسب دريد شرعية ما يريد أن يثبت للشعب السوري جديته. وقد عانى الماغوط من تحكمات دريد لحام ما عانى، ولكن لم يكن في يديه حيلة.
أما النموذج الثاني فهو الفنان همام حوت، وبرغم أن همام كان الابن المدلل لسلطة الأسد والتي أغدقت عليه بكل عطاءاتها، ولكن همام اختار طريقه وانضم إلى صفوف الثوار، مما حدا بالسلطة لكي تصدر حكم الإعدام بحقه، ولكن من سخرية القدر أن ينتصر الثوار، ويأتي إلى سوريا فنانوها الحقيقيون كعبد الحكيم قطيفان وجمال سليمان وآخرين يحتفلون بالحرية لبلادهم، فالحرية غالية لمن امتلك كرامته ودافع عنها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا الفنانين دريد لحام الأسد سوريا الأسد حرية فنانين دريد لحام مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
"يا فرحة ما تمّت".. آلاف النرويجيين أُخبروا بفوزهم بمبالغ طائلة في الياناصيب ولكن!
قالت الرئيسة التنفيذية لشركة الياناصيب النرويجية: "لقد تلقيت العديد من الرسائل من أشخاص خططوا للذهاب في عطلة أو شراء شقة أو إعادة تزيينها قبل أن يدركوا أن المبلغ كان خاطئاً. ولا يسعني إلا أن أقول لهم أنا آسفة! ولكنني أتفهم أن هذا ليس عزاءً كافياً". اعلان
أرسلت شركة الياناصيب النرويجية المملوكة للدولة "نورسك تيبينغ" المملوكة للدولة النرويجية إخطارا ل"عدة آلاف من الأشخاص" عن طريق الخطأ حيث أخبرتهم بأنهم فازوا بجوائز مالية"مرتفعة للغاية" في Eurojackpot يوم الجمعة، بسبب "خطأ في الرمز الذي يحول اليورو إلى كرونة نرويجية في نظام المقامرة".
وفي بيان صحفي، أعلنت Norsk Tipping أنها حذفت المبالغ غير الصحيحة من موقعها الإلكتروني وتطبيقها مساء الجمعة، مضيفةً أنه تم تحميل المعطيات العامة الصحيحة للجوائز على منصاتها مساء السبت.
ووفقاً لشركة Norsk Tipping، لم يتم دفع أي مبالغ غير مستحقة.
وبعد انتقادات حادة من الهيئة المنظمة لألعاب القمار في النرويج، وكذلك من العملاء الذين أصيبوا بخيبة أمل، لم تجد الشركة بدا من الاعتراف بأن تلك الانتقادات التي واجهتها "مبررة".
وعلى إثر ما جرى، أصدرت الرئيسة التنفيذية للشركة تونجي ساغستوين اعتذاراً يوم السبت وقدمت استقالتها.
وفي بيان، قالت ساغستوين التي تعمل بالشركة منذ عام 2014 قبل أن تتولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة في سبتمبر 2023: "لقد تلقيت العديد من الرسائل من أشخاص خططوا للذهاب في عطلة أو شراء شقة أو إعادة تزيينها قبل أن يدركوا أن المبلغ كان خاطئاً. ولا يسعني إلا أن أقول لهم أنا آسفة! ولكنني أتفهم أن هذا ليس عزاءً كافياً".
تنحي الرئيسة التنفيذية لشركة اليانصيبقدمت ساغستوين استقالتها بعد اجتماع طارئ بين مجلس إدارة شركة نورسك تيبينغ ووزارة الثقافة النرويجية صباح يوم السبت.
أعلنت سيلفيا بروستاد، رئيسة مجلس إدارة شركة نورسك تيبينغ أن "مجلس الإدارة وتونيي [ساغستوين] قد خلصوا إلى أن أهم شيء الآن هو تهدئة الشركة وعمليات التحسين المهمة التي تم البدء فيها".
وأضافت "لهذا السبب اختارت تونجي التنحي عن منصبها كرئيسة تنفيذية بعد عدة أشهر من ضغط العمل المكثف. وهو القرار الذي يدعمها فيه مجلس الإدارة بالإجماع."
وفي بيان صحفي، قالت شركة نورسك تيبينغ إن الشركة واجهت مجموعة كبيرة من المشاكل التقنية على مدار العام الماضي، والتي "يعود سببها الجذري إلى زمن بعيد".
وبينما ذكرت الشركة أن الخطأ في مبالغ الجوائز لم يكن خطأً تقنيًا، إلا أنها أعلنت أنه سيتم فتح تحقيق من أجل تحديد كيفية وقوع الحادث ومن أجل "منع حدوث شيء مماثل مرة أخرى".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة