يمانيون:
2025-06-27@07:11:34 GMT

معيارُ العلوّ والسقوط

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

معيارُ العلوّ والسقوط

منار الشامي

هناك مقولة لفتت انتباهي قبل فترة والتي كان محتواها: استمرّت الصين في بناء سور الصين العظيم مئات السنين وجعلت لهُ بابًا واحداً ولم تعرِف بأنّ الأعداء قد يقدمون الرشوة للبوّاب!

مختصر الأمر أن لا قيمة لا للحواجز ولا للأسلحة طالما لم يتم بِناء الإنسان الذي يمتلكها أولًا.

مؤخّرًا لاحت على الواجهة عدد من العناوين التي سيّرها الإعلام في سياق عام ظاهريًّا مخطّط باطنيًّا، منها حملة قامت بها السفارة الأمريكية، وأُخرى بعدد من الأقلام المأجورة غايةَ تكرار ما حدث في دمشق على الرقعة اليمنيّة، وأُخرى التقاء أهداف الصهاينة مع أهداف المرتزِقة وتحالف العدوان علينا،

عُمُـومًا، لا يُمكن للأوطان أن يطأها أحد دون أن يرشي البوّاب!

كلابُ الخونة والقطيع الأخرق من ورائهم من الجهلة هم السبب الرئيسي وراء كُـلّ تدخلٍ خارجي بفعل المالِ الذي يقتنيه الخونة واستغلال نقاط الجهل التي يمتلكها القطيع.

كان أملُ الكثيرِ منّا دومًا رغم ما ارتكب بحقّنا جراء العدوان الغاشم أن يتعدّل مسار الخونة ومن معهم من المرتزِقة، أن ينتظم صفّهم معنا ولو أمام العدوّ فقط، لكن المسألة بطبيعة الحال كانت إلهيّة، شيء خارج نطاقِ رجائنا،

قال الله تعالى: «وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ» مسألة عظيمة كقضيّة القدس لن يحملها إلّا الشرفاء، الذين لم تتلوث أيديهم قط لا بالدمِ ولا بالحرام، الذين قدموا قوافل طويلة من الشهداء فقط لأجلِ ردع الظلم والعدوان، الذين يحبهم اللّٰه، الأشداء على الكافرين في البحر، في البرّ، في التصريحات، في الميدان، والمتواضعين مع المؤمنين ومحيطهم، اللطفاء مع الصهاينة لن يُشرّفهم اللّٰه بمقامٍ كهذا قط ولهذا كان تعبيرُ اللّٰه تحديدًا “كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ”.

كلُّ مرحلة تأتي -بما فيها ما حدث في سوريا- هي مراحل غربلة دقيقة، لا يظلُّ فيها إلّا كما ورد في الروايات الشريفة “الأندرَ الأندر”؛ لأَنَّنا لا نتحدث عن جزاء لحظي؛ نحنُ نتحدث عن حياة آخرة، أبديّة يختارُ المرءُ فيها طريقه بملء إرادته.

الشيء الذي كان دومًا يدوّي في أُذني جملة الشهيد القائد: ثم سنسهم دائمًا في كشف الحقائق في الساحة؛ لأَنَّنا في عالم ربما هو آخر الزمان كما يقال، ربما -والله أعلم- هو ذلك الزمن الذي يَتَغَرْبَل فيه الناس فيكونون فقط صفين فقط مؤمنون صريحون.. منافقون صريحون، والأحداث هي كفيلة بأن تغربل الناس، وأن تكشف الحقائق.

لا يعلم أحد ما الذي قد يأتي من أحداثٍ أُخرى يتغربلُ فيها الناس حتى يقف الجميعُ على خطين صريحين لا يشوبهما خيطُ ريبٍ واحد، لكن يبقى المعيارُ فقط لكلِّ جماعةٍ مهما كانت نيّاتُها هذا: أشدّاءُ على الكُفّارِ رُحماءُ بينهم، وشدةُ العربِ وصهاينة العرب وكذلك الأعداء-أمريكا وبريطانيا وإسرائيل- مع حُسنِ حظّنا اتجهت إلينا، بينما شِدّتنا تظهرُ على صفيحِ البحر الأحمر وفلسطين المحتلّة، في الوقتِ الأشد الذي وصل إلينا فيه التهديد والوعيد والضغوط والإغراءات، وهذا كلا كلا لا مفخرة ولا غرور إنما ذلك الشعور الخانق بين فرحةٍ وبكاء وكلّهُ امتنان لله على حُسنِ توفيقه.

