سودانايل:
2025-07-04@18:26:03 GMT

الحرب في السودان: مسار السلام، التعقيدات والتحديات

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

بروفيسور: حسن بشير محمد نور

منذ استقلال السودان في مطلع يناير 1956 يحلم السودانيون بالسلام وقد تمت عدة مبادرات واتفاقيات كان من ضمنها مؤتمر المائدة المستديرة في مارس 1965 بعد ثورة اكتوبر 1964، الا ان ذلك المؤتمر لم يكتب له النجاح. استمرت الحرب الاهلية التي اشتعلت في العام 1955، واستمرت في التصاعد خلال حكم الفريق ابراهيم عبود.

بعد سقوط ذلك النظام وفشل مؤتمر المائدة المستديرة استمرت الحرب حتي العام 1972 بعد استيلاء الجيش بقيادة جعفر نميري علي السلطة في السودان في العام 1969م.
توصل نظام نميري لاتفاقية أديس أبابا في عام 1973 مع حركة "أنانيا"، التي حققت هدنة طويلة للحرب استمرت لعشرة سنوات، وهي الفترة الاطول التي يمكن القول بان السودان قد نعم فيها (بالسلام). وباعتبار السودان نموذجًا معقدًا في إدارة السلام بسبب تاريخه الطويل من الصراعات المسلحة وتنوع مكوناته الاجتماعية والسياسية، فقد شهدت مسيرة السلام تعقيدات حولتها من حلم لمعضلة شائكة حتي تحولت لسراب بعد اشتعال حرب ابريل 2023م.
مرت تلك المسيرة بمراحل متعددة كانت اتفاقية اديس ابابا أول محاولة جادة لإنهاء الحرب الأهلية الأولى (1955-1972) بين الشمال والجنوب، وتم التوصل إليها بعد سنوات من الصراع، وبالرغم من تحقيقها بعض النجاحات مثل منح الحكم الذاتي للجنوب، إلا أن نكوص حكومة نميري عن الالتزام بالتنفيذ الكامل للاتفاقية أدى إلى تجدد الصراع في عام 1983 بقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة الراحل جون قرنق.
بعد سقوط نظام نميري بانتفاضة شعبية في ابريل 1985 تم انتخاب حكومة مدنية برئاسة السيد الصادق المهدي. خلال تلك الفترة (1986 – 1989) حاولت الحكومه معالجة قضايا الحرب عبر الحوار مع الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق. لكن هذه الجهود تعثرت بسبب عدم التوافق بين الأحزاب السياسية والقوى المسلحة، خاصة الخلاف حول قوانين 1983 التي سميت بقوانين (الشريعة الاسلامية) وبعض الاتفاقيات العسكرية مع دول الجوار.
بالرغم من تلك الخلافات تمت بعض المحاولات فضلاً عن الضغوط الإقليمية والدولية، فقد تم اعلان كوكادام في العام 1986 بين قوى سياسية سودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، الا ان ذلك الاعلان لم يحقق اختراقا عمليا. جاءت بعد ذلك محاولة جادة من السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي فيما عرف (بمبادرة السلام السودانية). تم الاتفاق في تلك المبادرة علي وحدة السودان، تجميد قوانين سبتمبر 1983 وترتيبات سياسية، الا ان السيد الصادق لم يوافق علي ما تم الاتفاق عليه، الي ان قطع انقلاب الحركة الاسلامية في يونيو 1989، عبر الجيش السوداني بقيادة عمر البشيرالطريق في وجه السلام، بحكم طبيعة الحركات الاسلامية غير القادرة علي العيش والازدهار الا في البيئات القذرة.ٍ.
