بوابة الوفد:
2025-05-31@03:40:39 GMT

كأسك يا وطن

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

لست بخير كالعادة منذ سنوات.. نشرات الأخبار العربية الحزينة باتت بالنسبة لى مكمن المرض اللعين الذى نخر فى أعصابى وتفكيرى.. ولم يعد يفلح فيها مسكنات الأمل وأدوية المستقبل المشرق وحبوب الوحدة العربية.. فلن تكفى أدوية العالم الشحيحة من العدل والرحمة ان تعالج حالات الخذلان المتكرر التى تنتابنى حالياً بشكل يومى.


فى فترة الثمانينيات من القرن الماضى كنت طالبة بجامعة القاهرة وكانت مسرحية «كأسك ياوطن» للكاتب السورى الكبير «محمد الماغوط» تكتسح مسابقات الفرق المسرحية المتنافسة على مستوى الجامعات المصرية، لا أتذكر بالضبط كم مرة شاهدتها أو شاهدت عدد البروفات التى كانت تقام على مسرح كلية تجارة أو مسرح كلية حقوق.. فى كل مرة مع انتهاء العرض لا بد أن تدمع عيناك باللاشعور، حتى أن أحد النقاد قال ممازحاً ما معناه أنَّ الماغوط يقدم لك صحن البصل المقشر طازجاً مع كل سطر تقرأه.
أو كما تحدث الكاتب خضر الماغوط أبن عمه قائلاً: «عندما تقرأ محمد الماغوط تدمعُ عيناك لأنك ستضحك أولا وأنت تقرأ السخرية من الوضع القائم من حولك، ثم سرعان ما ستبكى عندما تكتشف أنك أنت المعنى شخصياً فى كتاباته، أنت الإنسان المهزوم دائماً الذى يتراقص من حولك الأقزام الذين هزموك سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً حضارياً، إلى كلّ مجالات الانهزام».
هل تحررت سوريا حقاً بعد سقوط نظام بشار الأسد ؟ لا أدرى كيف تكون إجابة هذا السؤال وتركيا مسيطرة وروسيا متداخلة وإسرائيل اللعينة نصبت الشرك على الحدود!!
فعلى الرغم من بصيص النور الذى انفتح على سجن «صدنايا» المرعب فخرج على أثره آلاف المسجونين ليروا السماء ولسيستنشقوا الهواء لأول مرة منذ سنوات بعيدة كانوا فيها رهائن قبورهم وزنازينهم تحت الأرض، تجسدت حجم الخسائر الروحية فى تلك الشابة السورية التى دخلت المسلخ البشرى «صدنايا» فى عمر التاسعة عشرة وخرجت وهى فى الثانية والثلاثين من عمرها وفى يدها ثلاثة أطفال لا تعرف من والدهم من كثرة تعرضها للاغتصاب.
أتذكر ما كتبه الشاعر الكبير «محمد الماغوط» فى نص «سياف الزهور»: آه يا وطن الأسلاك الشائكة والحدود المغلقة.
والشوارع المقفرة
والستائر المسدلة
والنوافذ المطفأة
أما من حل وسط بين الكلمة والسيف
بين بلاط الشارع وبلاط السجن
سوى بلاط القبر؟
أيتها الأمة الكذوبة
أين اجدادى الصناديد الكماة
وما الذى يؤخرهم؟
أشارات المرور؟
هل تحررت سوريا حقاً بعد سقوط نظام بشار الأسد؟ يطمئننى التاريخ بحكاياته ويؤكد لنا دوماً ان الطغاة يرحلون وتبقى الشعوب تقاوم الظلم والقهر وتنتصر فى النهاية، فهناك فى ريف دمشق وحماة واللاذقية وحمص وحلب أغنية للحرية بين الدروب وعلى شرفات المنازل المزينة بزهور الياسمين، أو كما يصدر الشاعر السورى الكبير «نزار قبانى» القدرة على الصمود فى قصيدته الشهيرة «آخر عصفور يخرج من غرناطة»:
أعجوبةٌ أن يكتب الشعراء فى هذا الزمان.
أعجوبةٌ أن القصيدة لا تزال
تمر من بين الحرائق والدخان
تنط من فوق الحواجز، والمخافر، والهزائم،
كالحصان
أعجوبةٌ.. أن الكتابة لا تزال..
برغم شمشمة الكلاب..
ورغم أقبية المباحث،
مصدراً للعنفوان...

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كأسك يا وطن الوحدة العربية

إقرأ أيضاً:

هذه الأسباب تؤخر عودة اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد

تُثار تساؤلات عن الأسباب التي تدفع ما يزيد على 5 ملايين لاجئ سوري في أصقاع العالم، إلى التأني في العودة إلى بلادهم، بعد مرور نصف عام على سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، وتسلم الإدارة الجديدة السلطة.

ولم تُسجل سوريا حتى الآن إلا عودة محدودة للاجئين من دول الجوار، من الأردن ولبنان، وتركيا بوتيرة أقل، ويفسر رئيس "الرابطة السورية لحقوق اللاجئين" مضر حماد الأسعد ذلك بأسباب عديدة، أبرزها العامل الاقتصادي، موضحا أن "غالبية اللاجئين السوريين تدمرت مساكنهم، وهم بانتظار الإعمار".

ويشير حماد الأسعد في حديثه لـ"عربي21" إلى نسبة الدمار الكبيرة التي لحقت بالمدن السورية جراء الحرب، من حلب شمالاً، مروراً بحمص وسط البلاد، وصولاً إلى أرياف دمشق ودرعا جنوباً، متسائلا: "أين يسكن اللاجئون، إذا عادوا، وسوريا تُعاني من أزمة سكن كبيرة".

بجانب المساكن، يلفت إلى دمار البنى الخدمية، قائلا: "في المناطق المدمرة لا توجد مدارس ولا مراكز صحية، ولا حتى طرق مواصلات، ولا خدمات".



ويتفق مع حماد الأسعد، الناشط في المجال السياسي والإنساني مأمون السيد عيسى، في اعتبار أن الدمار وعدم توفر المساكن، هو العائق الأكبر أمام عودة اللاجئين إلى بلادهم.

وفي حديثه لـ"عربي21" يوضح أن سوريا تعاني من نقص حاد في المسكن، لافتاً إلى ارتفاع إيجارات المنازل بشكل كبير بعد سقوط النظام.

من جانب آخر، يشير السيد عيسى إلى المخاطر المرتفعة جراء انتشار الألغام ومخلفات الحرب في المناطق المدمرة، ويقول: "راح العشرات جراء مخلفات الحرب في المناطق التي سجلت عودة جزئية للسكان".

أسباب متعلقة باللاجئين
ويشير الناشط إلى الأسباب المتعلقة باللاجئين ودول إقامتهم، موضحاً أن اللاجئين في أوروبا يؤجلون عودتهم إلى ما بعد الحصول على الجنسية، أو لأسباب متعلقة بالتعليم والجامعات.

وفي هذا الاتجاه، يقول اللاجئ السوري عبد الله الربيع المقيم في تركيا، إن ما يمنعه من العودة إلى سوريا، هو استكمال دراسة الأبناء، حيث يدرس نجله الأكبر في الجامعات التركية، وابنته في المرحلة الثانوية.



ويوضح لـ"عربي21"، أن العودة إلى سوريا ستؤثر بشكل سلبي على استكمال التعليم، مشيراً إلى "صعوبة استكمال الدراسة في سوريا بسبب اختلاف المناهج واللغة".

لكن الربيع مع ذلك، يؤكد أن قرار العودة إلى سوريا لا رجوع عنه، منتهياً بالقول: "في النهاية لا بد من العودة إلى بلادنا، بعد أن زال أهم سبب للجوء، أي النظام البائد".

من جهتها، أوجزت مديرة الوحدة المجتمعية في مركز "الحوار السوري" الباحثة كندة حواصلي، العوامل التي تؤخر
عودة اللاجئين السوريين بثلاثة أسباب، الأول العامل الاقتصادي، والتعليم ثانياً، وثالثاً توفر المأوى.

وتوضح لـ"عربي21" أن غالبية اللاجئين لا يمتلكون مسكناً في سوريا، ولا تمتلك الكتلة المالية لإصلاح المنزل المدمر، أو شراء آخر.

إشكالية التعليم
وتلفت إلى إشكالية التعليم، وتؤكد أن كل أطفال اللاجئين يدرسون بلغات البلدان المستضيفة، والانتقال إلى التعليم في سوريا، يعني الدراسة بلغة جديدة (العربية)، يمثل تحدٍ كبير، وخاصة في المراحل الدراسية المتقدمة (الشهادات).

وبحسب حواصلي، لا زالت سوريا تعاني من وضع اقتصادي متردي، وارتفاع في نسبة البطالة.

وحتى تنتهي سوريا من حالة الفشل، لا بد من وجهة نظر مضر حماد الأسعد من إعادة الإعمار، ويقول: "لا يمكن الحديث عن عودة اللاجئين السوريين دون بدء إعمار البلاد".

ومن الأسباب الأخرى التي تُعيق عودة اللاجئين، وفق حماد الأسعد، هو حالة عدم الاستقرار التي لا زالت تسود في بعض المناطق، ويقول: "الحكومة تسعى جاهدة لفرض الأمن والأمان، ويجب تفعيل مبدأ العدالة الانتقالية، وتشكيل لجان للسلم الأهلي".

وطبقاً لأرقام أممية صدرت الشهر الماضي، عاد حوالي 1.4 مليون لاجئ سوري من دول الجوار منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وحذرت مفوضية اللاجئين من احتمال عدم تحقق عودة 1.5 مليون شخص المتوقعة هذا العام، وكذلك من اضطرار العائدين للمغادرة إذا لم يتم الحصول على تمويل كاف.

مقالات مشابهة

  • كامل العدد.. ليلة فى حب بليغ حمدي ووردة بالمسرح الكبير فى دار الأوبرا
  • فوق السلطة: لماذا طرد بشار الأسد مرافقه الشخصي في موسكو؟
  • بشار المصري يصرح لصحيفة عبرية مهاجما حماس.. لا خيار أمامها سوى ترك السلطة
  • ذكرى وفاته.. أهم المحطات في حياة النجم حسن حسني
  • هذه الأسباب تؤخر عودة اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد
  • مبادرة “أبناء السودان” تواصل دعمها للقوات النظامية بولاية شمال كردفان
  • وفد الكنيسة الأرثوذكسية يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الأضحى
  • قصر ثقافة أبو سمبل.. منارة علمية جديدة في أقصى جنوب مصر
  • بشار.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 100 كلغ كيف معالج
  • هل يأثم المأموم الذى ينصت لقراءة الإمام الفاتحة في الصلاة الجهرية؟.. الأزهر يجيب