يمانيون:
2025-06-08@02:27:45 GMT

العربي الجيد في قاموس الاستعمار والاستبداد

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

العربي الجيد في قاموس الاستعمار والاستبداد

طاهر محمد الجنيد
ابتكر أحد أكبر مزارعي القمح الأمريكي طريقة للتخلص من الفئران التي تلتهم مزارعه وتفتك بمحاصيله ، كانت الفكرة عبارة عن حفرة كبيرة في وسط المزرعة رمى اليها قليلا من القمح فتسارعت الفئران إلى الدخول اليها للأكل وبخبث منه اغلق عليها الحفرة ، وهنا بدأت الفئران تأكل حبوب القمح حتى انتهت منه ثم بدأت تأكل بعضها البعض حتى فنيت ولم يتبق منها إلا القليل فأخرجها من الحفرة وتركها تأكل كبقية الفئران في المزرعة بعد أن تحولت من اكل القمح آلت الاعتياد على اكل لحوم بني جنسها .


لا يختلف الحال كثيرا عن صهاينة العرب الذين أو كل الغرب لهم مهمة القضاء على شعوبهم وغزة خير مثال على تكاتف قوى الإجرام الصليبي الصهيوني ، يريدون القضاء عليهم إبادة جماعية إما قتلا أو جوعا أو مرضا أو عطشا ، تناثرت الأشلاء على الطرقات والأزقة والحارات والشوارع واقتاتت عليها كلاب الأرض و صهاينة العرب والعجم وافاكو السياسة لم تداخل قلوبهم أو تخالط عقولهم رحمه أو شفقه وإنسانية فقد اجمعوا على الإجرام واتفقوا عليه .
صحفي حضر اجتماع ضم عددا من وزراء دول الغرب في كندا من اجل أوكرانيا وطرح عليهم سؤالا: هل حياة أهل غزة غير حياة أهل أوكرانيا؟ صمتوا جميعا لانهم أهل إجرام وافك ومؤامرات .
ففي سياسة الغرب لا محظورات بل كل شيء تستطيع استخدامه للقضاء على الخصم جائز وأما دعاوى الديمقراطية وحقوق الإنسان والحيوان فهي مجرد أكاذيب يتم من خلالها تأديب الشعوب والأنظمة التي لا تدين لها بالولاء سواء أنظمة ليبرالية أو اشتراكية أو غيرها ولا يتم تطبيقها واحترامها إلا في حالات استثنائية فيما بينهم اذا تكافأت القوى ، أما أن اختلت فلا مكان لها عندهم.
نفذ الغرب منذ بداية طوفان الأقصى أكثر من ستة آلاف رحلة عسكرية في سماء غزه لإنقاذ كيان الاحتلال نقل عتاد عسكري وتجسس وتزويد المقاتلات بالوقود من اجل القضاء على غزة وتدميرها وهناك الجسور البرية التي نفذتها الامارات والسعودية والاردن وصولا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وهناك الإمداد البحري وتأمين السفن منه واليه وآخرها سفن الإمداد بأسلحة التي يتم تزويدها بالوقود في مصر.
الجامعة العربية سابقا –العبرية –حاليا تدين تضامن اليمن مع مظلومية الأشقاء في غزة وتبارك كل جسور الإمداد لاستمرار الإجرام وأما الأمم المتحدة فتريد حماية الملاحة الدولية رغم قراراتها بإدانة الإجرام الصهيوني وتضامنها مع الشعب الفلسطيني.
الديمقراطية التي أسقطت بايدن أتت بترامب وستارمر ،سقط الداعمون بلا خجل وجاء الداعمون بكل صفاقة ووقاحة لاستمرار الإجرام رغم معارضة الشعوب لكن المصالح الاستراتيجية تكمن في دعم كيان الاحتلال فترامب يريد توسيع رقعة سيطرته لأنها صغيرة فكان له ما أراد سقط النظام السوري واستولى الصهاينة على كامل الجولان والمنطقة العازلة التي حددها ؛وستارمر رئيس وزراء بريطانيا يؤكد واجب دعم الكيان مهما ارتكب من الإجرام فهو يقول –يجب الاستمرار في دعم إسرائيل مهما كانت إجراءاتها قاسية والمبرر-حتى لا يسمح بإقامة نواة لنظام إسلامي في غزة مما يشجع الشعوب العربية والإسلامية على الاقتداء به –ويؤكد ضرورة الاستفادة من الدعم الكبير الذي تحظى به إسرائيل من الدول العربية التي تخاف من قيام أي نظام إسلامي أو ديمقراطي ولذلك يجب دعم هذه الأنظمة بمؤسساتها وجيوشها وأجهزتها المختلفة حتى تمنع قيام أي نظام يستمد قيمه من تعاليم الإسلام ونبيه الأعظم.
فالإسلام والديمقراطية محرمة على الوطن العربي والإسلامي ولن يسمح الغرب بها ولا الحكام الذين لا يخافهم “ستارمر” لأنهم صنيعة الغرب ويحمون الأمن القومي الغربي اكثر من حماية أمنهم ، ولذلك يوجب لهم الدعم لتكريس الاستبداد والطغيان والإجرام على حساب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهي الشماعة التي يستخدمها لإسقاط الحكومات العميلة وتنصيبها .
يُخلق الطغيان والإجرام و يتم تزويده بما يحتاج من آلات القمع ووسائل التعذيب والإسناد السياسي والشعوب هي الضحية والمبادئ والقيم فان جاء غيره اكثر ولاء وإخلاصا اسقط الأول ونُصب الثاني .