المُهم: تبقى القضيةُ معيارُ كُـلّ أمرئ فيها يعلو أَو منها يسقط.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

وحدوا الله

بعد سنوات من راحة البال من رسائل التهنئة بالعام الهجري الجديد فجأة وعلى غير المتوقع انهالت العشرات منها على تطبيق الواتساب.
وشعرت بضرورة الرد على هذه البدع، لكن التساؤل كان كيف؟ ومن أين أبدأ؟

ولوهلة تذكرت جدتي لأمي؛ -أخت العلماء والمشايخ- ميمونة أبو سليمان -رحمها الله- وأسلوبها الراقي في التربية؛ حيث كانت تلقننا الأخلاق والدين، بالقصص والحكايات؛ فقررت أن أقدم موعظتي بأسلوبها وعلى طريقتها.

وحدوا الله، والي عليه ذنب وخطية يقول أستغفر الله

كان يا مكان قبل أربعة عشر قرن من الزمان؛ بعث الله تعالى نبي آخر الزمان؛ محمد عليه الصلاة والسلام، بشرع عظيم يصلح لجميع الناس في كل زمان ومكان، وزاد له في البيان عمن قبله من الأنبياء عليهم السلام.

وبين لنا أيش نعمل في الأفراح والأحزان، وعند النوم والقيام، وفي كل الظروف والأحوال، وأنه مو كل ما هب الناس هبة قلنا آمين وكمان، لأن منهجنا في السنة والقرآن، والضلال في الدين يكون بالزيادة فيه أو النقصان، وأخبرنا أن تحديد الأعياد حق لله تعالى، ورسوله عليه الصلاة والسلام، وليس لأحد من الأنام، وعلى كدا كان الصحابة والتابعين كمان؛ عشان كدا اختراع عيد جديد، نهني بعضنا عليه، ولا نحتفل بيه ونبارك ونفرح به، بدعة وضلالة تجيب لنا الآثام.

والعام الجديد الناس الي حددت له الشهور والأيام، والبداية والنهاية كمان؛ لا ذكر في سنة، ولا نزل به قرآن، والاحتفال بيه زيادة في الأعياد الي ما أنزل بها الله من سلطان.

وأنه في الشرع في أشياء مخصوصة؛ ما تتعمم، وأشياء عامة؛ ما تتخصص، وإن تعميم الخاص، وتخصيص العام، من البدع الي كثرت -يا لطيف- في هذا الزمان، ومن هذه البدع تعميم دعاء رؤية الهلال؛ فصار يقوله الي على جواله جالس متكي، ولا على سريره نعسان؛ لا شاف لا هلال ولا قمر كمان.

توتة توتة، فرغت الحدوتة، حلوة ولا بتوتة؟

ولو كان بيتنا قريب كان جبنا لكم شوية زبيب، ولو طاقيتي مخروقة كان جبتلكم شوية مسلوقة.

إضاءة…

البعد عن الكتاب دخول في الضباب، والبعد عن السنة طريق للفتنة.

مقالات مشابهة

  • حنكش: اتصال إيلون ماسك بالرئيس عون رسالة فيها ترميم للثقة
  • عصر الضبابية.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
  • رئيس السلطة الفلسطينية يوجه رسالة لترامب.. ماذا جاء فيها؟
  • عيني فيها قطع.. تدهور الحالة الصحية لـ إيناس عز الدين بسبب خطأ طبي
  • وحدوا الله
  • الهوية الوطنية ركيزة تداخلت فيها عناصر الجغرافيا والإنسان والبحر والحضارة، فأنتجت تاريخًا ثريًّا ومتفردًا
  • القسام تنشر صورة ناقلة جند إسرائيلية بخانيونس.. قُتل فيها 7 جنود
  • الموساد يجند عملاء من الخونة في الرياض
  • منصة قوى توضح الحالات التي لا يجوز فيها نقل الموظفين غير السعوديين
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر