هل يُصبح “نيولوك” الجولاني مذهب مُجاهديه للحُكم؟ .. لماذا أعلنت إيران “نهاية” الجيش السوري ولماذا تنصّلت من دعمه؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
سرايا - نجح أحمد الشرع الجولاني زعيم سورية الجديد فيما يبدو بأن يُقنع الأمريكيين “سريعًا” بتبدّل توجّهاته المُتطرّفة مع “النيولوك” الذي اتبعه في شكله الخارجي، وذلك بعد اجتماع جمعه مع وفد أمريكي زار العاصمة السورية دمشق، فأعلنت الولايات المتحدة مباشرةً، إلغاء مُكافأة قدرها 10 ملايين دولار كانت قد رصدتها سابقًا للقبض على زعيم “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع.
وجاء ذلك وفق ما أفادت به باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، خلال تصريحات صحفية عقب اجتماعها مع مسؤولين بالهيئة في العاصمة السورية دمشق، وأكدت ليف أن واشنطن لن تستمر في تقديم المُكافأة ضمن برنامج “مكافآت من أجل العدالة”، الذي كان مخصصًا لاستهداف الشرع منذ سنوات.
نهج جولاني براغماتي ماذا عن مُجاهديه؟
وأوضحت المسؤولة الأمريكية أن اللقاء مع الشرع شهد مناقشة “جيّدة وشاملة” تناولت قضايا إقليمية والمشهد السوري، وأضافت ليف أن زعيم الهيئة ركّز في حديثه على سبل دعم التعافي الاقتصادي في سورية، ووصفت تصريحاته الأخيرة بأنها تعكس نهجًا براغماتيًّا.
لكن لافت بأنّ المُكافأة لا زالت موجودة في موقع التحقيقات الفيدرالية “FBI”، فيما لم تتحدّث واشنطن أو وزارة الخارجية الأمريكية عن إلغاء اسم هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب، والتي يتزعّمها “الجولاني”، رغم مُطالباته المتكررة بإلغائها، وإلغاء العقوبات المفروضة على سورية، ما يطرح تساؤلات عن مصير مُجاهديه الذين ساهموا في إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد ضمن الهيئة، وهل سيختار جميع المجاهدين تطبيق “النيولوك” ذاته لإقناع الأمريكيين؟
إمرأة مُحجّبة بالحكومة.. هل تُبدّد المخاوف؟
وإثر انتقادات طالتها من التيّار العلماني في سورية، حول عمل المرأة، جاء لافتًا تفاعل حكومة الجولاني مع هذه الانتقادات، حيث أعلنت إدارة الشؤون السياسية التابعة للحكومة الموقتة السورية، الجمعة، تعيين عائشة الدبس مسؤولة عن مكتب شؤون المرأة، لتكون بذلك أول امرأة تشغل منصبًا رسميًّا في الإدارة الجديدة.
هذه الخطوة، خطوة أولى قد تُخفّف من مخاوف المرأة السورية، وذلك بعد التصريحات الرسمية من المتحدث الرسمي للإدارة السياسة عبيدة أرناؤوط، عن دور المرأة، والذي قال (أرناؤوط) في مقابلة مع تلفزيون الجديد اللبناني إن “تمثيل المرأة وزاريا أو نيابيا… أمر سابق لأوانه”، معتبرا أن للمرأة “طبيعتها البيولوجية وطبيعتها النفسية ولها خصوصيتها وتكوينها الذي لا بد من أن يتناسب مع مهام معينة”.
ويبدو أن الجولاني يريد حكومة أكثر شبابًا، فهو بذاته لا يزال في الأربعين، واختار مديرًا للتلفزيون السوري لا يزال في بداية الثلاثين، كما جرى تعيين السبت، أسعد الشيباني وزيرًا جديدًا للخارجية، في الحكومة الانتقالية، ولافت أن الشيباني في عمر الـ(37 سنة) أيضًا، وينحدر من محافظة الحسكة، وترعرع في العاصمة دمشق، وحصل على شهادة اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق.
هل يعود الجيش السوري؟
وتُحاول إيران فيما يبدو إغلاق الباب على دورها في سورية، حيث انتهت الأخيرة بسقوط نظامها، وبالتالي من محور المقاومة، وتقدم طهران شروحات في ذلك السياق، فيقول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن الجيش السوري هو الذي قرّر الانسحاب من أمام الفصائل المسلحة ولم تقم طهران بأي فعل بديلًا عن الجيش السوري”، مشيرا إلى أن إيران بذلت جُهودًا فيما يخص العملية السياسية والإصلاحات في سوريا.