الاستعمار وحسب رأي المفكر الإيراني الرائع علي شريعتي –يأتي من الخارج والاستحمار يأتي من الداخل-يحترم الديمقراطية التي ترعى مصالحه وتحقق أهدافه ويدعم ويحمي الطغيان والإجرام والاستبداد الذي يحقق مصالحه ، واذا كان القساوسة والرهبان هم من شنوا وقادوا الحروب الصليبية في السابق فساسة اليوم اكثر إجراما وبغيا منهم ، فبوش قبل احتلال بغداد قال أنها حرب صليبية وستارمر اليوم يؤكد أن المشكلة ليست مع العرب ولا الأنظمة بل –مع الإسلام ومع نبي الإسلام وهي ذاتها المنطلقات التي اعلنها أحبار وقساوسة اليهود والنصارى حينما ظهر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الجزيرة العربية .
وهي ذاتها الأحقاد التي أثارتها الحروب الصليبية بعد أن استطاع اليهود أن يرغموا النصارى على تغيير عقيدتهم من انهم خونة المسيح وقتلته إلا انهم جند المسيح الذي بهم سيقتلون المسلمين ، وأضافوا إلى أحلافهم الهندوس والبوذيين وأعطوهم الضوء الأخضر لإبادة المسلمين أينما كانوا في حروب إجرامية مستمرة ومستعرة ما تكاد تهدأ حتى تبدأ اكثر ضراوة وإجراما.
الله سبحانه وتعالى حذر عباده المؤمنين من الركون إلى الظالمين حتى لو كانوا مسلمين قال تعالى ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون))هود-113-.
ومع ذلك فقد عمل الاستعمار على خداع شعوب الأمة العربية والإسلامية من خلال التمكن من تطويع وتجنيد الحكام والأمراء والمسؤولين واستعان بهم في السيطرة على الشعوب وكما شرح احد رؤساء الدول الأفريقية –لقد جاؤنا بالإنجيل وقالوا لنا اغمضوا أعينكم وأخذوه فتحنا أعيننا ولدينا الإنجيل وقد استولوا على الأرض واصبحنا عبيدا لهم في أفريقيا أعطوا الإنجيل وحولوا أهلها من الإسلام إلى المسيحية وفي فلسطين والوطن العربي أعطوا الإجرام واخذوا فلسطين واستولوا على الثروات وكل القرارات المصيرية للعرب والمسلمين .
الإسلام يواجه اليوم حربا وجودية مع آلة إجرامية تنشر الإجرام وتدعي أنها تنشر الحضارة والتمدن ، تقتل وتبيد بأحدث وافتك الأسلحة بلا أخلاق ولا قيم ولا مبادئ ، خواء روحي ووجداني ويستغل فارق التسليح والقدرات وإهدار الإمكانيات للدول العربية والإسلامية وتعاون وخيانة الزعماء والأمراء والملوك الذين صنعهم ليقول انه يستحق أن يقود العالم .
استعان بعلماء السلطة لتقديم الدين الإسلامي على انه يمجد الطغيان والاستبداد وشنوا الحملات على الإسلام لتشويه تعاليمه ومبادئه الربانية واستعانوا بالجماعات الإرهابية لإثبات ما يريدون؛ سجنوا العلماء الذين يفهمون حقيقة الإسلام انه ذي مصدر رباني ومنهج حياة كرم الإنسان والإنسانية وحافظ على البشرية من الانحدار نحو البهيمية والانحلال.
يجمع الغرب اليوم جيوشه لتدمير الإسلام عقيدة وشريعة بعد سقوط الأنظمة التي سقطت ولم يدرك أن الإسلام سيبقى ما بقي الليل والنهار ،الحملة اليوم تريد تحطيم نواه الإسلام ورجاله وهي الأمة العربية التي هي خير أمة أخرجت للناس وذلك بتكريس الاختلافات المذهبية والطائفية حينا والحزبية والعصبية وغيرها من الاختلافات حينا آخر ، وهكذا يطمع أن يحقق أهدافه بتحطيم الإسلام ويعجبني توصيف المفكر الإيراني علي شريعتي رحمه الله الذي وصف الحرب التي يريدها البعض بقوله (الحرب بين المسلمين ليست حربا بين التشيع والتسنن ولامن اجل العقيدة بل هي معركة بين مصالح دول ضحيتها العوام من السنة والشيعة ) ، وهي مقولة صحيحة فها هي إيران تساند وتدعم مظلومية الأشقاء في فلسطين بينما الحكومات العربية تدعم وتساند الإجرام اليهودي الصليبي من اجل ارتكاب جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية ، فالسعودية تساعد المنكوبين من الحرب الأوكرانية الروسية على بعد المسافة لكنها ستعتقل كل من يدعم المقاومة الفلسطينية وكل الأنظمة العربية أشداء على المسلمين رحماء بالإجرام والمجرمين وبالتالي فما قاله ستارمر: “يجب علينا أن نستغل التعاطف الكبير من الحكومات العربية التي تخاف من قيام أي نظام إسلامي أو ديمقراطي” .
فالإسلام والديمقراطية هما اكبر أعداء الأنظمة العربية واكبر مصدر لاستمداد واستمرار الدعم من الخارج شرقا وغربا وصدق الله العظيم القائل ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين))الانفال-30 .