الحرب الاهلية في عهد حكومة الانقاذ الاسلامية لم تشتد فحسب بل تحولت لحرب دينية مشحونة بشعارات التطرف والكراهية. بعد ان تم حشد المجتمع الدولي لقواه ضد تلك الحرب بشعاراتها مثل (امريكا روسيا قد دنا عذابها)، ضاق الخناق علي نظام الانقاذ سياسيا واقتصاديا مما اضطره لتوقيع اتفاقية السلام الشامل في العام 2005 مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. أدت هذه الاتفاقية إلى إنهاء الحرب الأهلية الثانية، لكنها مهدت لانفصال جنوب السودان في العام 2011، بسبب عدم حل جذور الأزمة المتعلقة بالهوية والموارد ونظام الحكم، وبسبب فقدان الحركة الشعبية لزعيمها التاريخي جون قرنق المؤيد للحدة، في تحطم طائرة غامض اثناء عودته من اجتماع محضور دوليا في العاصمة اليوغندية كمبالا. في ذلك الوقت روجت الماكنة الاعلامية للاساميين بان مشكلة الحرب قد انتهت وان السودان اصبح متجانسا بحكم الدين واللغة بعد التخلص من الجنوب (المختلف)، ذلك بالطبع حسب ايدلوجيتهم ومشروعهم الذي اسموه (الحضاري)، مع ان السودان لن يكون متجانسا حتي اذا اصبح سكانه يساوون ما يملأ غرفة واحدة.
بالطبع معضلات السلام لم تنتهي عند ذلك الحد، فقد اشتعلت حربا ليس اقل ضراوة في دارفور في العام 2003 وقد استمرت تلك الحرب الي حين اكتمالها بشكل مأساوي لتعم جميع انحاء السودان في ابريل 2023.
بعد سقوط نظام البشير في العام 2019 بثورة شعبية نادرة من نوعها من ناحية شمولها الجغرافي والاجتماعي والتوافق حولها، قبل ان يتم اجهاضها بعوامل داخلية وخارجية متشابكة. بعد سقوط نظام البشير جاءت الحكومة الانتقالية التي تشكلت بمخاض عسير في اغسطس 2019، بما سمي (باتفاقية جوبا للسلام) مع عدد من الحركات المسلحة المسماة بحركات (الكفاح المسلح). ورغم أنها هدفت لتحقيق سلام شامل، إلا أنها لم تشمل جميع الأطراف الفاعلة في النزاع، مما جعل الاتفاقية عرضة للانهيا، وبسبب الضعف البنيوي والجماهيري لمكوناتها لم تجد حلا غير الانضمام للمكون العسكري المكون من القوات العسكرية والامنية وقوات الدعم السريع في عرقلة مسار التحول الديمقراطي، ومضت ابعد من ذلك بالانحياز لانقلاب 25 اكتوبر 2021 ومن ثم مشاركة اطرافها التي تبقت بعد الانقسامات في الحرب مع الجيش السوداني.
عند حدوث انقلاب 25 أكتوبر 2021 بقيادة الجيش والدعم السريع، والذي كان المقدمة الاساسية لاشتعال الحرب في ابريل 2023، ازداد تعمق الأزمة السياسية، وحدثت انقسامات واسعة بين المكونات المدنية والعسكرية. الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع كشفت عن تعقيدات جديدة، حيث انخرطت فيها أطراف داخلية وخارجية ذات أجندات متعارضة، بما في ذلك مليشيات إسلامية وقبلية وقوات أجنبية.
بعد الحرب اصبحت معضلة السلام اشد تعقيدا لعدة اسباب منها:
- تعدد الأطراف المتصارعة: من طرفي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ومن معهما من المليشيات القبلية والإسلامية، مما يصعب الوصول إلى توافق شامل.