عبارة الوزير الإيراني تبدو تصالحية مع الحكومة السورية الجديدة، حين يقول لم تقم طهران بأي فعل بديل عن الجيش السوري.
ومع تناسل التقارير عن تنسيقٍ مُعيّن لعودة الجيش السوري، والانتقام وإلى ما هنالك من فرضيات مُتناسلة وصلت لتوقّعات عودة الأسد نفسه لحكم سورية بعد سقوطه، يجيب عراقجي لعله بطريقة غير مُباشرة نافيًا ذلك بالقول: “الجيش السوري انتهى والدفاعات السورية انهارت”، ويؤكد بالنفي تقديم مساعدات عسكرية لبشار الأسد في الأيام الأخيرة، حتى بعد تقهقر الجيش أمام الفصائل المسلحة.
التساؤل المطروح من قبل أنصار محور المقاومة، حول المُكتسبات التي حصلت عليها إيران بعد سقوط سورية، رغم الإقرار الإيراني بوجود مخطط خارجي لإسقاط سورية، فوزير خارجيتها قال إن ما حدث في سورية يأتي في إطار مشروع ضخم تخطط له أمريكا و "إسرائيل" للقضاء على أي مقاومة ضد "إسرائيل"، معربًا عن قلقه من تحوّل سوريا لدولة تعمّها الفوضى.
وأضاف عراقجي، في لقاء تلفزيوني، إن “طهران لا تفرض أي قرارات على محور المقاومة ولا تسعى للتدخل في الشأن السوري”، مؤكدا أن “قرار وجودها هناك كان بدعوة من نظام بشار الأسد لمُكافحة الجماعات المسلحة”.
تلاوم روسي إيراني.. والجولاني يتباهى!
ويبدو أن ثمّة تلاوم بين روسيا، وإيران حول سقوط نظام الأسد، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار إلى هروب 30 ألف مقاتل من الجيش السوري ومُقاتلين إيرانيين، مقابل 350 مقاتلًا فقط من المسلحين السوريين المعارضين دخلوا حلب.
تصريحات بوتين رد عليها القيادي السابق بالحرس الثوري، محمد إسماعيل كوثري، حول إجلاء روسيا أربعة آلاف مقاتل إيراني من سوريا أثناء هجوم المعارضة، وقال كوثري، وفقًا لما نشرته صحيفة “آرمان امروز”: “إن هؤلاء العسكريين لم يكونوا إيرانيين، وإنما هم عبارة عن (مستشارين) أفغان ولبنانيين، وأجلتهم روسيا إلى طهران”.
الصحافة الإيرانية انتقدت من جهتها التهاون الروسي بالسماح لـ "إسرائيل" بضرب الجيش السوري والمواقع التابعة لإيران، حيث قال الكاتب غل عنبري: “إن روسيا خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي كانت تسيطر على الأجواء السورية، سمحت لـ "إسرائيل" بالتحرك بكل سهولة وضرب الأهداف والمواقع التابعة لإيران والجماعات المسلحة لها، دون تفعيل المنظومات الدفاعية لصد هذه الهجمات الجوية، ولو مرّة واحدة”.
وفيما ترى إيران بأن قوّتها لم تتراجع بسقوط سورية على لسان مرشدها الأعلى، وسط لوم لها بالتخلّي عن سورية، يتباهى الجولاني، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، نُشرت الجمعة 20 ديسمبر (كانون الأول): “إن سوريا في عهد الأسد تحوّلت إلى منصة لإيران للسيطرة على العواصم العربية الرئيسة، وتوسيع الحروب، وزعزعة استقرار الدول الخليجية عبر ترويج المخدرات، مثل الكبتاغون”.
وأضاف الشرع: “خدمنا مصالح المنطقة، من خلال إزاحتنا للمقاتلين الإيرانيين وإغلاق طرق نفوذ طهران في سوريا، وما عجزت الدبلوماسية والضغط الخارجي عن تحقيقه، حقّقناه بأقل الخسائر”.
العراق.. هل يحل الحشد الشعبي؟
وفي العراق الذي يخشى الضغوط الدولية لحل الفصائل العراقية، وعودة داعش، في الشارع العراقي يرى البعض أنه يجب حل الحشد الشعبي لتجنّب الضغوط الدولية، بعد الذي جرى في سورية، يُقابله الإطار الشيعي، ويرى أن الحاجة إلى الحشد الشعبي بات أكثر إلحاحًا في مواجهة تداعيات محتملة للوضع السوري، بينها عودة خطر تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعاد تنظيم صفوفه مع انهيار الجيش السوري.