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: من اجل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان

قصف الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، عدة مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت قال إنها تضم منشآت تحت الأرض يستخدمها حزب الله في تصنيع الطائرات المسيرة.

وشكلت عمليات القصف الإسرائيلية، التي استهدفت ثمانية مبان في أربعة مواقع، المرة الأولى منذ أكثر من شهر التي تقصف فيها إسرائيل ضواحي العاصمة اللبنانية، والمرة الرابعة منذ وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية والذي أنهى آخر جولة من الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في نوفمبر الماضي.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن عمليات القصف تهدف إلى منع حزب الله من إعادة تجميع صفوفه بعد الحرب التي أدت إلى القضاء على جزء كبير من قياداته العليا وترسانته.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن حزب الله "يعمل على إنتاج آلاف الطائرات المسيرة تحت إشراف وتمويل جماعات إرهابية إيرانية".

وجاء في بيان الجيش أن حزب الله "استخدم الطائرات المسيرة على نطاق واسع في هجماته ضد دولة إسرائيل، ويعمل على توسيع صناعته وإنتاجه من هذه الطائرات استعدادا للحرب المقبلة".

ووفق الجيش الإسرائيلي فإن الأهداف التي يهاجمها تابعة للوحدة الجوية في حزب الله (الوحدة 127) في ضاحية بيروت الجنوبية.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد هدد باستهداف عدد من المباني التابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية وطالب السكان بالقرب من هذه المباني الابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر.

وأفاد مسؤول في حزب الله، طلب عدم الكشف عن هويته بدعوى أنه غير مخول بالإدلاء بتصريحات علنية، إن المواقع المستهدفة لا تضم أي منشآت لإنتاج الطائرات المسيرة.

وأوضح المسؤول أن "أتفاق وقف إطلاق النار ينص على وجود آلية للتحقق في حال تقديم شكوى، لكن إسرائيل بشكل عام، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل خاص، يريدان استمرار الحرب في المنطقة".

وأسفر الصراع الأخير عن مقتل أكثر من 4000 شخص في لبنان، بينهم مئات المدنيين، في حين قالت الحكومة اللبنانية في أبريل إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 190 شخصا آخرين وإصابة 485 شخصا منذ اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • ضبط الجزار أحد أباطرة الإجرام وهارب من احكام بالمؤبد بالمحلة
  • غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي
  • أسطرة المقاومة في مواجهة عوالم الموت الإسرائيلية
  • يوم القر.. أعظم الأيام بعد عرفة وفضائله التي يغفلها الكثيرون
  • ضيوف خادم الحرمين يوثقون رحلتهم الإيمانية من جدة إلى عرفات ومزدلفة وصولاً لمنى ويعبّرون عن شكرهم للمملكة
  • بأول أيام عيد الأضحى .. شروط الأضحية الصحيحة والعيوب التي تفسدها
  • الترجمان: لا وجه للمقارنة بين القوات المسلحة شرقًا والتشكيلات المسلحة التي تحيط بالدبيبة
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • من هي الحاجة الأردنية التي توفاها الله في عرفات اليوم؟
  • محمد بن راشد: يوم عرفة.. يوم الحج الأعظم.. خير أيام الإسلام