- التدخلات الخارجية: اذ ان هناك جهات دولية واسعة المعلومات تؤكد دعم أطراف إقليمية ودولية لأحد الجانبين، كان اخرهم وزير الخارجية الامريكية بلينكن من منصة مجلس الامن الدولي، يزيد ذلك من تعقيد المشهد.
- تباين العقائد الأيديولوجية والمصالح الاقتصادية بوجود أطراف ذات توجهات متناقضة سواء دينية، سياسية، أو اقتصادية، واخري قبلية تسعى لتحقيق مكاسب من الحرب.
كل ذلك يشكل عقبات عظمى امام تحقيق السلام لاسباب منها:
- غياب الثقة بين الأطراف المتصارعة بحكم التاريخ الطويل من النقض المتبادل للعهود وللاتفاقيات مما يعيق أي حوار جاد للوصول لحل صلب.
- ضعف مؤسسات الدولة يجعلها عاجزة عن تنفيذ الاتفاقيات ومراقبة الالتزام بها.
- تدهور الاوضاع الإنسانية والاقتصادية ودمار البنية التحتية يجعل السلام ضرورة ملحة لكنه صعب التحقيق، بسبب عجز الكثير من المكونات السياسية والاجتماعية من الانخراط بشكل فعال في المشاركة وصنع القرار لاسباب ذاتية وللتضييق الامني من اطراف الحرب، كما ان الوضع الاقتصادي لملايين النازحين واللاجئين يجعلهم في كفاح يومي من اجل البقاء ويحد من أي نشاط مجدي لهم.
يخلق كل ذلك تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة ليس اقلها:
- ان استمرار الصراع يؤدي إلى عزلة دولية وعدم استقرار داخلي ويجعل النظام السياسي هشا وفاقد للثقة.
- هروب الاستثمارات الوطنية والاجنبية وعزوف رؤوس الاموال عن التوظيف في الاقتصاد يؤدي لارتفاع معدلات الفقر والبطالة والبحث عن الهجرة الي الخارج كملاذ مصيري.
- من النواحي الاجتماعياً والديمغرافياً تفاقم الحرب النزوح الداخلي والانقسامات العرقية والقبلية، اضافة لتفشي خطاب الكراهية والاستهداف العرقي والجنساني.
تحقيق السلام يمرعبر طرق شائكة تتطلب حوار شامل تنخرط فيه جميع الأطراف الفاعلة دون استثناء وهذا يبدو امرا صعب التحقيق. كما يتطلب التزام دولي وإقليمي يدعم عملية السلام وضمان تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وهو موضوع مكلف نسبة لتعقيدات الاوضاع في السودان واتساع رقعة النزاع. مع الاخذ في الاعتبار ان تحقيق السلام يحتاج لرتق النسيج الاجتماعي، اعادة الاعمار وإصلاح المؤسسات بما يحقق بناء مؤسسات وطنية قوية قادرة على تحقيق العدالة والتنمية، وهذا شرط وجودي لمستقبل أي سلام في السودان.
اذن معالجة جذورالازمة، الذي يعتبر شرطا وليا لتحقيق السلام، يتطلب التركيز على قضايا مثل الهوية، التنمية، قسمة وتوزيع الموارد، بذلك نجد ان تحقيق سلام مستدام في السودان يمر بطريق طويل يحتاج الكثير من العمل، اضافة لمشروع وطني متوافق عليه وهذا يحتاج بدوره لإرادة سياسية قوية وفاعلة من جميع المكونات السودانية، يعتبر ذلك هو الطريق الممهد للوصول الي ورؤية شاملة لتحقيق السلام ولمستقبل البلاد، تأخذ تلك الرؤية في الاعتبار تعقيدات المشهد الحالي والتحديات التاريخية وتصطحب الوقائع الموضوعية المتشابكة علي المستوى الاقليمي والدولي، بدلا عن التوهان وانعدام الرؤية الحالي وعقلية (دبلوماسية الحرد) التي تتبعها سلطات الامر الواقع.