السعوديون ينبشون ماضي الجولاني
ويهتم السعوديون الانفتاحيون بالاطّلاع على خلفية الجولاني الدينية المولود في بلادهم السعودية، حيث أعاد بعض النشطاء منهم مقطع فيديو لأحمد الشرع زعيم سورية الجديد قبل سقوط نظام الأسد، حيث كان يتواجد الجولاني كحاكم لإدلب، كان يتحدّث فيه عن تجربة السعودية الدعوية، وينظر لها بأنها تجربة فاشلة، فهو يرفض التحكّم بالعباد على طريقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكنه يريد تدخل الدولة كما قال في المقطع في حال كان الإجماع على أمر ما بأنه محرم، وعن غطاء وجه المرأة النقاب، يرى الشرع بأن حجاب المرأة بدون النقاب حجابًا شرعيًّا، وهو الحجاب الدارج بطبيعة الحال للنساء في سورية قبل مجيء فصائل هيئة تحرير الشام، وينظر السعوديون للجولاني هُنا بشكل إيجابي ولكن مُتحفّظ.
رأي اليومإقرأ أيضاً : هجوم أوكراني كبير بعشرات الطائرات المسيرة على مدينة قازان الروسية وزيلينسكي يهدد بشن المزيد من الضربات إقرأ أيضاً : تشاؤم مفاجئ يُحيط بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حماس و "إسرائيل" .. مسؤولون إسرائيليون: هناك فجواتإقرأ أيضاً : الشرع: سيتم دمج كل الفصائل العسكرية في مؤسسة واحدة تحت إدارة وزارة الدفاع ولن يكون هناك تجنيد إلزامي في الجيش
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#إيران#المنطقة#مدينة#السعودية#أمريكا#العراق#سوريا#اليوم#الخليجية#الحكومة#الدولة#الصحافة#الدفاع#أحمد#العسكريين#محمد#بوتين#الرئيس
طباعة المشاهدات: 1732
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 22-12-2024 09:51 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: أحمد أحمد الرئيس الحكومة إيران إيران الحكومة إيران أمريكا سوريا بوتين بوتين محمد روسيا سوريا العسكريين روسيا روسيا إيران سوريا الخليجية العراق الدولة السعودية الدولة روسيا إيران المنطقة مدينة السعودية أمريكا العراق سوريا اليوم الخليجية الحكومة الدولة الصحافة الدفاع أحمد العسكريين محمد بوتين الرئيس الجیش السوری فی سوریة
إقرأ أيضاً:
لماذا سوريا من أكثر البلدان تضررًا من حرب إسرائيل وإيران؟
تختلف الحرب التي اندلعت مؤخرًا بين إسرائيل وإيران عن كل الحروب السابقة في المنطقة، فهي ليست مثل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، أو الحرب الإسرائيلية على "حزب الله" في لبنان، ولا تشبه حرب الخليج الأولى، ولا الغزو الأميركي للعراق، أو حرب العراق وإيران في ثمانينيات القرن الماضي.
كما أنها خرجت عن الطابع التقليدي للمواجهة بالوكالة، لتأخذ شكل مواجهة مباشرة. ولا تفسر من جهة الردع والرد فقط، فهي حرب مختلفة وغير تقليدية، وستكون لها تداعياتها على دول وشعوب المنطقة؛ كونها تمثل صراعًا على مستقبل الدور الإقليمي فيها، حيث تسعى إسرائيل إلى تكريس دورها كقوة مهيمنة لا تُردع، خاصة أنه في حال نجاحها في هزيمة إيران ستكون القوة الأولى، وصاحبة اليد الطولى في المنطقة.
الموقف السوريكان طبيعيًا أن يتفاعل السوريون مع مجريات هذه الحرب، وأن تختلف مواقفهم حيالها، حيث اتخذ بعضهم موقف اللامبالي منها، فيما يترقب آخرون ما ستسفر عنه هذه المواجهة التصعيدية. ويساور كثيرًا منهم القلقُ من تداعيات الحرب على بلادهم، التي تحررت حديثًا من قبضة نظام الأسد البائد.