mnhassanb8@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الشعبیة تحقیق السلام السودان فی فی السودان فی العام بعد سقوط

إقرأ أيضاً:

هل اقتربت لحظة السلام في المنطقة؟

صمت هدير الطائرات والصواريخ في سماء الشرق الأوسط، انتهت الحرب في اليوم الثاني عشر، لم يسقط نظام إيران، ولم تتم إزالة إسرائيل، لكن شأن أي حرب، الأمر لن ينتهي عند هذا الحدث، ثمة تفاعلات كثيرة ستولد ديناميكيات وتنشئ تحولات وتصنع مسارات عندما تبرد الجروح وتهدأ مرحلة هيجان المشاعر.

هل كان ممكنا للحرب أن تستمر أكثر من ذلك؟ الجواب لا، فقد وصل الطرفان إلى درجة عالية من الاستنزاف، بعكس ما صدراه من خطابات سياسية وتصريحات عسكرية عن قوّة خارقة، ومشاريع تغييرية على مستوى البنية الإقليمية وقدراتهما التأثيرية الخارقة، وقد جاءت مبادرة ترامب، إعلان وقف الحرب إنقاذا لإحراجهما الذي كان سيبرز على السطح بدءا من اليوم الثالث عشر للحرب، بعد أن اكتشفا خدعة تقديراتهما ورضوخهما لمعطى نفاد الأسلحة الاستراتيجية اللازمة لتشغيل الحرب واستمرارها، وهو ما كان يعرفه ترامب جيدا، وبنى عليه لغته الآمرة.. أوقفوا الحرب الآن.

تكاد اللحظة الإقليمية والدولية الراهنة تشبه إلى حد بعيد فترة ما بعد الحرب الأمريكية على العراق في بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث الولايات المتحدة هي الطرف الأكثر تأثيرا وفعالية، وتراجع أدوار الفاعلين الدوليين
في النتائج على المستوى الإقليمي، تكاد اللحظة الإقليمية والدولية الراهنة تشبه إلى حد بعيد فترة ما بعد الحرب الأمريكية على العراق في بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث الولايات المتحدة هي الطرف الأكثر تأثيرا وفعالية، وتراجع أدوار الفاعلين الدوليين (الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين)، إلى حد بعيد، ما يؤهل واشنطن للقيام بدور تقريري وازن في صناعة مسارات جديدة في المنطقة، ولا سيما إمكانية رعاية مفاوضات سلام جديدة بين اسرائيل وبعض الاطراف العربية، وإعادة ترميم علاقات إسرائيل بتركيا في هذا السياق.

ويبدو أن الماكينة الدبلوماسية الأمريكية قد بدأت بالفعل العمل على هذا المسار، وهو ما أكده مبعوث واشنطن الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من أن هناك تحركات دبلوماسية واعدة على أكثر من صعيد في الشرق الأوسط، مشيرا إلى اقتراب صدور إعلانات كبرى تتعلق بانضمام دول جديدة إلى اتفاقات أبراهام، كما أن هناك قابلية واستعداد لدى إيران نفسها لعقد اتفاق سلام شامل، حسب تأكيدات ويتكوف، ربما في مرحلة ثانية من انطلاق عملية السلام في المنطقة.

هل هذه التقديرات ممكنة أم هي مجرد دعاية لـ"اللحظة الترامبية" المتغيرة المزاج، وبالتالي لا يمكن البناء عليها في تقدير طبيعة المسارات التي ستشهدها المنطقة في المرحلة المقبلة؟ ثمة تحولات عديدة أنتجتها المرحلة الماضية في المنطقة، من حروب استنزاف مديدة ونشوء ديناميكيات داخلية، ستفرض نفسها بشكل جلي في الترجمات السياسية للتموضعات الداخلية وعلى المستوى الإقليمي، ولن يتكمن صنّاع القرار والنخب الحاكمة في المنطقة تجاوزها وطيّها بسهولة، وسيضطرون للتكيّف مع مقتضياتها عبر إدارة للأوضاع تراعي هذه المتغيّرات، أو مواجهة تحديات قاسية ومخاطر ستطال البنى الحاكمة وتحالفاتها وعقودها الاجتماعية.

لعل أول تلك التحديات التي تواجهها أطراف اللعبة، أن الإقليم وصل إلى معادلة توازن قوى هشّة الى أبعد الحدود، بعد سقوط معادلات الردع على جانبيه، وثبوت وهْم قدرة كل من إيران واسرائيل على إعادة تشكيل خرائط النفوذ السياسي والأمني في المنطقة، في مقابل صعود قوى (الخليج وتركيا) لديها منطق جديد للاشتباك مع الواقع عبر سياسات ناعمة ذات مفعول تأثيري مهم في صناعة توجهات المرحلة المقبلة، وتستند في ذلك إلى رأي عام في المنطقة يؤيدها بدرجة كبيرة، تحركه الرغبة في الخروج من عنق زجاجة الأزمات المنهكة.

تبدو المنطقة مهيأة بشكل كبير لحدوث تحوّلات مهمة على صعيد الانتقال من الحرب الى السلام، الواقع يدفع بهذا الاتجاه، لكن شكل السلام ونطاقه وقدرته على الصمود، فتلك مسائل من المؤكد أنه ستقررها الأوراق التفاوضية لدى اللاعبين ومدى صلاحيتها، والديناميكيات الاجتماعية والسياسية الصاعدة في الإقليم، والأهم من كل ذلك ما إذا كان لدى إدارة ترامب رؤية واضحة لإدارة التحولات في المنطقة
ثاني تلك التحديات، أن الفاعلين اللذين ساهما بدرجة كبيرة في صناعة المشهد الحالي، اسرائيل وإيران، باتا يقفان على عتبة انفجارات داخلية وانقسامات بدأت تظهر بوادرها، ولا سيما في المقلب الإسرائيلي المتوقع ان يشهد في المرحلة المقبلة، بعد الخروج من الملاجئ، صراعات سياسية ساخنة جدا، فيما تشير التقديرات إلى أن إيران لن تكون بعيدة عن هذا المسار، حيث بدأت تتهيأ أسئلة كثيرة للتبلور على شكل احتجاجات واعتراضات عن الاستثمارات المضيعة في الأسلحة والنفوذ الإقليمي والقدرة الخارقة على المواجهة، بل عن مصير المشروع النووي الذي أرهق إيران وجوّعها.

لكن هذه التحديات، أو التحوّلات، لا تكفي وحدها لصناعة مسارات جديدة في السياق الإقليمي، فالشرق الأوسط طالما عاند الوقائع والمتغيرات، وخاض في مسارات غير مضمونة، بناء على تقديرات خاصة عن الوزن والتأثير والفعالية لكل طرف من أطرافه، وبالتالي فإن بلورة مسارات جديدة سيكون مرهونا بقدرة الدفع الأمريكية وجدية الفاعل الأمريكي، الذي يبدو حتى اللحظة لديه الحماس لإعادة هندسة المنطقة، لكن ليس على مقاسات أطرافها الفاعلة، ولا سيما إسرائيل، لإدراك إدارة ترامب أن أوهام نتنياهو لا يمكن على أساسها بناء نظام إقليمي قابل للحياة، كما أن مقاسات دول الخليج وتركيا مثالية إلى حد لا تتوافق مع جسد المنطقة المُبتلى بندوب وتشوهات كثيرة، وترامب مستعجل لتحقيق الإنجازات ولا يريد الخوض في جولات تفاوضية كيسنجرية.

من حيث الشكل، تبدو المنطقة مهيأة بشكل كبير لحدوث تحوّلات مهمة على صعيد الانتقال من الحرب الى السلام، الواقع يدفع بهذا الاتجاه، لكن شكل السلام ونطاقه وقدرته على الصمود، فتلك مسائل من المؤكد أنه ستقررها الأوراق التفاوضية لدى اللاعبين ومدى صلاحيتها، والديناميكيات الاجتماعية والسياسية الصاعدة في الإقليم، والأهم من كل ذلك ما إذا كان لدى إدارة ترامب رؤية واضحة لإدارة التحولات في المنطقة.

x.com/ghazidahman1

مقالات مشابهة

  • الأحد.. ربط مسار الحافلات 151 بالمسار المخصص 11 و 12 من خلال محطتي الخالدية 22 بالخالدية 22 أ
  • هل اقتربت لحظة السلام في المنطقة؟
  • تداعيات إعلان تشكيل الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي برئاسة “حميدتي” على مسار الحرب
  • ⛔️ هل تخلى الجيش عن الفاشر ؟
  • السودان يسحب سفيرته لدى الجزائر بشكل مفاجئ
  • المصالح الأجنبية تعمّق الحرب في السودان ولا سبيل لإيقافها سوى الدبلوماسية الإقليمية
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟
  • الأمم المتحدة: مشاورات مع الجيش السوداني والدعم السريع من أجل هدنة إنسانية بالفاشر
  • السودان ومجلس الأمن الدولي: سبع جلسات في الأشهر الستة من هذا العام، ماذا هناك ؟