وكان المفاجئ لدى السوريين، وسواهم، هو حجم الهشاشة التي ظهر بها النظام الإيراني أمام الضربات الموجعة المتتالية وغير المسبوقة التي تلقاها، وطالت ليس مواقع نووية وعسكرية فحسب، بل قادة من كبار العسكريين في الجيش الإيراني، والحرس الثوري واستخباراته، وفيلق القدس، وعلماء ذرة وسواهم.
اللافت هو عدم صدور أي موقف رسمي عن الحكومة السورية حيال هذه المواجهة الطاحنة بين إسرائيل وإيران، في موقف قد يبدو مفهومًا لدى الكثير من المراقبين، بالنظر إلى الوضع الكارثي في سوريا، الذي ورثته الإدارة الجديدة من النظام السابق، ويستلزم القيام بجهود كبيرة من أجل التعافي، وإعادة إعمار ما خرّبه هذا النظام.
إعلانلذلك تحاول دمشق أن تنأى بنفسها بشكل كامل عن الحرب وتداعياتها؛ لأنه لا مصلحة لسوريا بالدخول في أي من تفاصيلها، كي تركز على محاولتها إطلاق عجلة التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، التي باتت تمثل شغلها الشاغل، وبالتالي فإن حربها الأساسية هي في الداخل من أجل بناء سوريا، ويتعين عليها تجنب تداعيات الحرب بين إسرائيل وإيران.
الآثار والتداعياتتشير وقائع المواجهة العسكرية الدائرة بين إسرائيل وإيران إلى أنه على الرغم من أن سوريا ليست طرفًا فيها، فإنها ربما تكون من بين أكثر الدول تأثرًا بها، ليس فقط على المستوى السياسي، بل على المستوى الاقتصادي أيضًا، حيث بات مطلوبًا من الحكومة السورية اتخاذ إجراءات لمنع ارتفاع مستوى التضخم، وأسعار السلع، والخدمات في الأسواق السورية.
إضافة إلى الآثار التي تطال مجمل النشاط الاقتصادي والتجاري في سوريا، والمتمثلة في تأجيل زيارات الوفود الاقتصادية والاستثمارية العربية، وإغلاق المجال الجوي في عدة دول في الإقليم، وخاصة المجاورة لسوريا، ما أفضى إلى توقف الحراك الدولي والإقليمي تجاه سوريا.
ولا شك في أن كل ذلك سيترك آثارًا على عملية نهوض الاقتصاد السوري المتهالك أساسًا نتيجة ممارسات النظام السابق.
الأخطرُ من الآثار الاقتصادية، الآثارُ المتصلة بموقع سوريا الجغرافي، مما جعلها تعيش بعض حيثيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية وإرهاصاتها، وذلك في ظل انتشار ادعاءات بأن سوريا فتحت مجالها الجوي لاعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية، الأمر الذي نفته الحكومة السورية بشكل قاطع، حيث تعتبر أن ما يجري في الأجواء السورية يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة الدولة السورية من الطرفين؛ الإسرائيلي والإيراني، ويتجسد في قيام كل منهما بعمليات عسكرية في الأجواء السورية دون أي تفويض رسمي من السلطات السورية، وهو أمر مرفوض تمامًا، ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
الواقع هو أن السماء السورية الممتدة فوق المنطقة من محافظة درعا إلى القنيطرة وصولًا إلى محافظة طرطوس، تشهد تصعيدًا غير مسبوق منذ بداية المواجهة، إذ تحولت سماء المنطقة إلى مسار لعبور عشرات المسيرات والصواريخ، وسقط بعضها في مناطق سكنية، وأخرى في مناطق زراعية.
إضافة إلى سقوط خزانات وقود الطائرات، وبقايا صواريخ إيرانية تم اعتراضها من قبل الجانب الإسرائيلي وخلفت ضحايا ومصابين سوريين.
واستدعى ذلك توجيه وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح نداء للسوريين في المناطق الجنوبية بـ "عدم التجمهر أو الصعود للأسطح لمراقبة ما يحدث، وذلك حفاظًا على سلامتهم"، مع تحذيرهم من "الاقتراب من أي جسم غريب أو حطام قد يسقط نتيجة الأحداث، وعدم لمسه، وترك التعامل معه لفرق الهندسة أو فرق إزالة مخلفات الحرب، والإبلاغ فورًا عن أي بقايا أو مخلفات حرب".
الإجراءاتلم تعد سوريا ساحة للمواجهة بين إسرائيل وإيران مثلما كانت في عهد النظام السابق، فقد خرجت إيران ومليشياتها من سوريا بشكل نهائي مع سقوط النظام الأسدي، وتغيرت بعده وجهة سوريا بشكل جذري، وبالتالي تغير شكل المواجهة بين طهران وتل أبيب.
إعلانظهر تغير الموقف السوري فور وصول الإدارة الجديدة إلى دمشق، حيث أعلنت أنها لن تدخل في سياسة المحاور الإقليمية؛ لأن تركيزها سيتمحور على إعادة بناء دولة جديدة قادرة على استعادة السيادة الوطنية، وبناء مؤسسات عسكرية وأمنية مهنية، بعيدًا عن أيدي المليشيات، أو المجموعات الخارجة عن القانون.
كان متوقعًا أن تحاول بعض المجموعات المسلحة إعادة خلق أرضية اشتباك مع إسرائيل في الجنوب السوري، كي تخلط الأوراق بالنظر إلى أن إسرائيل تعتبر ذلك أحد خطوطها الحمر الرئيسة، وتتخذ ذلك ذريعة لقيامها باعتداءات جديدة على سوريا.
وقد سبق لمجموعة تدعى "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا" (أولي البأس) أن تبنّت إطلاق مقذوفات صاروخية على منطقة الجولان المحتل من الجنوب السوري في بداية مطلع شهر يونيو/ حزيران الجاري، اتخذته إسرائيل ذريعة لقيامها بقصف مواقع في الجنوب السوري.
ومنعًا لتكرار مثل هذه المحاولات، اتخذت الحكومة السورية جملة إجراءات أمنية واحتياطات عسكرية؛ بغية الحفاظ على الساحة السورية ساكنة، وخارج لهيب النار المتبادلة عبر سمائها بين إيران وإسرائيل. ومع ذلك تخشى الحكومة السورية من أن تستغل خلايا نائمة تابعة لإيران الوضع الجديد لإشعال مواجهة مع إسرائيل.
لم تقتصر الإجراءات التي قامت بها الحكومة السورية على المنطقة الجنوبية في سوريا فقط، بل أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع كل من العراق ولبنان منذ بدء الحرب الإسرائيلية الإيرانية؛ تحسبًا لما قد تقوم به خلايا ومجموعات تابعة لإيران، حيث كشفت التطورات الأخيرة أن بقاياها ما تزال موجودة، ولم تكفّ عن محاولاتها تهريب الأسلحة والمخدرات، ونفذت بعض العمليات في الآونة الأخيرة في محافظة دير الزور، والمناطق الحدودية مع العراق ولبنان.
وبالتالي فإن الحكومة السورية مضطرة إلى صرف جزء من قدراتها من أجل ضبط الحدود، ومنع امتداد تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية إلى الداخل السوري؛ لأن ذلك قد يفضي إلى حدوث اختلالات بالوضع الأمني، ويمكن لقوى عديدة استغلالها من أجل ضرب الاستقرار في سوريا.
المستوى السياسيما يسجل على المستوى السياسي، هو الاتصال الذي أجراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس السوري أحمد الشرع بعد اندلاع المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وركز فيه على نقطتين جوهريتين؛ أولاهما ضرورة تحييد سوريا عن هذا الصراع الإقليمي، والثانية توخي المزيد من الحذر في ظل الظروف الحالية، كي لا تستغل التنظيمات المتطرفة أو "العناصر الإرهابية" حالة الفوضى لتوسيع نشاطها في سوريا والمنطقة.
تكمن أهمية اتصال أردوغان بالشرع في أنه جاء بعد عدة اتصالات قام بها مع قادة في دول العالم، وخاصة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يعني حصول توافق أميركي تركي حول ضرورة إبعاد سوريا عن الصراع الدائر في المنطقة.
ويلتقي ذلك مع توجه الحكومة السورية للنأي بنفسها عن الصراع، والعمل على منع ارتداداته على الداخل السوري، الأمر الذي وفّر لها التنسيق مع تركيا من أجل إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع كل من العراق ولبنان، وبما يتسق مع ما ترغب به الولايات المتحدة، مما يصبّ في صالح التقارب السوري الأميركي، خاصة بعد رفع العقوبات الأميركية عنها وتطبيع العلاقات.
ولا يبتعد كل ذلك عن المتغيرات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط، وإعادة اصطفاف القوى فيه وفق المعطيات الجيوسياسية الجديدة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline